عشرات المستوطنين يقتحمون باحات «الأقصى» تحت حماية الشرطة الإسرائيلية

يهود يمارسون الطقوس الدينية عند أحد مداخل مجمع المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس (أ.ف.ب)
يهود يمارسون الطقوس الدينية عند أحد مداخل مجمع المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس (أ.ف.ب)
TT

عشرات المستوطنين يقتحمون باحات «الأقصى» تحت حماية الشرطة الإسرائيلية

يهود يمارسون الطقوس الدينية عند أحد مداخل مجمع المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس (أ.ف.ب)
يهود يمارسون الطقوس الدينية عند أحد مداخل مجمع المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس (أ.ف.ب)

أعلنت «وكالة الأنباء الفلسطينية» أن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى اليوم (الثلاثاء) تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وقالت الوكالة نقلا عن شهود عيان، إن المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى من جهة باب المغاربة وأدَّوا طقوسا دينية في باحاته في رابع أيام عيد العُرُش اليهودي.

وأشارت الوكالة إلى أن 1941 مستوطنا اقتحموا أمس أيضا الأقصى من جهة باب المغاربة، «وأدَّوا طقوسا تلمودية».

 

وفرضت السلطات الإسرائيلية قيودا على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس وأراضي 48 بالتزامن مع عيد العُرش اليهودي، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.

 

وتستمر أيام عيد العُرش حتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

اليهود الذين يرتدون شالات الصلاة يصلون خلال عطلة عيد العرش اليهودية التي تستمر أسبوعًا عند الحائط الغربي بجانب مجمع المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس (أ.ب)

 

من جانبها، أكدت «حركة الجهاد» اليوم (الثلاثاء)، أن «الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، وجرائم الاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك لا يمكن أن تمر من دون رد»، بحسب وكالة الصحافة الألمانية.

 

وقالت الحركة، في بيان صحافي في ذكرى انتفاضة القدس أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، إن «عمليات المقاومة والاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي ستتواصل في كل الساحات لمنعه من الاستفراد بمدينة القدس، أو تنفيذ مخططاته في تهويد القدس وفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك».

 

وأضافت: «نستذكر انتفاضة القدس ومطلقها الشهيد مهند الحلبي لنؤكد دور الحركة الطلابية في حماية الوعي الوطني وقيادة حالة المواجهة والاشتباك والتصدي لمخططات العدو الصهيوني الذي يُصعد من عدوانه المسعور ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى وسائر أرضنا في الضفة الغربية».

 

ودعت «حركة الجهاد» إلى «وحدة الصف والحفاظ على جذوة المقاومة والبقاء في ساحة المعركة والاشتباك مع العدو لإسقاط مشروعاته ومخططاته الهادفة للنيل من أمتنا وتدنيس وتهويد مقدساتنا».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي عربات إسرائيلية خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب) play-circle

الأمن الإسرائيلي يحذّر من سقوط السلطة الفلسطينية مثل سوريا

تقديرات في القيادات العليا والميدانية، تشير إلى احتمال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، بتأثير من سقوط نظام بشار الأسد.

الولايات المتحدة​ خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع البابا فرنسيس في الفاتيكان 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

الرئيس الفلسطيني ومسؤولون بالفاتيكان يبحثون «الاحتياجات العاجلة» لسكان غزة

التقى البابا فرنسيس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالفاتيكان الخميس لمناقشة «الوضع الإنساني الخطير للغاية في غزة».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
شؤون إقليمية فلسطيني يحمل العلم ويسير في جنين في أثناء إضراب عام الثلاثاء (أ.ف.ب)

إسرائيل تخشى فوضى في الضفة تؤدي لانهيار السلطة

حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، تحت تأثير التطورات الحاصلة في سوريا.

كفاح زبون (رام الله)
الخليج السفير نايف السديري مستقبلاً الرئيس محمود عباس (السفارة السعودية بعمّان)

عباس يثمّن مواقف السعودية تجاه فلسطين

ثمّن الرئيس محمود عباس دعم السعودية قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (عمّان)

هل على لبنان أن يخشى «سوريا الجديدة»؟

صورة تُظهر وصول المعارضة السورية إلى معبر العريضة الحدودي مع لبنان (أ.ف.ب)
صورة تُظهر وصول المعارضة السورية إلى معبر العريضة الحدودي مع لبنان (أ.ف.ب)
TT

هل على لبنان أن يخشى «سوريا الجديدة»؟

صورة تُظهر وصول المعارضة السورية إلى معبر العريضة الحدودي مع لبنان (أ.ف.ب)
صورة تُظهر وصول المعارضة السورية إلى معبر العريضة الحدودي مع لبنان (أ.ف.ب)

صحيح أن الاحتفالات عمّت لبنان لأيام، بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد؛ نظراً لعلاقاته غير السوية مع معظم مكونات المجتمع اللبناني، ولارتكاباته الكثيرة، ولسنوات طويلة، بحق عدد كبير من اللبنانيين، إلا أن البعض خرج مؤخراً لينبه من مخاطر قد تكون مقبلة على البلد إذا سيطرت مجموعات متطرفة على الحكم في سوريا.

رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، لا يزال، على ما يبدو، يخشى سيناريوهات قاتمة، إذ عَدَّ مؤخراً أنه «من الطبيعي أن يتحرّك الخوف الوجودي لدى كل المكوّنات التي تخشى الفصائل الإسلامية المسيطرة الآن على سوريا»، محذراً من أن تكون «تطمينات هؤلاء الأولية من باب أن يتمسكنوا لكي يتمكنوا، وهذا أمر قد يُولّد حالة دفاعية في لبنان، ويُذكّرنا بمرحلة سابقة عندما احتلّ بعض هؤلاء أجزاء من شرق لبنان».

ويخشى باسيل وآخرون أن تتكرر الأحداث التي شهدتها الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا في عام 2014 حين اقتحمت مجموعات من «داعش» و«جبهة النصرة» بلدة عرسال الحدودية، وقتلت عسكريين ومدنيين قبل أن تحتل لسنوات مساحات عند الحدود اللبنانية السورية، ولذلك اتخذت الأجهزة الأمنية اللبنانية إجراءات أمنية وعسكرية للتصدي لأي محاولات من هذا النوع، كما شملت تدابير استخباراتية استباقاً لتحرك خلايا إرهابية نائمة، بالتزامن مع ما يحصل في سوريا، خاصة مع وجود مئات الآلاف من النازحين السوريين المنتشرين في معظم المناطق اللبنانية.

* لا لنظام توتاليتاري

يقول نائب رئيس «الوطني الحر» الدكتور ناجي حايك أنه «ما دام السوريون لا يتدخلون في شؤون بلدنا، فهم أحرار باختياراتهم»، مضيفاً، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى الخير للشعب السوري، ونتمنى أن يراعي شكلُ النظام الجديد في سوريا متطلبات وتطلعات الشعب هناك، بوصفه الوحيد المخوَّل أن يحدد شكل الحكم». ويضيف: «خشيتنا الوحيدة هي من التدخل في لبنان وشؤوننا الداخلية، وما دام لا تدخُّل من قِبلهم ببلدنا فهُم أحرار بأن يكون لهم النظام الذي يريدونه، وإن كان يهمنا أن تكون هناك ديمقراطية ويجري تنظيم عملية انتخابية ديمقراطية حرة، فنحن طالما حذرنا من الأنظمة التوتاليتارية، ولم نكن موافقين على شكل النظام السابق، ونتمنى أن يكون النظام الجديد أفضل».

* علاقات طبيعية لبنانية سورية

من جهتها، لا تستغرب عضو تكتل «الجمهورية القوية»، النائبة غادة أيوب، خشية باسيل من النظام السوري الجديد، وعدَّت أنه «مع سقوط النظام السوري سقطت الأقنعة أيضاً عن أفرقاء لبنانيين بنوا رهاناتهم على استمرارية هذا النظام؛ ومنهم جبران باسيل. لذلك، فإن خشية باسيل مبرَّرة بحيث إن سقوط الأسد هو سقوط حليف له وجزء من محور ممانعة شكَّل معه، منذ تفاهم مار مخايل في 2006، ارتباطاً وثيقاً مقابل تسليمه الجمهورية اللبنانية».

وتشير أيوب، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنهم ينظرون بإيجابية إلى التغيير السوري الحاصل؛ لأن «شكل النظام السوري على مدى 50 عاماً كان نظاماً عدائياً تاريخياً للبنان، حيث كان يعد، وفقاً لمشروعه السياسي، أنه يجب ضم لبنان إلى سوريا أو إلحاقه بها، وأن يكون قرار بيروت في دمشق، دون أن ننسى كل الحروب التي خاضها في لبنان وضد اللبنانيين والجرائم والاغتيالات والاعتقالات السياسية التي قام بها»، مضيفة: «كما أن نظام الأسد سمح بأن تكون الساحة السورية ممراً ومعبراً للميليشيات الإيرانية التي عبثت بمصير لبنان، والتي سمحت لإيران بأن تتحكم بلبنان. لذا فمع سقوط النظام، بدأت مرحلة جديدة في سوريا لا يسَعُنا هنا إلا أن نُبارك فيها للشعب السوري حريته، وأن نتمنى أن تأخذ هذه المرحلة الجديدة مداها الطبيعي من أجل قيام الدولة التي يتطلع إليها الشعب السوري».

وتشدد أيوب على أن ما يريده لبنان هو «بناء علاقة طبيعية بين دولتين سيّدتين: الدولة اللبنانية والدولة السورية، بعيداً عن شعارات الأسد البالية كـ(شعب واحد في دولتين يقودهما نظام الأسد)».

* لا خوف من التطرف

ويطمئن الكاتب السياسي المختص بشؤون الحركات الإسلامية وقضايا الإرهاب أحمد الأيوبي إلى أنه يجب ألا يكون هناك ما يخشاه لبنان من «سوريا الجديدة». ويضيف، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»: «خطر التطرف كامن في بقايا (داعش) في سوريا، وهي بقايا دأب النظام المخلوع وإيران على استثمارها، وهي قد تعمل على استخدامها ضد تحالف الثوار الذي وصل إلى دمشق».

ولا ينفي الأيوبي وجود «عقبات في وجه الحكم الجديد لكن التطرف ليس إحداها، وإن كان الواجب دائماً التركيز على أهمية الحفاظ على الحريات وعلى بناء دولة مدنية عادلة». ويضيف: «ليست (هيئة تحرير الشام) وحيدة في تركيبة الفصائل المنتصرة، بل هناك تنوع واسع سينعكس في تركيبة المجلس الانتقالي المنتظَر أن يُولَد قريباً».

ويشدد الأيوبي على أنه «من الضروري لفت الانتباه إلى أن إيران عملت على حصر مسمى الإرهاب بالجماعات السنية، لتُظهر نفسها وميليشياتها على أنها تقود محور مكافحة الإرهاب. وهذا اتجاه مضلِّل. فالنقطة الأساس في هذا الموضوع هو أن نظام الأسد كان يحتضن أكثر الجماعات تطرفاً وإرهاباً؛ وهي (حزب الله) والميليشيات الشيعية التابعة لإيران».

وفي السادس من الشهر الحالي؛ أي قبل يومين من سقوط نظام الأسد، وجّهت الفصائل المُسلّحة السورية رسالة إلى اللبنانيين قالت فيها إنها «تتطلع لعلاقات دبلوماسية معهم تحقق المصالح المشتركة».