الجيش الإسرائيلي ينسحب من مجمع الشفاء في غزة

جرحى فلسطينيون في مستشفى الشفاء بغزة (أ.ب)
جرحى فلسطينيون في مستشفى الشفاء بغزة (أ.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي ينسحب من مجمع الشفاء في غزة

جرحى فلسطينيون في مستشفى الشفاء بغزة (أ.ب)
جرحى فلسطينيون في مستشفى الشفاء بغزة (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» أن الجيش الإسرائيلي انسحب، اليوم (الجمعة)، من مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، بعد أيام من اقتحامه وإنذار معظم من كانوا فيه من مرضى ونازحين بإخلائه.

ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي على الفور على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية بهذا الشأن. وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم المستشفى للمرة الأولى في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد اتهام حركة «حماس» باستخدامه ستاراً لمنشآت عسكرية ومراكز قيادية، وهو ما تنفيه الحركة بشدة.

وعند وقوع الاقتحام، كانت الأمم المتحدة تقدّر عدد الموجودين في المجمع الواقع بغرب مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر، بنحو 2300 شخص بين مرضى وطواقم طبية ونازحين. وبعد عمليات إجلاء وإنذار من الجيش الإسرائيلي بإخلاء المجمع، بات عدد الموجودين فيه «نحو 100 مريض وطواقم طبية»، وفق المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «جيش الاحتلال انسحب صباحاً من مجمع الشفاء بغزة بعد أن دمّر عدداً من مرافقه ودمّر المولد الرئيسي للكهرباء والعديد من الغرف والأسوار والساحات و(ألحق) أضراراً كبيرة في مباني المستشفى».

من جهته، أكد ليندماير: «نحن نعمل من أجل القيام بإخلاءات إضافية من المستشفيات»، في وقت تتركز فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أيام في محيط مرفق صحي آخر بشمال قطاع غزة هو المستشفى الإندونيسي.

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن القافلة الأخيرة التي غادرت مستشفى الشفاء نقلت على متنها «73 مريضاً ومصاباً بجروح خطرة؛ 18 من مرضى الكلى، و26 مصاباً بشلل نصفي، و8 ممن يعانون أمراضاً مزمنة، واثنان يحتاجان إلى عناية طارئة، و19 مريضاً على كرسي متحرك».

وكان الجيش الإسرائيلي أوقف، الخميس، مدير المستشفى محمد أبو سلمية. كما أعلن الجيش اكتشاف نفق أسفل المجمع الطبي يتم استخدامه لأغراض «الإرهاب».

وأتى ذلك قبل ساعات من دخول هدنة من 4 أيام حيز التنفيذ بين إسرائيل وحركة «حماس». ويشمل اتفاق الهدنة الإفراج عن دفعة أولى من 13 رهينة من المدنيين، على أن يلي ذلك إطلاق إسرائيل سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين من النساء والأطفال.

وشنّت حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق على أراضي الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تم خلاله أخذ زهاء 240 شخصاً رهائن، بحسب السلطات الإسرائيلية، فيما قُتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضى معظمهم في اليوم الأول، وفق المصدر نفسه. ومذاك تنفّذ إسرائيل قصفاً مدمّراً على غزّة أوقع 14854 قتيلاً، حسب «حماس».


مقالات ذات صلة

تعويل لبناني على «خسائر إسرائيل» لوقف الحرب

المشرق العربي عناصر في الجيش اللبناني في حارة صيدا على مقربة من المبنى الذي تم استهدافه الأحد بغارة إسرائيلية (رويترز)

تعويل لبناني على «خسائر إسرائيل» لوقف الحرب

يسود انطباع في لبنان مفاده أنه لا يوجد طريق لوقف الحرب الإسرائيلية البرية ضد «حزب الله»، في ظل غياب الحراك السياسي الجدي، إلا بارتفاع الخسائر في صفوف المهاجمين.

كارولين عاكوم (بيروت)
العالم العربي آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت (أ.ف.ب)

مقتل 3 مسعفين بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 3 مسعفين من جمعية الرسالة التابعة لـ«حركة أمل»، الحليف الرئيسي لـ«حزب الله»، الأحد، في غارة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مبنى متضرر من غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

غضب بعد مساعدة صحافي إسرائيلي في تفجير مبنى بلبنان (فيديو)

ساعد صحافي تلفزيوني إسرائيلي الجنود في تفجير مبنى في جنوب لبنان، مما أثار انتقادات واسعة النطاق في الداخل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب) play-circle 00:18

تحليل إخباري لماذا تخشى إسرائيل جبهة الداخل أكثر من غيرها؟

آخر ما تريده إسرائيل المنخرطة في جبهات عدة الآن هي جبهة جديدة في الداخل مع العرب؛ وهي مواجهة استعدت لها سابقاً لكنها تعرف جيداً أنها ليست مثل أي جبهة أخرى.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة (رويترز)

الأمم المتحدة تعبّر عن صدمتها «لمستويات القتل والدمار» في شمال غزة

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، الأحد، عن شعوره «بالصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة» في شمال قطاع غزة، حيث تشنّ القوات الإسرائيلية هجمات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

غزة... «هدنة تدريجية» على طاولة التفاوض

الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب)
الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب)
TT

غزة... «هدنة تدريجية» على طاولة التفاوض

الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب)
الشرطة الإسرائيلية تتفقد يوم الأحد موقع اصطدام شاحنة بمحطة حافلات قرب تل أبيب (أ.ب)

تبلورت ملامح مقترح مصري لإبرام ما بدا «هدنة تدريجية» في غزة، أمس (الأحد)، في وقت بدأت فيه جولة جديدة من المفاوضات بين مسؤولين من قطر وأميركا وإسرائيل في الدوحة لإحراز اتفاق لتبادل المحتجزين والسجناء، ووقف إطلاق النار.

وأفاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بأن القاهرة اقترحت وقفاً لإطلاق النار لمدة يومين في غزة، لتبادل 4 رهائن إسرائيليين مع بعض السجناء الفلسطينيين.

وأضاف السيسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، أمس، في القاهرة، أن مصر أطلقت مبادرة لتحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار لمدة يومين، يجري خلالهما تبادل 4 رهائن مع أسرى. وأردف: «ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع، وصولاً إلى إيقاف كامل لإطلاق النار».

واستبق وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، جولة مفاوضات الدوحة بالحديث عن أهمية تقديم «تنازلات مؤلمة» لإتمام صفقة.

وعادت مجدداً إلى الواجهة، الضغوط الداخلية لإبرام صفقة مع «حماس»، بعدما قاطع أقارب قتلى هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال إحياء الذكرى السنوية للهجوم، وفق التقويم العبري، وصرخ بعضهم تجاه نتنياهو بعبارة: «عارٌ عليك».

من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، عن شعوره بـ«الصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة» في شمال غزة. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش: «إن معاناة المدنيين الفلسطينيين العالقين في شمال غزة لا تحتمل».