الجيش الإسرائيلي في أوج حربه على مخيمات الضفة

اغتيال واعتقالات وتخريب بنية تحتية يومية... واستخدام للمسيرات

فلسطينيون يشتبكون مع قوات الأمن الإسرائيلية خلال مداهمة مخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة الخميس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشتبكون مع قوات الأمن الإسرائيلية خلال مداهمة مخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة الخميس (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي في أوج حربه على مخيمات الضفة

فلسطينيون يشتبكون مع قوات الأمن الإسرائيلية خلال مداهمة مخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة الخميس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشتبكون مع قوات الأمن الإسرائيلية خلال مداهمة مخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة الخميس (أ.ف.ب)

قتل الجيش الإسرائيلي فلسطينياً في مخيم بلاطة في نابلس، شمال الضفة الغربية، في اقتحام جديد في سلسلة هجمات مركزة على المخيمات في الضفة.

واقتحم الجيش مخيم بلاطة منتصف الليل، وعمل هناك نحو 15 ساعة، قتل خلالها الفتى مصطفى حافي (17 عاماً) وأصاب 7 آخرين، واعتقل 9، وجرف بنية تحتية، وهدم نصباً تذكارية لمقاتلين، فيما اندلعت مواجهات مسلحة وأخرى شعبية في مناطق متفرقة في المخيم.

وقالت فصائل فلسطينية إنها تصدت للجيش الإسرائيلي طوال اقتحامه للمخيم، وأوقعت به خسائر، وأجبرته على التراجع من مواقع قبل أن يأتي بتعزيزات أخرى كبيرة.

وكان الجيش قد طوق المخيم بداية، ثم زج بجنوده إلى الداخل، واشتبك مع مسلحين. وسمعت اشتباكات متفرقة في أنحاء المخيم طوال ليل ويوم الخميس، وانفجارات كذلك، قبل أن ينسحب الجيش مخلفاً دماراً، رد عليه سكان المخيم بمظاهرات عفوية كبيرة تؤكد الاستمرار في تحديهم للاحتلال.

اقتحام مخيم بلاطة هو الثالث في غضون أسبوع، بعدما اغتالت طائرة إسرائيلية 5 مقاتلين في مقر حركة «فتح»، يوم السبت الماضي، ثم اقتحمته مرتين بعد ذلك وقتلت 2 آخرين.

وتركز إسرائيل على المخيمات في حملة واسعة تطول كل الضفة الغربية. وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت مخيم طولكرم، الأربعاء، واغتالت 6 فلسطينيين هناك عبر مسيرة، كما اقتحمت مخيم الدهيشة في بيت لحم.

ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما نفذت «حماس» هجوم «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل في منطقة غلاف قطاع غزة، اقتحم الجيش معظم مخيمات الضفة، وقتل واعتقل وخاض اشتباكات في مخيمات جنين وطولكرم وبلاطة والجلزون وعسكر ونور شمس، وتعمد تخريب الطرقات هناك والبنى التحتية، واستخدم المسيرات حصراً في بعض هذه المخيمات، واغتال فيها فلسطينيين بأعداد كبيرة.

أحد أفراد شرطة الحدود الإسرائيلية يتخذ موقعه أثناء مداهمة مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل تستبيح كل الضفة الغربية في مسعى لإعادة احتلالها بموازاة قطاع غزة، لكنها تركز أكثر على المخيمات في محاولة للتضييق على سكانها من جهة، والانتقام من جهة ثانية.

وبحسب المصدر، تحاول إسرائيل فرض أمر واقع جديد يقوم على احتلال وقتل وقمع الفلسطينيين، وتعتقد أن الفرصة مواتية لقتل المزيد من الفلسطينيين خصوصاً في المخيمات التي تشكل مصدر قلق دائم للإسرائيليين.

فلسطيني يسير في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس بينما تمر مركبة عسكرية إسرائيلية (رويترز)

وتعيش الضفة الغربية توترات متصاعدة منذ عامين، لكن إسرائيل فرضت عليها أجواء حرب حقيقية منذ السابع منذ أكتوبر الماضي.

ويعزز التصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة مخاوف من تحول الضفة إلى جبهة ثالثة في الحرب الحالية.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتفقدان خريطة لقطاع غزة خلال زيارة بوريل لرام الله بالضفة 17 نوفمبر (رويترز)

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، نفذ الفلسطينيون عدة هجمات ضد إسرائيليين، لكنها لم ترق إلى مستوى «هبّة» جديدة، كما حدث في مواجهات سابقة.

وإضافة إلى بلاطة، اقتحم الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية كلاً من رام الله ونابلس وجنين وطوباس وقلقيلية والقدس والخليل وبيت لحم.

وقتلت قوات الاحتلال فلسطينياً ثانياً في قرية «برقة» شرق رام الله، وأصابوا 3 آخرين. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه «تسلمت شهيداً من قرية برقة شرق رام الله».

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية لاحقاً أن خضر السيد علي علوان (46 عاماً)، قضى برصاص الاحتلال في برقة، قضاء رام الله. وقال شهود عيان إن الشبان كانوا ينقلون زيت الزيتون من بعض المعاصر في القرية قبل أن يطلق عليهم جنود الاحتلال الرصاص.

وبحسب أرقام فلسطينية رسمية، قتلت إسرائيل 228 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ «طوفان الأقصى»، واعتقلت أكثر من 3000.

جنود إسرائيليون يظهرون في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في نابلس بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)

واعتقل الجيش الإسرائيلي 76 فلسطينياً على الأقل، يوم الخميس، ليرتفع إلى أكثر من 3100 عدد الذين اعتقلهم منذ السابع من أكتوبر الماضي، ويشمل ذلك من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن، ومن جرى استدعاؤهم واعتقالهم لاحقاً، ومن اعتقلوا بهدف التحقيق الميداني، وجرى الإفراج عنهم لاحقاً.

الاعتقالات المكثفة كانت أحد أوجه الحرب الإسرائيلية في الضفة. وبحسب مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني، فقد وصل عدد المعتقلين الإداريين لأول مرة منذ نشأة الحركة الأسيرة إلى أكثر من 2200 أسير نصفهم من حركة «حماس».

وأرجع مكتب إعلام الأسرى ذلك، إلى الاعتقالات المكثفة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر. وتقول إسرائيل إنها تعتقل كذلك فلسطينيين، بشكل يومي من قطاع غزة في ذروة الحرب المستمرة هناك.

ويعيش الأسرى ظروفاً غير مسبوقة منذ عملية «حماس»، في ظل عزل تام ومنع الزيارات عنهم، وتعرضهم للتنكيل والضرب والإهانة، بحسب روايات أسرى مفرج عنهم.


مقالات ذات صلة

مقتل أحد قادة «كتيبة جنين» بقصف جوي إسرائيلي على جنين

المشرق العربي مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)

مقتل أحد قادة «كتيبة جنين» بقصف جوي إسرائيلي على جنين

قالت وزارة الصحة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي إن مسلحاً فلسطينياً قُتل وأُصيب ثمانية آخرون، في غارة جوية إسرائيلية على مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة.

العالم العقوبات تستهدف المتهمين بالضلوع بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم (د.ب.أ)

كندا تفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين «متطرفين» بسبب العنف بالضفة الغربية

فرضت كندا اليوم (الخميس) عقوبات على أربعة إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
المشرق العربي نتنياهو مع وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة (أرشيفية - رويترز)

«أموال الفلسطينيين» سبب في مواجهة جديدة بين تل أبيب وواشنطن

تصاعدت حدة أزمة جديدة بين واشنطن وتل أبيب على خلفية احتجاز وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أموال العوائد الضريبية عن السلطة الفلسطينية.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)

مقتل 3 فلسطينيين في مداهمات إسرائيلية بالضفة الغربية

ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية ومسؤولون فلسطينيون أن قوات إسرائيلية قتلت ثلاثة شبان خلال مداهمات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
العالم العربي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال كلمته في قمة البحرين (الشرق الأوسط)

ملك الأردن: استمرار حرب غزة لن يمنح العالم الاستقرار

أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أن «المنطقة العربية تشهد واقعاً أليماً وغير مسبوق» جراء الحرب في غزة، مشدداً على ضرورة دعم «أونروا».

عبد الهادي حبتور (المنامة)

معارك غزة تحتدم مع بدء تشغيل «الميناء الأميركي»

صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
TT

معارك غزة تحتدم مع بدء تشغيل «الميناء الأميركي»

صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)
صورة وزعتها القيادة المركزية الأميركية للرصيف العائم قبالة غزة مع بدء استقباله المساعدات الإغاثية لسكان القطاع (سنتكوم - أ.ف.ب)

بدأت أولى الشاحنات المحمّلة مساعدات جرى نقلها إلى الميناء الأميركي العائم قبالة غزة، توزيع حمولاتها في القطاع المحاصر، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنَّ قتالاً يدور في جباليا شمال القطاع «ربما يكون الأكثر ضراوة» في المنطقة منذ بدء هجومه البري في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

في هذه الأجواء، يشعر المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنَّهم استنفدوا فرص إقناع تل أبيب بتبني رؤية واشنطن حول كيفية إنهاء الحرب في غزة، وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، وصار الجانبان أكثر تباعداً من أي وقت مضى.

وأفيد، الجمعة، بأنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على البحث عن بديل لخطته التي تتضمن فرض حكم عسكري على القطاع، وذلك بسبب تقرير للجيش يُظهر أنَّ حكماً عسكرياً سيكلف نحو 5.4 مليار دولار في السنة، بالإضافة إلى خسائر بشرية.


تطوّر «تكتيكي» في عمليات «حزب الله»

جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
TT

تطوّر «تكتيكي» في عمليات «حزب الله»

جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)

تشهد المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل تصعيداً غير مسبوق مع تسجيل تطوّر «تكتيكي» في عمليات الحزب اللبناني، لكن ذلك يبقى، كما يبدو، «تحت سقف الحرب الواسعة».

وسُجّل، في الساعات الماضية، عمليتا اغتيال في مناطق بالعمق اللبناني؛ الأولى في الجنوب بقضاء صيدا، والثانية في البقاع على الطريق الدولية التي تصل لبنان بسوريا.

وأدت الغارة الأولى إلى مقتل عنصر في «حزب الله» وطفلين سوريين، في حين استهدفت الغارة الثانية في مجدل عنجر مسؤولاً في «كتائب القسام»، وفق ما أشارت المعلومات المتوافرة. وردّ «حزب الله» على الاغتيالات، بعمليات عدة، استهدفت إحداها، عبر هجوم جوي بالمُسيّرات الانقضاضية، مقر كتيبة ‏المدفعية في جعتون، وأخرى قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري بـ50 صاروخ ‏كاتيوشا.

ويبدو التصعيد، الذي تشهده الجبهة الجنوبية اللبنانية، متوقعاً، وفق ما يرى خبراء، مع تأكيدهم أن ذلك سيبقى تحت «سقف الحرب الواسعة» لأسباب مرتبطة بالقرارين الأميركي والإيراني المعارضين لتوسعها.


أسلحة جديدة يستخدمها «حزب الله» في هجماته على إسرائيل... ما هي؟

صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
TT

أسلحة جديدة يستخدمها «حزب الله» في هجماته على إسرائيل... ما هي؟

صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)
صاروخ «ألماس» الإيراني (أرشيفية)

يعلن «حزب الله» اللبناني بين الحين والآخر عن أسلحة جديدة في نزاعه مع إسرائيل، كان آخرها الخميس، مسيّرة تطلق صواريخ قبل الانقضاض على أهدافها استخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد قبل 7 أشهر، فما أبرز هذه الأسلحة الجديدة؟

مسيّرات هجوميّة مسلّحة

وأعلن «حزب الله»، الخميس، تنفيذ عملية «بمسيّرة هجوميّة مسلّحة» مزوّدة بصاروخين من طراز «إس - 5» على موقع عسكري في المطلة في إسرائيل، قبل أن تنفجر. ونشر مقطع فيديو يوثّق تحليق المسيّرة باتجاه الموقع حيث توجد دبابات، ولحظة إطلاقها الصاروخين ثم انفجارها.

مواصفات الصاروخ «إس - 5» (وسائل إعلام تابعة لـ«حزب الله»)

وهي المرّة الأولى التي يعلن فيها الحزب استخدام سلاح مماثل منذ بدء تبادل القصف مع إسرائيل غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل وحركة «حماس». وقال الجيش الإسرائيلي إن 3 جنود أصيبوا، الخميس، جراء انفجار المسيّرة.

وذكرت تقارير وزّعها إعلام «حزب الله» أن وزن الرأس الحربي للمسيرة يتراوح بين 25 و30 كيلوغراماً من المواد شديدة الانفجار.

ويقول المحلّل العسكري العميد المتقاعد خليل حلو لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن أهمية هذه المسيّرة هي في قدرتها على شنّ هجمات من داخل الأراضي الإسرائيلية، لافتاً إلى أن الحزب يستفيد من قدرته على إرسال «مسيّرات يتمّ التحكّم بها بسهولة وتحلّق ببطء على علو منخفض من دون أن تلتقطها الرادارات».

كان الحزب أعلن، الأربعاء، تنفيذ هجوم «بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية» على قاعدة إسرائيلية غرب مدينة طبريا على مسافة أكثر من 30 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، في هجوم يقول محللون إنه الأكثر عمقاً داخل الأراضي الإسرائيلية منذ بدء تبادل القصف.

صواريخ موجهة وثقيلة

وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلن الحزب شنّ هجمات يصفها بـ«المركّبة» استخدم فيها مسيّرات انقضاضية مع صواريخ موجّهة تستهدف مواقع عسكرية وتحركات جنود وآليات.

كما أعلن مؤخراً استخدام صواريخ موجّهة وأخرى ثقيلة من نوع «بركان» و«ألماس» الإيرانية و«جهاد مغنية»، نسبة إلى قيادي في الحزب قُتل عام 2015 في سوريا.

صاروخ «بركان» الإيراني (وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران)

ورغم ذلك، يقول حلو إن «حزب الله» لا يزال يعتمد بالدرجة الأولى في هجماته على صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع، والتي يتراوح مجالها بين 5 و8 كيلومترات، وقد يستخدمها لمسافة أبعد.

ويستخدم الحزب كذلك صاروخ «كونكورس» الروسي، وهو أيضاً من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع والتي تتخطى القبة الحديدية ويمكن اعتراضها بالدبابات فقط.

ويمتلك «حزب الله» ترسانة أسلحة ضخمة، وإن كان لا يُعرف حجمها، إلا أنها تطورت وتوسعت على مدى السنوات الماضية. وأعلن في مناسبات عدّة أنه بات يمتلك أسلحة وصواريخ متطورة عدة قادرة على بلوغ عمق إسرائيل.

ومنذ 7 أشهر، يخوض «حزب الله» وإسرائيل حرب «استنزاف» يومية، كما يصفها محللون، اختبر خلالها الطرفان بعضهما وأساليب الهجمات والتكتيكات العسكرية.


مقتل أحد قادة «كتيبة جنين» بقصف جوي إسرائيلي على جنين

مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
TT

مقتل أحد قادة «كتيبة جنين» بقصف جوي إسرائيلي على جنين

مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)
مسلحان فلسطينيان خلال تشييع فتى قُتل بنيران إسرائيلية في جنين خلال أبريل الماضي (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، أن طائرة حربية قصفت منزلاً في مخيم جنين بالضفة الغربية.

وبحسب وسائل إعلام اسرائيلية، فإن القصف في جنين استهدف خلية كانت تخطط لهجوم. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية لاحقاً بأن القتيل هو أحد قادة «كتيبة جنين» ويُدعى إسلام خمايسة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مسلحاً فلسطينياً قُتل وأُصيب ثمانية آخرون في الغارة الإسرائيلية على مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة.

وأعلن الجناح المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي» في بيان مقتل «القائد إسلام خمايسي».

وأضافت الوزارة في بيان، أن المصابين الثمانية «حالتهم مستقرة»، ويتلقون العلاج في مستشفيين.

وذكر البيان: «خمس إصابات بشظايا حالتهم مستقرة وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي، كما وصلت ثلاث إصابات بحالة مستقرة إلى مستشفى ابن سينا»

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة نفذت بطائرة مقاتلة وأخرى هليكوبتر وهو أمر نادر الحدوث في الضفة الغربية التي شهدت تصاعداً في أعمال العنف قبل فترة طويلة من اندلاع الحرب في غزة.

وقالت إسرائيل إنها قصفت مجمعاً يستخدمه مسلحون مركزاً للعمليات وأكدت مقتل خمايسي، قائلة إنه مسؤول عن عدة هجمات على إسرائيليين.

وأضافت أن الضربة "نُفذت لإزالة تهديد وشيك"، دون الإفصاح عنه.


واشنطن تُجلي 17 طبيباً أميركياً من غزة

أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
TT

واشنطن تُجلي 17 طبيباً أميركياً من غزة

أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)
أشخاص وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر كرم أبو سالم (أ.ب)

أجلت الولايات المتحدة، اليوم (الجمعة)، 17 طبيباً أميركياً كانوا عالقين في قطاع غزة منذ أن سيطرت إسرائيل على معبر رفح الحدودي مع مصر، حسبما قال مسؤولون.

وقال مسؤول أميركي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن دبلوماسيين أميركيين رتّبوا عملية مغادرة الأطباء الـ17 عبر معبر كرم أبو سالم باتجاه إسرائيل.

وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أن «بعض الأطباء الأميركيين الذين كانوا عالقين في غزة غادروا الآن بأمان ووصلوا إلى بر الأمان بمساعدة السفارة الأميركية في القدس».

وأضاف: «كنّا على اتصال وثيق بالمجموعات التي ينتمي إليها هؤلاء الأطباء الأميركيون وكنّا على اتصال بعائلات هؤلاء المواطنين الأميركيين»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مصدر مطّلع على مجريات العملية إن ثلاثة أطباء أميركيين آخرين كانوا جزءاً من الفريق الطبي التطوعي قرروا البقاء رغم عدم اليقين بشأن الموعد الذي ستتاح لهم فيه فرصة جديدة للمغادرة.

ومنذ سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 مايو (أيار)، لم تعد تمر أي مساعدات إنسانية من هناك.

وتهدد إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو منذ أشهر بشنّ هجوم في رفح، مؤكدة أنه ضروري لتحقيق هدف «القضاء» على حركة «حماس»، رغم التحذيرات الدولية، ومن بينها الأميركية، من تبعات هذا الهجوم على حياة المدنيين.


سقوط صاروخ من طائرة إسرائيلية على بلدة يهودية في غلاف غزة

جانب من الأضرار التي لحقت بالمستوطنات في غلاف غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى» أكتوبر 2023 (رويترز)
جانب من الأضرار التي لحقت بالمستوطنات في غلاف غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى» أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

سقوط صاروخ من طائرة إسرائيلية على بلدة يهودية في غلاف غزة

جانب من الأضرار التي لحقت بالمستوطنات في غلاف غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى» أكتوبر 2023 (رويترز)
جانب من الأضرار التي لحقت بالمستوطنات في غلاف غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى» أكتوبر 2023 (رويترز)

بعد ثلاثة أيام من مقتل خمسة جنود إسرائيليين بأيدي رفاقهم الجنود في منطقة مخيم جلاليا بقطاع غزة، كُشف النقاب اليوم (الجمعة)، عن سقوط صاروخ من طائرة إسرائيلية مقاتلة في بلدة يهودية في غلاف القطاع. ووقع هذا الحادث، صباح الجمعة، إذ سقط صاروخ كبير زنته 500 كيلوغرام، من طائرة مقاتلة من طراز «إف 15» تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بين المنازل في بلدة ياد بمنطقة أشكول.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الصاروخ كان يستهدف إحدى بلدات غزة، لكنه انحرف عن مساره وأصاب هدفاً إسرائيلياً من دون أن ينفجر. ووفقاً لشهود عيان، هرع محاربون وممثلون عن القوات الجوية إلى مكان الحادث لفحص ما إذا كان الصاروخ يحتوي على مواد متفجرة لم تنفجر.

وتستعد البلدة لتنفيذ تفجير محكم للصاروخ، ولذلك تم إبعاد السكان الذين يعيشون في دائرة قريبة من موقع الحادث، بتوجيه من الشرطة. وبدأت القوات الجوية تحقيقاً في الحادث لمعرفة أسبابه وتداعياته.

وجاء في رسالة سلمت للأهالي: «في ساعات الصباح، تم رصد سقوط صاروخ من طائرة تابعة لسلاح الجو في ساحة أحد المنازل في بلدة ياد. وتعمل القوات الأمنية على إخلاء مكان الحادث. تقييم الوضع يجري من قبل متخصصين». وعدّ الجيش هذا الحادث نادراً وخطيراً، فيما أكد خبراء أنه لو انفجر الصاروخ لكان تسبب في أضرار جسيمة وخسائر بشرية.


كاردينال القدس يوجه رسالة من غزة إلى العالم لوقف الحرب

الكاردينالية مع أطفال في غزة (صور البطريركية)
الكاردينالية مع أطفال في غزة (صور البطريركية)
TT

كاردينال القدس يوجه رسالة من غزة إلى العالم لوقف الحرب

الكاردينالية مع أطفال في غزة (صور البطريركية)
الكاردينالية مع أطفال في غزة (صور البطريركية)

في ختام الزيارة إلى مدينة غزة والتقاء المنكوبين فيها من جراء الحرب الإسرائيلية، وجه بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، رسالةً إلى قادة العالم يناشدهم فيها العمل من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام العادل، الذي يلبي طموحات الشعب الفلسطيني.

وقالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إن زيارة الكاردينال بيتسابالا، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر الثامن على التوالي، هي رسالة بالغة الأهمية تحظى بتقدير الفلسطينيين قيادةً وشعباً.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية رمزي خوري، على «أهمية وأثر هذه الزيارة وانعكاسها على أبناء الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص على المواطنين الذين لجأوا للكنائس منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا».

وتوجه خوري برسالة لقادة الكنائس في العالم، داعياً للصلاة من أجل الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لأنحاء القطاع كافة.

الكاردينال يترأس قداساً في كنيسة غزة (صور البطريركية)

وكان الكاردينال بيتسابالا قد وصل قطاع غزة، يوم الخميس، في زيارة رعوية إلى كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة. ويتضمن الوفد المرافق للكاردينال كلاً من المسؤول في جمعية «فرسان مالطا» أليساندروا دي فرانسيس، وراعي كنيسة غزة الأب جبرائيل رومانيلي، وآخرين.

والتقى الكاردينال أبناء الرعيّة الذين يعانون من العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة أشهر، والذين لجأوا إلى الكنيسة بعد أن دمرت بيوتهم، لتشجيعهم وإيصال رسالة أمل وتضامن ودعم.

وترأس الكاردينال قداساً في كنيسة العائلة المقدسة، والتقى فعاليات الكنيسة، كما زار كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس، وتفقد الأضرار التي لحقت بالكنيستين ومحيطهما جراء القصف الإسرائيلي.

وتعدّ هذه الزيارة المرحلة الأولى لمهمة إنسانية مشتركة بين البطريركية اللاتينية ومنظمة «فرسان مالطا»، بالتعاون مع «منظمة مالتيزر الدولية» وشركاء آخرين، بهدف تقديم الغذاء والمساعدة الطبية للمواطنين في غزة.

وقال الكاردينال بيتسابلا في رسالة مسجلة لأبناء كنيسة العائلة المقدسة في غزة، نشرتها البطريركية اللاتينية خلال الزيارة: «أنا الآن معكم، أحبكم وأرافقكم وأتابع أخباركم. ثقوا تماماً أننا نعمل ونسعى من أجل سلام عادل وشامل وحقيقي».


الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثث 3 محتجزين في غزة

جندي إسرائيلي خلال العمليات العسكرية في غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جندي إسرائيلي خلال العمليات العسكرية في غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثث 3 محتجزين في غزة

جندي إسرائيلي خلال العمليات العسكرية في غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
جندي إسرائيلي خلال العمليات العسكرية في غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، العثور على جثث 3 محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن «حماس» هي من قتلت المحتجزين الثلاثة، وهم يتسحاق غلرانتر، وشاني لوك، وعميت بوسكيلا، في أثناء هروبهم من حفل موسيقي أقيم في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بمحاذاة حدود غزة، ونقلت جثثهم إلى القطاع.

وأضاف أدرعي، في بيان، أن جثث المحتجزين الثلاثة انتُشلت من داخل قطاع غزة في إطار عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز «الشاباك».

وتابع: «علماً بأن وحدات خاصة قد شاركت في هذه العملية التي جرت بناءً على توجيه استخباري لهيئة الاستخبارات العسكرية وقيادة الأسرى والمخطوفين، وكذلك استناداً إلى معلومات جرى الحصول عليها خلال التحقيقات التي أجراها جهاز (الشاباك)».


منظمات إغاثية دولية تحذر من تحديات متزايدة في عملياتها في قطاع غزة

طفلة فلسطينية مصابة تستلقي على سرير أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر جنوب غزة (رويترز)
طفلة فلسطينية مصابة تستلقي على سرير أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر جنوب غزة (رويترز)
TT

منظمات إغاثية دولية تحذر من تحديات متزايدة في عملياتها في قطاع غزة

طفلة فلسطينية مصابة تستلقي على سرير أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر جنوب غزة (رويترز)
طفلة فلسطينية مصابة تستلقي على سرير أمام مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر جنوب غزة (رويترز)

تواجه منظمات الإغاثة الإنسانية تحديات متزايدة في تقديم المساعدات في قطاع غزة، الذي دمرته الحرب، وتخشى أن يؤدي هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح إلى توقف عملياتها.

وقال مدير منظمة غير حكومية أوروبية، طلب عدم كشف هويته: «هناك احتياجات ضخمة، وسيكون هناك طلب على المزيد والمزيد منها، وستصل بشكل أقلّ فأقلّ إلى السكان».

وبدأ الجيش الإسرائيلي في السابع من مايو (أيار) عمليات عسكرية على الأرض في رفح المكتظة بمئات آلاف النازحين وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر. وتوقف منذ ذلك الحين دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر من هذا الممر الحيوي الذي يدخل منه خصوصاً الوقود، العنصر الحيوي لسكان القطاع وللمستشفيات فيه.

كما يواجه قطاع غزة صعوبات في إدخال المساعدات من المعابر الأخرى، إما لأنها مغلقة وإما لأنها تعمل بقدرة محدودة بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة «حماس» الفلسطينية في إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتسبب بمقتل أكثر من 1170 شخصاً، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

شاحنات تحمل مساعدات أمام معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة (رويترز)

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على «حماس»، وأدت الحملة الإسرائيلية في غزة منذ ذلك الوقت إلى مقتل ما لا يقل عن 35303 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

نقص المحروقات

أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنها لم تتلقَّ أي إمدادات طبية في قطاع غزة منذ السادس من مايو عندما أمر الجيش الإسرائيلي المدنيين بمغادرة شرق رفح.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش في جنيف إن «إغلاق هذا المعبر يضعنا في وضع صعب فيما يتعلق بتنقل العاملين في المجال الطبي، فضلاً عن تناوب موظفي الأمم المتحدة والفرق الطبية».

وأضاف، خلال مؤتمر صحافي: «الأهم من ذلك هو أن آخر الإمدادات الطبية التي تلقيناها في غزة كانت قبل السادس من مايو».

وتابع: «تمكنا من توزيع بعض الإمدادات ولكن النقص كبير، بشكل خاص المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات». وأكد ياساريفيتش أن «المشكلة الأكثر أهمية حالياً هي نقص المحروقات».

وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة إلى ما بين 1.4 و1.8 مليون لتر من المحروقات شهرياً لاستكمال أنشطة المؤسسات الصحية والشركاء الآخرين في هذا القطاع.

وأضاف: «حتى يوم أمس (الخميس) ومنذ إغلاق المعبر، دخل إلى رفح 159 ألف لتر فقط لجميع الشركاء العاملين في المجال الإنساني، وهي كمية غير كافية».

ومن بين المستشفيات الـ36 في غزة، لم يعد هناك سوى 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ودخلت دبابات الجيش الإسرائيلي إلى رفح في السابع من مايو ولا تزال تحتل الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر الحيوي لدخول الوقود الضروري للعمليات الإنسانية في القطاع.

عملية معقدة

وتمّ إغلاق معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة لأيام عدة في أوائل شهر مايو بعد أن أطلقت «حماس» صواريخ في اتجاهه، وفق الجيش الإسرائيلي. والمعبر مفتوح رسمياً حالياً، لكن المنظمات الإنسانية تقول إنها لا تستطيع تسلّم المساعدات الآتية من إسرائيل بسبب نقص الوقود والقتال في المنطقة.

مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة (رويترز)

وتندّد منظمات عدّة برفض السلطات الإسرائيلية الاستجابة لطلباتها الوصول إلى مناطق معينة.

ويقول أحد موظفي الأمم المتحدة في القدس، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن دخول العاملين في المجال الإنساني أو دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم إلى قطاع غزة، «يترافق مع مخاطر كبيرة، إذ إن المنطقة منطقة قتال». ويقول مدير منظمة «الإنسانية والإدماج» في الأراضي الفلسطينية: «لا نستطيع إخراج فرقنا، فالظروف الأمنية غير مستقرة للغاية».

وتشير المنظمات إلى أن التواصل مع السلطات الإسرائيلية هو إجراء شاق. إذ تقوم المنظمات غير الحكومية بكثير من الإجراءات البيروقراطية. يتمّ الاتصال عبر الأمم المتحدة التي تقوم بدورها بإبلاغ إدارة التنسيق والارتباط الإسرائيلية التي تبلغ «كوغات» (وحدة التنسيق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة) وفي هذه المرحلة فقط يتمّ إخطار الجيش الإسرائيلي.

وتقول تانيا هاري، مديرة منظمة «غيشاه»، وهي مركز إسرائيلي للدفاع عن حريّة التنقل: «شهدت المنظمات حوادث حتى بعد حصولها على الضوء الأخضر من مكتب تنسيق أعمال الحكومة»، مضيفة: «هذا يظهر بوضوح أن هناك خطأً ما في التواصل». وتحاول بعض المنظمات غير الحكومية الآن التواصل مباشرة مع السلطات الإسرائيلية لتجاوز المشكلة.

وتدهورت ظروف العمل بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لتقارير منظمات، لا سيما بعد إخلاء المناطق التي كان من السهل نسبياً الوصول إليها، والتي أصبح بعضها مسرحاً للقتال.

صعوبة الوصول

ويؤكد مسؤولو المنظمات غير الحكومية أن القانون الإنساني الدولي يتطلب من أطراف النزاع السماح بتوزيع المساعدات.

فلسطينيون ينزحون من رفح إلى خان يونس نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وقال موظف في منظمة «الإنسانية والشمول» غير الحكومية ومقرها باريس، الذي طلب عدم كشف اسمه: «من الواضح أنه التزام، وبالنسبة لنا، إبلاغهم برحلاتنا التي من المفترض ألا يمنعوها، وسيلة لتذكيرهم بمسؤوليتهم، إذا كانت هناك مشكلة».

وأضاف: «لا يمكننا إخراج فرقنا، بينما الظروف الأمنية غير مستقرة للغاية». ويشدّد العاملون في المجال الإنساني على أن إسرائيل، بوصفها القوة المحتلة، مطالبة بموجب القانون الدولي بضمان وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة.

وقال متحدث عسكري، الخميس، إن الجيش على اتصال بالمنظمات الدولية «في الوقت الحقيقي» ويضمن «أفضل طريقة ممكنة للتواصل في أسرع وقت ممكن».

وحتى لو تم تجنب اجتياح واسع النطاق لرفح، تقول الوكالات الإنسانية إن الظروف غير مناسبة للعمل.

وأصبحت الطرق الرئيسية والعديد من الطرق الأخرى غير صالحة للاستخدام بسبب الدمار، كما أدى النقص الحاد في الوقود الذي ازداد منذ الاستيلاء على معبر رفح، إلى الحدّ من استخدام السيارات.

ويقول مسؤول منظمة تضمّ نحو 50 عاملاً في غزة: «نحن نذهب فقط إلى الأماكن التي يمكننا المشي إليها». ويقول مسؤول إنساني مقيم في القدس، تحدث أيضاً شرط عدم الكشف عن هويته، إنه يدرك أن «الضرورات العسكرية» تنشأ في الصراعات وقد تحدّ من عمليات الإغاثة.

لكنه أضاف أنه في حرب غزة، يتم رفض طلبات التنقل في كثير من الأحيان، و«بالكاد نستطيع إحضار شيء. لا يمكننا العمل بهذه الطريقة».


إسرائيل توسّع دائرة قصفها في جنوب لبنان و«حزب الله» يطوّر «نوعية» عملياته

جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
TT

إسرائيل توسّع دائرة قصفها في جنوب لبنان و«حزب الله» يطوّر «نوعية» عملياته

جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)
جنود لبنانيون ومتطوعو الصليب الأحمر ببلدة النجارية حيث شنّ الطيران الإسرائيلي غارة أدت إلى مقتل طفلين سوريين وعنصر في «حزب الله» (أ.ب)

وسّعت إسرائيل دائرة استهدافها عمق الجنوب اللبناني عبر شنّها غارات على منطقة الزهراني في قضاء صيدا، ما أدى إلى مقتل عنصر في «حزب الله» وطفلين سوريين، في وقت نقلت هيئة البث الإسرائيلية فيه عن مسؤولين عسكريين قولهم إن إيران نقلت وسائل دفاع جوي متقدمة لـ«حزب الله»، مستندين في ذلك إلى صور من موقع عسكري هاجمه الجيش الإسرائيلي.

وشنّ الطيران الإسرائيلي، صباح الجمعة، غارات على بلدتين في جنوب لبنان، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، صباحاً، بشنّ «الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة النجارية» الساحلية، وغارة أخرى على بلدة العدوسية المجاورة في منطقة الزهراني، قضاء صيدا، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى البلدتين اللتين تبعدان نحو ثلاثين كيلومتراً كمسافة مباشرة عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.

وهي المرة الثانية التي يستهدف الطيران الإسرائيلي فيها منطقة الزهراني، بعدما كان قد شنّ غارة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 على شاحنة في المنطقة، في حين طالت الغارة الثانية، الجمعة، بستاناً في العدوسية، سبق أن استهدفته إسرائيل عند بدء التصعيد مع «حزب الله» أيضاً.

الدخان يتصاعد من بلدة النجارية بعد استهدافها بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

وأفادت «الوطنية» بأن الغارة التي استهدفت النجارية أدت إلى مقتل طفلين سوريين هما أسامة وهاني الخالد، ليعود بعدها «حزب الله» وينعى أحد عناصره؛ ويُدعى حسين خضر مهدي من بلدة النجّارية، دون الإشارة إلى صفة قيادية له، بعدما كانت بعض المعلومات قد ذكرت أنه قيادي في «حزب الله».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، إن الجيش الإسرائيلي «استهدف بنية تحتية لـ(حزب الله) تضم عدة مجمعات عسكرية كانت تستخدمها وحدة الدفاع الجوي التابعة للحزب في منطقة النجارية».

وكان «الحزب» قد أعلن، صباح الجمعة، أنه شنّ «هجوماً جوياً بعددٍ من المُسيّرات الانقضاضية» على مقر كتيبة ‏المدفعية في جعتون بشمال إسرائيل، مستهدفاً «خيام إقامة ضباط وجنود الكتيبة، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أفراد الكتيبة»، وذلك في رد على «الاغتيال الذي قام به العدو الإسرائيلي» في محيط بلدة قانا بجنوب لبنان.

وبعد الظهر، أعلن «الحزب» استهدافه «قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان المحتلّ بـ50 صاروخ ‏كاتيوشا»، في رد منه «على ‏اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال قرية النجارية وأدى الى استشهاد مدنيين».

وفي إسرائيل، أعلن أدرعي رصد إطلاق نحو 75 قذيفة صاروخية من لبنان نحو إسرائيل، مشيراً إلى رصد منصة إطلاق تابعة لـ«حزب الله في منطقة» يارون بجنوب لبنان كانت جاهزة لإطلاق صواريخ، وقصفت طائرة حربية المنصة.

ويبدو التصعيد الذي تشهده الجبهة الجنوبية متوقعاً، وفق ما يرى خبراء، مع تأكيدهم أن ذلك سيبقى تحت «سقف الحرب الواسعة» لأسباب مرتبطة بالقرارين الأميركي والإيراني المعارضين لتوسعها.

تطور الاستطلاع

ويقول، في هذا الإطار، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «إسرائيل تضرب مناطق داخل لبنان متخطية قواعد الاشتباك، حيث وصلت إلى بعلبك والهرمل واليوم الزهراني، لكن (حزب الله) لا يمكنه أن يصل بقصفه مثلاً إلى حيفا وعكا، على سبيل المثال، اللتين تُعدّان خطاً أحمر وإعطاء مبرر لإسرائيل لإعلان الحرب، وهو ما لا يتحمله (حزب الله)، ولا سيما في الداخل اللبناني، فيبقى محافظاً على ردوده ضمن حدود معينة».

من هنا يلفت جابر إلى أن ما يقوم به «حزب الله»، إضافة إلى الرد في الجولان حيث وصل إلى مسافة 35 كيلومتراً، وجبل الشيخ ومزارع شبعا وغيرها في المستوطنات، «تركيز استهدافه على الأهداف العسكرية بالصواريخ المباشرة». ويشير جابر إلى «تطوّر تكتيكي في الاستطلاع» ظهر لدى «حزب الله» في عملياته خلال هذه الحرب، وذلك عبر مناظير متطورة ليلية وبواسطة كاميرات، تساند معلوماتها طائرات الاستطلاع لتنفيذ عمليات دقيقة.

ومع تركيز «حزب الله على استخدام المُسيّرات الانقضاضية في عملياته، بعيداً عن أهداف منظومة الدفاع الإسرائيلية»، يوضح جابر أن «منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تعمل ضد الصواريخ وليست مهيّأة ضد هذا النوع من المُسيّرات التي تعمل على علو منخفض، ومن ثم فإن (حزب الله) يستفيد من هذه الثغرة عبر الاعتماد عليها في عملياته وينجح في الوصول إلى هدفه».

بناء على الثغرات

كذلك، يتحدث رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما»، رياض قهوجي، عن اعتماد «حزب الله» على «تغيرات تكتيكية» في عمليات «حزب الله». ويقول، لـ«الشرق الأوسط»: «الحزب يستفيد مع الوقت من الخبرة في الحرب ويبني على الثغرات ونقاط الضعف لدى إسرائيل، بحيث إن مفعول منظومة الدفاع الجوي يكون محدوداً مع المُسيّرات الانقضاضية». ويلفت، في حديث، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حزب الله» يعتمد على عنصر المفاجأة في كشفه الأسلحة التي يستخدمها تباعاً، والمُسيّرة الهجومية إس 5 كانت جزءاً من هذا المخطط الهادف إلى التأثير على معنويات العسكريين. لكنه يرى، في الوقت عينه، أن تأثير ذلك على الجانب الإسرائيلي يبقى محدوداً، مقارنة بالخسائر التي تنتج عن القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان».

وكانت المواجهات في جبهة الجنوب قد اتخذت طابعاً تصعيدياً غير مسبوق منذ يوم الأربعاء، مع اغتيال قيادي في «حزب الله»، ومن ثم إعلان «حزب الله»، الخميس، لأول مرة شنّ «غارة» بواسطة طائرة مُسيّرة أطلقت صاروخين على موقع المطلة، شمال إسرائيل قبل انفجارها، ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح.

واستهدف «الحزب» المطلة «بمسيّرة هجوميّة مسلّحة» بصاروخين من طراز «إس 5»، وفق ما أعلن، مشيراً إلى أن المُسيّرة «أطلقت صواريخها» على إحدى الآليات في الموقع والعناصر المجتمعة حولها، ثم «أكملت انقضاضها على الهدف المحدد لها وأصابته بدقّة»، وهذا الاستهداف الذي قال عنه «الحزب» إنه في إطار الرد على «الاغتيالات»، كان قد أدى إلى ردّ آخر من تل أبيب، مساء الخميس، أدى إلى سقوط مقاتلَين من صفوفه باستهداف سيارة كانا يستقلانها قرب بلدة قانا الجنوبية.