بعد 8 سنوات في السجون الإسرائيلية... إسراء جعابيص «تشم الهواء»

إسراء جعابيص تصل إلى منزلها بعد خروجها من السجون الإسرائيلية في صفقة تبادل أسرى مع «حماس» (أ.ف.ب)
إسراء جعابيص تصل إلى منزلها بعد خروجها من السجون الإسرائيلية في صفقة تبادل أسرى مع «حماس» (أ.ف.ب)
TT

بعد 8 سنوات في السجون الإسرائيلية... إسراء جعابيص «تشم الهواء»

إسراء جعابيص تصل إلى منزلها بعد خروجها من السجون الإسرائيلية في صفقة تبادل أسرى مع «حماس» (أ.ف.ب)
إسراء جعابيص تصل إلى منزلها بعد خروجها من السجون الإسرائيلية في صفقة تبادل أسرى مع «حماس» (أ.ف.ب)

​قالت الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص، بعد خروجها من السجن في إسرائيل: «نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة»، وذلك بعد قضائها 8 سنوات في السجون الإسرائيلية. وإسراء جعابيص (38 عاماً) خرجت ضمن 39 فلسطينياً من النساء والأطفال الذين تم إطلاق سراحهم أمس، ضمن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، ضمن صفقة تبادل.

وجاء الإفراج عن الرهائن أمس (السبت) بعد تأخير لساعات، قالت «حماس» إن سببه عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق. وعانقت إسراء أفراد عائلتها بحرارة وتأثر بالغ، بعيد وصولها إلى منزلهم. وتزاحمت وسائل إعلام وأفراد من الصحافة، على الرغم من إبعاد القوات الإسرائيلية الصحافيين الذين تجمعوا خارج منزل إسراء.

وصرحت إسراء جعابيص بعد خروجها: «شمينا الهوا»، وقالت وهي تعانق ابنها معتصم: «أوجاعي مرئية، لا داعي أن أحكي عنها، غير أوجاعي من ناحية المشاعر والأحاسيس والشوق للأهل. لكن هذه هي ضريبة السجن للسجين، وضريبة المحبة والشوق والحنين»، حسبما أفادت وكالة «الصحافة الفرنسية».

أهل إسراء جعابيص يستقبلونها في القدس بعد خروجها من السجون الإسرائيلية في صفقة تبادل أسرى مع «حماس» (رويترز)

وتصف جعابيص فترة اعتقالها بأنها «مريرة وصعبة».

وتعد إسراء جعابيص من بلدة جبل المكبر في مدينة القدس، وهي قد دينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، ما أدى إلى إصابة شرطي إسرائيلي، وحكم عليها بالسجن 11 عاماً. وكانت عائدة بسيارتها من مدينة أريحا، وحُكم عليها بالسجن 11 عاماً. واندلع حريق في السيارة أصيبت إثره بحروق في أنحاء متفرقة من جسدها أحدثت بها تشوهات كبيرة. واتهمتها السلطات الإسرائيلية بالشروع في تنفيذ عملية تستهدف جنودها عند الحاجز العسكري، لكنها دفعت ببراءتها وهو ما لم تأخذ به المحكمة.

وأجريت لها عملية جراحية في مستشفى إسرائيلي خلال اعتقالها لعلاج ما أصابها من حروق، لكنها تؤكد أنها أُخرجت من المستشفى وأعيدت إلى السجن في اليوم ذاته الذي خضعت فيه للجراحة، ولم تُتح لها فترة للاستشفاء، وفقاً لوكالة أنباء العالم العربي.

وقالت جعابيص إن «الأدوية التي كنت أحصل عليها لم تكن مناسبة لحالتي، كنت بحاجة إلى نوع خاص من المسكنات، لكن للأسف ما كنت أحصل عليه كان أدوية تسبب لي آلاماً في المعدة». وتصف كيف عانت آلاماً لا يمكن احتمالها، وتضيف: «كوني أُمّاً، خضت تجربة الولادة. آلام المخاض والولادة كانت أقل بكثير مما عانيته من آلام بسبب الحروق وعدم الحصول على الأدوية المناسبة».

وخلال 8 سنوات في السجون الإسرائيلية، عانت إسراء من حروق بالغة خصوصاً في الوجه واليد، وتعد من «أخطر الحالات الطبية بين الأسيرات»، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

صورة متداولة لإسراء جعابيص قبل اعتقالها وبعده (إكس)

وتشير إحصاءات جمعية نادي الأسير الفلسطيني إلى أن هناك ما لا يقل عن 62 امرأة فلسطينية معتقلة في سجن دامون الإسرائيلي، وتعد إسراء واحدة من أقدم المعتقلات فيه.

واندلعت الحرب بعد الهجوم المباغت لحركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، ومنذ ذلك الحين، تشنّ إسرائيل قصفاً مكثفاً على القطاع، وبدأت في عمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أدى إلى مقتل زهاء 15 ألف شخص، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل، وفق حكومة «حماس».

عائلة إسراء تفرح باستقبالها في منزلها بالقدس (رويترز)

وفي المجموع، سلَّمت حركة «حماس» يومي الجمعة والسبت إلى اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر»، 26 رهينة إسرائيلية يحمل بعضهم جنسية أخرى، بينما أطلقت إسرائيل سراح 78 أسيراً فلسطينياً. وكل المفرج عنهم من النساء والأطفال. كما أطلقت «حماس» على مدى اليومين سراح 15 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجاً في الاتفاق.

وتحتجز إسرائيل 7200 فلسطيني، وفقاً لنادي الأسير الفلسطيني، من بينهم نحو 2000 اعتقلوا منذ بداية الحرب، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس». وتقول الأمم المتحدة ومنظمة إنقاذ الطفولة، وهي منظمة غير حكومية، إن ما بين 500 و700 طفل فلسطيني يدخلون نظام الاحتجاز العسكري الإسرائيلي كل عام. ويُرتقب اليوم (الأحد) إطلاق سراح مزيد من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين في اليوم الثالث للهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس». وينص الاتفاق الذي تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن 50 رهينة لدى «حماس» في مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً على مدار الأيام الأربعة لهذه الهدنة القابلة للتجديد.


مقالات ذات صلة

فصائل عراقية تعلن تنفيذ هجومين بالمسيرات على جنوب إسرائيل

شؤون إقليمية نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صاروخاً في مدينة نهاريا شمال إسرائيل في 12 نوفمبر 2024 (رويترز)

فصائل عراقية تعلن تنفيذ هجومين بالمسيرات على جنوب إسرائيل

أعلنت فصائل عراقية مسلحة، يوم أمس (الأحد)، مسؤوليتها عن هجومين بالمسيرات على مواقع في جنوب إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية سيدة تغلق فمها وتربط يديها بحبل خلال مظاهرة في تل أبيب تطالب بإعادة المحتجزين في غزة (رويترز)

رهائن سابقون في غزة يطالبون بعد عام من الإفراج عنهم بإعادة الباقين

بعد عام على إطلاق سراحهم خلال الهدنة الوحيدة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، دعا رهائن سابقون في غزة إلى تأمين الإفراج عمن لا يزالون محتجزين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع المُقال يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

نتنياهو يمهد لإقالة رئيس أركان الجيش بموجة انتقادات

بعد أن نجح في التخلص من وزير دفاعه، يوآف غالانت، من دون خسائر فادحة، يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإزاحة رئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي.

نظير مجلي (تل ابيب)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الحكومة الإسرائيلية تقاطع «هآرتس» وتمنع عنها الإعلانات

صورة للصفحة الأولى لصحيفة «هآرتس» نشرت فيها صور 67 طفلاً فلسطينياً قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2021
صورة للصفحة الأولى لصحيفة «هآرتس» نشرت فيها صور 67 طفلاً فلسطينياً قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2021
TT

الحكومة الإسرائيلية تقاطع «هآرتس» وتمنع عنها الإعلانات

صورة للصفحة الأولى لصحيفة «هآرتس» نشرت فيها صور 67 طفلاً فلسطينياً قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2021
صورة للصفحة الأولى لصحيفة «هآرتس» نشرت فيها صور 67 طفلاً فلسطينياً قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2021

قطعت الحكومة الإسرائيلية جميع علاقاتها مع صحيفة «هآرتس» اليسارية، بعد تعليقات لناشر الصحيفة في وقت سابق وصف فيها مقاتلي حركة «حماس» بأنهم «مقاتلو حرية».

وأعلن مكتب وزير الاتصالات شلومو قرعي أن الحكومة صادقت بالإجماع على اقتراحه بوقف العلاقة، بما في ذلك الإعلانات عن المناقصات الحكومية سواء في النسخة المطبوعة أم على الموقع الإلكتروني للصحيفة. وجاء في بيان رسمي أن الحكومة «ستقطع أي علاقة إعلانية مع صحيفة (هآرتس)، وتدعو جميع فروعها ووزاراتها وهيئاتها، وكذلك أي مؤسسة حكومية أو هيئة مموّلة من قبلها إلى عدم التواصل مع صحيفة (هآرتس) بأي شكل من الأشكال، وعدم نشر أي منشورات فيها». وتابع البيان قائلاً إنه «في حين تدعم الحكومة حرية الصحافة وحرية التعبير، فإنها لن تقبل وضعاً يدعو فيه ناشر صحيفة رسمية إلى فرض عقوبات ضدها وأن يدعم أعداءها في خضم الحرب». وأشار مكتب قرعي إلى أن قرار مقاطعة الصحيفة جاء في أعقاب مقالات عديدة «أضرّت بشرعية دولة إسرائيل في العالم وحقها في الدفاع عن النفس، خصوصاً تعليقات ناشر الصحيفة عاموس شوكن خلال مؤتمر في لندن الشهر الماضي (...) يجب ألا نسمح بواقع يدعو فيه ناشر صحيفة رسمية في دولة إسرائيل إلى فرض عقوبات عليها، ويدعم أعداء الدولة في خضم الحرب. وتقوم إسرائيل بتمويلها».

وكان شوكن قال إن «حكومة بنيامين نتنياهو تقود نظام فصل عنصري قاسياً على السكان الفلسطينيين، وتتجاهل التكاليف التي يتحمّلها الجانبان للدفاع عن المستوطنات [في الضفة الغربية] في حين تقاتل مقاتلي الحرية الفلسطينيين الذين تصفهم إسرائيل بالإرهابيين». ورأى شوكن أن «ما يحدث في غزة نكبة ثانية»، ودعا إلى فرض عقوبات على إسرائيل مؤكداً ذلك «هو السبيل الوحيد لإقامة الدولة الفلسطينية».

وعلى الرغم من محاولة «هآرتس» لاحقاً معارضة شوكن، مؤكدة في مقال افتتاحي أعقب تصريحاته أن «أي منظمة تدعو إلى قتل النساء والأطفال وكبار السن هي منظمة إرهابية، وأعضاؤها إرهابيون. وبالتأكيد هم ليسوا مقاتلي حرية». لكن الهجوم الإسرائيلي الرسمي على الصحيفة لم يتوقف، إلى الحد الذي طلب فيه وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين، المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية غالي بيهاريف ميارا، بإرسال مشروع قانون جديد، يقضي بأن التشجيع على فرض عقوبات دولية على إسرائيل يشكل جريمة جنائية، ويؤدي إلى عقوبة بالسجن 10 سنوات. وحتى قبل صدور القرار الرسمي، أصدر مدير عام وزارة المواصلات موشيه بن زكان تعليماته للمتحدثين وقسم الإعلام في وزارته بالوقف الفوري لكل تعاملات الوزارة مع مجموعة «هآرتس»، وحذت هيئات أخرى حذوه.

يشار إلى أن الهجوم على «هآرتس» جاء على خلفية أن العلاقة مع الحكومة ليست جيدة بسبب تغطية الصحيفة الحرب على قطاع غزة. وتعرف «هآرتس» بأنها مناوئة لسياسة الحكومة الحالية وضد الحروب بشكل عام. وفي عام 2021 أثناء حرب إسرائيلية على قطاع غزة نشرت الصحيفة على صدر صفحتها الأولى صوراً لـ67 طفلاً فلسطينياً قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة، وقالت إن ذلك هو ثمن الحرب، قبل أن تواجه عاصفة من قبل الحكومة واليمين وصلت إلى حد اتهاماها بالخيانة. وهاجمت «هآرتس» توجُّه الحكومة الإسرائيلية ضدها، وقالت إنه «خطوة أخرى في سعي نتنياهو لتفكيك الديمقراطية الإسرائيلية». وأضافت «هآرتس» أنها «لن تتراجع، ولن تتحوّل إلى كُتيب حكومي ينشر رسائل أقرتها الحكومة ورئيسها».

وشجع القرار ضد «هآرتس» وزراء على المطالبة باتخاذ قرارات مماثلة ضد وسائل إعلام أخرى. وقال موقع «i24NEWS» الإسرائيلي، إن اقتباسات من المناقشة التي تم فيها أخذ القرار بمقاطعة «هارتس» تشير إلى رغبة وزراء في قطع العلاقات مع هيئات إعلامية أخرى. وأكد الموقع أن وزير التراث عميحاي إلياهو قال في الجلسة: «نحن بحاجة إلى وقف الاتصالات ليس فقط مع صحيفة (هآرتس)، ولكن أيضاً مع أخبار 12 وN12، بعد الافتراء في قضية سديه تيمان (المعتقل الذي زجت إسرائيل فيه آلاف الغزيين في ظروف لا إنسانية). النشر تسبب في أضرار دولية».

لكن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رفض ورد عليه: «أنت تسبب الضرر، وتوضح لماذا كانت المستشارة القضائية على حق عندما تحدثت عن منحدر زلق». ثم انضم وزير التربية والتعليم يوآف كيش إلى سموتريتس، وقال لإلياهو: «هذا لا يفيدنا، إنه يضر بخطنا»، قبل أن يجيبهم إلياهو: «هناك منحدر زلق، لذا يجب منع الإعلانات الحكومية فقط عندما يكون هناك ضرر خبيث على أمن الدولة أثناء الحرب، كما فعلت الأخبار 12».