إسرائيل و«حماس» تلمحان لاحتمال توسيع معايير عمليات التبادل

وتتبادلان قوائم جديدة للمحتجزين والأسرى

أسرى فلسطينيون مفرج عنهم من سجن عوفر العسكري الإسرائيلي خلال استقبالهم من قبل الحشود بالقرب من رام الله بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
أسرى فلسطينيون مفرج عنهم من سجن عوفر العسكري الإسرائيلي خلال استقبالهم من قبل الحشود بالقرب من رام الله بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل و«حماس» تلمحان لاحتمال توسيع معايير عمليات التبادل

أسرى فلسطينيون مفرج عنهم من سجن عوفر العسكري الإسرائيلي خلال استقبالهم من قبل الحشود بالقرب من رام الله بالضفة الغربية (إ.ب.أ)
أسرى فلسطينيون مفرج عنهم من سجن عوفر العسكري الإسرائيلي خلال استقبالهم من قبل الحشود بالقرب من رام الله بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

أكد مصدر مقرب من حركة «حماس» في قطاع غزة، الثلاثاء، تبادل قوائم تضم أسماء عشرة من الرهائن لدى الحركة الفلسطينية في مقابل 30 معتقلا فلسطينياً في اليوم الخامس من الهدنة مع إسرائيل.

مُددت الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، الثلاثاء، للسماح بالإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث لا يزال الوضع الإنساني «كارثياً».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحافي اليوم، إن الدوحة تركز على تمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد يوم غد، بناء على قدرة الحركة على مواصلة إطلاق سراح 10 رهائن يومياً.

وأضاف أن قطر لا تستطيع التحقق من عدد الرهائن المتبقين بعد العشرين الذين ستطلق «حماس» سراحهم اليوم وغداً، وهما يومان أضيفا إلى الهدنة التي كان من المقرر في البداية أن تستمر 4 أيام.

وقالت «حماس» إنها تسعى للتوصل إلى اتفاق هدنة جديد مع إسرائيل تفرج الحركة بموجبه عن رهائن آخرين غير النساء والأطفال الذين تطلق سراحهم بالفعل حتى الآن، وفقاً لوكالة «رويترز».

وتزامنت تصريحات بهذا الشأن صدرت في وقت متأخر من أمس، عن خليل الحية القيادي بحركة «حماس»، مع توسيع إسرائيل قائمة المعتقلات الفلسطينيات اللاتي يمكن أن تفرج عنهن مقابل إطلاق سراح رهائن، بما يمثل مؤشراً آخر على أنه يجري النظر في تعديل شروط الهدنة.

وقال الحية: «نأمل أن يلتزم الاحتلال خلال اليومين المقبلين لأننا نسعى صراحة لأن ندخل في صفقة جديدة غير النساء والأطفال، بحيث يمكننا تبادل الفئات الأخرى التي عندنا».

وأضاف أن هناك سعياً «لأن نذهب باتجاه مدة إضافية لنستكمل عملية التبادل بما يتوفر لدينا من ناس يمكن التبادل عليهم في هذه المرحلة».

وجرى أمس تمديد الهدنة، التي تم الاتفاق في البداية على أن تكون لـ4 أيام، ليومين إضافيين.

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية الأسبوع الماضي، أطلقت «حماس» سراح 50 امرأة وطفلاً إسرائيلياً كانوا محتجزين في غزة، مقابل إطلاق سراح 150 معتقلاً فلسطينياً من سجون إسرائيل، مع خيار مضاعفة هذه الأعداد إذا تم تمديد الهدنة لـ5 أيام.

ونشرت إسرائيل بشكل مسبق أسماء 300 امرأة وقصّر من الذكور الفلسطينيين المعتقلين من أجل إطلاق سراحهم المحتمل.

وذكر مسؤولون أن الحكومة الإسرائيلية أضافت في وقت متأخر من أمس، أسماء 50 معتقلة إلى تلك القائمة.

ولم يرد متحدثون باسم الحكومة الإسرائيلية حتى الآن، عندما سئلوا عن تفسير للرقم الجديد، الذي لا يقبل القسمة على 3، مما قد يعني أنه يجري العمل على إعداد صيغة تبادل جديدة.

وأسرت «حماس» نحو 240 شخصاً خلال هجومها في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، على جنوب إسرائيل. ومن بين الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة آباء وأزواج ونساء وأطفال أطلقت الحركة سراحهم في الأيام الماضية.


مقالات ذات صلة

«مقتل رهائن» و«ضغوط الداخل» الإسرائيلي... هل يعجّلان «هدنة غزة»؟

شمال افريقيا فلسطينيون يتفقدون منازلهم شرق دير البلح وسط قطاع غزة بحثاً عن أشياء يمكن انتشالها من بين الأنقاض (أ.ف.ب)

«مقتل رهائن» و«ضغوط الداخل» الإسرائيلي... هل يعجّلان «هدنة غزة»؟

فجَّر إعلان إسرائيل العثور على جثث رهائن بقطاع غزة موجة احتجاجات واسعة؛ رفضاً لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)

مصر تدين سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية

أدانت مصر «استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي أدت لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية متظاهر في تل أبيب مساء السبت يرتدى قناعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد بسياسته في ملف المحتجزين لدى «حماس» (د.ب.أ)

جثث المختطفين الستة تؤجج الغضب ضد نتنياهو

في أعقاب تباهي الجيش الإسرائيلي والحكومة باسترداد «ستة جثامين» لمحتجزين لدى «حماس»، خرجت عائلات في موجة مظاهرات شوّشت الحياة الاقتصادية في شتى أنحاء البلاد.

نظير مجلي (تل أبيب)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء فلسطين

 تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفيًا، الأحد، من رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية والمغتربين الدكتور محمد مصطفى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية العسكرية في جنين بالضفة الغربية (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي خلال عمليته في الضفة الغربية

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل أحد جنوده في رابع أيام عمليته في الضفة الغربية المحتلة حيث يتركز القتال في مخيم جنين للاجئين.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

وزير الدفاع السوري لنظيره الإيراني: نحن في القارب نفسه

رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقر يستقبل وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس في يناير 2023 (أرشيفية)
رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقر يستقبل وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس في يناير 2023 (أرشيفية)
TT

وزير الدفاع السوري لنظيره الإيراني: نحن في القارب نفسه

رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقر يستقبل وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس في يناير 2023 (أرشيفية)
رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقر يستقبل وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس في يناير 2023 (أرشيفية)

قال وزير الدفاع السوري، العماد علي محمود عباس، إن سوريا ودول محور المقاومة في «القارب نفسه» وعلى «الجبهة نفسها» يقاتلون إسرائيل، وإن «التعاون المشترك» سيجعلهم أقوى في مواجهة «المحور المتغطرس»، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إيرانية قالت إن وزير الدفاع السوري هنأ، في اتصال هاتفي اليوم الأحد، نظيره الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، بتعيينه وزيراً للدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية.

وفي حين لم تشر وسائل الإعلام السورية الرسمية إلى خبر الاتصال بين الوزيرين حتى إعداد هذا التقرير، فقد أفادت وكالة «مهر» الإيرانية بأن الوزير الإيراني أكد دعم بلاده «إرساء الأمن واحترام وحدة الأراضي السورية»، مشيراً إلى القواسم المشتركة بين البلدين، لا سيما دعم سوريا محور المقاومة، لافتاً إلى أنه «يجب تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين؛ بما في ذلك نتائج زيارتكم إلى طهران».

اللجنة الاقتصادية المشتركة السورية - الإيرانية في دمشق خلال أبريل الماضي (سانا)

يُذكر أن وزير الدفاع السوري، العماد علي محمود عباس، زار طهران في مارس (آذار) الماضي في ظل ازدياد احتمالات توسع الحرب مع إسرائيل وتصعيد الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية التي تستهدف القوات الموالية لـ«الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله».

وعلق الوزير الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، على نتائج الزيارة الماضية من وزير الدفاع السوري إلى طهران، بالقول: «سوف يتوسع التعاون بسرعة أكبر».

رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقر يستقبل وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس في يناير 2023 (أرشيفية)

كما عبر الوزير الإيراني عن أسفه لعدم رؤية بلاده «أي رد فعل مناسب من المجتمع الدولي تجاه جرائم الكيان الصهيوني»، مشدداً على أنه يجب أن يستمر التعاون بين إيران وسوريا، وأن هذا «التعاون سيؤدي حتماً إلى هزيمة الكيان الصهيوني».

ونقلت «مهر» عن وزير الدفاع السوري تطلعه إلى استمرارية العلاقات بإيران، وبذل القوات المسلحة في البلدين «مزيداً من الجهود بما يتماشى مع أهداف البلدين». وقال: «نحن معكم، وعلى الجبهة نفسها. إن أمن البلدين واحد»، وإن «محور المقاومة في القارب نفسه، ويقاتلون كيان الاحتلال الذي ارتكب كثيراً من الجرائم ضد الإنسانية في غزة وسوريا واليمن». وشدد على أن التعاون المشترك «سيجعلنا أقوى في مواجهة هذا المحور المتغطرس» متمنياً تطوير هذا التعاون والاتفاقيات، والاستمرار على «هذا المنوال في مواجهة قوى الشر» وفق «مهر».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

الاتصال الهاتفي بين وزيرَي الدفاع الإيراني والسوري، جاء بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن «موسكو مهتمة بتطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا»، مؤكّداً أنّ «اجتماعاً جديداً سيُعقد في المستقبل القريب».

ورأت مصادر متابعة في دمشق أن «طهران، ومع كل تطور إيجابي تحققه موسكو فيما يخص ملف التقارب السوري ـ التركي، تبعث برسائل تؤكد نفوذها في سوريا، وتذكّر الجانب السوري بـ(وجوب تنفيذ الاتفاقيات المشتركة وتسديد الديون المستحقة عليه)، في نوع من الضغوط على دمشق حتى لا تمضي في ملف التقارب بعيداً عن المصالح الإيرانية».

منطقة البوكمال نقطة استراتيجية للمسلّحين المُوالين لإيران شرق سوريا (أ.ف.ب)

ولفتت المصادر إلى أن ضغوطاً قوية تمارَس على دمشق من الحليفين: الروسي؛ للدفع باتجاه التقارب مع تركيا، والإيراني؛ للتريث واستثمار هذا الملف في إعادة صياغة التوازنات في المنطقة؛ لا سيما مع الجانب الأميركي.

ورجحت المصادر تصدير دمشق موقفين لحليفيها: الأول إظهار التجاوب مع مساعي موسكو وبث رسائل إيجابية تجاه التقارب مع تركيا، والموقف الثاني يهادن الضغوط الإيرانية ويظهر التمسك بثبات الموقف من «محور المقاومة» والالتزام بسياساته، وإظهار التريث تجاه التقارب مع تركيا.

ولفتت المصادر إلى ما سبق أن تناولته وسائل إعلام عربية عن «زيارة سرية من رئيس الأركان السوري، العماد عبد الكريم محمود إبراهيم، إلى إيران دون إبلاغ الرئيس بشار الأسد، وذلك في الأسبوع الأول من أغسطس (آب) الماضي. ورغم خطورة تلك المعلومات، فإنه لم يصدر رد فعل من دمشق؛ بل جرى تجاهلها تماماً. وهذا يضعنا أمام احتمالين: إما وجود انقسام داخل القيادة في سوريا، وإما هي (عملية توزيع أدوار، وتصدير مواقف عدة للتحايل على ضغوط الحليفين)».

اقرأ أيضاً

اقرأ أيضاً