«حماس» ترفض الأوامر الإسرائيلية بإخلاء شمال قطاع غزة

جنود الجيش الإسرائيلي يسيرون بالقرب من مدفع «هاوتزر» ذاتي الدفع متمركز بالقرب من الحدود مع غزة في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)
جنود الجيش الإسرائيلي يسيرون بالقرب من مدفع «هاوتزر» ذاتي الدفع متمركز بالقرب من الحدود مع غزة في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

«حماس» ترفض الأوامر الإسرائيلية بإخلاء شمال قطاع غزة

جنود الجيش الإسرائيلي يسيرون بالقرب من مدفع «هاوتزر» ذاتي الدفع متمركز بالقرب من الحدود مع غزة في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)
جنود الجيش الإسرائيلي يسيرون بالقرب من مدفع «هاوتزر» ذاتي الدفع متمركز بالقرب من الحدود مع غزة في جنوب إسرائيل (أ.ف.ب)

رفضت حركة «حماس»، التي تسيطر على غزة (الجمعة)، الأوامر الإسرائيلية للسكان بإخلاء شمال القطاع، وهو إجراء يطال 1.1 مليون شخص، مع مواصلة الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف للقطاع.

وقالت الحركة في بيان: «شعبنا الفلسطيني المرابط يرفض تهديد قادة الاحتلال ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب أو إلى مصر».

وقالت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس» في بيان، إن 13 أسيراً قُتلوا في القصف الإسرائيلي على غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وقال البيان: «تعلن كتائب القسام مقتل 13 أسيراً من أسرى المعركة، بينهم أجانب في القصف الصهيوني المكثف على محافظتي الشمال وغزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث قُتل 6 منهم في محافظة الشمال في مكانين منفصلين، وقُتل 7 في محافظة غزة في 3 أماكن مختلفة طالها قصف العدو الهمجي».

وقالت الأمم المتحدة في وقت مبكر من اليوم الجمعة إن الجيش الإسرائيلي أبلغها بأن نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة، فضلا عن إجلاء موظفي المنظمة من هذه المنطقة.

وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان "ترى الأمم المتحدة أنه من المستحيل تنفيذ مثل هذه الأمر دون عواقب إنسانية مدمرة". وقال "الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذا تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي". وتشير الخطوة الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية برية وشيكة.

وتابع دوجاريك أن الأمر الذي أصدره الجيش الإسرائيلي يسري أيضا على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في منشآت تابعة للمنظمة بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات.


مقالات ذات صلة

«حماس»: 20 قتيلاً في عملية أمنية ضد عصابات لصوص شاحنات المساعدات

المشرق العربي شاحنة مساعدات في رفح (د.ب.أ)

«حماس»: 20 قتيلاً في عملية أمنية ضد عصابات لصوص شاحنات المساعدات

أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «حماس» في قطاع غزة اليوم الاثنين مقتل 20 شخصاً على الأقل من «عصابات لصوص شاحنات المساعدات».

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث في مناقشة قمة خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في ليما ببيرو 15 نوفمبر 2024 (رويترز)

واشنطن: سنوضح لحكومة تركيا أنه لا سبيل لمواصلة العمل كالمعتاد مع «حماس»

قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ستوضح للحكومة التركية أنه لا يمكن مواصلة العمل كالمعتاد مع حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو في الكنيست الاثنين (رويترز)

مساعد لنتنياهو يُشتبه بتسريبه وثائق «خطط للانتحار في المعتقل»

كشفت مصادر بإدارة مصلحة السجون عن أن كبير مستشاري بنيامين نتنياهو، إليعازر فلدشتاين، الذي تولى مهمة «المتحدث باسم رئيس الحكومة»، خطط للانتحار في زنزانته بالسجن.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية مواطنون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على شارع الجلاء بوسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي بوجهين متناقضين... مع صفقة تنهي الحرب ومع تثبيت الاحتلال

تضغط قيادات عسكرية في إسرائيل على الحكومة لعقد صفقة توقف النار في غزة، وتتيح الإفراج عن الأسرى في القطاع، لكن تصرفات الجيش توحي بأنه يعد للبقاء طويلاً في غزة.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

نتنياهو: لن أدعم صفقة تعيد «حماس» للسلطة بغزة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن «الشيء الوحيد الذي تريده (حماس) هو صفقة تنهي الحرب وتسمح للجيش الإسرائيلي بمغادرة القطاع من أجل العودة إلى السلطة».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إسرائيل تواصل محاولة التوغل إلى خط القرى الثاني

الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تواصل محاولة التوغل إلى خط القرى الثاني

الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

ساد الهدوء الحذر في الضاحية الجنوبية لبيروت، الاثنين، بعد يوم عنيف، الأحد، في حين تراجعت فيه كثافة الغارات على الجنوب الذي يشهد مواجهات عنيفة في خط القرى الثاني بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي الذي يحاول التوغل من نقاط عدة.

وتأتي هذه المواجهات في إطار الضغط العسكري والميداني الذي تحاول تل أبيب فرضه في الساعات الأخيرة الحاسمة للبحث في وقف إطلاق النار.

وبعدما بات الجيش الإسرائيلي يسيطر عسكرياً بالنار على قرى الخط الأول، يحاول التوغل إلى الخط الثاني في القطاع الغربي عبر شمع ومن القطاع الشرقي باتجاه بلدة الخيام حيث لم تهدأ المدفعية الإسرائيلية مستهدفة بقذائفها طوال الليل المدينة وأطراف بلدتي جديدة مرجعيون وبرج الملوك، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» .

وأعلن «حزب الله» في بيانات منفصلة أن عناصره استهدفوا، الاثنين، 4 مرات تجمعات لقوات إسرائيلية جنوب بلدة الخيام في جنوب لبنان، بصليات صاروخية، بحسب بيانات صادرة عن «المقاومة الإسلامية».

وأفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» برصد تحرك لعدد من الآليات الإسرائيلية تتحرك من بساتين الوزاني باتجاه وطى الخيام وسط استمرار المواجهات داخل الحَيَّيْن الشرقي والجنوبي ومحيط معتقل الخيام، مشيرة إلى اشتباكات بالرشاشات والأسلحة الصاروخية وسط سيطرة الضباب الكثيف واستهداف المدينة بالصواريخ الثقيلة على امتداد أكثر من 36 ساعة.

بطاريات مدفعية

ويأتي ذلك، بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي، عن دخول بطاريات المدفعية إلى القتال داخل الأراضي اللبنانية لمساندة القوات الميدانية، بعدما كان رئيس الأركان هرتسي هاليفي من بلدة كفركلا في جنوب لبنان قد هدد بمواصلة القتال وتوجيه ضربات قوية لـ«حزب الله».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إكس»، مساء الأحد: «في أهداف جديدة للعملية البرية اجتازت قوات بطارية مدفعية من اللواء الحدود، وبدأت بتنفيذ قصف مدفعيّ من داخل الأراضي اللبنانية بهدف توسيع نطاق القصف، وتوفير دعم مدفعي للقوات المشاركة في المناورة البرية بهدف توجيه نيران كثيفة نحو منطقة القتال».

ويُجمع كل من العميد المتقاعد الخبير العسكري حسن جوني، ورئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي على أن هذا التطور خطوة عسكرية طبيعية في مسار تقدم المعارك البرية، لكنهما يختلفان في وصف الواقع الميداني، حيث يرى جوني أن خط القرى الأول بات تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي بالنار، بينما يؤكد قهوجي أنها باتت محتلة من قبل إسرائيل، وإن لم يكن كذلك لما استطاعت التقدم نحو الخط الثاني.

ويقول جوني لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل لم تحتل خط القرى الأول، فهو بات يخضع لها بعدما سيطرت عليه بالنار، ويتحرك الجيش داخله ويقوم بدوريات، لكنه يتعرض في المقابل لهجمات، ولا يبني مراكز دفاعية تؤدي إلى تمركز دائم في هذه المنطقة.

ويرى أن «نشر المدفعية الإسرائيلية ليس له التأثير الكبير، والهدف منه أن يجري تنفيذ رميات في العمق بشكل أكبر مما تقوم به المدفعية التي لها مدى أقصى محدد. ويوضح: «في نمط العمليات الهجومية كلما تقدمت القوى تتقدم بطاريات المدفعية، وهو ما حدث مع تقدم الإسرائيلي إلى الخط الثاني الذي لم يكرس احتلاله للقرى، «إنما الاحتلال والإنجاز يكون إذا سيطروا على القرى الأساسية في الخط الثاني، حيث يسجل مقاومة شرسة وعنيفة من قبل (حزب الله)، لا سيما حيث يتركز الجهد من طيرحرفا باتجاه شمع التي لها أهمية لأنها تقع بين واديين وممر إلزامي للوصول إلى البياضة، وبالتالي وصوله إلى البياضة يعد إنجازاً بالبعد الجغرافي، ويقتطع قسماً كبيراً من القطاع الغربي كانت جغرافيته تناسب جداً (حزب الله) لإطلاق الصواريخ والاستهداف، لكن حتى الآن ليست هناك معلومات أنه استطاع أن يقطع شمع».

إنشاء تجمعات

في المقابل، يؤكد قهوجي أن إسرائيل احتلت قرى الخط الأول وهو ما تظهره التحركات الإسرائيلية داخل القرى، ما مهّد أمامها الطريق للوصول إلى الخط الثاني، ويحاول الجيش الإسرائيلي الآن تثبيت سيطرة مباشرة على خط الدفاع الثاني لـ«حزب الله».

ويقول قهوجي لـ«الشرق الأوسط»: «في المعارك البرية عندما يكون هناك تقدم للقوات البرية يكون معها تقدم لبطاريات مدفعية ذاتية الحركة كي يمنح القوات المتقدمة كثافة نيران، وهذا مؤشر بأن التقدم العسكري بات ثابتاً، ولا يهدف فقط إلى التنظيف، ومن ثم الخروج، بحيث ينشأون تجمعات عسكرية تمنح حماية لبطاريات المدفعية وتزيد من فاعليتها».

هدوء الضاحية

في غضون ذلك، استمر الهدوء الحذر في ضاحية بيروت الجنوبية، بينما نعى «حزب الله» 4 من العاملين في مكتب العلاقات الإعلامية قُتلوا إلى جانب مسؤول إعلامه محمّد عفيف في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت رأس النبع في بيروت، الأحد.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن حصيلة نهائية للغارة التي استهدفت رأس النبع ومارالياس في قلب بيروت، الأحد، بحيث بلغت 10 قتلى و45 مصاباً.

خلال تشييع مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على بيروت الأحد (رويترز)

وفي الجنوب، لم يهدأ القصف طوال ساعات النهار، حيث شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت عدداً من البلدات، واستهدفت المدفعية الإسرائيلية عدداً من المناطق الجنوبية.

غارات

شن الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح الاثنين، سلسلة غارات جوية استهدفت أطراف بلدة شمع في جنوب لبنان، كما أغار على بلدات زبقين وطير حرفا، والجبين، وشيحين في قضاء صور في جنوب لبنان، وأغار على منزل على طريق المدينة الكشفية بين بلدتي النبطية الفوقا وزوطر الجنوبيتين، كما سقط صاروخان مجهولا المصدر صباحاً على محيط دير القديسة حنة في خراج بلدة القليعة الجنوبية، بحسب ما أعلنته «الوكالة الوطنية للإعلام».

وأفادت «الوطنية» باستشهاد المختار سامر شغري ومواطن ثانٍ في غارة إسرائيلية استهدفت شركة مياه صور.

من جهة أخرى، موجة عنيفة من الغارات الجوية شهدتها مناطق النبطية وإقليم التفاح.

وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ تهديداته لمدينة النبطية بعد التحذيرات التي أطلقها عبر تنفيذه غارات على المناطق والمراكز التجارية والسكنية التي شملها التهديد، حيث شن 4 غارات وهي الأعنف منذ بداية الحرب، وأسفرت عن تدمير مركز تجاري كبير ومحيطه وسط المدينة.

في المقابل، واصل «حزب الله» إطلاقه الصواريخ على شمال إسرائيل، واستهدف مقاتلوه تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة بصليةٍ صاروخية، وقصف «مستوطنة غورنوت هغليل بصليةٍ صاروخية». كما استهدف «قاعدة شراغا المقر الإداري لقيادة لواء غولاني شمال عكا»، أنه شنّ «هجوماً بسرب من المسيَّرات الانقضاضيّة على تجمع لقوات العدو في المقرّ المُستحدث لقيادة اللواء الغربي في ثكنة يعرا»، وتجمعاً آخر في مستوطنة مرغليوت، كما استهدف بعد الظهر «مستوطنة كيرِم بن زِمرا، للمرة الأولى، بصلية صاروخية».

غارة زقاق البلاط

ومساء، هزّ انفجار منطقة زقاق البلاط القريبة من وسط العاصمة بيروت، حيث أشارت المعلومات الأولية إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» بأن مسيرة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية خلف حسينية زقاق البلاط في بيروت، ما أدى إلى دمار كبير في المحلة، وتعمل سيارات الإسعاف على نقل المصابين إلى المستشفيات».

وفيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن «هجوم بيروت ليس هدفه اغتيال قيادات في (حزب الله) إنما استهداف غرفة عمليات»، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الغارة استهدفت مكتب المختار حسن شومان ومقهى مجاوراً كان مزدحماً. وأكدت مصادر في المنطقة أن «لا مكاتب حزبيّة في المنطقة إنما مكاتب لتوزيع مساعدات على النازحين ما يرجّح ارتفاع عدد الضحايا».