أكدت مصادر فلسطينية في قطاع غزة وجود اتصالات حول ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة «حماس»، «لكنها لم تصل إلى مرحلة الحديث عن مفاوضات».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الجانبين، «حماس» وإسرائيل، لم يبديا استعداداً للدخول في مفاوضات. مضيفة: «إسرائيل مصممة على دخول حرب واسعة، و(حماس) غير مستعدة للتفاوض حول الأسرى في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي».
ووفق المصادر، فقد أبلغت «حماس» الوسطاء، وتحديداً الوسيطين المصري والقَطري اللذين تواصلا مع قيادة الحركة بخصوص الأسرى، والحفاظ عليهم وإمكانية إطلاق سراح نساء وكبار سن، بأنها تحافظ عليهم جميعاً، لكنهم عرضة للقتل، وأن القصف الإسرائيلي على غزة هو الذي سيقتلهم، أي أن حياتهم مرهونة بالقصف (بيد إسرائيل).
وقالت «حماس» إنها مستعدة لمفاوضات في وقت لاحق سواء صفقة جزئية أم شاملة، لكن على إسرائيل أن تدفع الثمن المطلوب.
وعادت «حماس» بعشرات الأسرى الإسرائيليين، بينهم ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي والشرطة والقوات الخاصة ومستوطنون، بعد هجوم شامل ومباغت نفذه مئات المقاتلين صباح السبت ضد قيادة الجيش الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية وبقية مستوطنات غلاف قطاع غزة، وهو هجوم نوعي غير مسبوق أطلقت عليه الحركة اسم «طوفان الأقصى»، وانتهى بمقتل أكثر من 800 إسرائيلي وأسر أكثر من 100.
لا أرقام دقيقة
ولا يوجد عدد دقيق للأسرى لدى «حماس»، في ظل امتناع الحركة عن إعطاء أرقام، وإعلان إسرائيل، الاثنين، أنها بحاجة إلى ما يتراوح بين 48 إلى 72 ساعة قبل أن تنشر أعداد القتلى والأسرى بشكل نهائي ودقيق.
وكان لدى «حماس» قبل الهجوم الذي شنته السبت 4 أسرى بينهم جنديان كانت إسرائيل تقول إنهما جثتان، لكن السبت وثقت لقطات فيديو مقاتلي «القسام» يقتحمون الحدود براً وعبر طائرات شراعية، ويتجولون في شوارع مستوطنات الغلاف بسياراتهم ومشياً على الأقدام، ويسحبون جنوداً من داخل دبابات ومن ثكناتهم، ويعودون بهم إلى قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أنشأ غرفة عمليات للتركيز على جمع معلومات دقيقة بشأن «الرهائن» الإسرائيليين. وقال الجيش إن الفريق سيقوم بتجميع «صورة للوضع» لتحديد مكان الأسرى، سواء كانوا جنوداً أم مدنيين، وتابع الجيش أنه «وسط كل التعقيد وعدم اليقين، سيصدر رسائل موثوقاً بها في أسرع وقت ممكن للعائلات».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد سارع إلى تعيين منسق للإسرائيليين المفقودين والأسرى، حتى يكون هناك شخص يعمل مع العائلات والوسطاء.
وقام نتنياهو بتعيين غال هيرش، وهو عميد احتياط تولى قيادة «الفرقة 91» في حرب لبنان الثانية عام 2006، مسؤول الحكومة بشأن المواطنين المفقودين والمختطفين، بعد أن ظل الموقع شاغراً فترة طويلة.
وقال المكتب الصحافي الحكومي، وهو هيئة تعمل تحت إشراف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن عدد الرهائن في غزة تجاوز 100. وتقول إسرائيل، رغم ذلك، إنها ليست منخرطة في مفاوضات حولهم. وقال مسؤول إسرائيلي الاثنين: «في الوقت الحالي، لسنا منخرطين في أي محادثات بشأن الرهائن، والقرار هو مواصلة الحرب».
لكن «حماس» استخدمت ورقة الأسرى، يوم الاثنين، في قضية أخرى، متعلقة بالهجوم الإسرائيلي.
وقال أبو عبيدة، الناطق باسم «كتائب عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»: «إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى مقتل 4 من الأسرى، واستشهاد آسريهم من مقاومي القسام». ونشرت الحركة صورة أحد القتلى بقصف إسرائيلي، وقالت إنه تومير نمرودي من مستوطنة كفار سابا، ويعمل في ملف تجنيد العملاء في موقع «إيرز» العسكري.