أربكت دعوة مقتدى الصدر أتباعه إلى مقاطعة الانتخابات المحلية في العراق القوى الشيعية المشاركة في السلطة، التي يساور قلق معلن قياداتها من أن يؤدي انسحاب الصدريين من الاستحقاق المقرر في 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل إلى «اختلال التوازن المكوناتي».
رئيس تحالف «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، عبّر عن هذا القلق، من احتمال خسارة القوى الشيعية أغلبيتها العددية في بعض المحافظات، ذات الطبيعة السكانية المتنوعة، خصوصاً العاصمة بغداد، التي يسكنها نحو ربع سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، بدعوته خلال مؤتمر انتخابي لتياره إلى مشاركة واسعة وفاعلة وواعية في الانتخابات، محذراً من «دعوات عدم المشاركة ومنع الناس من المشاركة، كونها ستخلق نتائج غير متوازنة في تمثيل المكونات الاجتماعية، خصوصاً في المحافظات ذات التمثيل المكوناتي المتنوع». وحمّل الحكيم «دعاة منع الناس من المشاركة مسؤولية اختلال التوازن المكوناتي وحالة عدم الاستقرار التي ستترتب عليه».
كما يتابع «الإطار التنسيقي» الشيعي دعوات المقاطعة بقلق شديد، لأنها تعني، حسب مصدر داخل «الإطار»، «عزوف الناخبين الشيعة عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، في مقابل مشاركة الناخبين السنّة بكثافة».
ومما يعمق المخاوف الشيعية من «نكسة» انتخابية، في حال عدم استجابة الناخبين إلى دعوات المشاركة، نسبة المشاركة المتواضعة في الانتخابات البرلمانية عام 2020، التي قيل إنها لم تتجاوز 25 في المائة من أعداد الناخبين، إلى جانب دعوة الصدر، الذي يمثل أتباعه أكثرية عددية للناخبين في بغداد.