الرئاسة الفلسطينية تعدُّ حجب الأموال «جريمة حرب» أخرى ترتكبها إسرائيل

إضراب شامل في الضفة احتجاجاً على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة

فلسطينيون في مدينة الخليل بالضفة الغربية يحملون لافتات لوقف الحرب في غزة خلال مسيرة الاثنين (أ.ف.ب)
فلسطينيون في مدينة الخليل بالضفة الغربية يحملون لافتات لوقف الحرب في غزة خلال مسيرة الاثنين (أ.ف.ب)
TT

الرئاسة الفلسطينية تعدُّ حجب الأموال «جريمة حرب» أخرى ترتكبها إسرائيل

فلسطينيون في مدينة الخليل بالضفة الغربية يحملون لافتات لوقف الحرب في غزة خلال مسيرة الاثنين (أ.ف.ب)
فلسطينيون في مدينة الخليل بالضفة الغربية يحملون لافتات لوقف الحرب في غزة خلال مسيرة الاثنين (أ.ف.ب)

أدانت الرئاسة الفلسطينية، الاثنين، استمرار الحكومة الإسرائيلية في حجز أموال المقاصة، مؤكدة أن هذا الإجراء هو قرصنة وعقاب جماعي للشعب الفلسطيني بأكمله، وله تبعات خطيرة على الخدمات التي تقدمها الحكومة الفلسطينية إلى القطاعات كافة، تحديداً قطاع الصحة الذي أصبح يعاني تراجعاً خطيراً في الخدمات، إلى جانب قطاع التعليم ومناحي الحياة كافة.

وأكدت الرئاسة أن قرار إسرائيل اقتطاع الأموال المخصصة لغزة بمثابة جريمة حرب، وأن دولة فلسطين لن تتخلى عن شعبها، سواء المعتقلين أو الشهداء أو احتياجات غزة كافة، ولن تتوقف يوماً عن تحويل أموال غزة المستحقة، وستستمر في القيام بواجباتها لأهالي غزة في مجالات الصحة، والتعليم، والمياه، والكهرباء، ورواتب العاملين في الحكومة الفلسطينية.

حرائق غزة بعد غارات إسرائيلية (رويترز)

وطالبت الرئاسة، الإدارة الأميركية، بإلزام إسرائيل بوقف هذه السياسات والجرائم التي تُرتكب ضد كل من هو فلسطيني «لأنها وحدها القادرة على ذلك»، كما تتحمل تلك الإدارة مسؤولية مباشرة لدعمها سياسة واستمرار الحرب واقتطاع وسرقة أموال الشعب الفلسطيني الذي يواجه العدوان والمجاعة والعوز في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس.

كانت الحكومة الإسرائيلية قد بحثت اقتراحاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يقضي بتحويل أموال المقاصة، لكن بعد خصم الرواتب التي تدفعها السلطة إلى موظفيها من أهل غزة (الأطباء والممرضات والمعلمين وعمال البلديات وغيرها)، وكذلك التي تدفعها لذوي الشهداء والأسرى.

لا عودة للعمال

كما اقترح إعادة العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى العمل في إسرائيل ومستوطناتها، «حتى لا يحدث انهيار اقتصادي يؤجج الأوضاع الأمنية». وقال نتنياهو إنه يأتي بهذا الاقتراح بتوصية من جميع أجهزة الأمن. لكن الوزراء أجمعوا على رفض الاقتراح. وحتى المقربين من نتنياهو، الذين يؤيدون الاقتراح، امتنعوا عن الإعراب عن تأييدهم. فتقرر تأجيل البت فيه.

في المقابل، قررت الحكومة الفلسطينية الامتناع عن تلقي هذه الأموال حال إجراء خصم منها. وصرح منسق شبكة الصحافيين الاقتصاديين الفلسطينيين، أيهم أبو غوش، بأن أموال المقاصة الفلسطينية تشكل ما نسبته 60-65 في المائة من إيرادات الخزينة العامة للسلطة الوطنية، وإسرائيل تحتجز ما قيمته أكثر من 3 مليارات شيقل حتى الآن (900 مليون دولار).

عمال فلسطينيون ينتظرون العبور إلى إسرائيل من الضفة عند معبر إيال فبراير 2022 (أ.ب)

وأوضح أبو غوش أن احتجاز الأموال الفلسطينية ليس وليد الشهرين الأخيرين منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وإنما بدأ على مراحل من عدة سنوات، عاداً أنه في حال عادت الأموال المحتجزة لدى الاحتلال، فإن ذلك سيمنح الحكومة هامشاً مالياً للتحرك رغم شح الدعم الدولي.

وشدد على أن استمرار حكومة الاحتلال في احتجاز أموال المقاصة ومنع دخول العمال إلى أراضي عام 48 يعنيان خنق الاقتصاد الفلسطيني، وهي حالة لم تصل إليها الدورة الاقتصادية في أسوأ ظروفها. وأشار إلى أن الضرر لا يقتصر فقط على المستفيدين من هذه الأموال من القطاع العام والمتقاعدين، الذين يقدرون بـحوالي 200 ألف مستفيد، وإنما هناك المستفيدون من المساعدات الاجتماعية وفئات أخرى.

إضراب الضفة

يذكر أن الضفة الغربية والقدس الشرقية انضمتا للإضراب الشامل، اليوم الاثنين، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ66 على قطاع غزة، وبالمجازر التي ترتكبها إسرائيل بقصف منازل الفلسطينيين الآمنين والمستشفيات ومراكز الإيواء.

وشل الإضراب مناحي الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات والبنوك والمصارف، وشلت حركة السير، وأغلقت المحلات التجارية، وسط دعوات جماهير شعبية إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق والشوارع والميادين.

فلسطينيون يحملون قائمة بضحايا غزة خلال مسيرة وسط إضراب عام في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة الاثنين (أ.ف.ب)

وقد دعت للإضراب في فلسطين «لجنة القوى الوطنية والإسلامية»، وذلك تلبية لحراك عالمي ودعوات واسعة النطاق أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت وسم «إضراب من أجل غزة» (Strike For Gaza) من أجل تنفيذ إضراب عالمي شامل، اليوم الاثنين، للتضامن مع أهالي قطاع غزة، والضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي.

وقالت القوى الوطنية، في بيان، إن «شعوب الأرض قاطبة ستتوحد في مواجهة الظلم والقتل والعنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال، وستنتصر لدماء الأطفال والنساء والشيوخ ضحايا إرهاب الدولة المنظم وجرائم الحرب الاحتلالية». وأشارت إلى أن «العالم يرفض دعم الولايات المتحدة الكامل لدولة الاحتلال في حربها على أطفالنا وشعبنا، ويرفض الفيتو الذي أفشل تمرير قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة».

وشهدت مناطق الإضراب مسيرات شعبية واسعة، ووقعت صدامات في بعض المناطق، خصوصاً في القدس، بعد أن حاولت القوات الإسرائيلية تفريقها بالقوة.


مقالات ذات صلة

آلاف الفلسطينيين يحتشدون عند محور نتساريم للسماح لهم بالعودة إلى مناطقهم

المشرق العربي نازحون فلسطينيون غادروا جنوب قطاع غزة يصلون بأمتعتهم إلى أقرب نقطة ممكنة من محور نتساريم (أ.ف.ب)

آلاف الفلسطينيين يحتشدون عند محور نتساريم للسماح لهم بالعودة إلى مناطقهم

تجمعت مئات العائلات الفلسطينية عند حاجز نتساريم الإسرائيلي العسكري وسط قطاع غزة، في انتظار أن يسمح لهم الجيش بالعودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها منذ 15 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

إعلام فلسطيني: قتيل وجرحى برصاص قوات إسرائيلية وسط قطاع غزة

أفادت قناة «الأقصى»، السبت، بمقتل فلسطيني وإصابة آخرين برصاص قوات إسرائيلية في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، ولم يذكر التلفزيون تفاصيل أخرى.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون ينتظرون في وسط غزة السماح لهم بالعودة إلى الشمال السبت (أ.ب)

غزة: النازحون متحمسون للعودة من الجنوب للشمال ويخشون عراقيل إسرائيلية

توافد النازحون الغزيون الموجودون في جنوب قطاع غزة إلى أقرب نقطة من جنوب محور نتساريم للتجهز للعودة إلى مناطق سكنهم شمالاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رهينة إسرائيلية أفرجت عنها حركة «حماس» اليوم تلتقي عائلتها (رويترز) play-circle 00:36

إسرائيل تنتظر من «حماس» تحديثاً حول وضع 26 محتجزاً سيتم إطلاقهم

أفادت صحيفة أميركية، السبت، بأن إسرائيل تنتظر الحصول على تحديث من حركة «حماس» حول وضع 26 محتجزاً من المقرر إطلاق سراحهم في الأسابيع القادمة وفق اتفاق وقف النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مقاتل فلسطيني يرفع علامة النصر لدى دخول شاحنات تحمل مساعدات على طريق صلاح الدين شرق خان يونس 19 يناير 2025 (د.ب.أ)

وصول 70 أسيراً فلسطينياً إلى مصر عقب إفراج إسرائيل عنهم

ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم السبت، أن معبر رفح مع قطاع غزة استقبل 70 أسيراً لإبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية، وفق صفقة التبادل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

عون: سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة

رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون (رويترز)
رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون (رويترز)
TT

عون: سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة

رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون (رويترز)
رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون (رويترز)

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون لأهل الجنوب إن «سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم».

وقال عون في تصريحات نقلتها «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية: «أشارك أهلنا في الجنوب فرحة انتصار الحق وأدعوهم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة».

وقتل شخصان وأصيب 31 آخرون بجروح جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على أشخاص يحاولون دخول قريتي كفركلا وحولا في جنوب لبنان، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي اليوم (الأحد)، مع انقضاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار مع «حزب الله»، أكدت إسرائيل أنها لن تتقيّد بها.

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية فقد قتل رصاص الجيش الإسرائيلي شخصاً وأصاب تسعة آخرين في بلدة حولا، بينما سقط ثمانية جرحى في كفركلا.

وقالت إسرائيل، الجمعة، إنها تعتزم إبقاء قواتها على الأرض لما بعد المهلة التي انتهت اليوم الأحد كما كان مقرراً في اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وأوقف الحرب مع «حزب الله» المدعوم من إيران العام الماضي. ولم تحدد إسرائيل المدة التي ستبقى فيها قواتها في جنوب لبنان.

ونص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وإخلاء المنطقة من أسلحة «حزب الله» ومقاتليه مع انتشار الجيش اللبناني في غضون 60 يوماً، وهي المهلة التي انتهت صباح اليوم الأحد.

وتقول إسرائيل إن لبنان لا يطبق بنود الاتفاق بالكامل، في حين اتهم الجيش اللبناني إسرائيل أمس السبت بالمماطلة في سحب قواتها من جنوب لبنان.