وزير الدفاع الألماني من بيروت: الوضع قد يتطور على نحو مأساوي

تحذيرات السفارات لرعاياها تتوالى

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (رويترز)
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (رويترز)
TT
20

وزير الدفاع الألماني من بيروت: الوضع قد يتطور على نحو مأساوي

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (رويترز)
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (رويترز)

تتكثف الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية في بيروت في موازاة الزيارات التي يقوم بها مسؤولون ووزراء من عدد من الدول العربية والغربية، في وقت عقد فيه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب اجتماعاً مع السفراء العرب.

ومع استمرار السفارات بدعوة رعاياها لمغادرة لبنان محذرة من أن الوضع الأمني قد يتدهور من دون سابق إنذار، وصل الخميس إلى بيروت وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، على أن تزور لبنان وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي تقوم بجولة في المنطقة تشمل أيضاً الأردن وإسرائيل.

وحذّر بيستوريوس من حدوث مزيد من التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وقال وهو على متن الطراد الألماني «أولدنبرغ» الذي تشارك ألمانيا به في مهمة «يونيفيل» التابعة للأمم المتحدة في لبنان: «الوضع يمكن أن يواصل التطور على نحو مأساوي»، مضيفاً: «من الجيد أن السفينة الحربية مستعدة لإجلاء محتمل لرعايا ألمان من المنطقة».

وعن ظروف المهمة الأممية في لبنان، قال بيستوريوس إنه من الممكن «وصف الوضع بالمتوتر»، غير أنه قال إنه ليس هناك أي سبب لدى أفراد المهمة للقلق على سلامتهم، كما أن خفض أو سحب قوات «اليونيفيل» سيكون إشارة خاطئة في هذا الوقت. مشيراً إلى أن الصاروخ الذي ضرب المنطقة المحيطة بالمقر الرئيسي لقوات «اليونيفيل» في الناقورة، جنوب لبنان، كان صاروخاً طائشاً.

ويتمركز في المنطقة الجنوبية من لبنان نحو 40 جندياً من الجنود الألمان المشاركين في المهمة الأممية، والبالغ إجمالي عددهم نحو 140 جندياً.

السفراء العرب

والخميس، اجتمع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب مع السفراء العرب، وقال بعد الاجتماع: «تم التوافق على أهمية وقف فوري لإطلاق النار وإرسال المساعدات، ورفض التهجير والتوطين في بلد آخر، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية هو الحل»، مشيراً إلى أنه لمس «في الاجتماع الوزاري الذي عقد الأربعاء في جدة (تماسكاً عربياً) في مقاربة العدوان على غزة»، مشدداً على «وجوب استثماره لإقناع الدول الغربية بالضغط على إسرائيل لوقف هذه الحرب العبثية والحصار الظالم». وشدد على أن «الحل العادل والشامل للصراع يبدأ أولاً وثانياً وأخيراً بالفلسطينيين».

تحذيرات سفر

في هذا الوقت، تتوالى التحذيرات التي تصدرها سفارات الدول الغربية إلى مواطنيها، وكان آخرها الخميس من قبل سفارات بريطانيا وأميركا وأستراليا وكندا، التي دعت رعاياها إلى مغادرة لبنان.

وقالت السفارة البريطانية في بيانها: «تنصح وزارة الخارجية والتنمية الآن بعدم السفر إلى لبنان وتشجع المواطنين البريطانيين الذين يعتزمون المغادرة على القيام بذلك الآن ما دامت الخيارات التجارية متاحة»، معتبرة أن «الوضع لا يمكن التنبؤ به ويمكن أن يتدهور من دون سابق إنذار».

وبعدما كانت السفارة الأميركية قد سمحت لموظفيها غير الأساسيين بالمغادرة من لبنان وحثّت مواطنين بعدم السفر إليه، دعت الخميس رعاياها إلى «التخطيط للمغادرة في أسرع وقت ممكن، في وقت لا تزال فيه الرحلات الجوية التجارية متاحة». وفيما لفتت إلى أنها «تراقب عن كثب الوضع الأمني في لبنان»، أوصت «المواطنين الأميركيين الذين يختارون البقاء بإعداد خطط طوارئ للمواقف الطارئة».

من جهته، نصح وزير الخارجية الأسترالي السيناتور بيني وونغ مواطنيه بتجنب السفر إلى لبنان، وكتب على منصة «إكس»: «لدى الحكومة الأسترالية مخاوف خطيرة بشأن الوضع الأمني في لبنان، وإذا كنت أسترالياً في لبنان، يجب أن تفكر في المغادرة الآن، إذا كان من الآمن القيام بذلك».

بدورها، دعت وزارة الخارجية الكندية مواطنيها إلى «تجنب السفر إلى لبنان بسبب تدهور الوضع الأمني ​​والاضطرابات المدنية». وكتبت على موقعها الرسمي أنه «من الممكن أن يتدهور الوضع الأمني ​​أكثر دون سابق إنذار، وفي حال اشتداد النزاع المسلح مع إسرائيل، قد تتأثر الوسائل التجارية لمغادرة البلاد. وقد تكون قدرة الحكومة الكندية على تقديم الخدمات القنصلية أثناء النزاع النشط، بما في ذلك إجلاء المواطنين، محدودة». ودعت رعاياها إلى «ضرورة التفكير في المغادرة، إذا كان بإمكانهم القيام بذلك بأمان».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يتوغل في شمال وجنوب قطاع غزة وسط قصف مكثف

المشرق العربي الدبابات العسكرية الإسرائيلية تتمركز على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل مع شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

الجيش الإسرائيلي يتوغل في شمال وجنوب قطاع غزة وسط قصف مكثف

أفادت إذاعة «الأقصى» الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، بأن مجموعة من آليات الجيش الإسرائيلي توغَّلت في حي تل السلطان، الواقع في غرب رفح، بجنوب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (الجيش الإسرائيلي)

رئيس الأركان الإسرائيلي: هدف هزيمة «حماس» يشمل الضفة الغربية أيضاً

قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، اليوم الخميس، إن هدف هزيمة حركة «حماس» يشمل أيضاً الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مخيم النصيرات في غزة وسط استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع 20 مارس 2025 (أ.ف.ب)

غزة... من «حرب انتقام» دامت 16 شهراً إلى «حرب تهجير»

هناك فارق كبير بين الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة قبل 16 شهراً، والحرب التي تشنها اليوم.

نظير مجلي (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يُسرعون بنقل رجل مصاب في غارات إسرائيلية لتلقي العلاج في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري إعادة طرح «صفقة ويتكوف» تدعم خيارات العودة للهدنة في غزة

إعادة واشنطن فتح الباب مجدداً أمام إقرار صفقة طرحها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس دونالد ترمب للشرق الأوسط، بشأن الرهائن، تأتي وسط تصعيد عسكري ومناشدات بوقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي دبابات إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle 00:29

الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية في كامل غزة... و«القسام» تستهدف تل أبيب

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الخميس، إن الجيش يشن حالياً هجمات في أنحاء قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

مصادر: قاآني حذَّر فصائل عراقية من «استفزاز الأميركيين»

إيران أبلغتْ فصائل عراقية بوقف الأنشطة المسلحة ضد الأميركيين والإسرائيليين (رويترز)
إيران أبلغتْ فصائل عراقية بوقف الأنشطة المسلحة ضد الأميركيين والإسرائيليين (رويترز)
TT
20

مصادر: قاآني حذَّر فصائل عراقية من «استفزاز الأميركيين»

إيران أبلغتْ فصائل عراقية بوقف الأنشطة المسلحة ضد الأميركيين والإسرائيليين (رويترز)
إيران أبلغتْ فصائل عراقية بوقف الأنشطة المسلحة ضد الأميركيين والإسرائيليين (رويترز)

كشفتْ مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط» عن مضمون رسالة إيرانية إلى قادة فصائل شيعية في العراق، تضمنت تعليمات صارمة بـ«عدم استفزاز الأميركيين والإسرائيليين»، محذرةً من هجمات على بغداد مشابهة لتلك التي تستهدف جماعة «الحوثي» في اليمن.

ومنذ أسابيع، تظهر مجموعات عراقية موالية لطهران تراجعاً ملحوظاً عن أنشطتها العدائية تحت وطأة ضغوط دولية وهجمات يشنها الأميركيون على الحوثيين.

وقالت المصادر إن إسماعيل قاآني، قائد «قوة القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، حمل رسالةً من القيادة الإيرانية خلال زيارة أجراها مؤخراً إلى العراق.

وحذر قاآني قادة الفصائل من أن «هجمات الجيش الأميركي ضد منشآت تابعة لجماعة الحوثي قد ترتد سريعاً على بغداد».

وطالب قاآني الفصائل العراقية «بعدم القيام بأي نشاط عسكري خلال هذه المرحلة الحساسة»، وشدد على «اتخاذ المزيد من الإجراءات لوقف أو تخفيف المظاهر المسلحة».

ونقلت المصادر عن قائد فصيل شيعي قوله إن «قاآني نقل تعليمات صارمة من القيادة الإيرانية تطالب الأطراف العراقية بتجنب جميع أشكال الاستفزاز للأميركيين أو الإسرائيليين»، وقال إن «شرارة واحدة قد تفتح جبهة في العراق». وأضاف: «قادة الفصائل العراقية شعروا بالارتياح من الرسالة بسبب شدة الضغوط التي يواجهونها منذ أشهر».

وأفادت المصادر بأن «تقديرات طهران تفيد بأن الأميركيين لن يترددوا في تنفيذ هجمات ضد أهداف داخل العراق، إذا أظهرت الفصائل ردود فعل ميدانية لمساندة الحوثيين».

وكانت تقارير قد أفادت بأن قاآني زار العاصمة بغداد، الأسبوع الماضي، والتقى سياسيين في «الإطار التنسيقي» وقادة فصائل مسلحة.

وغالباً ما تُحاط زيارات قاآني إلى بغداد بالسرية، لكن لقاءاته تركزت على ممثلي جماعات موالية لطهران، وقادة بارزين في التحالف الحاكم.

وزعمت تقارير أن قاآني جدد «التزام طهران بدعم حلفائها في بغداد حال تعرضهم إلى ضغوطات من الجانب الأميركي».

الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)
الجيش الأميركي أكد أن حملته مستمرة للقضاء على الحوثيين في اليمن (رويترز)

الحوثي يغلق مقراً في بغداد

في تطور متزامن، أكدت المصادر أن جماعة «الحوثي» اليمنية أخلت مقراً استراتيجياً في أحد الأحياء الراقية وسط بغداد، قرب المنطقة الخضراء.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن حزباً شيعياً من «الإطار التنسيقي» كان قد تولى مهمة تقديم تسهيلات للحوثيين شملت مساعدتهم على فتح المقر في وقت سابق عام 2023.

وكان المقر يرفع شعارات ورايات مؤيدة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وقالت المصادر إن «الموقع أشرف على أنشطة تجارية وإعلامية في بغداد، وازداد نشاطه بعد عملية (طوفان الأقصى)».

أخيراً، ومع ازدياد الضغوط الدولية وبدء الهجمات الأميركية على الحوثيين، أُغلق الجماعة هذا المقر في بغداد «بناءً على نصيحة من فصيل شيعي وصلت بلهجة حادة».

وقالت المصادر إن «الجماعة استجابت لطلب إغلاقه وأخلت المقر، بعد أن تأكدت من أن هناك إجماعاً شيعياً في بغداد على وقف أي نشاط استفزازي».

وأكدت المصادر أن جماعة الحوثي قد تغلق مقرين آخرين في بغداد ومدينة أخرى جنوب العراق بعد تشدد الضغوط من «الإطار التنسيقي».

وكانت الحكومة العراقية قد نفتْ أنباءً عن استخدام جماعة «الحوثي» معسكراً لتدريب عناصرها بمنطقة الخالص في محافظة ديالى (شرق العراق)، رداً على تقرير لمجلة «فورين بوليسي».

وفي 18 مارس (آذار) 2025، ناقش وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العمليات العسكرية الرامية إلى «القضاء على تهديد الحوثيين للتجارة الأميركية واستعادة حرية الملاحة»، وفق بيان للبنتاغون.

بدورها، أكدت الحكومة اليمنية «متابعة تحركات العناصر المرتبطة بميليشيا الحوثي في أي دولة، ومراقبة أنشطتها الضارة بالأمن القومي العربي».

وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن حكومة اليمن «تقدر حرص الأشقاء العراقيين واهتمامهم».

ودعا الإرياني الحكومة العراقية إلى «الوقوف الحازم ضد أي نشاط إعلامي أو سياسي أو لوجستي للميليشيا الحوثية على الأراضي العراقية، واتخاذ خطوات واضحة لضمان عدم استخدام العراق منصةً أو ملاذاً لأي كيان يهدد أمن اليمن أو المنطقة».

وأوضح الإرياني أن الحكومة اليمنية «على ثقة بأن العراق لن يسمح بأن يكون جزءاً من معادلة الفوضى التي تسعى إيران لفرضها عبر وكلائها في المنطقة».

ومنذ بداية الأسبوع المنصرم، شنتْ طائرات أميركية سلسلة غارات على العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة والبيضاء والجوف، مستهدفةً مواقع لجماعة «الحوثي».

وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإبادة «الحوثيين» تماماً، وحذر إيران من مواصلة تقديم الدعم لهم، إلا أن الجماعة تقول إنها ستواصل استهداف القطع الحربية الأميركية في البحر الأحمر.