النظام السوري يعتمد مطار اللاذقية للرحلات الجوية بدل دمشق وحلب

لأن وجود قاعدة «حميميم» الروسية قد يمنع إسرائيل من استهدافه

صورة عامة لمطار دمشق الدولي (موقع نهر ميديا)
صورة عامة لمطار دمشق الدولي (موقع نهر ميديا)
TT
20

النظام السوري يعتمد مطار اللاذقية للرحلات الجوية بدل دمشق وحلب

صورة عامة لمطار دمشق الدولي (موقع نهر ميديا)
صورة عامة لمطار دمشق الدولي (موقع نهر ميديا)

لا تزال رحلات الركاب الجوية، من مناطق الحكومة السورية وإليها تتم عبر مطار اللاذقية الدولي، منذ الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مطاري دمشق وحلب الدوليين.

ورجحت مصادر متابعة في دمشق أن تكون الحكومة أجرت عملية إصلاح الأضرار في مطاري دمشق وحلب، ولكنها لم تستأنف العمل فيهما لكي لا تقوم إسرائيل بقصفهما مرة جديدة، مشيرة إلى أن دمشق ربما تفضل استمرار الرحلات عبر مطار اللاذقية بسبب وجود قاعدة «حميميم» الروسية هناك، وهو ما يجعل إسرائيل تتردد في قصفه كون المنطقة منطقة نفوذ لروسيا.

وقال مصدر محلي في دمشق، السبت لـ«الشرق الأوسط»: «أقاربنا ومعارفنا يسافرون من مطار اللاذقية وكذلك يعودون عبره، لأن مطاري دمشق وحلب متوقفان عن العمل».

مصدر آخر طبيعة عمله تفرض عليه السفر مرة على الأقل في الأسبوع أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه عاد من دولة أجنبية منذ يومين عبر مطار اللاذقية.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أن إسرائيل تواصل «استباحتها للأراضي السورية متذرعة بمجابهة التمدد الإيراني والميليشيات المدعومة من قبل إيران في سوريا، حيث صعدت من استهدافاتها البرية والجوية بشكل غير مسبوق منذ بدء عدوانها على غزة».

رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس يتفقد الأعمال الجارية لإعادة إصلاح الأجزاء المتضررة في مدرجات مطار دمشق الدولي بعد ضربة إسرائيلية (وسائل إعلام محلية)
رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس يتفقد الأعمال الجارية لإعادة إصلاح الأجزاء المتضررة في مدرجات مطار دمشق الدولي بعد ضربة إسرائيلية (وسائل إعلام محلية)

وأحصى «المرصد» 17 مرة قامت بها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية منذ العاشر من الشهر الماضي وحتى العاشر من نوفمبر الحالي، 11 منها كانت بغارات جوية، و6 بقذائف صاروخية، حيث تعرض مطار حلب للقصف 4 مرات خرج في جميعها عن الخدمة، كما تعرض مطار دمشق الدولي للقصف مرتين خرج أيضاً بهما عن الخدمة.

وآخر مرة استهدفت فيها إسرائيل مطار دمشق كانت في 22 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فيما كانت آخر مرة استهدفت فيها مطار حلب الدولي في 25 من الشهر ذاته.

وبعد كل الاستهدافات الإسرائيلية السابقة، كانت وزارة النقل السورية تعلن عن تحويل الرحلات المجدولة عبر مطاري دمشق وحلب إلى مطار اللاذقية.

وفي المرات الثلاث الأولى التي تم فيها استهداف مطار حلب، كانت الحكومة السورية تعلن بعد يومين أو ثلاثة من الاستهداف عن إصلاح المطار واستئناف العمل فيه، وكذلك بعد استهداف مطار دمشق. لكنها وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الاستهداف الأخير لمطار حلب لم تعلن عن إصلاحه ولا عن استئناف العمل فيه، وكذلك الأمر بالنسبة لمطار دمشق.

ورجحت مصادر متابعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، أن «تكون الحكومة السورية قامت بإصلاح الأضرار في مطاري دمشق وحلب من جراء الاستهدافات الأخيرة، لكنها لا تريد استئناف العمل فيهما لكي لا تقوم إسرائيل بقصفهما» من جديد.

صورة عامة لمطار حلب الدولي (وكالة نورث برس)
صورة عامة لمطار حلب الدولي (وكالة نورث برس)

وذكرت المصادر، أن الحكومة السورية ربما ترى أن العمل عبر مطار اللاذقية أضمن بسبب وجود قاعدة «حميميم» الروسية في المحافظة، الأمر الذي قد تحسب له إسرائيل حساب وتمتنع عن قصفه كون المنطقة منطقة نفوذ لروسيا.

وجدد «المرصد» تأكيده أن مطاري دمشق وحلب لم يشهدا أي وصول لأي شحنات عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية بشكل قطعي، وأن الاستهدافات الإسرائيلية جاءت لإخراج المطارين عن الخدمة ليس إلا.

لكن موقع «صوت العاصمة» الإخباري تحدث في الثالث من نوفمبر الحالي عن أن طائرة تتبع لخطوط «ماهان إير» المرتبطة بـ«الحرس الثوري الإيراني» حطّت ظهر الـ2 من الشهر ذاته في مطار اللاذقية آتية من طهران.

ونقل الموقع عن مصادر وصفها بـ«الخاصة» من مطار اللاذقية قولها إن الطائرة المذكورة لم تكن تحمل أي ركاب، وجرى تفريغها بحماية عسكرية روسية - إيرانية، تلاها خروج أربع سيارات شحن عسكرية من المطار باتجاه الطريق الدولي المؤدي إلى وسط وجنوب سوريا.

ووفقا للموقع، أكدت المصادر أن روسيا أعطت «الضوء الأخضر» لإيران لاستخدام مطار اللاذقية، المعروف باسم مطار «حميميم»، والخاضع بالجزء الأكبر منه لسيطرة روسية تامة، وذلك بعد أسابيع من التفاوض، امتنعت خلالها روسيا عن السماح للطائرات الإيرانية بنقل السلاح عبر مطارها، إثر الخروج المتكرر لمطاري حلب ودمشق عن الخدمة نتيجة الضربات الإسرائيلية.

كما تحدث «صوت العاصمة» قبل يومين عن أن طائرة شحن إيرانية من طراز «اليوشن» هبطت في قاعدة «حميميم»، ونقل عن «مصادر خاصة» قولها إن «طائرة اليوشن الإيرانية جاءت من مطار مهر آباد الدولي في طهران، وحصلت على إذن هبوط في قاعدة حميميم بعد تنسيق بين الجانب الروسي والحـرس الثوري الإيراني».

وأكدت المصادر، أن جنرالات يتبعون للحرس الثوري حضروا خلال عمليات تفريغ الطائرة ونقل محتوياتها إلى مكان لا يزال مجهولاً حتى اللحظة، عبر سيارات شحن تتبع للقوات الروسية.

وقال الموقع: «سبق للطائرة ذاتها أن نقلت السلاح والذخائر لميليشيات موالية لإيران في سوريا، عشرات المرات خلال السنوات الفائتة، وتسبب هبوطها في مطارات دمشق وحلب بقصفهما بعد ساعات من هبوطها لأكثر من مرة».


مقالات ذات صلة

مئات الجنود الإسرائيليين السابقين يطالبون بأولوية عودة الرهائن على استمرار الحرب

شؤون إقليمية جنود إسرائيليين يدعون إلى إعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن على استمرار الحرب في غزة (أ.ف.ب)

مئات الجنود الإسرائيليين السابقين يطالبون بأولوية عودة الرهائن على استمرار الحرب

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن المئات من الجنود الإسرائيليين السابقين دعوا إلى إعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن على استمرار الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أشخاص يسيرون وسط أنقاض المباني المنهارة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

غزة: قتيلان في قصف إسرائيلي يستهدف خيمة نازحين بخان يونس

أفادت وكالة «شهاب» للأنباء التابعة لحركة «حماس» اليوم الثلاثاء بمقتل اثنين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للنازحين في منطقة مواصي خان يونس بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري فلسطينيون تجمعوا في موقع غارة إسرائيلية على منزل خلال وقت سابق (رويترز)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: استئناف الاتفاق على «المحك» بعد مقترح إسرائيلي

ساعات حاسمة أمام مقترح جديد طرحته إسرائيل لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، انتظاراً لرد «حماس» الوشيك.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)

توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، زيارته إلى دولة الكويت ضمن جولة خليجية استمرت 3 أيام شملت قطر، حيث أجرى مباحثات مع أمير الكويت الشيخ مشعل.

هشام المياني (القاهرة)
الولايات المتحدة​ استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (إ. ب. أ)

ماذا يتضمن مقترح إسرائيل الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟

بعد شهر من استئناف الحرب على غزة، للضغط على «حماس» للإفراج عن بقية الرهائن، قالت الحركة الفلسطينية إنها تلقت مقترحاً إسرائيلياً جديداً لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الأردن يحبط «الفوضى» ويتأهب لـ«الإخوان»


الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني خلال إعلان تفاصيل القبض على خلايا إرهابية في عمّان أمس (بترا)
الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني خلال إعلان تفاصيل القبض على خلايا إرهابية في عمّان أمس (بترا)
TT
20

الأردن يحبط «الفوضى» ويتأهب لـ«الإخوان»


الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني خلال إعلان تفاصيل القبض على خلايا إرهابية في عمّان أمس (بترا)
الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني خلال إعلان تفاصيل القبض على خلايا إرهابية في عمّان أمس (بترا)

في الوقت الذي أعلن فيه الأردن إحباط «مخططات كانت تهدف إلى إثارة الفوضى» على أراضيه، أكدت مصادر سياسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أن البلاد تتأهب لـ«مقاربات جديدة واستدارات استراتيجية» ضد تنظيم «الإخوان» المحظور.

وأعلنت المخابرات الأردنية، أمس، «القبض على 16 متهماً في مخططات للفوضى، كانت تتابعها بدقة منذ عام 2021»، مشيرةً إلى أن الاتهامات تضمنت قضايا عدة منها: «تصنيع صواريخ وحيازة مواد متفجرة، ومشروع لتصنيع طائرات مسيَّرة، وتجنيد وتدريب عناصر داخل المملكة وإخضاعها للتدريب بالخارج».

وبشأن شبكة اتصالات المتهمين، قالت المصادر إنهم «تلقوا أموالاً من دول إقليمية، وتدربوا في الجنوب اللبناني، مما يشير لاتصالات مع عناصر من (حزب الله) اللبناني، ومع قيادات سياسية وعملياتية من حركة (حماس) مقيمة في لبنان».

وأجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام اتصالاً بنظيره الأردني جعفر حسان، معرباً عن تضامن لبنان الكامل مع الأردن في مواجهة أي مخططات للنيل من أمنه واستقراره، ومبدياً «كل الاستعداد للتعاون».

وقالت مصادر أردنية إن البلاد مقبلة على «استدارات استراتيجية» في التعامل مع تنظيم «الإخوان»، موضحةً أن جميع أعماله «ستخضع للمتابعة والملاحقة القانونية بعد صدور أحكام القضاء في التهم الموجهة للخلايا المنتمية للتنظيم المحظور».