قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إن العلاقة مع تركيا تتجه نحو «منعطف مهم» على مستوى التعاون الأمني والاستخباري بين البلدين.
وأدلى حسين بتصريحات للصحافيين فور وصوله إلى أنقرة، اليوم (الثلاثاء)، للقاء نظيره التركي هاكان فيدان، وكان على رأس وفد يضم وزير الدفاع ثابت العباسي، ورئيس جهاز الأمن الوطني قاسم الأعرجي، ورئيس «هيئة الحشد الشعبي»، فالح الفياض.
وقال الوزارة العراقية، في بيان صحافي، إن «الوفد العراقي أجرى اجتماعاً مع نظيره التركي لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين بغداد وأنقرة، وآفاق التعاون، خاصة تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي».
ويسعى العراق إلى «مواجهة التحديات المشتركة (مع تركيا) بالشكل الذي يؤمن المصالح المشتركة للبلدين الجارين، ولا سيما أن العراق بصدد الدخول في حوارات بناءة، من شأنها أن تشكل منعطفاً جديداً في العلاقات بين البلدين»، وفقاً للبيان العراقي.
وذكر المتحدث باسم الخارجية أحمد الصحاف، في بيان صحافي، أن «اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل توطيد التعاون المتبادل على مختلف المستويات»، وشدد على «تعزيز الشراكة الاقتصادية، وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين».
في السياق، قالت مصادر دبلوماسية تركية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المباحثات بين الجانبين تناولت ملفات المياه والأمن، إلى جانب استئناف صادرات النفط من العراق عبر تركيا».
وأضافت المصادر أن الجانبين «أوليا اهتماماً خاصاً للتعاون في مكافحة الإرهاب ووقف نشاط حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، والعمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في المنطقة».
«عُقدة» سنجار
ومن اللافت أن يضم الوفد العراقي مسؤولي أمن بارزين، لكن حضور رئيس «هيئة الحشد الشعبي» قد يشير إلى أن المفاوضات على صلة بمناطق وجود الفصائل في سنجار، البلدة الواقعة شمال شرقي نينوى، وتشهد وجوداً مكثفا للفصائل، بعضها على صلة بحزب العمال الكردستاني.
وشهدت العلاقات بين أنقرة وبغداد توتراً نسبياً، خلال الأشهر الماضية، بسبب العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية التي تستهدف «العمال الكردستاني» والتي تتسبب بين وقت وآخر في توتر في العلاقات.
وتؤكد تركيا أن عملياتها العسكرية في شمال العراق، وكذلك ضد امتدادات «العمال الكردستاني» في شمال سوريا تجري في إطار القانون الدولي وإعمالاً لحقّها في الدفاع عن النفس وتأمين حدودها.
وأكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، قبل أيام، أن القوات التركية ستواصل عملياتها في العراق وسوريا حتى القضاء نهائياً على تهديدات «العمال الكردستاني» وامتداداته.
ويبدي الجانبان التركي والعراقي استعداداً للتعاون في تأمين الحدود، لكن مسألة الوجود العسكري التركي والعمليات المتكررة في شمال العراق تعد ملفاً خلافياً بينهما.
وزار فيدان بغداد وأربيل، في أغسطس (آب) الماضي، حيث كانت ملفات التعاون ضد «العمال الكردستاني» وتأمين الحدود، والمياه، واستئناف ضخ النفط من شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي هي القضايا الأساسية التي دارت حولها المباحثات.
وأعلن العراق في مناسبات مختلفة أن الرئيس التركي ينوي زيارة العراق، لكن الزيارة لم تتم حتى الآن، لأسباب يرجح مراقبون أنها على صلة بعدم قدرة العراق على حسم ملفات أساسية، منها وجود حزب العمال، المصنف على لائحة الإرهاب، إلى جانب حصص المياه، ومشكلة تصدير النفط إلى ميناء جيهان التركي.