الولايات المتحدة: ندرس الاستجابة المناسبة لهجمات الحوثيين

تحدثت عن دور إيراني في الهجمات على البحر الأحمر

مشاهد من عملية قرصنة الحوثيين للسفينة «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
مشاهد من عملية قرصنة الحوثيين للسفينة «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الولايات المتحدة: ندرس الاستجابة المناسبة لهجمات الحوثيين

مشاهد من عملية قرصنة الحوثيين للسفينة «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
مشاهد من عملية قرصنة الحوثيين للسفينة «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت الولايات المتحدة الأميركية إن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تمثل تهديداً مباشراً للتجارة الدولية والأمن البحري، حيث عرضت الطواقم الدولية للخطر، متهمة إيران بالضلوع في تمكين الحوثيين من شن هذه الهجمات.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية أنها تنظر في عدة أشكال للاستجابة المناسبة (للهجمات الحوثية) بالتنسيق الكامل مع حلفائها وشركائها الدوليين. وأضافت في بيان «تمثل هذه الهجمات تهديداً مباشراً للتجارة الدولية والأمن البحري، لقد عرضوا حياة الطواقم الدولية التي تمثل بلداناً متعددة حول العالم للخطر، لدينا أيضاً كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات على الرغم من شنها من قبل الحوثيين في اليمن، تم تمكينها بالكامل من قبل إيران».

وكانت الجماعة الحوثية، تبنت الأحد هجوماً على سفينتين دوليتين جنوب البحر الأحمر، زعمت أنهما إسرائيليتان، في حين قال البنتاغون إن سفينة حربية أميركية وعدة سفن تجارية تعرضت لهجوم.

وبحسب القيادة المركزية الأميركية، وقعت أمس الأحد أربع هجمات على ثلاث سفن تجارية منفصلة تعمل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر، ترتبط هذه السفن بـ14 دولة منفصلة، مشيرة إلى استجابة المدمرة «آرلي بيرك يو إس إس كارني» لنداءات الاستغاثة من السفن وتقديم المساعدة.

الحادثة الأولى كانت في حوالي الساعة 9:15 صباحاً بتوقيت صنعاء بعد أن استشعرت السفينة كارني هجوماً صاروخياً باليستياً مضاداً للسفن تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه السفينة «إم في يونتي إكسبلورر»، مما أثر على المنطقة القريبة من السفينة، وفقاً للبيان.

وأشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أن يونتي إكسبلورر سفينة شحن ترفع علم جزر البهاما، وتمتلكها وتديرها المملكة المتحدة، ويعمل بها بحارة من دولتين، وكانت السفينة كارني تقوم بدورية في البحر الأحمر عند لحظة استشعار الهجوم على السفينة يونتي إكسبلورر.

الحادثة الثانية كانت في حوالي الساعة 12 ظهراً وأثناء وجود المدمرة كارني في المياه الدولية، حيث استشعرت وجود طائرة من دون طيار أطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن واستطاعت إسقاطها، وأضاف البيان «كانت الطائرة من دون طيار متجهة نحو المدمرة كارني رغم أن هدفها النهائي غير واضح، لا يمكننا في الوقت الحالي تقييم ما إذا كانت المدمرة هدفاً للطائرة من دون طيار، لم تقع أي أضرار بالسفينة الأميركية أو إصابات بين أفرادها».

وفي هجوم منفصل في حوالي الساعة 12:35 ظهراً أفادت السفينة يونتي إكسبلورر بأنها قد أصيبت بصاروخ أطلق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، حيث استجابت المدمرة كارني لنداء الاستغاثة، وأثناء المساعدة في تقييم الأضرار استشعرت المدمرة كارني هجوم لطائرة من دون طيار أخرى، مما أدى إلى تدمير الطائرة من دون طيار دون أي ضرر أو إصابات على متن كارني أو سفينة يونتي إكسبلورر، فيما أبلغت يونتي إكسبلورر عن حدوث أضرار طفيفة ناجمة عن الهجوم الصاروخي.

القيادة المركزية الأميركية أوضحت أن الحادثة الثالثة كانت في حوالي الساعة 3:30 مساء بعد أن أصيبت السفينة «إم في» رقم 9 بصاروخ تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أثناء عملها في ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر، حيث أبلغت ناقلة البضائع التي ترفع علم بنما والمملوكة والمدارة من قبل برمودا والمملكة المتحدة عن وقوع أضرار ولم تقع إصابات.

وكانت الحادثة الرابعة في حوالي الساعة 4:30 مساء بعد أن أرسلت السفينة «إم في سوفي» نداء استغاثة يفيد بتعرضها لهجوم بصاروخ، حيث استجابت المدمرة كارني مرة أخرى لنداء الاستغاثة ولم يبلغ عن وقوع أضرار جسيمة. وأشار البيان إلى أنه «بينما كانت كارني في طريقها لتقديم الدعم قامت بإسقاط طائرة من دون طيار كانت متجهة نحوها، وتعد سوفي سفينة نقل بضائع ترفع علم بنما، ويتكون طاقمها من بحارة من ثماني دول». بحسب القيادة المركزية الأميركية.

وندد مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات بالهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعة على سفينة «غالاكسي ليدر» في البحر الأحمر، ودعوته إلى الإفراج عنها وعن طاقمها. كما طالب أعضاء مجلس الأمن بوقف جميع الهجمات والتصرفات والإفراج الفوري عن السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها.

وحذّرت الحكومة اليمنية مراراً من «خطورة الميليشيا الحوثية الإرهابية وأجندتها المرتبطة بمصالح ومشاريع التخريب الإيرانية في المنطقة». وأكدت في أحدث بياناتها «أن الأعمال الحوثية لا تمت بأي صلة للقضية الفلسطينية، ولا تخدم نضالات الشعب الفلسطيني، إذ إن الجماعة التي أوغلت في قتل وتعذيب الشعب اليمني لا يمكن أن تكون نصيراً للقضايا العادلة».


مقالات ذات صلة

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)

أطفال لبنان عرضة للقتل والصدمات النفسية

طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)
طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)
TT

أطفال لبنان عرضة للقتل والصدمات النفسية

طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)
طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)

أصبح خبر مقتل أطفال في لبنان بشكل يومي في غارات تنفذها إسرائيل بحجة أنها تستهدف عناصر ومقرات وأماكن وجود «حزب الله»، خبراً عادياً يمر مرور الكرام، حتى بعد تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن أكثر من ثلاثة أطفال يقتلون يومياً، ومن أن أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان، في غضون شهرين نتيجة الحرب المستمرة منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتتعاطى إسرائيل مع مقتل الأطفال والمدنيين على أنه «خسائر جانبية»، فتراها في حال حصلت على معلومات عن وجود شخصية معينة من «حزب الله»، في مبنى معين، تُقدم على نسف المبنى كله، غير آبهة بالمدنيين والأطفال الموجودين فيه.

اضطرابات نفسية

وفي مواقف أدلى بها مؤخراً، استهجن المتحدث باسم «اليونيسف»، جيمس إلدر، من أنه «رغم مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، فإن اتجاهاً مقلقاً يبرز ويظهر أنه يجري التعامل دون مبالاة مع هذه الوفيات من جانب هؤلاء القادرين على وقف هذا العنف».

وبحسب المنظمة الدولية فإن «مئات الآلاف من الأطفال أصبحوا بلا مأوى في لبنان، كما أن علامات الاضطراب النفسي أصبحت مقلقة وواضحة بشكل متزايد».

وتشير الدكتورة باسكال مراد، اختصاصية علم النفس والاجتماع، إلى أن «مغادرة مئات الآلاف من الأطفال منازلهم، وتهجير وتشريد قسم كبير منهم؛ يجعلهم يفتقدون للأمان. كما أن فقدانهم أفراداً من عائلاتهم أمام أعينهم، ومعايشتهم الخطر والدمار والقتل اليومي؛ يترك لا شك تداعيات نفسية كبيرة عليهم يفترض الالتفات لمعالجتها بأقرب وقت».

رجل يخلي طفله من مكان قريب من موقع استهداف إسرائيلي لمنطقة رأس النبع في بيروت (رويترز)

وتشدد باسكال مراد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «من أبرز التحديات عند الأطفال راهناً هي تعليمهم كيفية إدارة انفعالاتهم الصعبة، مثل الخوف والقلق والغضب. فهذه الإدارة إذا لم تتحقق، فسيعاني الأطفال في المستقبل من مشاكل نفسية إذا لم تعالج الصدمات التي يعايشونها»، لافتة إلى أنه «لا يجب أن ننسى أيضاً الآثار الصحية للحرب على الأطفال، خصوصاً التلوث الناتج عن التفجيرات والأسلحة المستعملة، إضافة إلى أنهم سيكونون أكثر عرضة للأمراض والفيروسات في مراكز الإيواء».

ويعاني آلاف النازحين الموجودون في مراكز الإيواء، والعدد الأكبر منهم من الأطفال، من البرد وغياب مستلزمات التدفئة مع حلول فصل الشتاء، كما يفتقرون للملابس الملائمة بعد هربهم من منازلهم من دون التمكن من جمع أغراضهم.

التعليم بطعم الحرب

كما أنه رغم الخطة التي وضعتها وزارة التربية بدعم من «اليونيسف» لإعادة نحو 387 ألف طفل في لبنان تدريجياً إلى 326 مدرسة رسمية، لم يتم استخدامها لإيواء النازحين ابتداء من مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فإن العام الدراسي لا يسير بشكل طبيعي عند كل طلاب لبنان، بحيث يدرس قسم كبير منهم على وقع الغارات وخرق الطيران الإسرائيلي لجدار الصوت في كل المحافظات كما يجري التدريس على وقع هدير الطائرات المسيرة التي تملأ الأجواء اللبنانية.

وتقول إحدى معلمات صفوف الروضة في مدرسة تقع بمنطقة الحازمية المتاخمة للضاحية الجنوبية لبيروت، التي تتعرض لقصف دائم: «نقول للأطفال إن دوي الانفجارات هو صوت رعد نتيجة حلول فصل الشتاء، ونعمد لوضع أغانٍ تهدئ من روعهم. القسم الأكبر منهم اعتاد الوضع، في حين بعضهم الآخر يجهش بالبكاء كل مرة».

وتشير المعلمة الأربعينية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة الأكبر نواجهها مع الأهالي الذين يتهافتون عند كل غارة لسحب أبنائهم من الصفوف، ما يجعل الوضع التعليمي غير طبيعي على الإطلاق».

وتشدد الناشطة السياسية والدكتورة في علم النفس بالجامعة اللبنانية في بيروت، منى فياض، على أنه «أياً كانت الظروف، لا يمكن وقف التعليم ويفترض على وزارة التربية أن تؤمن التعليم للجميع حتى ولو في خيم».

وعدّت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التلاميذ الذين لا يستطيعون التوجه إلى المدرسة نتيجة الحرب لا شك سيتأثرون نفسياً إذا رأوا تلاميذ آخرين يداومون بشكل يومي، لكن هذه التأثيرات محصورة بأعمار كبيرة معينة بحيث سيشعر هؤلاء بعقدة نقص وإهمال، وانعدام العناية، لكن الخطورة الحقيقية هي على مستقبل الأجيال، ففي العالم العربي نحو 75 مليون أمّي نتيجة الحروب واللجوء، وكل حرب جديدة ترفع الأعداد مئات الآلاف. من هنا الخطورة على مستقبل العالم العربي ومستقبل لبنان الذي كانت لديه نسبة كبيرة من المتعلمين منتشرة في كل أنحاء العالم بمستويات وخبرات ممتازة».

أطفال فروا من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان يحضرون ورشة رسم داخل أحد مراكز الإيواء في بيروت (أ.ف.ب)

وتتحدث منى فياض عن «خشية حقيقية من أن يؤدي التسرب المدرسي إلى الانحراف»، مشددة على وجوب القيام بـ«حملات على المؤثرين للضغط والتصدي لسيناريو مثل هذا، وتأمين التعليم للجميع أياً كانت الظروف القائمة».