العراق: «عملية الردع الثانية» تضبط 16 ألف تاجر ومروج للمخدرات

أفراد من الشرطة العراقية (رويترز)
أفراد من الشرطة العراقية (رويترز)
TT

العراق: «عملية الردع الثانية» تضبط 16 ألف تاجر ومروج للمخدرات

أفراد من الشرطة العراقية (رويترز)
أفراد من الشرطة العراقية (رويترز)

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الأربعاء، أنها أطلقت «أكبر عملية» لمواجهة وردع تجارة المخدرات التي تنامت بشكل كبير في العقدين الأخيرين، وباتت تمثل خطراً لا يقل عن «خطر الإرهاب الذي عانت منه البلاد لسنوات ماضية»، على حد وصف رئيس الوزراء محمد السوداني، في تصريحات سابقة.

وقالت الوزارة، في بيان، إن «المديرية العامة لشؤون المخدرات، نفّذت وبتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإشراف وزير الداخلية، عملية الردع الثانية الكبرى في تاريخ العراق وأطاحت بأبرز وأخطر شبكات المتاجرة والترويج بالمخدرات».

وأضاف البيان: «العملية الأمنية نُفذت بنجاح وأسفرت عن إلقاء القبض على 16 ألفاً و399 متورطاً بجريمة المخدرات، وضمنهم 9 آلاف و600 مجرم تم الحكم عليهم بالإعدام شنقاً حتى المـوت والسجن المؤبد وغير ذلك».

وكشفت «الداخلية» أن العملية «شهدت ضبط 3 أطنان ونصف طن من مختلف أنواع المواد المخدرة ومليون و650 ألف حبة من المؤثرات العقلية و943 قطعة سلاح ناري و173 قنبلة يدوية متفجرة و1596 عجلة».

وأدت العملية، بحسب البيان، إلى مقتل 13 تاجراً وجرح 11 آخرين، بالإضافة إلى مقتل 3 عناصر أمن وجرح 23.

وكانت «الداخلية» قد أطلقت، في يناير (كانون الثاني) الماضي، عملية الردع الأولى ضد تجارة المخدرات وأسفرت عن «القبض على 3 آلاف و882 متهماً بتجارة وترويج ونقل وتعاطي المخدرات، وإدانة نحو ألفين في المحاكم المختصة، بعدما ضُبطَ بحوزتهم أكثر من 138 كيلوغراماً من المخدرات بمختلف الأنواع و874 قرصاً مخدراً ومؤثرات عقلية».

وتبدي السلطات الاتحادية في بغداد وإقليم كردستان الذي بات يعاني أيضاً من تنامي تجارة المخدرات قدراً كبيراً من الجدية في محاربة هذه الآفة، واستضافت محافظة أربيل عاصمة الإقليم منذ أسبوعين، مؤتمراً لمكافحة المخدرات، حذّر فيه وزير الداخلية الاتحادي عبد الأمير الشمري من أن «آفة المخدرات تعد واحدة من أخطر المشكلات التي تهدد كيان الدولة العراقية».

وسبق أن أعلن الشمري أن معظم المواد المخدرة من حبوب الكبتاغون تعبر إلى العراق من سوريا، وتعبر الحشيشة ومواد أخرى من إيران وتركيا. وكذلك سبق أن وجه بأن يخضع عناصر وزارة الداخلية إلى اختبارات مفاجئة وعشوائية لاختبار تعاطي المخدرات.

أما رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، فتحدث في المؤتمر عن «استغلال بعض المجاميع المسلحة للثغرات الأمنية في مناطق (المادة 140) من خلال إعاقة جهود القوات الأمنية التابعة لحكومة الإقليم في التصدي لتجار المخدرات؛ خصوصاً أن بعض هذه الجماعات هي جزء من شبكات الاتجار بالمخدرات».

وتنتشر المخدرات بشكل كبير بين أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، لا سيما في المناطق والأحياء السكنية الأشد فقراً، ولكن يخشى أيضاً أن تطول الأصغر سناً من تلامذة المدارس.

وغالباً ما تُتهم بعض الأحزاب والجهات النافذة بالتواطؤ مع تجار المخدرات وتوفير الحماية لهم، بموازاة «كارتيلات» تعمل أيضاً بصورة منفصلة ولحسابها الخاص مستفيدة من ضعف الإجراءات القانونية وتوفر إمكان الإفلات من العقاب عبر النفوذ المالي ودفع الرشاوى.

وفي مقابل نجاح برلمان إقليم كردستان عام 2020 في تمرير قانون مكافحة المخدرات، لا يزال البرلمان الاتحادي عاجزاً عن إجراء التعديل اللازم على القانون القديم الذي لا يواكب سرعة الاتجار بالمخدرات وانتشارها وتعاطيها بعد عام 2003.



ضربة إسرائيلية في قلب بيروت تخلّف 11 قتيلاً وعشرات الجرحى

TT

ضربة إسرائيلية في قلب بيروت تخلّف 11 قتيلاً وعشرات الجرحى

نقل جثمان أحد ضحايا القصف الإسرائيلي اليلي على منطقة البسطة في بيروت (أ.ف.ب)
نقل جثمان أحد ضحايا القصف الإسرائيلي اليلي على منطقة البسطة في بيروت (أ.ف.ب)

استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة مدينة بيروت في الرابعة فجر اليوم من دون إنذار مسبق، وتركّزت على مبنى مؤلف من 8 طوابق في منطقة فتح الله بحي البسطة الفوقا في قلب العاصمة اللبنانية، وهو حي شعبي مكتظ بالسكان، وسط تقارير عن استهداف قياديين بارزين في «حزب الله».

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن تدمير مبنى واحد على الأقل وتعرض مبان أخرى لأضرار جسيمة. ووفق «وكالة الأنباء المركزية» تم استخدام صواريخ خارقة للتحصينات سُمع دويها في مناطق مختلفة من لبنان ووصل صداها الى مدينة صيدا جنوبا. ووفق الوكالة، فإن الصواريخ شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين.

واستهدفت الضربة الجوية فجر اليوم مبنى سكنياً في قلب بيروت ودمرته بالكامل وسط أنباء عن استهداف القيادي البارز في «حزب الله» طلال حمية، فيما تدخل الحرب المفتوحة بين إسرائيل و«حزب الله» شهرها الثالث.

وأوردت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» الرسمية، أن بيروت «استفاقت على مجزرة مروّعة، حيث دمّر طيران العدوّ الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنياً مؤلفاً من ثماني طبقات بخمسة صواريخ في شارع المأمون بمنطقة البسطة».

عمال إنقاذ وسكان يبحثون عن ضحايا في موقع غارة إسرائيلية في بيروت (أ.ب)

وقالت الوكالة إن «فرق الإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض في شارع المأمون في البسطة، حيث استهدف طيران العدو مبنى سكنياً، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى».

وأدت الضربة الإسرائيلية إلى مقتل 11 شخصا وإصابة 63 بجروح، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.وأفادت الوزارة في بيان أن بين القتلى «أشلاء رفعت كمية كبيرة منها وسيتم تحديد هوية أصحابها والعدد النهائي للشهداء بعد إجراء فحوص الحمض النووي»، مشيرة إلى استمرار عمليات رفع الأنقاض.

وفي وقت سابق، نقلت الوكالة الرسمية عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيانا أعلن أن الغارة أدت في حصيلة أولية إلى مقتل أربعة أشخاص.

إلى ذلك، ذكر مصدر أمني لهيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل استهدفت فجر اليوم، في بيروت مبنى كان يتواجد فيه رئيس دائرة العمـليات في «حزب الله» محمد حيدر.

ومحمد حيدر الملقب بـ«أبو علي» هو رئيس قسم العمليات في «حزب الله» وأحد كبار الشخصيات في التنظيم.

دمار واسع خلفته الضربة الإسرائيلية على مبنى سكني في منطقة البسطة بقلب بيروت (أ.ف.ب)

تجدد الغارات على الضاحية

بعد الضربة فجراً على بيروت، شنّ الجيش الإسرائيلي اليوم ضربات جديدة على الضاحية الجنوبية، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن غارة عنيفة على منطقة الحدث محيط الجامعة اللبنانية.

يأتي ذلك بعدما أصدر المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي الناطق بالعربية، أفيخاي أدرعي، إنذارات جديدة بالإخلاء لسكان الضاحية الجنوبية، عبر منصة «إكس».

وقال أدرعي « إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدًا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في الحدث وشويفات العمروسية، أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله) حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب».

وتابع « من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم اخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر».

من هو طلال حمية؟

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المستهدف في الضربة في قلب بيروت هو القيادي في «حزب الله»، طلال حمية، حيث تم استخدام صواريخ خارقة للتحصينات ما أدى الى سماع دوي كبير في مناطق مختلفة من لبنان، وهي شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليتي اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن حمية يُعرف بـ«صاحب السيرة العسكرية اللامعة»، وأنه تولى قيادة الذراع العسكرية للحزب بعد اغتيال القيادي مصطفى بدر الدين.

وظل حمية بعيداً عن الأضواء حتى عاد إلى الواجهة مع إعلان برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع للخارجية الأميركية، الذي عرض مكافأة تصل 7 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عنه.

ويعد حمية القائد التنفيذي للوحدة «910» وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.

أضرار جسيمة

وأظهر مقطع بثته قناة تلفزيونية محلية مبنى واحداً على الأقل منهاراً وعدداً من المباني الأخرى تعرضت لأضرار جسيمة.

وذكر شهود من «رويترز» أن الانفجارات هزت بيروت في نحو الساعة الرابعة صباحاً (02:00 بتوقيت غرينتش). وقالت مصادر أمنية إن أربع قنابل على الأقل أطلقت في الهجوم.

وهذا هو رابع هجوم جوي إسرائيلي خلال أيام يستهدف منطقة في وسط بيروت، فيما شنت إسرائيل معظم هجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله». وأسفر هجوم جوي إسرائيلي يوم الأحد على حي رأس النبع عن مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب.

وشنت إسرائيل هجوماً كبيراً على «حزب الله» في سبتمبر (أيلول)، بعد عام تقريباً من اندلاع الأعمال القتالية عبر الحدود بسبب الحرب في قطاع غزة، ودكت مساحات واسعة من لبنان بضربات جوية وأرسلت قوات برية إلى الجنوب.

عناصر إنقاذ ومواطنون يبحثون عن ضحايا في موقع الغارة الإسرائيلية بوسط بيروت (أ.ب)

واندلع الصراع بعد أن فتح «حزب الله» النار تضامناً مع «حماس» التي شنت هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وزار المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين لبنان وإسرائيل الأسبوع الماضي في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتحدث هوكستين عن إحراز تقدم بعد اجتماعاته يومي الثلاثاء والأربعاء في بيروت قبل أن يتوجه إلى إسرائيل للاجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.