تركيا تؤكد استعدادها لاستئناف محادثات التطبيع مع سوريا

مخاوف نازحي «نبع السلام» تتجدد قبل حلول الشتاء

الرئيس التركي رجب طيب إردغون مترئساً اجتماع مجلس الأمن القومي (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردغون مترئساً اجتماع مجلس الأمن القومي (الرئاسة التركية)
TT

تركيا تؤكد استعدادها لاستئناف محادثات التطبيع مع سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردغون مترئساً اجتماع مجلس الأمن القومي (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردغون مترئساً اجتماع مجلس الأمن القومي (الرئاسة التركية)

أكدت تركيا استعدادها لاستئناف محادثات تطبيع العلاقات مع سوريا، لكنها رفضت الحديث عن انسحابها العسكري من شمال سوريا عادّة أنه من «غير المنطقي» طرح هذا الأمر الآن.

وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده «مستعدة لاستئناف المحادثات مع سوريا، بمشاركة روسيا وإيران، ضمن مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق».

وأضاف غولر، في تصريحات لصحافيين أتراك نشرت الجمعة: «نحن مستعدون دائماً للجلوس والحوار، لكن مطالب الجانب السوري ليست شيئا يمكن قبوله على الفور. إنهم يريدون أن تغادر تركيا الأراضي السورية، لكن لماذا يجب أن تغادر تركيا؟». وقال: «مرة أخرى نقول إن الجانب السوري لا يجد وقتاً لمن يستخرجون ويبيعون نفط الشعب السوري (في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية - قسد)، لأنهم مشغولون فقط بالتعامل مع بعض المناطق التي أرسينا فيها السلام والأمن ويريدوننا أن نخرج منها».

وتشكك تركيا في قدرة الجيش السوري على حماية الحدود مع تركيا التي تقول أنقرة إنها مهددة بسبب انتشار وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، التي تريد إبعادها عن الحدود لمسافة 30 كيلومترا على الأقل. 

وطرحت روسيا، التي ترعى مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، العودة إلى اتفاقية أضنة، الموقعة عام 199، والتي تسمح للقوات التركية بالتوغل لمسافة 5 كيلومترات في عمق الأراضي السورية حال تعرضها للتهديدات، لكن تركيا تتمسك بمسافة 30 كيلومترا وترفض الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها في شمال سوريا. 

الرئيس التركي رجب طيب إردغون مترئساً اجتماع مجلس الأمن القومي (الرئاسة التركية)

كما كشفت إيران حصول  توافق بين تركيا وسوريا خلال جولة أستانا الأخيرة التي عقدت في 20 و21 يونيو (حزيران) الماضي، على صيغة لانسحاب القوات التركية وتأمين الحدود، لكن كلا من أنقرة ودمشق لم تعلقا على هذا الإعلان الذي جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. 

وبعد ذلك، كررت تركيا التأكيد على موقفها الرافض للانسحاب من سوريا قبل استقرار الأوضاع هناك. 

والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع التركي إنه لا يمكن التفكير في مسألة الانسحاب قبل إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات ديمقراطية، وتشكيل حكومة تحتضن جميع السوريين وتضمن العودة الآمنة للاجئين، وإذا تحققت هذه الشروط فستغادر القوات التركية، لأن بلاده ليس لها أطماع في أراضي أي دولة مجاورة، كما أن وجودها يشكل ضمانة لوحدة سوريا ضد المحاولات التي تقوم بها الجماعات الانفصالية. 

وجدد غولر الموقف التركي، في تصريحاته الجمعة، قائلا إن مطلب الانسحاب الذي يكرره الجانب السوري بإصرار «غير واقعي»، وإن عليه اتخاذ خطوات للسماح بعودة اللاجئين. وأضاف: «سنغادر سوريا بعد ضمان أمن حدودنا، وتوفير بيئة سلمية تسهل عودة مواطنيها إلى بلادهم طواعية وبشكل آمن». 

وكرر أن «الحل الأنسب هو استكمال المناقشات الدستورية، ومن ثم إجراء انتخابات تشمل جميع شرائح المجتمع، وتشكيل الحكومة، ومن ثم توجيه الدعوة إلى المواطنين للعودة». 

وتوقفت محادثات التطبيع منذ آخر اجتماع لنواب وزراء خارجية الدول الأربع في يونيو على هامش الاجتماع العشرين لمسار أستانا. 

الأمن القومي

في السياق ذاته، أكد مجلس الأمن القومي التركي عزم أنقرة على محاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وفي مقدمتها «حزب العمال الكردستاني»، و «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات قسد، التي تعدها تركيا ذراعا للعمال الكردستاني في سوريا. 

وذكر بيان، صدر ليل الخميس – الجمعة، في ختام اجتماع مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان استغرق حوالي 5 ساعات، أن المجلس تناول تهديدات الوحدات الكردية، مؤكدا أن المقاومة المشروعة للشعب السوري ضد «التنظيم الإرهابي» تؤكد أن هذا التنظيم الذي يقتل الأبرياء ويجند الأطفال قسرا ويستغل الموارد الطبيعية للبلاد هو أكبر عائق أمام السلام والأمن والاستقرار في سوريا. 

وتطرق البيان إلى الدعم المقدم للوحدات الكردية، لاسيما من جانب الولايات المتحدة، قائلا: «نذكر الذين يواصلون دعم هذه الشبكة الإجرامية بالتزاماتهم الناشئة عن القانون الدولي وحقوق الإنسان ومسؤولياتهم بوصفهم حلفاء». 

قصف تركي

ميدانيا، قصفت القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، الجمعة، قرى تقع ضمن مناطق سيطرة قسد في ريف تل أبيض الغربي في محافظة الرقة، بالمدفعية. 

وتواصل القوات التركية والفصائل الموالية لها، قصف مواقع قسد في محافظتي الرقة والحسكة من مناطق سيطرتها في منطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرتها. 

يأتي ذلك، فيما تتصاعد الشكاوى في مخيمات الحسكة، التي تأوي مهجرين ونازحين بسبب عملية «نبع السلام» العسكرية التي نفذتها القوات التركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 في مناطق سيطرة قسد في شرق الفرات، وانتهت، بعد تدخل أميركي وروسي، بعد أن سيطرت القوات التركية والفصائل الموالية على تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة. 

ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» شكاوى المهجرين والنازحين، الذين مضى على بقائهم في المخيمات 4 سنوات، من سوء وضع المخيمات وعدم توفر الخدمات الأساسية بها، وذلك بسبب الخوف من مزيد من تدهورها مع قرب حلول الشتاء. 

ويطالب النازحون بتقديم مساعدات أكبر وتبديل الخيام وتعبيد الطرق داخل المخيمات التي يتعذر تماما استخدامها وقت الشتاء.


مقالات ذات صلة

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الجدار الذي أنشأته تركيا على حدودها مع سوريا (وسائل إعلام تركية)

مسؤول عسكري: تركيا مستعدة لمواجهة التهديدات عبر حدودها

قال مصدر عسكري مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن القوات المسلحة قادرة على مواجهة جميع التهديدات التي تواجهها تركيا عبر حدودها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أطفال في طريقهم إلى سوريا هرباً من لبنان الأربعاء (رويترز)

مخاوف من تدحرج الحرب إلى سوريا

عززت غارة إسرائيلية جديدة استهدفت العاصمة السورية دمشق، مخاوف السوريين من أن تتدحرج إلى بلدهم الحرب بين إسرائيل وإيران والمجموعات الموالية لها في المنطقة.

شؤون إقليمية تركيا كثَّفت من تعزيزاتها العسكرية في شمال غربي سوريا مع احتمال مواجهات جديدة بين القوات السورية وفصائل المعارضة والتصعيد الإسرائيلي (إعلام تركي)

التعزيزات العسكرية التركية تتوالى إلى منطقة «بوتين – إردوغان»

دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية جديدة إلى ريف إدلب الشرقي في إطار تعزيزاتها المكثفة في الأيام الأخيرة لنقاطها العسكرية في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي تركيا تواصل تعزيزاتها العسكرية المكثفة في شمال غربي سوريا (وسائل إعلام تركية)

تركيا تعزز قواتها في شمال سوريا بأنظمة دفاع جوي ورادارات

كثفت تركيا تعزيزاتها العسكرية لقواتها المنتشرة في منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا المعروفة باسم «بوتين - إردوغان» التي تشهد توتراً شديداً في الأشهر الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اليونيفيل تُبقي قواتها بمواقعها في جنوب لبنان رغم طلب اسرائيل نقل بعضها

قوة مشتركة من اليونيفيل والجيش اللبناني في الناقورة قرب الحدود الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)
قوة مشتركة من اليونيفيل والجيش اللبناني في الناقورة قرب الحدود الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

اليونيفيل تُبقي قواتها بمواقعها في جنوب لبنان رغم طلب اسرائيل نقل بعضها

قوة مشتركة من اليونيفيل والجيش اللبناني في الناقورة قرب الحدود الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)
قوة مشتركة من اليونيفيل والجيش اللبناني في الناقورة قرب الحدود الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن قواتها لا تزال في مواقعها رغم تلقيها قبل نحو أسبوع طلبا من اسرائيل لإعادة نقل بعضها، قبيل بدئها عملياتها البرية.

وقالت اليونيفيل إن الجيش الإسرائيلي أبلغها في 30 سبتمبر (أيلول) «عزمه على شنّ عمليات برية محدودة في لبنان، وطلب منا نقل بعض مواقعنا»، مؤكدة في الوقت ذاته أن «جنود حفظ السلام لا يزالون في جميع المواقع»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال جان بيار لاكروا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، إن قائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو وضباط الارتباط، على اتصال دائم بنظرائهم في الجيشين الإسرائيلي واللبناني. ووصف ذلك بأنه مفتاح لحماية قوات اليونيفيل التي يزيد عديدها عن 10 آلاف فرد. وأضاف أن قوة الأمم المتحدة هي «القناة الوحيدة للاتصالات بين الطرفين، وتعمل أيضاً مع الشركاء للقيام بما في وسعهم لحماية السكان»، وفق ما أوردته وكالة «أسوشيتد برس».

وتنتشر اليونيفيل في جنوب لبنان منذ العام 1978، وتتولى حفظ السلام في المنطقة الحدودية وخصوصاً مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 المتخذ بالإجماع في 11 أغسطس (آب) 2006 والذي ينص على انتشار الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل فقط في جنوب لبنان.