أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية استعداد الحركة لاستئناف المفاوضات لتبادل جميع الأسرى والوصول لصفقة شاملة إذا توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
لكن هنية شدد في حديث لقناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم (الأربعاء)، على أن حركة «حماس» لن تتفاوض «في ظل المجازر والمذابح الإسرائيلية».
وقال: «هناك كارثة غير مسبوقة على المستوى الإنساني والصحي في غزة، في ظل سياسة الخنق والتجويع وحرمان شمال القطاع من المساعدات والإغاثات».
وأشار إلى أن المستوى الذي تعمل به الأمم المتحدة ليس مقبولاً ولا كافياً، ولا يتلاءم مع حجم المأساة الإنسانية التي يمر بها القطاع.
واتهم هنية إسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بتبادل الأسرى والمحتجزين، مؤكداً على أن «حماس» احترمت تعهداتها في موضوع النساء والأطفال.
إلى ذلك، قال هنية إن «المعركة في غزة غير مسبوقة، وحملت أهدافاً كبيرة بحجم القضية الفلسطينية، وبحجم طبيعة الصراع الذي جري بيننا وبين هذا الاحتلال».
وأضاف: «أستطيع أن أقول إن جملة من الأهداف تم إنجازها قبل أن تنتهي هذه المعركة، منها على سبيل المثال عودة قضية فلسطين مجدداً لواجهة العالم، وواجهة التداول الإقليمي والدولي، بعد أن تراجعت قبل هذه المعركة في سلم الاهتمام لأسباب لا يسمح الوقت بسردها».
وأوضح أن من الأهداف أيضاً التي تم تحقيقها في هذه العملية البطولية أنها ضربت مفهوم أن هذا الجيش يُعد جيشَ أسطورةٍ لا يُقهر، رغم الفارق الكبير في حجم القوة والعتاد والعدة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي.
ولفت إلى أن «الهدف الثالث هو إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في بعدها العربي والإسلامي والإنساني، وتابعنا كيف أن نظامنا العربي الرسمي في أكثر من اجتماع، سواء القمة الدولية في القاهرة أو القمة الإسلامية أو القمة العربية الإسلامية التي عُقِدت في السعودية، كانت قضية فلسطين لها الأولوية لدى كل الزعماء في هذه المؤتمرات، وهذه الأهداف ذات بُعد استراتيجي تحمل رسالة معينة وواضحة؛ أن الشعب الفلسطيني يريد الحرية لأرضه، وأن يعيش كريماً فوق هذه الأرض، وآن للظلم التاريخي الذي تعرَّض له، من النكبة وحتى الآن، أن ينتهي».
وأشار هنية إلى أن «العدو الصهيوني عمد منذ بداية هذا العدوان إلى ضرب كل المستشفيات في شمال غزة ومحاصرة كل المستشفيات في جنوب غزة، ومنع دخول الأدوية والوقود للمستشفيات، واستهدف الأطقم الطبية واعتقل عشرات من العاملين في المنظومة الصحية».
وأوضح أنه «بجانب المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال في المستشفى المعمداني، فإنه يمكن القول إن جميع المستشفيات شمال قطاع غزة أصبحت خارج الخدمة»، لافتاً إلى أن «مجمع الشفاء الطبي لا يعمل الآن، ولا بخُمس الطاقة، والاستهداف الجنوني للمستشفى الإندونيسي ومجزرة مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، فضلاً عما تتعرض له المستشفيات في جنوب القطاع، لذا نحن أمام كارثة غير مسبوقة على المستوى الإنساني والمستوى الصحي، في ظل حرمان شمال القطاع من أن تصل إليه المساعدات والعمليات الإغاثية، بما في ذلك الاحتياجات الصحية والطبية».