نزاعات تعصف بالفصائل المسلحة المتحالفة مع تركيا... وتساؤلات حول مصير «هيئة تحرير الشام»

نتيجة خلافات «مناطقية» وكشف خلايا استخباراتية مرتبطة بروسيا و«التحالف الدولي»

أرشيفية متداولة على مواقع التواصل للجولاني (يمين) مع أبو أحمد زكور وأبو ماريا الجبوري (يسار)
أرشيفية متداولة على مواقع التواصل للجولاني (يمين) مع أبو أحمد زكور وأبو ماريا الجبوري (يسار)
TT

نزاعات تعصف بالفصائل المسلحة المتحالفة مع تركيا... وتساؤلات حول مصير «هيئة تحرير الشام»

أرشيفية متداولة على مواقع التواصل للجولاني (يمين) مع أبو أحمد زكور وأبو ماريا الجبوري (يسار)
أرشيفية متداولة على مواقع التواصل للجولاني (يمين) مع أبو أحمد زكور وأبو ماريا الجبوري (يسار)

لم يكن الهجوم الذي شنته مجموعات عسكرية تابعة لـ«هيئة تحرير الشام» على منطقة نفوذ أحد أبرز قادة «الهيئة»، فجر الأربعاء، مفاجئاً؛ إذ تعصف بالفصيل، الذي يسيطر على معظم محافظة إدلب، خلافات حادة منذ أغسطس (آب) 2023، وهو ما يعانيه أيضاً «الجيش الوطني» المتحالف مع تركيا، الذي كشف مسؤولون فيه عملية إعادة هيكلة واسعة تُجرى داخله بدعم من أنقرة. وشهدت بلدة رأس الحصن في ريف محافظة إدلب، اقتحاماً واسعاً شنته مجموعات متحالفة مع «هيئة تحرير الشام» يقودها حسن صوفان، القيادي في «حركة أحرار الشام»، بهدف تقويض نفوذ المسؤول المالي في «الهيئة» جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور)، الذي يتخذ من البلدة التي تعرضت للهجوم معقلاً له، لتسيطر القوات المهاجمة عليها دون وقوع اشتباكات.

وجاء الاقتحام تتويجاً لخلافات عاصفة تشهدها «الهيئة» طفت على السطح قبل 4 أشهر، مع الإعلان عن كشف خلايا استخباراتية داخلها؛ بعضها مرتبط بروسيا وأخرى على علاقة مع قوات «التحالف الدولي»، واتهام القيادي العراقي فيها «أبو ماريا الجبوري» بالتواصل مع جهات خارجية دون علم قيادة «الهيئة».

وبينما أقرت قيادة التنظيم بالاختراق وأعلنت القبض على نحو 400 من كوادرها بينهم قياديون، كشفت مصادر خاصة عن أن الفريق المهيمن داخل التنظيم تعمد الزج باسم «الجبوري» للتخلص منه، بسبب صراع ذي طابع مناطقي على السلطة.

3 كتل رئيسية

منذ إعلانها الانفصال عن تنظيم «القاعدة» عام 2016، باتت مراكز النفوذ داخل «هيئة تحرير الشام» تنقسم بين 3 كتل رئيسية، هي: «كتلة إدلب» المؤيدة لزعيم التنظيم أبو محمد الجولاني، و«كتلة الشرقية» التي تتكون من عناصر أغلبهم منحدرون من محافظتي دير الزور والحسكة (شرق وشمال شرقي سوريا)، ويتبعون العراقي «أبو ماريا الجبوري - المشهور بأبو ماريا القحطاني»، بالإضافة إلى «كتلة حلب» ويقودها «أبو أحمد زكور».

عناصر من «هيئة تحرير الشام» في إحدى مناطق شمال غربي سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

وبعد اعتقال «الجبوري» في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلنت «كتلة حلب» بشكل غير مباشر وقوفها إلى جانبه، حيث نشر زعيمها تغريدات على منصة «إكس (تويتر سابقاً)»، أكد فيها أن الجبوري بريء من التهم التي توجه إليه، بينما التزم قادة «كتلة الشرقية» الصمت. ومنذ ذلك الوقت تتسرب أخبار عن تفاقم الخلافات داخل «تحرير الشام» بسبب إصرار «كتلة إدلب»، التي يهيمن عليها قادة نافذون ينحدر معظمهم من بلدة بنش، ويسيطرون على المفاصل الأمنية والاقتصادية في التنظيم، على إنهاء نفوذ كل من «أبو ماريا» و «أبو أحمد زكور».

تدخل الجولاني

مصادر خاصة كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن أنه ومنذ ذلك الوقت، حاول زعيم «الهيئة» أبو محمد الجولاني احتواء الموقف حفاظاً على استمرار كتلتي «الشرقية» و«حلب» في التنظيم، لكن جهوده فشلت، لينحاز في النهاية وكما هو متوقع إلى جانب «كتلة إدلب»، صاحبة النفوذ والتأثير الأكبر في التنظيم حالياً. وانتهى الأمر بالإيعاز للمجموعات المتحالفة معه من «حركة أحرار الشام» باقتحام بلدة رأس الحصن التابعة لبلدة حارم على الحدود مع تركيا يوم الثلاثاء.

فرار المسؤول المالي

وأضافت المصادر أن «زكور» لم يكن موجوداً في البلدة عندما جرى اقتحامها، وأنه فر قبل ذلك مع مجموعة من قادة الكتلة ونحو مائتي عنصر إلى ريف حلب الشمالي، حيث يحظى بعلاقات قوية مع بعض المجموعات المسلحة المحلية التي كان يعمل على استقطابها لتنضم إلى «الهيئة».

وعلى مدار أكثر من عام، نجح الأخير في إقناع فصائل صغيرة تابعة لـ«الجيش الوطني»، بالانشقاق عن الفيالق الثلاثة التي يتكون منها «الجيش»؛ أبرزها تلك التي شكلت «تجمع الشهباء» الذي رفضت قيادة «الوطني» انضمامه، بتعليمات من تركيا «التي تدعم مساعي وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة المعارضة، لإعادة هيكلة (الجيش الوطني)»؛ كما يقول هشام اسكيف القيادي في «الجيش الوطني» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط».

تعليق اسكيف جاء تعقيباً على إعلان «أبو عيسى الشيخ» قائد «لواء صقور الشام» يوم الجمعة، انسحاب «اللواء» من «الجبهة الوطنية للتحرير» إحدى تشكيلات «الجيش الوطني»؛ مما أدى إلى انقسامات داخله أيضاً. وأعلن «الشيخ» في بيان مكتوب، الاتجاه للعمل بصفة فصيل مستقل «بعد كثرة التجاوزات في (الجبهة)، إضافة إلى الاستبداد بالقرارات وتجاهل آراء المكونات، وعدم المشاورة وقبول النصائح، مما يجعل ضرر البقاء في (الجبهة) أكبر من نفعه» وفق البيان.

لكن مصادر خاصة كشفت لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «الشيخ» عقد اتفاقاً مع «هيئة تحرير الشام» ليكون تابعاً لها ويحصل على التمويل والإمدادات منها، دون إعلان التبعية الرسمية للتنظيم، على غرار مجموعات «أحرار الشام» و«تجمع الشهباء» التي غادرت مؤسسة «الجيش الوطني» المكون من 3 فيالق رئيسية، بالإضافة إلى «الجبهة الوطنية للتحرير».

وفور صدور بيان قائد «لواء صقور الشام»، أعلنت مجموعة من الفصيل بقيادة «عبد الجبار أبو أحمد» انشقاقها عنه وبقاءها في صفوف «الجيش الوطني» تحت اسم «صقور الشام - الفرقة 40». ووفق المصادر، فإن خلافات دارت داخل «اللواء» منذ أشهر أيضاً، بسبب هيمنة القادة المنحدرين من بلدة سرجة على القرار فيه، ونيتهم الذهاب باتجاه «تحرير الشام».

إصلاح المؤسسة

الموقف من «الهيئة»؛ المصنفة على قوائم الإرهاب الدولية، وكذلك البعد المناطقي، محددان رئيسيان في إذكاء الخلافات داخل الفصائل العسكرية السورية المتحالفة مع تركيا، والتي بلغت ذروتها أخيراً، مما جعل قيادة «الجيش الوطني» تتحرك لـ«إصلاح المؤسسة» كما يقول هشام اسكيف. ويضيف: «منذ أشهر يتم العمل على إعادة هيكلة (الجيش الوطني) وفق أسس جديدة تقطع مع المرحلة الماضية، وفي مقدمتها الانتقال من فكر الزعامات التقليدية والمناطقية داخل الفصائل، إلى فكر القيادة والبنية المؤسساتية؛ الأمر الذي لا يتناسب وعقلية أو مصالح بعض القادة الذين عمل بعضهم على مقاومة التغيير وإعاقته، بينما لم يتردد البعض الآخر في الانسحاب، وهؤلاء المنشقون أغلبهم كان على تنسيق مسبق مع قيادة (هيئة تحرير الشام)».

القائد العام لـ«الفيلق الثالث» حسام ياسين (وسط قميص أزرق) مع قادة «الفيلق» في مايو الماضي (إكس)

دعم تركي للمأسسة

وحول موقف أنقرة من هذه الخطوة، قال اسكيف: «تركيا تدعم بقوة هذه المساعي، وهناك تفاهم تام بين وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة (المعارضة) وبين أنقرة، من أجل الوصول إلى حالة مؤسساتية كاملة في (الجيش الوطني)، وتحقيق التماهي الفكري والعسكري داخله وفق الاعتبارات الثورية والمهنية».

وفي هذا السياق؛ علمت «الشرق الأوسط» أن «الفيلق الثالث» التابع لـ«الجيش الوطني» بصدد اختيار قائد جديد له، وأن المنافسة تدور بين 4 مرشحين لخلافة القائد الحالي حسام ياسين؛ أبرزهم عزام الغريب (أبو العز سراقب) الذي يقود فصيل «الجبهة الشامية»؛ أكبر مكونات «الفيلق»، وعلى هذا الأساس يرى نفسه صاحب الأحقية في تسلم منصب قائد الفيلق كما جرت العادة، مما تسبب في خلافات، يرى هشام اسكيف أنها «طبيعية وبحدود العادي»، مؤكداً أن «التنافس سيحسمه (مجلس قيادة الفيلق) من خلال انتخابات ستجرى في وقت قريب».

ختاماً؛ تتباين التقديرات حول النتائج التي ستترتب على الخلافات التي عادت لتهيمن على المشهد فيما يخص الفصائل العسكرية السورية المتحالفة مع تركيا، وكذلك «هيئة تحرير الشام». فبينما يرى البعض أنها ستفضي إلى تفكك هذه الفصائل في النهاية، يرجح متابعون لملف الفصائل أن بعض الجماعات ستنتهي بالفعل لمصلحة زيادة حجم وقوة الفصائل الرئيسية، وفي مقدمتها «هيئة تحرير الشام» التي لا يبدو أن الانشقاق الأخير عنها سيؤثر عليها في المدى المنظور، خصوصاً مع المكاسب التي تحققها بزيادة عدد المجموعات التي تنضم للقوى المتحالفة معها في «مناطق الجيش الوطني».


مقالات ذات صلة

مقتل أبو ماريا القحطاني: اغتيال أم تصفية؟

المشرق العربي صورة متداولة لميسرة الجبوري المعروف باسم أبو ماريا القحطاني (يمين) مع زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني (يسار)

مقتل أبو ماريا القحطاني: اغتيال أم تصفية؟

انتشر عناصر أمن ملثمون يحملون السلاح تابعون لـ«هيئة تحرير الشام»، الجمعة، في المدن الرئيسية ضمن منطقة إدلب في اليوم التالي لاغتيال «أبو ماريا القحطاني».

«الشرق الأوسط» (إدلب)
المشرق العربي مظاهرات في إدلب تطالب بإسقاط الجولاني وانتخابات لإدارة المنطقة play-circle 01:33

مظاهرات في إدلب تطالب بإسقاط الجولاني وانتخابات لإدارة المنطقة

تشهد إدلب، شمال غربي سوريا، منذ أيام خروج ناشطين بمظاهرات شعبية ضد زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، في «ساحة الساعة» وسط مدينة إدلب. ويطالب…

شؤون إقليمية القيادية في وحدات حماية المرأة أمينة سيد أحمد أعلنت المخابرات التركية مقتلها في عملية بالقامشلي (منصة إكس)

المخابرات التركية تستهدف قيادية في «الوحدات الكردية» بعملية في القامشلي

كشفت المخابرات التركية، الثلاثاء، عن مقتل القيادية في وحدات حماية المرأة التابعة للوحدات الكردية، أمينة سيد أحمد، التي كانت تعرف بالاسم الحركي «آزادي ديريك».

سعيد عبد الرازق ( أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الجيش الوطني في إحدى نقاطهم بالشمال السوري (الحكومة السورية المؤقتة فيسبوك)

إعادة هيكلة «الجيش الوطني» بدعم تركي بمواجهة «الهيئة» في شمال سوريا

كشفت مصادر في المعارضة السورية خطة لإعادة هيكلة «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا، وتمكين وزارة الدفاع التابعة لـ«الحكومة السورية المؤقتة» التي تتعرض لانتقادات

«الشرق الأوسط» (أربيل)
المشرق العربي أبو ماريا القحطاني (يسار) مع القيادي المنشق عن «هيئة تحرير الشام» أبو أحمد زكور (منصة إكس)

«هيئة تحرير الشام» تسرب اعترافات قيادي عراقي فيها... هل تمهد لإعدامه؟

ازدادت التكهنات باقتراب «هيئة تحرير الشام» من إعلان مقتل قيادي كبير فيها، أو إصدار حكم بإعدامه، بعد اتهامات وجّهت له بالتجسس والتحضير لعملية انقلاب داخلية.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن قصف موقع للجيش الإسرائيلي في المالكية

جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)
جندي إسرائيلي يراقب نيران اندلعت بسيارة في كريات شمونة إثر صواريخ انطلقت من جنوب لبنان (رويترز)

قال «حزب الله» اللبناني، إنه قصف موقعاً للجيش الإسرائيلي في المالكية جنوب لبنان في ساعة مبكرة اليوم الجمعة، مشيراً إلى أنه حقق «إصابات مؤكدة».

وأوضح «حزب الله» في بيان، أن القصف يأتي «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‌‌‏والشريفة».

وأضاف: «بعد رصد ‏وترقب لقوات العدو الإسرائيلي وعند وصول آلياته إلى موقع المالكية استهدفها مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية.. بقذائف المدفعية وحققوا ‏إصابات مؤكدة».


«حزب الله» يصعد لما بعد حرب غزة

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

«حزب الله» يصعد لما بعد حرب غزة

السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)
السيارة التي استهدفت بغارة إسرائيلية في بلدة بافليه الجنوبية وأدت إلى مقتل 4 عناصر من «حزب الله» (متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي)

انتقل «حزب الله» إلى استراتيجية «الضغوط القصوى» على إسرائيل، مُصعّداً عملياته العسكرية ضدها في تمهيد لمرحلة ما بعد حرب غزة.

ومنذ إعلان تل أبيب السيطرة على معبر رفح، وبدء عملياتها شرق المدينة بالتزامن مع ترنح مفاوضات الهدنة، كثّف «حزب الله» بشكل غير مسبوق عملياته باتجاه شمال إسرائيل، بهدف إيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.

ويقول مصدر مُطّلع إن «(حزب الله) انتقل فعلياً من سياسة (ضبط النفس) إلى استراتيجية (الضغوط القصوى)، بهدف تثبيت معادلات الردع في آخر مرحلة من مراحل الحرب على غزة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأداء العسكري الحالي مدروس جداً كي لا يؤدي لحرب موسعة، لطالما أرادتها إسرائيل».

من جهته، يشير العميد الركن المتقاعد، بسام ياسين، إلى أن «حزب الله» وإيران وحلفاءهما «كانوا واضحين منذ البداية، بحيث أكدوا أنه لن يتم السكوت عن معركة رفح. لذلك سيحصل ضغط من كل الجبهات، وبخاصة جبهة الجنوب اللبناني من دون أن تتدخل إيران بشكل مباشر، لأن ذلك سيعني حينها حرباً بين دولتين».

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «كلما زاد الضغط على رفح، سيكون هناك ضغط إضافي مما يسمى جبهات الدعم. وإن كان ذلك لا يؤثر من الناحية العسكرية على رفح، فلكل منطقة وحداتها القتالية، إنما التعويل على أن يؤدي سقوط قتلى وجرحى إسرائيليين لضغط الرأي العام الإسرائيلي على الحكومة الإسرائيلية للتهدئة، والسير مجدداً بالهدنة».


انقسام عراقي حول «رأس المنصور»

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
TT

انقسام عراقي حول «رأس المنصور»

ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)
ساحة ونصب أبو جعفر المنصور وسط بغداد (غيتي)

انقسم العراقيون حول دعوة لإزالة تمثال رأسي للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسط بغداد، فيما رفضت وزارة الثقافة التعرض لـ«رمز تاريخي» في العاصمة.

وطالب معلقون سياسيون، ظهروا في محطات محلية خلال الأيام الماضية، بإزالة التمثال استناداً إلى سرديات خلافية بين المذهبين الشيعي والسني في العراق. وقال محللون مقربون من قوى «الإطار التنسيقي» إن التمثال «يستفز أكثر من نصف الشعب العراقي»، وإنه من «الضروري رفعه من هذا المكان».

وتصاعدت أصوات مدوّنين في مواقع التواصل رفضاً للمقترح، واضطرت الشرطة إلى نشر عناصرها في محيط التمثال. ورفضت السلطات الإساءة للتمثال، وقال وكيل وزارة الثقافة فاضل البدراني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوزارة حريصة على وجود التمثال في موقعه المعروف، ولا تسمح بأي إساءة أو تجاوز».

ووصف كتّاب دعوات الإزالة بأنها «ثرثرة طائفية» تعكس «مسار التفاهة في النظام السياسي». وقال الصحافي أحمد الشيخ ماجد إن «الأنظمة المحترمة تحافظ على هويات مدنها، لكن العراق (...) خسر كثيراً في هذا السياق». وليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر علناً دعوات إلى إزالة التمثال، وكانت تنتهي خلال السنوات الماضية بحماية النصب واختفاء الأصوات المطالبة بإزالته أو هدمه.

وأزيح الستار عن التمثال في جانب الكرخ ببغداد عام 1977 في عهد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وهو عمل نحتي للفنان خالد الرحال. وتعرّض النصب إلى تفجير بعبوة ناسفة عام 2005، نُسبت حينها لـ«مسلحين مجهولين»، لتقوم السلطات بنقله وصيانته في مكان آمن، قبل أن تعيده إلى مكانه في حي المنصور بالتزامن مع تحسن نسبي في الوضع الأمني عام 2008.


جامعة كسفاريوس تلغي خطاب السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» بعد احتجاج الطلاب

المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
TT

جامعة كسفاريوس تلغي خطاب السفيرة الأميركية لدى «الأمم المتحدة» بعد احتجاج الطلاب

المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)
المندوبة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة» ليندا توماس غرينفيلد (أ.ب)

ألغت جامعة كسفاريوس في ولاية لويزيانا الأميركية خطاباً لسفيرة الولايات المتحدة لدى «الأمم المتحدة»، ليندا توماس غرينفيلد، كان من المقرر أن تلقيه، السبت، بعد أن أثارت أنباء ظهورها غضباً بين بعض الطلاب، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء.

وأعلن رئيس الجامعة رينولد فيريت القرار، في رسالة بالبريد الإلكتروني، يوم الأربعاء، أرسلها إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، حيث قال: «الجميع يهدف لإقامة حفل تخرج يكرم الخريجين وإنجازاتهم بشكل مناسب، وتريد الغالبية العظمى من الطلاب أن يكونوا قادرين على الاستمتاع بحفل التخرج، من دون أي اضطرابات. لذلك، لن نمضي قدماً مع المتحدثة الرئيسية كما كان مخططاً».

وكان الطلاب غاضبين من دعوة غرينفيلد للتحدث بسبب مواقفها السابقة للولايات المتحدة بشأن الحرب في غزة.

وقبل تقديم مشروع قرار في مارس (آذار) إلى مجلس الأمن التابع لـ«الأمم المتحدة»، يدعو إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة»، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد 3 مشروعات قرارات أخرى لوقف إطلاق النار، اقترحتها دول أخرى.

وفي تفسيرها لاستخدام الفيتو، قالت غرينفيلد إن الولايات المتحدة لا تستطيع دعم قرارات وقف إطلاق النار التي «لا تذكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس».

وفي تفسير آخر، قالت إن الولايات المتحدة لا يمكنها دعم وقف إطلاق النار حتى تقوم حركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

ووصف فيريت الإلغاء بأنه «نتيجة مؤسفة»، وقال إن القرار اتخذ بالشراكة مع السفيرة.

ولم تعلق غرينفيلد على القرار، وقد واجهت ردّ فعل عنيفاً مماثلاً في جامعة فيرمونت، حيث كان من المقرر أن تلقي خطاب التخرج في 19 مايو (أيار)، ودعا الطلاب المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين الجامعة إلى إلغاء خطابها، مستشهدين بقرارات وقف إطلاق النار التي تم اعتراضها، وأعلنت الجامعة يوم الجمعة أنها لن تلقى الخطاب.

وأشاد تشيس باترسون، رئيس رابطة الطلاب الحكوميين في كسفاريوس، الذي كتب رسالة إلى المسؤولين الإداريين يدعوهم فيها إلى إعادة النظر في اختيارهم لبدء الدراسة، بقرار فيريت بالاستماع إلى معارضتهم.


«الأونروا» تغلق مقرها في القدس الشرقية بعد إشعال النيران في محيطه مرتين

فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
TT

«الأونروا» تغلق مقرها في القدس الشرقية بعد إشعال النيران في محيطه مرتين

فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)
فيليب لازاريني المفوض العام لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - أونروا» (رويترز)

قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، الخميس، إن الوكالة قررت إغلاق مقرها في القدس الشرقية بعد إضرام إسرائيليين النار في محيطه مرتين اليوم.

وأضاف مفوض «الأونروا»، في بيان، عبر حسابه على منصة «إكس»، إنه «لا إصابات بين موظفينا جراء إضرام النار في محيط مقرنا بالقدس الشرقية، لكنّ أضراراً جسيمة لحقت بالمناطق الخارجية للمبنى».

وأكد أن مدير المكتب أخمد الحريق بمساعدة الموظفين، مشيراً إلى أن الشرطة الإسرائيلية وفرق الإطفاء أخذت وقتاً حتى وصلت.

وتابع أن حشداً أمام المقر، بعضهم كان يحمل أسلحة، أخذ يهتف: «احرقوا (الأمم المتحدة)».

وقال: «إضرام النار في محيط مقرّنا بالقدس الشرقية تطور شائن، عرّض حياة موظفي (الأمم المتحدة) لخطر جسيم».

وحمّل مفوض «الأونروا» إسرائيل مسؤولية ضمان حماية موظفي «الأمم المتحدة» ومرافقها، مضيفاً: «تجب محاسبة المسؤولين عن الهجمات».


السيسي وغوتيريش يحذران من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح

السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي وغوتيريش يحذران من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح

السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
السيسي وغوتيريش خلال لقائهما بالقاهرة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

صرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عرضا فيه مستجدات الأوضاع في قطاع غزة على جميع الأصعدة.

وجاء في بيان الرئاسة المصرية عبر صفحتها على «فيسبوك»، أن الاتصال تناول الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق للنار واتفاق للهدنة في القطاع، وما تتطلبه الظروف الراهنة من تضافر جميع الجهود الدولية لإنجاح مساعي الوساطة الحالية، سعياً لتحقيق انفراجة لهذا الوضع المتأزم وتجنباً لتوسيع دائرة الصراع، فضلاً عن ضمان الإنفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإغاثية لمناطق القطاع كافة بشكل مستدام وبلا عوائق، لا سيما مع انهيار المنظومة الإنسانية وتعرُّض أهالي القطاع لمخاطر المجاعة والأوبئة، الأمر الذي يتطلب ضرورة استمرار الدعم الكامل لعمل وكالة «الأونروا» التي تقوم بدور محوري في دعم الشعب الفلسطيني.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تضمن كذلك التحذير من العواقب الإنسانية الهائلة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، التي تمثل عائقاً خطيراً أمام انتظام عمليات خروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

كما شهد الاتصال التشديد على ضرورة العمل على ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره عبر إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وذلك للحيلولة دون تفاقم الصراع، وإرساءً للاستقرار والتعايش بين شعوب المنطقة.


إسرائيل تطلب تدخل بايدن لإجهاض الاعتراف بالدولة الفلسطينية

أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
TT

إسرائيل تطلب تدخل بايدن لإجهاض الاعتراف بالدولة الفلسطينية

أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)
أعضاء مجلس الأمن خلال تصويت سابق على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (الأمم المتحدة)

ضمن حملة دولية لمكافحة مشروع الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، خلال التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، توجهت الحكومة الإسرائيلية إلى الرئيس الأميركي جو بايدن بطلب ممارسة الضغوط على دول الغرب وغيرها لإجهاضه.

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إنه «رغم الخلافات السياسية بين البلدين حول العملية الإسرائيلية لاجتياح رفح وما يسمعه وزراء في الحكومة ضد الولايات المتحدة، تجد إسرائيل الحق في أن تطالب بايدن بالوقوف إلى جانبها واستخدام نفوذه لمنع هذا التطور»، الذي تعتبره «ضربة لجهود السلام وللمصالح الاستراتيجية المشتركة للدولتين».

وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، يسود تخوف في إسرائيل من إعلان محتمل للاتحاد الأوروبي حول الاعتراف بدولة فلسطينية رداً على اجتياح رفح، بعد إعلان ست دول في الاتحاد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين. والدول الست هي إسبانيا، آيرلندا، بلجيكا، مالطا، لوكسمبورغ، وسلوفينيا.

ست دول

وأفادت الصحيفة بوصول معلومات إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية حول مبادرة الدول الست لاعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وأن التقديرات في الخارجية الإسرائيلية تشير إلى أن خطوة كهذه ستخرج إلى حيز التنفيذ خلال أسابيع معدودة، خاصة في حال اجتياح إسرائيلي لرفح. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أوعز بتشكيل طاقم عمليات خاص ضد اعتراف دول بدولة فلسطين، وأنه صدرت تعليمات لسفراء إسرائيل بالعمل مقابل وزارات خارجية وجهات مؤثرة في الدول الأوروبية الست المذكورة.

وتعتزم إسرائيل التوجه إلى دول وصفتها بأنها ودية تجاه إسرائيل، وهي: ألمانيا، النمسا، إيطاليا، هنغاريا والتشيك، من أجل أن تسعى إلى منع اتخاذ قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، علماً بأن قراراً كهذا في الاتحاد الأوروبي يستوجب إجماعاً كاملاً من جانب الدول الأعضاء في الاتحاد.

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

لجم اعتراف

لكن الصحيفة، التي تنشر في صفحاتها العديد من المقالات التي تهاجم الإدارة الأميركية وتشكك في مصداقيتها، ترى أن بإمكان الولايات المتحدة لجم اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين «إذا أرادت ذلك». ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن الإدارة الأميركية تستطيع، بموجب القانون الأميركي، أن تتخذ إجراءات عقابية لمن لا يسير على نهجها في هذا الأمر. كما تستطيع الولايات المتحدة التوقف فوراً عن تحويل كافة الميزانيات إلى الأمم المتحدة في حال مصادقتها على اعتراف بدولة فلسطين، والتي يصل مجموعها إلى مبلغ 20 مليار دولار، كميزانيات مباشرة وغير مباشرة، وتشكل خُمس ميزانية الأمم المتحدة الإجمالية.

وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مع وزراء خارجية دول أوروبية، في الأيام الأخيرة، وأبلغهم بالمعارضة الإسرائيلية الشديدة للاعتراف بدولة فلسطين، واصفاً إياه بأنه «اعتراف أحادي الجانب يمس بفرص تحقيق السلام في المستقبل». لكن مسؤولي الخارجية يرون أن الجهد الأكبر يجب أن يتركز على الولايات المتحدة كونها صاحبة أكبر نفوذ.

وتعتزم إسرائيل القيام بحملة إعلامية موجهة إلى الرأي العام الأوروبي والغربي، عنوانها المركزي هو أن «اعترافاً أحادي الجانب بدولة فلسطينية يعد جائزة لحركة (حماس) على الفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر (تشرين الأول)»، وهي تجند في هذه المعركة أصدقاء إسرائيل في وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية، فضلاً عن الجهود الدبلوماسية الواسعة مع دول الغرب.


«النجباء» تتوعد بالرد في «أعماق إسرائيل» بعد ضربة دمشق

صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية
صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية
TT

«النجباء» تتوعد بالرد في «أعماق إسرائيل» بعد ضربة دمشق

صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية
صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية

توعدت حركة «النجباء» العراقية إسرائيل، بالانتقام بعد ضربات فجر الخميس، طالت مواقع تابعة للحركة في منطقة السيدة زينب بمحيط العاصمة السورية، وقالت في بيان على حسابها بـ«تلغرام»: «سنصل إلى أعماق الكيان، ولن تمر هذه الجرائم من دون عقاب».

وكان الفصيل الموالي لإيران قد كشف عن الضربة، فيما تحدثت دمشق عن استهداف «أحد الأبنية».

صورة نشرتها حركة «النجباء» العراقية تظهر أثار الضربة الإسرائيلية

كذلك أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، باستهداف غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي التابع لحركة «النجباء» العراقية الموالية لإيران في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، ومعسكراً للتدريب تابعاً للحركة أيضاً. كما دوت انفجارات في منطقة الكسوة (قرب دمشق) بالتزامن مع انطلاق صواريخ الدفاع الجوي التابع لقوات النظام الجوية الموجودة في المنطقة لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية، دون أن تتمكن من إفشال الهجوم الإسرائيلي، حيث وصلت الصواريخ إلى أهدافها، وسط سماع سيارات الإسعاف تتجه نحو المناطق المستهدفة ومعلومات عن سقوط خسائر بشرية، بحسب مصادر «المرصد السوري».

أرشيفية متداولة على مواقع التواصل لما وصف أنه تصدٍّ من الدفاعات الجوية لصواريخ معادية في محيط مطار دمشق ومنطقة السيدة زينب

ويعدّ الاستهداف الإسرائيلي للميليشيات هو الثالث، خلال شهر مايو (أيار) الجاري؛ إذ دوت انفجارات في 2 مايو الحالي في ريف دمشق الجنوبي والجنوب الغربي، نتيجة قصف إسرائيلي لمركز تدريب للمخابرات العامة، كان قد استولى عليه «حزب الله» اللبناني منذ عام 2014، وحوّله إلى معتقل ومركز له، قرب بلدة نجها بريف دمشق، وسط معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية. بالتوازي مع الانفجارات شهدت الأجواء تحليقاً لطائرات مسيرة إسرائيلية في سماء المنطقة، بالتزامن مع انفجارات في ريف دمشق الجنوبي الغربي قرب الحدود الإدارية مع محافظة القنيطرة.

دخان يتصاعد من مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق بعد الغارة الإسرائيلية في 1 أبريل 2024 (رويترز)

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا، طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله»، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري. وازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

قصف إسرائيلي سابق على منطقة السيدة زينب التي يسيطر عليها «حزب الله» وميليشيات موالية لإيران (فيسبوك)

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي (...) ومعسكراً للتدريب تابعَين لحركة (النجباء) العراقية الموالية لإيران في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق». وأشار «المرصد» إلى أن ثلاثة أعضاء في الحركة أُصيبوا جراء الضربات. وأكّد مصدر في الفصيل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «صاروخاً إسرائيلياً هدّم (...) مركزاً ثقافياً» في منطقة السيدة زينب، مشيراً إلى عدم تسجيل خسائر بشرية. ونوّه المصدر نفسه، بأن حركة «النجباء» «ليس لديها مقر عسكري مُعلن في سوريا».

من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان نشره الإعلام الرسمي، إنه «نحو الساعة 3.20 فجر الخميس، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد الأبنية في ريف دمشق». ولفتت الوزارة إلى «وقوع بعض الخسائر المادية» و«تصدِّي وسائط الدفاع الجوي لصواريخ العدوان وإسقاط بعضها».

رضي موسوي مسؤول الدعم اللوجيستي لـ«فيلق القدس» قضى بغارة إسرائيلية بـ«السيدة زينب» قرب دمشق (أرشيفية - وكالة تسنيم)

وتُعدّ السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران. ولـ«حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني» مقرات فيها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». أمّا حركة «النجباء» فهي أحد الفصائل الموالية لإيران في العراق وتشكّل جزءاً من قوات «الحشد الشعبي»، إضافة إلى أنها منضوية في «المقاومة الإسلامية في العراق» التي اتهمتها واشنطن مراراً بشنّ هجمات على قواتها. وشكّل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الماضي، ومقتل قياديين كبيرين في الحرس الثوري، صفعة قوية لطهران التي ردّت في 13 أبريل بهجوم غير مسبوق ضدّ إسرائيل، استخدمت فيه 350 طائرةً مسيرة وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل. وبعد أسبوع، استهدف هجوم نسب إلى إسرائيل وسط إيران، لكن طهران قلّلت من أهميته وقالت إنها لن ترد عليه.

احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في عام 1967 وضمتها في عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، نفّذت إسرائيل مئات الضربات الجوية التي استهدفت الجيش السوري وفصائل مسلحة موالية لإيران تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، وفي مقدّمتها «حزب الله» اللبناني. وزادت وتيرة هذه الضربات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.


مسؤول إسرائيلي: محادثات القاهرة انتهت وعملية رفح ستسير وفق المخطط

جنود إسرائيليون  داخل قطاع غزة  (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

مسؤول إسرائيلي: محادثات القاهرة انتهت وعملية رفح ستسير وفق المخطط

جنود إسرائيليون  داخل قطاع غزة  (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الخميس إن إسرائيل قدمت للوسطاء في محادثات الهدنة في غزة تحفظاتها على مقترح «حماس» لاتفاق إطلاق سراح الرهائن وإنها تعد هذه الجولة من المفاوضات في القاهرة قد انتهت.

وأضاف المسؤول أن الوفد الإسرائيلي سيغادر القاهرة وأن إسرائيل ستمضي قدما في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة وفق المخطط.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» في وقت سابق عن مصدر مصري رفيع المستوى قوله إن وفدي «حماس» وإسرائيل غادرا العاصمة المصرية عقب جولة مفاوضات امتدت ليومين، مؤكداً على أن جهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، حسب وكالة «أنباء العالم العربي».

وقال المصدر الذي لم تسمه القناة «الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات نظر الطرفين، خاصة في ظل التطورات الأخيرة بقطاع غزة».


أب يقتل 12 من أفراد عائلته بالبصرة... وتشكيك في الدوافع

عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
TT

أب يقتل 12 من أفراد عائلته بالبصرة... وتشكيك في الدوافع

عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)
عناصر من الشرطة العراقية (صفحة وزارة الداخلية العراقية عبر «فيسبوك»)

في جريمة مروعة، أقدم أب عراقي على قتل 12 شخصاً من أقربائه، بما فيهم أبناؤه، قبل أن يقدم على الانتحار في حي الموظفين بمنطقة شط العرب في محافظة البصرة العراقية، وسط شكوك حول دوافع الجريمة.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري، في بيان نقلت عنه الوكالة الرسمية: «في حادث جنائي مؤسف، وبالساعة 21:30 من يوم الأربعاء، أقدم أب على قتل عائلته بالكامل المكونة من 12 فرداً بواسطة بندقية، وبعدها قام بالانتحار في منطقة دور الموظفين بقضاء شط العرب في محافظة البصرة».

وأضاف أن «المعلومة الأولية تشير إلى أن هذه الحادث جاء نتيجة أمور مالية»، لافتاً النظر إلى أن «قيادة شرطة محافظة البصرة فتحت تحقيقاً موسعاً».

لكن هذا التفسير لم يكن مرضياً لأقارب العائلة المكلومة، ونفوا، لوسائل إعلام محلية، أن يكون الأب يواجه مشكلات مادية أو نفسية، مؤكدين أنه كان ميسوراً مادياً ويمتلك عدة عقارات.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو تظهر رجالاً وسيدات وأطفالاً في غرفة واحدة، وجميعهم قتل بالرصاص، إلى جانب آثار طلقات رصاص في الجدران.

وقال أحد أقارب الضحايا، لقناة «الشرقية»: «وصلت وجدتهم كلهم مقتولين، والطلقات كلها بالرأس، 3 شباب و4 سيدات وأطفال في عمر سنة وسنتين».