المناوشات العسكرية تتواصل على الحدود اللبنانية

إسرائيل تستهدف الجيش مجدداً

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)
TT

المناوشات العسكرية تتواصل على الحدود اللبنانية

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يزور جندياً أصيب بالقصف الإسرائيلي (مديرية التوجيه)

تواصلت المناوشات العسكرية بين «حزب الله» اللبناني والجيش الإسرائيلي على طول خط الحدود، مع تطور تمثل باستهداف إسرائيل عمق بعض القرى الحدودية التي باتت غير مأهولة تقريباً بواسطة الطيران المسيّر والمروحي، كما استهدف الإسرائيليون الجيش اللبناني مجدداً، فقصفوا مركزاً استشفائياً تابعاً للجيش، في وقت كرر فيه الحزب أتهديده بـ«الرد على أي استهداف أو اعتداء على لبنان».

ونعت «المقاومة الإسلامية» - الجناح العسكري للحزب في بيان لها أحد مقاتليها، ويدعى أحمد حسين علي أحمد «أبو عباس» من بلدة الناصرية في البقاع، «الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس»، بينما أعلنت عن تنفيذها عدداً من العمليات. وقالت في بيانات متفرقة إنها استهدفت «موقع ‏مسكاف عام» و«موقع الراهب» ومربض خربة ماعر بالأسلحة المناسبة، وأصيبت إصابة مباشرة. ومساءً، أعلنت أنها استهدفت «موقع رويسات العلم وموقع الرادار في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة ‏بالأسلحة الصاروخية وقد أصابت أهدافها بدقة»، ومن ثم «موقع العباد ‏وثكنة ميتات مقابل بلدة رميش ‏بالأسلحة المناسبة، وأصيبت إصابة مباشرة»، ليقوم بعدها الجيش الإسرائيلي باستهداف بلدة رميش بالقذائف الفوسفورية.

وفي إسرائيل، أعلن المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عن استهداف خلية مسلحين في منطقة جبل الروس على حدود لبنان بطائرة مسيرة، من دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. وذكر أدرعي في حسابه على منصة «إكس» أن الجيش الإسرائيلي وجّه ضربات إلى أهداف داخل سوريا خلال الساعات الماضية بعد إطلاق قذائف نحو هضبة الجولان مساء أمس.

واستمر القصف الإسرائيلي باتجاه جنوب لبنان بشكل متقطع، وقد أسفر عن إصابة المواطن مسعود عبد الله بجروح جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مدخل بلدة راشيا الفخار بقذيفة مدفعية، ومواطن آخر في في بلدة البستان نتيجة القصف المدفعي العنيف الذي تعرضت له بعد الظهر له معظم المناطق الحدودية في القطاع الغربي، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام».

وأعلن الجيش اللبناني عن تعرض المركز الاستشفائي التابع له في بلدة عين إبل - الجنوب لقصف من الجيش الإسرائيلي؛ ما أدى إلى أضرار مادية دون وقوع إصابات.

ونفذت مروحية إسرائيلية من نوع «أباتشي»، بعد ظهر الجمعة، قصفاً جوياً استهدف منزلاً في بلدة مروحين بصاروخ جو أرض، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، وذكرت «قناة المنار» التابعة لـ«حزب الله» أن هذا المنزل استهدف للمرة السادسة.

وأشارت «الوكالة» إلى أن المدفعية استهدفت الأطراف الغربية لبلدة طيرحرفا ومنطقة اللبونة ووادي حامول وأطراف بلدة عين إبل، بالقرب من المستشفى، إضافة إلى مناطق الطراش والجبل والدباكة ورأس الظهر والأطراف الشمالية والجنوبية لبلدة ‫ميس الجبل من جهة بلدتي حولا وبليدا.

وسجل تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي في أجواء مدينة بعلبك ليلاً وخلال ساعات النهار، وصباحاً فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً إلى الساحل البحري جنوباً.

وكانت المدفعية الإسرائيلية قد استهدفت فجراً حرش هورا ومحيط ديرميماس، وتعرضت أطراف ديرميماس وكفركلا للقصف في ساعات الفجر الأولى.

وظهراً، استهدف القصف المدفعي وادي البياض وأطراف بلدات حولا ومركبا وبليدا وعيترون والعديسة وبستان الجوز في منطقة باب التنية جنوب الخيام، كذلك أغارت مسيرة إسرائيلية على تلة الحمامص في سردا.

وفي النبطية تعرض محيط بلدات عيترون وعيتا الشعب ورامية لقصف مدفعي مباشر، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط.

وفي صور، استهدف القصف المدفعي الأطراف الشرقية بين بلدتي شيحين وزبقين، بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي، واستهدف القصف المدفعي العنيف أطراف بلدات مروحين والضهيرة وشيحين.

وكرر رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش أن «المقاومة لن تتردد في الرد على أي استهداف أو اعتداء على لبنان». وقال في خطبة الجمعة: «العمليات التي تقوم بها المقاومة على امتداد المنطقة في لبنان واليمن والعراق هي لمساندة غزة، ومن أجل الضغط لوقف العدوان، وعدم تمكين العدو من الانتصار على المقاومة».


مقالات ذات صلة

لبنان مهدد بالانتقال إلى القائمة «الرمادية» لغسل الأموال في الخريف

المشرق العربي صندوق النقد الدولي بدأ منذ هذا العام بحجب التوقعات والبيانات المالية الخاصة بلبنان (رويترز)

لبنان مهدد بالانتقال إلى القائمة «الرمادية» لغسل الأموال في الخريف

عزّزت ظاهرة حجب البيانات المالية الخاصة بلبنان من قبل المؤسسات المالية العالمية ووكالات التصنيف الائتماني الدولية منسوب الريبة من سياسة عدم الاكتراث الحكومية.

علي زين الدين (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (رويترز)

إسرائيل تتوعّد بتغيير الواقع الأمني عند الحدود... و«حزب الله» مستعد للمواجهة

يواصل المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم، متوعدين «بتغيير الواقع الأمني على الجبهة الشمالية»، وفق الجنرال أوري غوردين، الذي قال: «إن الهجوم سيكون حاسماً وقاطعاً».

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي قائد الجيش العماد جوزاف عون (مديرية التوجيه)

باسيل يسعى لإسناد قيادة الجيش اللبناني بالوكالة للواء صعب

يسعى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لإسناد قيادة الجيش اللبناني بالوكالة للواء بيار صعب مستبقاً التمديد للعماد جوزاف عون.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل (رويترز)

باسيل متردد بفصل نواب خشية تضعضع داخلي في «التيار»

لم يحسم رئيس «التيار الوطني الحر» قراره بشأن فصل النائب آلان عون محاولاً أن يستوعب استباقياً أي ردود فعل ستؤدي لتقلص إضافي بعدد نواب التكتل.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي نواب المعارضة خلال لقائهم نواب الحزب «التقدمي الاشتراكي» لطرح خريطة الطريق الرئاسية (موقع القوات)

المعارضة اللبنانية تدرس خطة «المواجهة» بعد فشل مبادرتها الرئاسية

بدأت المعارضة بدراسة أفكار لما بعد «المبادرة الرئاسية» التي سقطت نتيجة أسباب عدة،أبرزها رفض «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) البحث بها وحتى اللقاء بالنواب.

كارولين عاكوم (بيروت)

هجوم مسلح بـ«رسالة سياسية» على مقر بارزاني في كركوك

صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
TT

هجوم مسلح بـ«رسالة سياسية» على مقر بارزاني في كركوك

صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)
صورة من الجو لمدينة كركوك (غيتي)

تعرض مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، الذي يتزعمه مسعود بارزاني، فجر السبت، لهجوم بأسلحة خفيفة من قبل مجهولين في محافظة كركوك.

يأتي الهجوم في غمرة الحديث عن قيادة بارزاني لمفوضات مع المكونين العربي والتركماني لحسم معضلة الحكومة المحلية ومنصب المحافظ بعد نحو 7 أشهر على إجراء الانتخابات المحلية، فيما نفى مسؤول كردي رفيع ذلك، وذكر لـ«الشرق الأوسط» أن «مسعود بارزاني يوجد خارج البلاد هذه الأيام ولم يلتق أعضاء في مجلس كركوك».

وقالت مصادر أمنية في المحافظة إن مسلحين مجهولين أطلقوا فجر السبت النار على مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في منطقة ساحة العمال وسط كركوك ولم يسفر عن الهجوم أي إصابات بشرية أو أضرار مادية.

وحضرت قوة من الشرطة عقب الهجوم إلى موقع الحادث، وفتحت تحقيقاً وعممت أوصاف المهاجمين الذين فروا إلى جهة مجهولة.

وسبق أن أثار مقر «الحزب الديمقراطي» في كركوك أزمة كبيرة داخل المحافظة نهاية العام الماضي، بعد أن طالب قيادة العمليات العسكرية بتسليم المقر الذي تشغله منذ عام 2017، وحدثت مواجهات بين أنصار الحزب والقوات الأمنية أدت إلى مقتل أفراد إلى جانب ضابط في قوات «البيشمركة».

وانتهت الأزمة بعد قيام رئيس الحزب مسعود بارزاني بتسليم وإهداء المقر، في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى جامعة كركوك لـ«يكون في خدمة طلب العلم والمثقفين في المدينة».

متظاهرون من الكرد فوق بناية مقر حزب بارزاني في كركوك (أرشيفية - شبكة روادو)

معلومات أولية عن الهجوم

وأعلن المتحدث باسم الفرع الثالث لـ«الديمقراطي» في كركوك عن امتلاك الحزب «معلومات عن استهداف المقر»، في حين قال الباحث الكردي كفاح محمود إن «الشبهات تحوم حول المستفيد من تعطيل عمل مجلس المحافظة وعدم التوصل إلى شخصية متفق عليها لإدارة المحافظة».

وأضاف محمود في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «باستنتاج بسيط يمكن الربط بين عمليات حرق الأسواق في أربيل وكركوك ودهوك وبين هذه العملية التي كانت تستهدف اختراق سور الحماية والدخول إلى المبنى وإحراقه، خصوصاً وأنها تشبه توقيتات حرق الأسواق التي جرت في ساعة متأخرة من الليل وتحديداً في الساعات الأولى للصباح».

وتابع محمود: «هذه الأذرع لديها مراكز ووجود وتتسبب في إشكاليات إقليمية بين العراق وإقليم كردستان من جهة وبين دول الجوار من جهة أخرى».

وذكر محمود أن «الأمر المتعلق بمعرفة الجناة يبقى معلقاً لحين كشف تسجيلات منظومة الكاميرات التي صورت حركة تلك العناصر التي استخدمت مبنى قيد الإنشاء».

وتتهم أوساط «الحزب الديمقراطي»، منذ فترة طويلة، عناصر «حزب العمال» الكردستاني التركي بالتورط في مختلف الأعمال العدائية التي تقع ضده وضد بعض الشركات النفطية وشركات الغاز العاملة في الإقليم، خصوصاً في محافظتي كركوك والسليمانية، كما تحمله مسؤولية توغل القوات التركية داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان.

وقال المتحدث باسم الفرع الثالث لـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني» في كركوك، مريوان جلال، السبت، إن «الفرع كان يمتلك معلومات عن استهداف المقر، وإن الهجوم يحمل طابعاً سياسياً وتزامن مع دور الحزب في تقريب وجهات النظر لتشكيل إدارة كركوك ومجلسها».

وأضاف في تصريحات صحافية أن «الهجوم يحمل طابعاً سياسياً وهو ليس استهدافاً للحزب الديمقراطي الكردستاني، بل يستهدف جميع مكونات كركوك، وجاء في وقت يعمل فيه الحزب الديمقراطي بتقريب وجهات النظر بين مكونات المحافظة للشروع بتشكيل إدارة المحافظة، وتفعيل عمل المجلس لغرض تقديم الخدمات لجميع مكونات المحافظة».

السوداني خلال استقباله نواباً من المكون التركماني (إعلام حكومي)

السوداني يجتمع بالتركمان

من جانبه، استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، السبت، عضوين من المكون التركماني في مجلس محافظة كركوك، وحثهم على الاتفاق بشأن اختيار منصب محافظ كركوك بما يلبّي تطلعات أبناء المحافظة.

ولم تفلح جهود رئيس الوزراء محمد السوداني حتى الآن في حل أزمة المحافظة برغم لقاءاته المتكررة مع القوى الفائزة في مقاعد مجلسها.

وأشار السوداني، خلال اللقاء، طبقاً لبيان صادر عن مكتبه، إلى «أهمية تقديم مصلحة أبناء كركوك في أي اتفاق بين القوى السياسية التي فازت بالانتخابات، إثر النجاح في إجرائها بعد تعطل استمر منذ عام 2005».

وشدد السوداني على ضرورة «اختيار الإدارات الحكومية المحلية الناجحة، والاتفاق بشأن اختيار منصب محافظ كركوك بما يلبّي تطلعات أبناء المحافظة».

وتتردد منذ أسابيع أنباء عن سعي القوى المتخاصمة في مجلس المحافظة للاتفاق على صيغة لحسم منصب المحافظ من خلال تدويره بين الكتل الفائزة، بحيث يشغل الأكراد المنصب في السنتين الأولى، ثم يذهب إلى العرب في السنتين الأخيرتين من عمر دورة مجلس المحافظة المحددة بأربع سنوات، وهناك حديث عن أن للتركمان حصة في عملية التدوير رغم امتلاكهم لمقعدين فقط من أصل 16 مقعداً في المجلس.