«حماس»: فصائل فلسطينية تتفق على تشكيل حكومة وحدة

وصفت الاتفاق بـ«الحل الوطني»

الفصائل الفلسطينية شددت على ضرورة وقف الحرب على غزة قبل أي تبادل للمحتجزين مع إسرائيل (أ.ف.ب)
الفصائل الفلسطينية شددت على ضرورة وقف الحرب على غزة قبل أي تبادل للمحتجزين مع إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

«حماس»: فصائل فلسطينية تتفق على تشكيل حكومة وحدة

الفصائل الفلسطينية شددت على ضرورة وقف الحرب على غزة قبل أي تبادل للمحتجزين مع إسرائيل (أ.ف.ب)
الفصائل الفلسطينية شددت على ضرورة وقف الحرب على غزة قبل أي تبادل للمحتجزين مع إسرائيل (أ.ف.ب)

قالت حركة «حماس»، اليوم الخميس، إنها اتفقت مع فصائل فلسطينية أخرى على «حل وطني» يقوم على تشكيل حكومة وحدة.

وأضافت الحركة في بيان أنها والفصائل الأخرى، وهي حركة «الجهاد الإسلامي» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية، أكدت على وقف الحرب على غزة قبل أي تبادل للمحتجزين مع إسرائيل.

وذكرت «حماس» أن الفصائل أكدت أيضاً «على ضرورة وقف إطلاق النار وكل أعمال العدوان الصهيوني بشكل نهائي، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة كشرط قبل إجراء عملية تبادل للأسرى وعلى قاعدة الكُل مقابل الكُل».

وأضافت «حماس» أن الفصائل الفلسطينية عبّرت عن رفضها للسيناريوهات الإسرائيلية والغربية لما بعد الحرب في غزة، وفق ما نقلته وكالة «أنباء العالم العربي».

وقالت «حماس» إن الفصائل اتفقت على تقديم عدة اقتراحات، منها «الدعوة للقاء وطني جامع ومُلزم يضُم الأطراف كافة دون استثناء، لتنفيذ ما تم التوافق عليه في الحوارات الوطنية السابقة».

كما اتفقت الفصائل على «تطوير النظام السياسي الفلسطيني وتعزيزه على أسس ديمقراطية عبر الانتخابات العامة (الرئاسية، المجلس التشريعي، والمجلس الوطني)، وفق نظام التمثيل النِّسبي الكامل في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها الجميع، بما يعيد بناء العلاقات الداخلية على أسس ومبادئ الائتلاف الوطني والشراكة الوطنية».


مقالات ذات صلة

واشنطن تدعو إسرائيل لتمديد اتفاق العلاقات المصرفية مع «الضفة الغربية»

الاقتصاد أوراق نقدية وعملات معدنية جديدة من الشيكل الإسرائيلي  (رويترز)

واشنطن تدعو إسرائيل لتمديد اتفاق العلاقات المصرفية مع «الضفة الغربية»

قالت الخارجية الأميركية، اليوم، إن أجل تمديد المراسلات المصرفية بين إسرائيل والضفة الغربية قصير للغاية، ويعني أن أزمة أخرى ستلوح في الأفق بحلول 30 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية توجد في أحد شوارع طوباس (رويترز)

موازنات صعبة للسلطة الفلسطينية في الضفة بعد مداهمة مسلحين يتطلعون لقتال إسرائيل

في محاولة لإظهار قدرتها على المساعدة في تشكيل مستقبل الفلسطينيين بعد حرب غزة، تُلقي السلطة الفلسطينية القبض على مسلحين في طوباس بالضفة يتطلعون لقتال إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي المبعوث الخاص بالرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، يلتقي وفد «حماس» في موسكو (أرشيفية)

«حماس» تطلب من روسيا تشجيع عباس على تشكيل حكومة وحدة

قال القيادي في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق، إن الحركة تريد من روسيا حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس على بدء مفاوضات بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير غزة بعد الحرب

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي عناصر من الشرطة الإسرائيلية في مدينة الخضيرة (رويترز)

وفاة معتقل فلسطيني في سجن إسرائيلي بعد نقله إلى المستشفى

أعلنت مؤسستان حقوقيتان فلسطينيتان، الأحد، وفاة معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية بعد نقله لمستشفى «سوروكا».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي اجتماع للفصائل الفلسطينية في الصين انتهى بتوقيع إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية (رويترز)

اجتماع «فتح» و«حماس» بالقاهرة... مناقشات فنية ومساعٍ لـ«توافقات»

ضمن مساعٍ لتحقيق توافقات فلسطينية داخلية، انطلق في العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، اجتماع برعاية مصرية بين حركتي «فتح» و«حماس»؛ بهدف «ترتيب البيت الفلسطيني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

لبنانيون يحاولون البقاء في قراهم بالجنوب تحت قصف إسرائيلي مدمّر

جنديان لبنانيان قرب موقع غارة إسرائيلية استهدفت حارة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنديان لبنانيان قرب موقع غارة إسرائيلية استهدفت حارة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

لبنانيون يحاولون البقاء في قراهم بالجنوب تحت قصف إسرائيلي مدمّر

جنديان لبنانيان قرب موقع غارة إسرائيلية استهدفت حارة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنديان لبنانيان قرب موقع غارة إسرائيلية استهدفت حارة صيدا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

رفض راعي الماشية، خير الله يعقوب، مغادرة جنوب لبنان، بعد مرور أكثر من سنة على بدء تبادل القصف عبر الحدود بين «حزب الله» وإسرائيل، لكن مع تحوّل التصعيد إلى حرب مفتوحة، الشهر الماضي، اضطر للمغادرة، بعدما علق مع 4 أشخاص آخرين في قريته الحدودية التي استحالت خراباً.

كان يعقوب بين مجموعة صغيرة من سكان القرى في جنوب لبنان الذين سعوا للبقاء في منازلهم رغم القصف الإسرائيلي والدمار الكبير. لم يغادر قريته حولا إلا بعدما أُصيب بشظية، وفقد نصف بقراته الـ16 في غارات إسرائيلية.

الدخان يتصاعد من جراء غارات إسرائيلية استهدفت بلدة الخيام جنوب لبنان (أ.ف.ب)

في 19 أكتوبر (تشرين الأول)، تمكّن جنود تابعون لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) من إنقاذ 3 من آخر 5 أشخاص كانوا لا يزالون في حولا، بمن فيهم يعقوب، في ظل قصف مستمر وطرق تضيق بالركام.

وتعذّر الوصول إلى الشخصين الآخرين، إذ إنّهما لا يملكان هاتفاً جوالاً يمكن معرفة مكانهما عن طريقه.

ويقول يعقوب البالغ 55 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنتُ أريد أن أبقى مع الأبقار، مصدر رزقي، لكن في النهاية غادرت وتركتها، لأنني أصبت».

مع تعذّر وصوله إلى مستشفى، اضطُرّ إلى إزالة الشظية بنفسه باستخدام سكّين، كما عالج جرحه مستخدماً الأعشاب والزيت والملح.

ويتابع: «كان من الصعب الخروج من البيت، لأنّ الطيران يحلّق بشكل دائم في الأجواء».

يمضي يعقوب أيامه حالياً وهو يحلم بالعودة إلى قريته، بعدما نزح إلى منطقة شمال بيروت، في أعقاب يومين أمضاهما في العاصمة.

ويقول: «عندما وصلت إلى بيروت قلت: (ليتني متّ في حولا ولم آتِ)»، متابعاً: «إذا أعلنوا وقفاً لإطلاق النار، فسأعود إلى حولا في الليلة نفسها. ترعرعت وكبرت في حولا... أنا متعلّق جداً بها».

لقطة عامة للدمار في مدينة النبطية جنوب لبنان بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة أدت إلى تدمير جزء كبير من السوق القديمة في المدينة والمباني البلدية (د.ب.أ)

في 23 سبتمبر (أيلول)، بدأت إسرائيل حملة جوية في لبنان تستهدف خصوصاً معاقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، بعد نحو عام على بدء تبادلها القصف عبر الحدود مع «حزب الله»، عقب اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقتل مُذاك 1829 شخصاً على الأقل، وفق حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، بناء على بيانات وزارة الصحة. كذلك نزح 1.3 مليون شخص من منازلهم، أكثر من 800 ألف منهم داخل لبنان، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

مع ذلك، رفض بعض القرويين الذين عاشوا في الماضي، في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي (1982 - 2000)، مغادرة منازلهم، وتمسّكوا بالبقاء في قراهم خشية ألا يروها مجدداً.

في 22 أكتوبر، قامت قوة «اليونيفيل» بإجلاء شقيقتين مسنتَيْن، هما من آخر سكان قرية القوزح التي تشهد معارك عنيفة، إلى بلدة رميش المسيحية المجاورة.

قافلة لـ«يونيفيل» تمرّ بجانب جندي لبناني في مرجعيون بالجنوب الثلاثاء (رويترز)

فقد بقيت المناطق ذات الغالبية المسيحية والدرزية القريبة من الحدود آمنة نسبياً، في وقت تستهدف إسرائيل غالباً المناطق ذات الغالبية الشيعية المحسوبة على «حزب الله».

وتواصلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، مع نحو 6 رؤساء بلديات، في قرى تقع بين بلدتي الناقورة الساحلية بالقرب من الحدود وقانا التي تبعد عنها نحو 20 كيلومتراً. وقال هؤلاء إنّ القرى والبلدات باتت خالية تماماً.

لكن على بُعد كيلومترات قليلة شمال قانا، رفض أبو فادي (80 عاماً) مغادرة بلدة طير دبا التي قصفتها إسرائيل مراراً.

ويقول الشرطي المتقاعد الذي عمل في إحدى بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت، وبات لديه كشك لبيع القهوة، في ظل شجرة زيتون: «منذ عام 1978، وفي كلّ غزو أعود إلى القرية... أحضّر النرجيلة، وأجلس في مكاني غير خائف».

ويضيف أنّ نحو 5 آلاف شخص كانوا يعيشون في القرية الواقعة شرق مدينة صور، ولكن «الآن، لم يبقَ منهم سوى عشرات». ويتابع: «ليس هناك شارع في القرية لم يشهد خراباً... هناك نحو 10 منازل في حيّنا تضرّرت، وباتت غالبيتها على الأرض».

ويصرّ أبو فادي على أنّه لن يغادر ويقول: «منذ زمن، أنا متعلّق بالبيت والأرض. أنا إنسان وطني».

لكنه يؤكد أنّه «شعر بالارتياح»، لأنّ أبناءه التسعة وأحفاده الستين ليسوا في القرية، علماً بأنهم يحاولون إقناعه بالمغادرة.

غير أنّ القنابل لا تشكّل الخطر الوحيد على سكان الجنوب.

في الأسابيع الأخيرة، اعتقل الجيش الإسرائيلي رجلاً وراهبة في قريتين حدوديتين ثمّ أطلق سراحهما، وفق ما أفاد به مصدر أمني.

أحدهما إيهاب سرحان، وهو في الستينات. كان يعيش مع قطته وكلابه في كفركلا، إلى أن دخلت القوات الإسرائيلية القرية واعتقلته.

ويقول سرحان: «كان الأمر مخيفاً، لكنني لم أتعرّض للتعذيب».

أُطلق سراحه بعد نحو 10 أيام، ثم استجوبه الجيش اللبناني مجدداً.

رجال الإنقاذ من الدفاع المدني يبحثون عن ناجين في موقع غارة جوية إسرائيلية على قرية حارة صيدا بالقرب من مدينة صيدا جنوب لبنان في 29 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

وأدى القصف إلى تدمير سيارته ما جعله عالقا من دون كهرباء أو مياه أو اتصالات أو إنترنت، بينما تحوّلت قريته ساحة معركة. ويضيف: «كنت عنيداً، لم أرد أن أترك بيتي».

ويشير إلى أنّ والده الراحل كان يحلم دائماً بأن يمضي شيخوخته في القرية، لكنه توفي قبل نهاية الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، عام 2000. ولم يتمكّن من العودة إلى كفركلا.

ودُمّر بيت العائلة في الحرب الحالية.

ويقول سرحان: «لا أدري ماذا حصل لحيواناتي... لم يبقَ أي بيت قائماً في كفركلا».