مصادر: الأمن العراقي يصد هجوماً لفصيل مسلح على مركز شرطة في بغداد

المسلحون كانوا يحاولون تحرير معتقل ينتمي لـ«كتائب حزب الله»

تشييع عناصر من «كتائب حزب الله» قُتلوا بغارة أميركية على جرف الصخر في بغداد - 22 نوفمبر (رويترز)
تشييع عناصر من «كتائب حزب الله» قُتلوا بغارة أميركية على جرف الصخر في بغداد - 22 نوفمبر (رويترز)
TT

مصادر: الأمن العراقي يصد هجوماً لفصيل مسلح على مركز شرطة في بغداد

تشييع عناصر من «كتائب حزب الله» قُتلوا بغارة أميركية على جرف الصخر في بغداد - 22 نوفمبر (رويترز)
تشييع عناصر من «كتائب حزب الله» قُتلوا بغارة أميركية على جرف الصخر في بغداد - 22 نوفمبر (رويترز)

باستثناء بيان مقتضَب لوزارة الداخلية العراقية تحدثت فيه عن «تكريم» عدد من الضباط والمنتسبين، لقيامهم باعتقال مجموعة حاولت الاعتداء على أحد مراكز الشرطة في بغداد، لم تكشف السلطات عن أي معلومات تتعلق بخلفية الهجوم والجهة التي قامت به، في حين تكهَّن كثيرون بأن الحادثة على صلة بمنفذي الهجوم الأخير على السفارة الأميركية.

وبدأت القصة، أمس (الجمعة)، حين هاجم مسلحون يُعتقد أنهم يعملون لصالح نائب في البرلمان العراقي مركز شرطة العلوية، وسط العاصمة، بهدف تحرير «عنصر مسلح موقوف لدى الشرطة».

وقالت مصادر أمنية إن ضباط ورجال الشرطة صدوا الهجوم واعتقلوا 8 من المهاجمين وصادروا أسلحتهم، فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولين أمنيين إن عدد المعتقلين الذين تورطوا بالهجوم وصل إلى 10 أشخاص.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي معلومات كانت تفيد بأن الموقوف داخل مركز الشرطة ضالع بالهجوم الأخير على السفارة الأميركية، وأن الفصيل المسلح الذي ينتمي إليه حاول إخراجه بالقوة.

وبالتزامن، روَّجت وسائل إعلام محلية أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان قد أمر باعتقال قيادي بارز في «كتائب حزب الله» مسؤول عن إطلاق الطائرات المسيرة لاستهداف البعثات الدبلوماسية ومواقع في المنطقة الخضراء، ليتم احتجازه في مركز للشرطة.

وشن مسلحون، قبل نحو أسبوعين، هجوماً بسبعة صواريخ، استهدف اثنان منها مقر السفارة، وضربت مجموعة أخرى مقر جهاز الأمن الوطني في بغداد، ولم يسجل الطرفان أي خسائر بشرية.

وتحدثت السفارة الأميركية عقب الهجوم عن «مؤشرات تشير إلى أن الهجمات شنتها ميليشيات متحالفة مع إيران تعمل بحرية في العراق».

وفي وقت لاحق، أعلن اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اعتقال عناصر شنَّت هجوماً على السفارة الأميركية ومقر الأمن الوطني.

لكن الهجوم على مركز الشرطة غير مرتبط بحادثة المنطقة الخضراء، وأن عناصر من «كتائب حزب الله» هاجمته لإخراج معتقل ينتمي إليهم، لكنهم فشلوا بعدما تمكنت الشرطة من اعتقالهم ومصادرة أسلحتهم.

ونشرت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن جهات أمنية لم تعرف عن نفسها، أسماء المهاجمين وصوراً للأسلحة المصادرة، وكانت جميعها من النوع الخفيف عيار 9 ملم، إلى جانب عجلتي «دفع رباعي» كانوا يستخدمونهما.

صورة وزَّعتها جهة أمنية لمنصة صواريخ عثرت عليها الأسبوع الماضي بعد استهداف السفارة الأميركية

ما حقيقة الهجوم؟

قال ضابط عراقي على صلة بالتحقيق في الحادث إن «الاعتداء على مركز الشرطة مرتبط بمنفذي الهجوم على السفارة الأميركية».

وأوضح الضابط الذي طلب إخفاء هويته أنه «يستبعد الصلة بقضية السفارة، لأن المتهمين في مثل هذه القضايا لا يتم احتجازهم في مراكز الشرطة العادية، بل يُنقلون إلى أماكن غير معروفة، في عهدة مؤسسات أمنية تتعاطى مع قضايا الإرهاب».

وأكد الضابط أن «المجموعة التي هاجمت المركز على صلة بأحد النواب الذين يمثلون (كتائب حزب الله) في العراق، وكانوا قد أحضروا عنصراً مصاباً بحادث مجهول إلى مستشفى الشيخ زايد، وأثناء وجودهم احتكوا وتشاجروا مع الطاقم الطبي».

ودفع الاحتكاك إدارة المستشفى إلى الاتصال بمركز شرطة العلوية طلباً للتدخل، وبعد حضور عناصر الدورية اقتادوا عدداً من عناصر حماية النائب إلى مركز الشرطة، وفقاً للضابط.

وفي وقت لاحق، هاجم 8 مسلحين مركز الشرطة بإطلاق عيارات نارية في الهواء بهدف تحرير زميلهم.

وبحسب الضابط، فإن مسؤولاً بارزاً في وزارة الداخلية وصل صباح اليوم (السبت) على الفور إلى مركز الشرطة لدعم عناصره في مواجهة الاعتداء.

وغالباً ما يرتبط اسم «كتائب حزب الله» بالهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة على المنطقة الرئاسية «الخضراء» في بغداد وبقية المناطق والمعسكرات.

وفي وقت سابق، الشهر الماضي، قال الجيش الأميركي إنه استهدف مواقع في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل، وقتل ما لا يقل عن 8 من عناصر «كتائب حزب الله».


مقالات ذات صلة

العراق: مساعٍ لتطوير المؤسسة العسكرية

المشرق العربي جنديان عراقيان مع آلية يقفان عند نقطة حراسة على الحدود العراقية - السورية 5 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

العراق: مساعٍ لتطوير المؤسسة العسكرية

كشفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن الحاجة لتطويع عشرات الآلاف بالجيش وسط تحديات أمنية إقليمية.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي تحذيرات عراقية من عودة «داعش»

تحذيرات عراقية من عودة «داعش»

تخشى بغداد أن يعيد «داعش» تنظيم صفوفه بعدما استولى على كميات من الأسلحة نتيجة انهيار الجيش السوري.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رئيس وزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)

السوداني يعلن استئناف عمل بعثة العراق الدبلوماسية في دمشق

أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مساء الخميس أن البعثة الدبلوماسية العراقية «فتحت أبوابها وباشرت مهامها في دمشق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي صورة متداولة لحافلات سورية وصلت إلى الحدود العراقية لنقل الجنود

بغداد تعيد المئات من الجنود السوريين إلى بلادهم بالتنسيق مع دمشق

أعلنت السلطات العراقية، اليوم الخميس، أنها باشرت إعادة المئات من الجنود السوريين إلى بلادهم.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي اهتمام لافت باستقبال ولي العهد السعودي لرئيس الوزراء العراقي في الخيمة

بغداد تواصل مساعيها لتطويق تداعيات الأزمة السورية

يتحرك العراق داخلياً وخارجياً من أجل تطويق الأزمة السورية وتداعياتها.

حمزة مصطفى (بغداد)

قصف إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان... ومقتل 28 فلسطينياً في غزة

رجل أمام جثمان إحدى ضحايا الغارات الإسرائيلية على منزل في دير البلح بوسط غزة اليوم (رويترز)
رجل أمام جثمان إحدى ضحايا الغارات الإسرائيلية على منزل في دير البلح بوسط غزة اليوم (رويترز)
TT

قصف إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان... ومقتل 28 فلسطينياً في غزة

رجل أمام جثمان إحدى ضحايا الغارات الإسرائيلية على منزل في دير البلح بوسط غزة اليوم (رويترز)
رجل أمام جثمان إحدى ضحايا الغارات الإسرائيلية على منزل في دير البلح بوسط غزة اليوم (رويترز)

أفاد الدفاع المدني في غزة، اليوم (الأحد)، بأن 28 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، قُتلوا في غارات عدة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل السبت الأحد، في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الدفاع المدني «أحصى 28 شهيداً وعشرات المصابين إثر مواصلة قوات الاحتلال العدوان والقصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة الليلة الماضية، وصباح اليوم». وأوضح أنه «تم نقل 4 شهداء وعدد من المصابين إثر استهداف طائرة مسيَّرة إسرائيلية سيارةً مدنيةً في شارع الجلاء في مدينة غزة، ونُقلوا إلى مستشفى المعمداني» في المدينة. وأضاف أن «13 شهيداً سقطوا في استهداف الطيران الحربي الليلة الماضية منزلاً مكوّناً من 3 طوابق في دير البلح وسط القطاع» مشيراً إلى أن «غالبية القتلى من عائلة أبو سمرة، وبينهم 3 نساء وأطفال».

وتابع بصل: «8 شهداء على الأقل وعدد من المصابين سقطوا في مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج» في شمال شرقي مدينة غزة. وأضاف: «تم انتشال جثث 3 شهداء جميعهم في العشرينات من العمر؛ نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شرق مدينة رفح» في جنوب قطاع غزة.

جاء ذلك في وقت أمر فيه الجيش الإسرائيلي بإخلاء مستشفى كمال عدوان بشمال القطاع. وذكر مسعفون فلسطينيون أن 8 بينهم أطفال قُتلوا في مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة، حسبما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء.

مواطنون يبحثون عن الأحياء في موقع تعرض لغارة إسرائيلية بدير البلح بغزة (أ.ف.ب)

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الضربة استهدفت مسلحين من حركة «حماس» يعملون من مركز قيادة داخل المدرسة. وأضاف أن مسلحين من «حماس» استخدموا المكان للتخطيط لهجمات ضد القوات الإسرائيلية وتنفيذها.

وفي مدينة غزة أيضاً، قال مسعفون إن 4 فلسطينيين قُتلوا عندما ضربت غارة جوية إسرائيلية إحدى السيارات. وقُتل ما لا يقل عن 5 فلسطينيين في غارتين جويتين منفصلتين على رفح وخان يونس جنوب القطاع.

الجيش يأمر بإخلاء مستشفى كمال عدوان

وفي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث يواصل الجيش العمليات منذ أكتوبر (تشرين الأول)، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، إن الجيش أمر العاملين بالمستشفى بإخلائه، ونقل المرضى والجرحى إلى مستشفى آخر في المنطقة.

وقال أبو صفية إن المهمة شبه مستحيلة؛ لأن العاملين لم تكن لديهم سيارات إسعاف لنقل المرضى. ويواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات في بلدتَي بيت لاهيا وبيت حانون بشمال قطاع غزة، وكذلك في مخيم جباليا القريب منهما منذ 3 أشهر تقريباً.

من جهتها، قالت وزارة الصحة في بيان إن مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع «تعرَّض، فجر اليوم، لقصف جوي ومدفعي عنيف ومكثف، خصوصاً قسم الرعاية والحضانة، الذي أُصيب بأضرار جسيمة».

أجساد ضحايا غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات أمس خارج مستشفى شهداء الأقصى (أ.ب)

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بتنفيذ «تطهير عرقي» لإخلاء تلك المناطق من السكان لإنشاء منطقة عازلة. وتنفي إسرائيل ذلك، وتقول إن الحملة العسكرية في المنطقة تهدف إلى محاربة مسلحين من «حماس»، ومنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم. وقالت إن قواتها قتلت مئات المسلحين وفكّكت بنيةً تحتيةً عسكريةً منذ بدء العمليات هناك. وقال الجناحان العسكريان لحركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إنهما قتلا كثيراً من الجنود الإسرائيليين في كمائن خلال الفترة نفسها.

نقاط عالقة في اتفاق وقف إطلاق النار

ولم يتمكّن الوسطاء بعد من التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس». وقالت مصادر قريبة من المناقشات لـ«رويترز»، يوم الخميس، إن قطر ومصر تمكّنتا من حل بعض نقاط الخلاف التي تعوق الاتفاق بين طرفَي القتال، لكن لا تزال هناك نقاط عالقة.

مواطنون يبحثون عن متاعهم في موقع تعرض لغارة إسرائيلية بدير البلح وسط قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)

وشنّت إسرائيل حربها على غزة بعد أن اقتحم مقاتلون من «حماس» بلدات إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، في هجوم تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وتقول إسرائيل إن نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين، لكن من غير الواضح عدد مَن لا يزالون على قيد الحياة منهم، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشنُّ إسرائيل حرباً واسعة النطاق ضد حركة «حماس» في غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 45 ألف شخص، ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وأسفرت الحرب عن نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتدمير أغلب القطاع الساحلي.