إسرائيل و«حماس» تنفيان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4607981-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%C2%AB%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3%C2%BB-%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
إسرائيل و«حماس» تنفيان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين تنتظر إعادة فتح معبر رفح الحدودي للدخول إلى غزة (رويترز)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
إسرائيل و«حماس» تنفيان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين تنتظر إعادة فتح معبر رفح الحدودي للدخول إلى غزة (رويترز)
تضاربت الأنباء صباح اليوم (الأثنين) بشأن هدنة إنسانية لساعات في جنوب قطاع غزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإخراج الأجانب.
وقال مصدران أمنيان مصريان صباح اليوم (الاثنين) لوكالة «رويترز»، للأنباء إن هناك اتفاقا بين أميركا وإسرائيل ومصر على وقف لإطلاق النار في جنوب غزة يبدأ في السادسة صباحا بتوقيت غرينتش، بالتزامن مع إعادة فتح معبر رفح الحدودي.
وأضافت المصادر أن وقف إطلاق النار سيستمر لعدة ساعات لكن لم يتضح بعد المدة المحددة.، وذكرت أن الدول الثلاث اتفقت على فتح معبر رفح حتى الساعة 1400 بتوقيت غرينتش اليوم الاثنين كإعادة فتح مبدئية ليوم واحد.
وبعد ذلك نقلت وكالة «رويترز» عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إنه «لا هدنة حاليا ولا دخول للمساعدات الإنسانية إلى غزة مقابل إخراج الأجانب».
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي «لا يوجد وقف لإطلاق النار في غزة ونواصل الهجمات».
و أفاد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف بأنهم لم يتلقوا حتى اللحظة أي اتصالات أوتأكيدات من الجهات المعنية بالجانب المصري حول نية فتح معبر رفح اليوم، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وقال معروف، في منشور عبر صفحة «فيسبوك» اليوم: «لم نتلق حتى اللحظة أي اتصالات أو تأكيدات من الجهات المعنية بالجانب المصري حول نية فتح معبر رفح اليوم، وكل ما يتم تداوله بالخصوص منسوبا لوسائل إعلام إسرائيلية».
وكان مصدر أمني مصري مسؤول قال لوكالة أنباء العالم العربي أمس (الأحد) إن العمل جار على تجهيز وصيانة معبر رفح البري الذي يربط بين مصر وقطاع غزة من الجانب المصري، تمهيدا لإعادة فتحه اليوم الاثنين. وأضاف المصدر أن هناك توجيهات بالعمل بشكل سريع على تجهيز وإعادة تأهيل المعبر من الجانب المصري لاستئناف العمل به لعبور الأجانب الموجودين في غزة إلى مصر وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع. وأفاد مصدر ثانٍ أن عملية الإجلاء قد تشمل المصريين العالقين في غزة.
وتابع المصدر أنه «يتم حاليا تجهيز وصيانة المعبر من الجانب المصري وإزالة الأضرار التي لحقت بساحات المعبر جراء القصف الإسرائيلي للمعبر من الجانب الفلسطيني». وقصفت طائرات إسرائيلية المعبر من الجانب الفلسطيني مرتين، ما ألحق به أضرار، وسبب توقف حركة المرور.
على وقع القصف الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، تدفّق عشرات الآلاف من سكان المنطقة إلى بيروت وضواحيها، ما يثير حساسيات وارتياباً وتوترات في بعض المناطق.
حضّت أميركا، الاثنين، إسرائيل على عدم شنّ أيّ هجوم على مطار بيروت أو الطرق المؤدية إليه، في وقت يوجّه فيه الجيش الإسرائيلي ضربات مكثّفة ضدّ «حزب الله».
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«مواصلة القتال» حتى تحقيق أهداف الحرب التي اندلعت قبل عام في قطاع غزة، وذلك في كلمة إلى الإسرائيليين (الاثنين).
بمناسبة حلول الذكرى الأولى للهجوم الذي شنته «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي استعرضت «سكاي نيوز» البريطانية التحديات التي تواجهها إسرائيل
نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم خلال إلقاء كلمته في ذكرى «إسناد غزة» (إ.ب.أ)
حمل الخطاب الثاني لنائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، اليوم (الثلاثاء)، عدداً من الرسائل في اتجاهات مختلفة، أبرزها محاولة طمأنة جمهور حزبه، وفتح الطريق أمام وقف للنار يتخطى ضمناً مبدأ «وحدة الساحات» الذي كان يتمسك في إطاره الحزب بالربط بين لبنان وغزة.
في الشق الثاني، كان لافتاً أن سلّم قاسم قرار «الثنائي الشيعي» (تحالف «حزب الله» وحركة «أمل») إلى زعيم الأخيرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بوصفه «الأخ الأكبر الذي لا يمكن أن يتخطاه أحد»، وتأكيده أن الحزب يؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به بري. ويضاف إلى هذا تأكيده على أولوية وقف الحرب، من دون أن يتطرق إلى ربطها بجبهة غزة.
«فك ارتباط الساحات»
ويرى مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، أن قاسم حاول أن يظهر أن لا تباين بين «حزب الله» و«أمل»، خصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأسبوع الماضي لبيروت، وتمسكه بربط جبهة لبنان بجبهة غزة، ما عدّ إسقاطاً ضمنياً لمبادرة بري لوقف النار.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن قاسم «حاول احتواء ما حصل حين استفاض بالحديث عن العلاقة مع بري، وكان حديثه عن الدور الإيراني محدوداً، وأعطى أولوية لوقف إطلاق النار من دون أن يتمسك بوحدة الساحات أو أن يجدد التأكيد على ما قاله عراقجي في بيروت». ولفت إلى اكتفاء قاسم بالقول: «إن تابع العدو حربه، فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلاً».
وأضاف نادر أن «النقطة الإيجابية في خطاب قاسم هي بالتراجع عن مبدأ ربط الساحات، والنقطة السلبية هي ربط انتخاب رئيس للجمهورية بالميدان وليس بالدستور».
وأشار إلى أن قاسم «حاول التمسك بورقة انتخاب رئيس للجمهورية كضغط إضافي، بالقول: قبل وقف إطلاق النار أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا»، وذلك بعد المطالبات الأخيرة بعدم ربط الاستحقاق بوقف النار، وبعد الموقف الأميركي الذي دعا إلى الإسراع بانتخاب رئيس.
وفي الإطار نفسه، عدّ العميد المتقاعد يعرب صقر أن تفويض قاسم لبري «أتى مقوّضاً لأنه وضع شروطاً له، وذلك بتأكيده أن الأولوية اليوم لوقف إطلاق النار بعيداً عن القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية، وقول قاسم: بعد أن يترسخ موضوع وقف إطلاق النار، تستطيع الدبلوماسية أن تصل إلى كل التفاصيل الأخرى... لا تستعجلوا على التفاصيل».
وقال صقر لـ«الشرق الأوسط» إن كلام قاسم «كان مستفزاً لاعتباره أن هذه الحرب ليست حرب النفوذ الإيراني، بل حرب تحرير فلسطين... الواقع عكس ذلك تماماً، فلو كانت حرب تحرير فلسطين لكان التف الجميع حولها، والحقيقة أن الهدف منها هو العمل كي تكون إيران مقرراً رئيسياً في الشرق الأوسط، والدليل أن طهران لم تنخرط بالحرب مع حركة (حماس) في 7 أكتوبر 2023».
وعلى رغم قول قاسم إن إمكانات الحزب العسكرية لا تزال «بخير»، وإن منظومته القيادية تواصل العمل، فهو لم يتحدث عن مصير رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، الذي استهدفته إسرائيل الأسبوع الماضي.
وجاءت مواقف قاسم في ذكرى عام على بدء «حرب إسناد غزة» التي اتخذ «حزب الله» قرار فتحها من دون العودة إلى الحكومة اللبنانية وتحوّلت إلى حرب شاملة في لبنان مستهدفة بشكل أساسي المناطق المحسوبة عليه في ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب والبقاع حيث نزح أكثر من مليون و200 ألف شخص.
ونجح الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة في اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله وقادة «قوة الرضوان»، ذراع النخبة العسكرية، وضرب شبكة اتصالات الحزب، إضافة إلى استهداف بنيته التحتية ومخازن الأسلحة.
رسائل طمأنة
وبدت تداعيات الضربات التي أربكت «حزب الله» واضحة من خلال تركيز قاسم على محاولة احتوائها وتوجيه الرسائل إلى جمهور الحزب، بالقول إن «بيئة المقاومة متماسكة»، وإلى النازحين بقوله: «ترون إنجازاتنا الكبيرة... نحن ثابتون وسننتصر، وأنتم بنزوحكم تدفعون ثمناً مشابهاً للثمن الذي تدفعه المقاومة».
وكان لافتاً معاودة استهداف «حزب الله» لمدينة حيفا ومحيطها في شمال إسرائيل بالصواريخ، فوراً بعد انتهاء قاسم من كلمته، في ما بدا أنه رسالة بأن منظومته العسكرية لا تزال متماسكة.
ويصف صقر كلام قاسم بأنه «مكابرة وبعيد عن الواقع»، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن قاسم «حاول رفع معنويات جمهوره التي اهتزت بسبب ضرب المنظومة القيادية والبنية السياسية والعسكرية للحزب، خصوصاً بعد اغتيال أمينه العام الذي لم يتمكّن الحزب حتى اليوم من انتخاب خليفة له».
الأمر نفسه يتحدث عنه نادر، مشيراً إلى أن قاسم «ركّز على رفع معنويات بيئته لاستيعاب الضربات نتيجة قلق الحزب من التململ في أوساطها، والقول إنه لا يزال يملك الإمكانات وإظهار الثبات والجاهزية مقابل كل الضربات التي تعرض لها وعدم التوازن العسكري الواضح».
ولفت إلى أنه «بتكرار قاسم كلام نصر الله حول التوغّل البري، حاول أن يبني على نقطة القوة التي يملكها، وهي التأكيد على قدرات الحزب الميدانية».