مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت استعان بـ«غوغل»... وأخفى سلاحه على دراجته

أُوقِف بعملية نوعية في الضاحية الجنوبية… وتذرّع بمعاملة رجل أمن له بـ«قسوة»

محققون من الجيش اللبناني يعاينون موقع إطلاق الرصاص على مدخل السفارة الأميركية في عوكر (أ.ب)
محققون من الجيش اللبناني يعاينون موقع إطلاق الرصاص على مدخل السفارة الأميركية في عوكر (أ.ب)
TT

مطلق النار على السفارة الأميركية في بيروت استعان بـ«غوغل»... وأخفى سلاحه على دراجته

محققون من الجيش اللبناني يعاينون موقع إطلاق الرصاص على مدخل السفارة الأميركية في عوكر (أ.ب)
محققون من الجيش اللبناني يعاينون موقع إطلاق الرصاص على مدخل السفارة الأميركية في عوكر (أ.ب)

أظهرت التحقيقات مع المتهم بإطلاق النار على مبنى السفارة الأميركية في بيروت، أنه عامل توصيل طلبات وترصد مداخل الطرقات المحيطة بالسفارة ومخارجها عبر خرائط «غوغل»، ثم انتقل عبر دراجة نارية، وأطلق تسع رصاصات باتجاه حائط السفارة، قبل أن يرمي الحقيبة بغرض التمويه، ويخفي سلاحه بين قدميه في رحلة العودة، وذلك رداً على ما عدّه «تعاملاً قاسياً» معه خلال إيصال طلبية قبل شهرين.

ونفذت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي «عملية نوعية» في ضاحية بيروت الجنوبية في الثامنة من مساء الاثنين، تابعها رئيس الشعبة العميد خالد حمود ومدير عام قوى الأمن اللواء عماد عثمان لحظة بلحظة، وأوقفت خلالها المتورط بإطلاق النار على مبنى السفارة الأميركية يوم الأربعاء الماضي في نادٍ رياضي في منطقة الكفاءات، حسبما قالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن الموقوف يتحدر من منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية.

وقالت المصادر إن القسم الفني في «شعبة المعلومات» جمع كاميرات المراقبة من محيط السفارة، «وأنجز خريطة متكاملة للطريق التي سلكها المتورط خلال دخوله إلى محيط السفارة وخروجه منه»، ما سهّل التعرّف عليه عبر ملاحقته، قبل تحديد موقعه بالدقة المطلوبة، وتنفيذ عملية أمنية في الضاحية، قادت القوى الأمنية إلى موقع وجوده في نادٍ رياضي بمنطقة الكفاءات.

مدخل السفارة الأميركية في ضاحية عوكر شمال بيروت (إ.ب.أ)

وقال الموقوف، في التحقيقات معه، إنه كان أوصل طلبية في 19 يوليو (تموز) الماضي إلى السفارة، ولم يقابل أحداً، فخاطب أمن السفارة عبر «الانترفون»، وتذرّع بأن موظف الأمن الذي رد عليه ولم يشاهده الموقوف، «رد بطريقة تتسم بالقسوة»، وهو ما دفعه لإطلاق النار بعد شهرين على السفارة. وأبلغ المحققين بأنه ترك شركة التوصيل التي كان يعمل فيها قبل شهر.

وحسب المصادر الأمنية، خطط الموقوف لهذه العملية، وقال في التحقيقات الأولية معه إنه «استعان بخرائط غوغل للحصول على خريطة الطرقات إلى السفارة ومحيطها وحدد مكان دخوله وخروجه»، ونفذ حركته استناداً إلى تلك الخرائط، وهو ما ثبت في تنقلاته التي التقطتها الكاميرات.

واعترف الموقوف بإطلاق 9 رصاصات باتجاه المبنى، وقال خلال التحقيقات إنه «تقصد إطلاقها باتجاه الحائط، كي لا يصيب أي أحد بأذى»، لكنه احتسب عملية مغادرته بدقة، ففيما خبّأ سلاح الكلاشنيكوف بحقيبة خلال ذهابه، تخلى عن الحقيبة بعد إطلاق النار ورماها في موقع قريب من موقع إطلاق النار «بغرض التمويه»، بينما عمد إلى «طيّ الذراع المعدنية للسلاح بما يتيح تصغير حجمه، ووضع البندقية بين قدميه على الدراجة النارية» خلال رحلة العودة. وقال المصدر الأمني إن قوى الأمن ضبطت الدراجة النارية التي انتقل عليها، كما ضبطت السلاح الذي استخدم في إطلاق النار.

شعار السفارة الأميركية على مدخلها بمحلة عوكر (إ.ب.أ)

وحادثة إطلاق النار، ليست الأولى التي يتورط فيها الموقوف، حسبما قالت المصادر الأمنية، لافتة إلى أن الشاب البالغ من العمر 36 عاماً «كان متورطاً في عام 2022 بإطلاق النار على المقر الرئيسي للأمن العام»، وأقرّ بذلك، قائلاً إنه تلاسن مع ضابط في الأمن العام على خلفية الزحمة في تلك الفترة لتقديم أوراق الحصول على جواز سفر، فغادر المكان وأطلق النار من بعيد، وسُجّلت الحادثة ضد مجهول. وبعد جمع الكاميرات من قبل «شعبة المعلومات»، حُدد مطلق النار وتعرفت القوى الأمنية على هويته.

وفي سياق القبض عليه الاثنين في الضاحية، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عناصر أمنية «أوحت للسكان بأنها كانت تداهم مجموعة من أصحاب السوابق المتورطين بالسطو والإخلال بالأمن والاتجار بالمخدرات»، علماً بأن القوى الأمنية عادة ما تنفذ مداهمات بحثاً عن هؤلاء في الضاحية بشكل دوري.

وإثر القبض عليه مساء الاثنين، اتصل العماد عثمان بوزير الداخلية بسام مولوي ليبلغه بالإنجاز، كما اتصل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان موجوداً في الأردن ليشارك في عزاء شقيقته. وبعد إبلاغه، اتصل مولوي بدوره بالسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا لإبلاغها بتوقيف المتهم بإطلاق النار على السفارة.

في المقابل، اتصلت السفيرة شيا بعثمان للتعبير عن تقديرها للجهود التي بذلتها قوى الأمن والسرعة في توقيف المتهم، فيما قال سياسيون إن مسؤولين في السفارة عبّروا عن ارتياحهم لتوقيف مطلق النار.

وكان الناطق باسم السفارة الأميركية جاك نيلسون أبدى «الامتنان» للسرعة التي تم بها التعرف على مطلق النار والقبض عليه، مشيداً بدور السلطات المحلية وتحقيقاتها السريعة التي أدت إلى توقيف المتهم.


مقالات ذات صلة

فرنسا تجمد مساعداتها للبنان لفرض حل لـ«أزمة الفراغ» في الجيش

المشرق العربي ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)

فرنسا تجمد مساعداتها للبنان لفرض حل لـ«أزمة الفراغ» في الجيش

لم تعلن فرنسا استسلامها في ملف منع الفراغ في قيادة الجيش اللبناني، المركز الماروني الأهم في البلاد بعد رئاسة الجمهورية.

ثائر عباس (بيروت)
المشرق العربي جنود لبنانيون عند أحد مداخل مخيم «عين الحلوة» خلال اشتباكات الصيف الماضي بين الفصائل (أ.ف.ب)

«طلائع حماس» في لبنان لتوسيع نفوذها في المخيمات

أثار إعلان حركة «حماس» في لبنان تأسيس طلائع «طوفان الأقصى» سجالاً وردود فعل سلبية بمجملها، رغم أن الحركة الفلسطينية بادرت لإصدار توضيحات، نافية.

أوروبا 
الرئيس ماكرون يصافح لارشيه وإلى جانبه يائيل براون - بوفيه في 11 نوفمبر (إ.ب.أ)

باريس تحذّر لبنان من «حرب مفتوحة» مع إسرائيل

يُنتظر وصول وفد أمني فرنسي إلى إسرائيل هذا الأسبوع، لمناقشة التدهور الأمني على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، بعدما سبق لكبار المسؤولين الفرنسيين.

المشرق العربي مبنى الجامعة اللبنانية كلية العلوم (متداولة)

طلاب الجامعات في لبنان مثقلون بالانهيار المالي

مع انهيار النظام المالي في لبنان في 2019، يرزح كثير من طلبة الجامعات تحت وطأة عقبات متزايدة تؤثر على مسيرتهم التعليمية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)

«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

أعلنت حركة «حماس» فرع لبنان تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، وهو جسم ذو أبعاد عسكرية، ما يشير إلى تطور في حراك الحركة على الساحة اللبنانية قوبل برفض وتفحظ.

بولا أسطيح (بيروت)

غوتيريش: منظومة الدعم الإنساني في قطاع غزة تُواجه خطر الانهيار

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

غوتيريش: منظومة الدعم الإنساني في قطاع غزة تُواجه خطر الانهيار

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، من أن منظومة الدعم الإنساني في قطاع غزة تُواجه خطر الانهيار، مما سيؤدي لزيادة الضغط باتجاه نزوح جماعي إلى مصر.

وأضاف، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، أن القصف المكثف ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات تجعل من المستحيل الوصول إلى معظم السكان ممن يحتاجون للمساعدة.

وتابع قائلاً عبر ترجمة: «لم نتمكن من الوصول لأي مكان في غزة وتوزيع المساعدات، في الفترة من 2 حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) سوى في رفح، خلال الأيام الماضية»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأكد الأمين العام، في الوقت نفسه، أن «الأمم المتحدة» ملتزمة بالبقاء ومساعدة شعب غزة، لكن «ظروف توفير فعال للمساعدات الإنسانية في غزة لم تعد قائمة».

وأشار غوتيريش إلى أن أكثر من 130 من موظفي المنظمة الدولية قُتلوا في غزة، وهي «أضخم نسبة خسائر في الأرواح، في تاريخ منظمتنا».

وشدّد غوتيريش على أن ما وصفها «وحشية حماس» لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، داعياً «للإفراج الفوري وغير المشروط» عن نحو 130 رهينة محتجَزين في غزة، والسماح بزيارات «اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، حذَّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من أن فشل «مجلس الأمن» في اعتماد مشروع قرار لوقف إطلاق النار بغزة، اليوم، قد يُدخل الوضع في المنطقة مرحلة خطيرة تهدد الاستقرار الإقليمي.

وكان غوتيريش قد دعا المجلس للتعامل مع الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية باعتبارها تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وطالب بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على أن للأمين العام «أن يلفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين».

ويوم الأربعاء الماضي، دعت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة إلى تبنّي قرار عاجل لوقف إطلاق النار؛ لأسباب إنسانية في قطاع غزة، وقالت إنها قدّمت مشروع قرار لمجلس الأمن بهذا الشأن.


«حماس»: إسرائيل دمّرت المسجد العمري في غزة

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
TT

«حماس»: إسرائيل دمّرت المسجد العمري في غزة

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)
المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

أعلنت حركة «حماس»، اليوم الجمعة، أن إسرائيل قصفت المسجد العمري، الذي يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى في غزة، مما تسبَّب بدمار واسع النطاق للمبنى، ووصفت ذلك بأنه «جريمة همجية شنيعة»، وفق وكالة «رويترز».

وقالت «حماس»، في بيان، إن إسرائيل استهدفت «معظم المعالم التاريخية في قطاع غزة، بما يشمل المساجد العريقة، والكنائس التاريخية التي وقفت شاهدة على عراقة هذا الشعب العظيم»، بما شمل تدمير 104 مساجد، وثلاث كنائس تاريخية.

وأظهرت صورٌ، نشرتها وسائل إعلام تديرها «حماس» في غزة، ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحتها على الفور، أضراراً جسيمة بالمسجد، مع سقوط جدران وأسقف، وصَدع كبير في الجزء السفلي من المئذنة الحجرية.

المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

وتعرّف صحافيو «رويترز» من غزة على المئذنة الموجودة في الصورة، وقالوا إنها مئذنة المسجد العمري.

ولم يردَّ متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على طلب التعليق على الأضرار التي لحقت المسجد.

والمسجد العمري، الذي سُمّي نسبة لثاني خليفة في تاريخ الإسلام؛ عمر بن الخطاب، هو أقدم وأكبر مسجد في القطاع الفلسطيني الصغير الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي منذ هجوم «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

جانب من المسجد العمري بعدما دمّره القصف الإسرائيلي وسط حرب غزة (رويترز)

وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفقاً لأرقام السلطات الصحية في الأراضي التي تديرها «حماس»، ودمَّر أحياء بأكملها، بما في ذلك كثير من البنية التحتية المدنية.


لبنان: جلسة برلمانية الخميس... والتمديد لقائد الجيش مرجح

بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
TT

لبنان: جلسة برلمانية الخميس... والتمديد لقائد الجيش مرجح

بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)
بري وميقاتي بحثا في مخارج تمديد مهام العماد عون (مجلس النواب)

بات تأجيل تسريح قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون شبه محسوم، الأسبوع المقبل، إما عبر الحكومة وإما عبر مجلس النواب الذي دعا رئيسه نبيه بري إلى جلسة لهيئة مكتب المجلس يوم الاثنين المقبل، تمهيداً لتحديد جلسة برلمانية عامة. ومن المفترض أن يدرس النواب في جلسة الاثنين جدول الأعمال باقتراحات القوانين التي ستطرح في الجلسة التي يرجح انعقادها الخميس المقبل، وتتضمّن تأجيل تسريح عون، وفق ما كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري.

وتقول المصادر إن بري سيدعو إلى جلسة تشريعية الخميس المقبل في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وإذا لم تكن الحكومة قد حسمت موضوع التمديد لقائد الجيش، فعندها سيقوم البرلمان بالمهمة عبر تعديل قانون الدفاع لتأجيل التسريح بما يتناسب مع صلاحيات مجلس النواب، وتؤكد في المقابل، أن جدول الأعمال لن يكون مقتصراً على هذا البند، إنما سيتضمن عشرات اقتراحات القوانين، وسيكون تأجيل التسريح البند الأول ضمن اقتراحات القوانين التي تحمل صفة المعجلّ المكرر. وفي حين لم تعلن كل الكتل موقفها من المشاركة في الجلسة التشريعية، تبدو المصادر واثقة من أن نصاب الجلسة المحدد بـ65 صوتاً سيكون مؤمناً، مذكرة بأن كتل «القوات اللبنانية» و«اللقاء الديمقراطي» و«الاعتدال الوطني» قدمت اقتراحات بهذا الشأن، وبالتالي ستحضر الجلسة، والأمر نفسه بالنسبة إلى «حركة أمل» و«حزب الله»، إضافة إلى عدد لا بأس به من النواب التغييريين والمستقلين. ويبقى موقف حزب «الكتائب اللبنانية» الذي كان يرفض التشريع في ظل الفراغ الرئاسي لكنه يطالب بالتمديد للعماد عون عبر الحكومة، أي قد يعمد إلى تعديل موقفه عند الدعوة للجلسة.

وعن موقف «حزب الله» الذي لم يعلن عنه صراحة حتى الآن، لا سيما في ظل معارضة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل للتمديد وبالتالي عدم حضوره الجلسة، تقول المصادر: «حضور كتلة حزب الله تحصيل حاصل ولم تجرِ العادة أن يعطّل جلسات التشريع».

وفي الإطار نفسه، تجدد مصادر «القوات» التأكيد لـ«الشرق الأوسط» على أن موقف المعارضة موحد لجهة التمديد لقائد الجيش انطلاقاً من الاعتبارات نفسها، وهي الفراغ الرئاسي والوضع الأمني في لبنان. وفي حين تلفت إلى أن جزءاً من هذه المعارضة يفضّل أن يقر التمديد في الحكومة، تؤكد أنها لم تقفل الباب أمام التشريع لأن هذه المسألة تتجاوز التشريع إلى الأمن القومي وعدم المجازفة في آخر مساحة استقرار في البلد.

وقال النائب في «القوات» فادي كرم إن «الأمن القومي أساسي وأولوية وهو يرتفع فوق كل الحسابات الأخرى»، مشدداً على أن «السياسة المعتمدة من (القوات) هي سياسة مبدأ، وأتت عدم مشاركتها في الاجتماعات التشريعية من منطلق أنه بغياب رئيس الجمهورية يجب ألا تكون هناك جلسات تشريعية»، وأضاف: «هناك توجّه لعقد هذه الجلسة والتشريع للتمديد لقائد الجيش».

من الناحية الدستورية، يوضح الخبير القانوني والدستوري سعيد مالك، لـ«الشرق الأوسط»، أن مجلس النواب (في غياب رئيس الجمهورية) مهمته محصورة بتشريع أو تعديل مواد قانونية موجودة ضمن إطار قوانين مرعية الإجراء، والمقصود من التمديد للعماد عون تعديل المادة 56 من قانون الدفاع الوطني وتحديداً رفع سن التقاعد التي حُددت في هذه المادة بـ60 عاماً. ويشير إلى أن هناك 4 اقتراحات قوانين مقدمة من كتل نيابية تختلف عن بعضها بعض الشيء، منها ما تقتصر فقط على قائد الجيش وكل مَن يتبوأ سدة القيادة مستقبلاً وهناك اقتراحات تشمل الألوية، إضافة إلى رتبة عماد. وهناك اقتراحات تشمل أسلاكاً عدة وليس الجيش فقط.

وكانت كتلة «الجمهورية القوية» (القوات) قد قدّمت اقتراح قانون يقضي بـ«تعديل سنّ التسريح الحكمي من الخدمة العائد لرتبة عماد في الجيش»، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60 سنة، ويستفيد منه بشكل خاص قائد الجيش، على اعتبار أنه الوحيد الذي يحمل رتبة عماد. كذلك تقدّم «اللقاء الديمقراطي» باقتراحي قانون الأول لتعديل المادّتين 56 و57 من قانون الدفاع الوطني المتعلّقتين بالتسريح الحكمي للعسكريين والتمديد لهم سنتين في كل المواقع، والثاني لتعديل المادة 68 من نظام الموظفين لتمديد سنّ التقاعد أو الصرف من الخدمة لكلّ الموظفين إلى 68 من العمر بدل 64، على أن يشمل العسكريين والمدنيين.

كذلك، قدّمت كتلة «الاعتدال الوطني» اقتراح قانون للتمديد لقادة الأجهزة الأمنية لمدة سنة، وتحديداً الذين يحملون رتبة عماد أو لواء ويمارسون مهامهم بالأصالة أو بالوكالة أو بالإنابة ولا يزالون في وَظائِفهم بتاريخِ صدورِ هذا القانون، وذلك لمدة سنة من تاريخ إحالتهم على التقاعد، ما يعني أن اقتراح القانون يشمل بشكل أساسي العماد عون والمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي تنتهي ولايته في شهر مايو (أيار) المقبل، إضافة إلى المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا.


«حزب الله» يقصف مواقع إسرائيلية بالصواريخ... صفارات الإنذار تدوي في الجليل الأعلى

صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي حول قرية عيتا الشعب (أ.ف.ب)
صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي حول قرية عيتا الشعب (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يقصف مواقع إسرائيلية بالصواريخ... صفارات الإنذار تدوي في الجليل الأعلى

صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي حول قرية عيتا الشعب (أ.ف.ب)
صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر الدخان يتصاعد بعد القصف الإسرائيلي حول قرية عيتا الشعب (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» اللبناني اليوم (الجمعة)، أنه قصف مواقع الراهب والعباد ورويسات العلم والرادار وثكنة ميتات ‏بشمال إسرائيل بالأسلحة الصاروخية وحقق إصابات مباشرة، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار انطلقت قرب الحدود مع لبنان، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال الحزب في عدة بيانات متتالية إن هذا القصف جاء «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة».

وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن صفارات الإنذار انطلقت في عدة بلدات بمنطقة الجليل الأعلى منها كريات شمونة بالقرب من الحدود اللبنانية، للاشتباه في تسلل طيران مسيّر.

وأضافت الصحيفة أن صفارات إنذار أخرى من الصواريخ دوت في بلدتين بالجليل الأعلى هما كفار بلوم ونيوت موردخاي.

وقبل ظهر اليوم، استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي الأطراف الشرقية بين بلدتي شيحين وزبقين وأطراف بلدة الجبين جنوب لبنان، بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي. كما تعرضت أطراف بلدتي حولا ومركبا لقصف مدفعي.

قذائف تنفجر فوق التلال المحيطة بقرية عيتا الشعب بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

واستهدف القصف المدفعي أيضا وادي البياض وأطراف بلدات حولا ومركبا وبليدا على الحدود، إضافة إلى محيط عيتا الشعب ورامية. وطال قصف عنيف بستان الجوز منطقة باب التنية جنوب الخيام.

وتعرضت أطراف بلدة الخيام وبلدة العديسة لقصف مدفعي إسرائيلي طال كوخا في العديسة متسببا باحتراقه بالكامل وبأضرار في المنطقة.

كما أغارت مسيرة إسرائيلية على تلة الحمامص في سردا. وتعرضت أطراف بلدتي بليدا وعيترون لقصف مدفعي من مواقع الجيش الإسرائيلي المقابلة.

وأصيب اللبناني مسعود عبد الله من بلدة راشيا الفخار بجروح جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مدخل بلدة راشيا الفخار بقذيفة مدفعية.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان عقب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


فرنسا تجمد مساعداتها للبنان لفرض حل لـ«أزمة الفراغ» في الجيش

ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)
ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)
TT

فرنسا تجمد مساعداتها للبنان لفرض حل لـ«أزمة الفراغ» في الجيش

ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)
ميقاتي خلال اجتماعه مع الوفد الفرنسي (دالاتي ونهرا)

ربما تكون فرنسا قد سلمت بأن انتخاب رئيس للبنان بات عصياً في المدى المنظور، لكنها لم تعلن استسلامها في ملف منع الفراغ في قيادة الجيش اللبناني، المركز الماروني الأهم في البلاد بعد فراغ أول في رئاسة الجمهورية منذ أكثر من سنة، وفراغ آخر في حاكمية مصرف لبنان.

وأتت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان أخيراً لتتركز على هذا العنوان، وتقارب العنوان الرئاسي من باب «رفع العتب» عبر تأكيد على الموقف السابق لجهة حث اللبنانيين على القيام بـ«واجبهم» في انتخاب رئيس للبلاد يعيد الانتظام إلى الحياة الدستورية بالبلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية ومالية حادة، كما يواجه احتمالاً متصاعداً وتهديداً كبيراً بالانغماس في الحرب الدائرة بغزة لا تشبه حال حرب الاستنزاف الصغيرة التي يخوضها «حزب الله» عند الحدود الجنوبية تحت عنوان «دعم الفلسطينيين».

وتستشعر فرنسا خطراً كبيراً يحدق بلبنان؛ «حفلة الجنون» الدائرة على حدوده الجنوبية، وخطر الفراغ العسكري والأمني الذي يحدق بالبلاد، كلها أمور تجعل دبلوماسيتها في حالة استنفار قصوى. ولعل هذا يفسر الزيارات المتوالية - المعلنة وغير المعلنة - للمسؤولين الفرنسيين إلى لبنان خلال الأيام الماضية، وآخرها أمس زيارة وفد مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية. ووضع جنودها في قوة الطوارئ الدولية العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) وعددهم 700 جندي يجعلها أكثر استنفاراً. وتقول مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط»، إن الفراغ في قيادة الجيش «خطر أمني لفرنسا بذات مستوى الخطر على أمن لبنان».

ويضيف المصدر أن ثمة خطراً إسرائيلياً محدقاً بلبنان، وإذا كان من الممكن لملف رئاسة الجمهورية أن ينتظر بعض الوقت رغم أهميته، فإن الفراغ في قيادة الجيش اللبناني يشكل كابوساً أمنياً لا بد من العمل لتفاديه فوراً ودون أي تأخير. ويوضح المصدر أن فرنسا لن تتدخل في «كيفية منع الفراغ، سواء عبر تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون أو عبر ملء الفراغ في هيئة الأركان التي يمكن أن تحل محل قائد الجيش حال انتهاء ولايته في يناير (كانون الثاني) المقبل». ويقول المصدر إن فرنسا «لا تتمسك بالتمديد لقائد الجيش»، موضحاً أن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا نظراءهم اللبنانيين بالقيام «بما يرونه مناسباً لمنع الفراغ في قمة هرم المؤسسة العسكرية».

وإذ أكد المصدر أن لودريان سمع تطمينات من المسؤولين اللبنانيين مفادها أن الأمر قيد المعالجة، كشف أن فرنسا اتخذت خطوات للضغط على المسؤولين اللبنانيين في هذا المجال، موضحاً أن قراراً اتخذ بربط المساعدات المخصصة للجيش ومشروعات التعاون معه بحل هذه المسألة.

وكان من المقرر لفرنسا أن تقدم مساعدة عسكرية كبيرة للجيش هي عبارة عن آليات عسكرية، كما كان هناك اتفاق مع وزارة الجيوش الفرنسية لتوحيد طلبات شراء الأدوية لصالح الجيشين اللبناني والفرنسي، ما من شأنه إحداث خفض بنحو 70 في المائة من الثمن لصالح لبنان.

رئاسياً، لم تحمل زيارة لودريان شيئاً، سوى إعادة تأكيده على «الخيار الثالث»، بعد أن تخلت فرنسا عن تسويق ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وعدم قدرة المعارضة على إيصال مرشحها جهاد أزعور إلى قصر بعبدا. المواقف في المقابل من الجهة اللبنانية كانت على حالها، لجهة تمسك كل طرف بمرشحه، خصوصاً «حزب الله» الذي أبلغ لودريان مباشرة باستمراره بالتمسك بترشيح فرنجية، فيما كان اللقاء مع النائب جبران باسيل قصيراً لدرجة لم تسمح حتى بالمجاملات. قال له لودريان: «أنا آتٍ للبحث في ملف الرئاسة وقيادة الجيش»، فرد باسيل بأنه يرفض الحديث في الموضوع الثاني، وأتاه رد سريع من لودريان: «إذن ليس ثمة ما نتكلم به».

إلى ذلك، بدأ وفد فرنسي يرأسه المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة الخارجية الفرنسية فريدريك موندولي جولة على المسؤولين اللبنانيين، استهلها بلقاء مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال مكتبه الإعلامي إن هدف الزيارة «هو حض لبنان على اتخاذ الخطوات الأساسية للإسراع في تعزيز الاستقرار بالجنوب».


مسيّرة إسرائيلية تقتل 4 «موالين لحزب الله» في القنيطرة

صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» على موقعه مع الخبر عن استهداف مسيّرةٍ إسرائيلية سيارةً في القنيطرة
صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» على موقعه مع الخبر عن استهداف مسيّرةٍ إسرائيلية سيارةً في القنيطرة
TT

مسيّرة إسرائيلية تقتل 4 «موالين لحزب الله» في القنيطرة

صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» على موقعه مع الخبر عن استهداف مسيّرةٍ إسرائيلية سيارةً في القنيطرة
صورة نشرها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» على موقعه مع الخبر عن استهداف مسيّرةٍ إسرائيلية سيارةً في القنيطرة

تواصل إسرائيل ضرباتها داخل سوريا، بوتيرة يومية تقريباً، حيث استهدفت، الجمعة، بمسيّرة سيارة بمحافظة القنيطرة في جنوب سوريا، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص قالت مصادر إنهم «موالون لحزب الله»، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة البعث في محافظة القنيطرة، ما أسفر عن سقوط 4 مقاتلين موالين لحزب الله» من دون تحديد جنسياتهم.

وذكر المرصد على موقعه أن المسيرة الإسرائيلية استهدفت سيارة أجرة صفراء اللون (تاكسي) انطلقت من ريف دمشق عند دوار المرور بمدينة البعث التابعة لمحافظة القنيطرة، وبداخلها 4 أشخاص مجهولي الهوية، حيث تفحمت جثثهم.

وصباح الجمعة، قصفت إسرائيل بالصواريخ مواقع في محافظة ريف دمشق الجنوبي الغربي، وموقعاً عسكرياً لقوات النظام شرق بلدة حضر بالقنيطرة، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وذلك بعد قصف استهدف الجولان السوري المحتل.

ودوت انفجارات في الجولان السوري المحتل، ليل الخميس، ناجمة عن 3 صواريخ أطلق واحد منها على الأقل من قبل الفصائل العاملة مع «حزب الله» اللبناني، من الأراضي السورية، تزامناً مع استنفار عام في المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام والميليشيات المتمركزة قرب الجولان السوري في محافظتي القنيطرة ودرعا.

وأشار المرصد السوري في 5 ديسمبر (كانون الأول) إلى أن انفجارات دوت في الجولان السوري المحتل، ناجمة عن صواريخ أطلقت من الأراضي السورية، جاءت بعد ساعات من ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً تابع لـ«حزب الله» اللبناني قرب قرية الجراجير بريف القلمون الغربي بريف دمشق، قرب الحدود السورية - اللبنانية، تزامناً مع تحليق للطيران المسيّر في أجواء المنطقة.

واستهدفت إسرائيل منذ الحرب على غزة 27 مرة الأراضي السوري، منها 9 استهدافات برية بقذائف صاروخية، و17 جوية، وضربة واحدة لا يعلم إذا كانت جوية أم برية. وقد أسفرت عن مقتل 28 عنصراً عسكرياً، و2 مدنيين، نتيجة الضربات الإسرائيلية.

والقتلى العسكريون هم: 14 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و10 من «حزب الله» اللبناني. و2 من الجنسية السورية الموالين لإيران، و2 من «الحرس الثوري» الإيراني.

ودمرت الضربات 42 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة ومراكز وآليات، كما تعرض مطار حلب الدولي للقصف 4 مرات خرج في جميعها عن الخدمة، وتعرض مطار دمشق الدولي للقصف مرتين أيضاً خرج بهما عن الخدمة.


منظمة الصحة: غزة لا تحتمل خسارة سرير مستشفى واحد... والمرضى ينزفون على الأرض

فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
TT

منظمة الصحة: غزة لا تحتمل خسارة سرير مستشفى واحد... والمرضى ينزفون على الأرض

فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)

حذّرت «منظمة الصحة العالمية»، اليوم الجمعة، من أن النظام الصحي في قطاع غزة مُنهَك ولا يمكنه تحمّل خَسارة سيارة إسعاف أو سرير مستشفى واحد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستيان ليندمير، في مؤتمر صحافي بجنيف، إن «الوضع يزداد فظاعة يوماً بعد يوم (...) بشكل لا يصدَّق».

وأشار الى أن «النظام الصحي منهَك، لا تستطيع غزة أن تتحمل خسارة مزيد من المرافق الصحية، أو سيارة إسعاف أخرى، أو أي مستشفيات أخرى (...) أو حتى سرير مستشفى واحد إضافي».

فلسطينيون أصيبوا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» قد أعلن، في وقت متأخر الخميس، أن 14 مستشفى فقط، من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة، تعمل بكامل طاقتها.

وشنّت «حماس» هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية، على أراض إسرائيلية، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي قطاع غزة الصغير والمحاصَر، قُتل 17177 شخصاً، نحو 70 في المائة منهم من النساء، والأطفال دون 18 عاماً، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة، التابعة لـ«حماس»، أمس الخميس.

وأكد ليندمير أن «الأطفال والناس يتسوّلون ويبكون من أجل الحصول على المياه. نحن عند هذا المستوى حيث لم تعد الإمدادات الطبيعية والأساسية متاحة بعد الآن».

وأضاف: «في الوقت الحالي، فإن الحساب لغزة هو ما بين لتر إلى لترين من المياه العذبة يومياً - وهي مياه لكل شيء، وليس للشرب فقط».

وتابع: «بدأ الناس قطع أعمدة الهاتف للحصول على القليل من الحَطب للتدفئة، أو ربما للطهو، إذا توافر لهم أي شيء متاح». وحذَّر من أن «الحضارة على وشك الانهيار».

ووفق ليندمير، فإنه كان من المقرر أن تنقل قافلة إمدادات طبية إلى المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، الجمعة، وتتولى إجلاء 12 مريضاً إلى الجنوب.

وتابع: «قيل لنا، هذا الصباح، إنه يجب تعليق هذه المهمة بسبب الوضع الأمني».

وأوضح أن عمال القطاع الصحي في غزة لا يملكون طعاماً كافياً أو مياهاً لمواصلة العمل.

وأضاف: «المرضى ينزفون على الأرض، وتبدو أقسام الصدمات أَشبه بساحات قتال. هذه القسوة يجب أن تنتهي. نحن بحاجة إلى وقف لإطلاق النار، ونحتاج إليه الآن».


حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة 17 ألفاً و487 قتيلاً

فلسطينيون يبحثون في الأنقاض بعد قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يبحثون في الأنقاض بعد قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ب)
TT

حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة 17 ألفاً و487 قتيلاً

فلسطينيون يبحثون في الأنقاض بعد قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يبحثون في الأنقاض بعد قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس»، الجمعة، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 17487 قتيلاً في اليوم الثالث والستين للحرب بين الدولة العبرية والحركة، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: «ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ بدئه إلى 17487 شهيداً وإصابة 46480 مواطناً. 70 في المائة من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء».

وأضاف القدرة: «في اليوم الثالث والستين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وصل إلى المستشفيات فقط 313 شهيداً و558 مصاباً خلال الساعات الماضية، ولا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات».


«المرصد السوري»: 4 قتلى «موالين لحزب الله» بقصف إسرائيلي على مدينة البعث

طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة البعث في القنيطرة (أ.ف.ب)
طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة البعث في القنيطرة (أ.ف.ب)
TT

«المرصد السوري»: 4 قتلى «موالين لحزب الله» بقصف إسرائيلي على مدينة البعث

طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة البعث في القنيطرة (أ.ف.ب)
طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة البعث في القنيطرة (أ.ف.ب)

استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة بمحافظة القنيطرة في جنوب سوريا اليوم (الجمعة)، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص «موالين لحزب الله»، حسبما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة البعث في محافظة القنيطرة، ما أسفر عن سقوط أربعة مقاتلين موالين لحزب الله» من دون تحديد جنسياتهم.

وتشنّ إسرائيل مئات الضربات الجوية على سوريا منذ اندلاع الحرب في جارتها الشمالية في 2011. واستهدفت بشكل رئيسي فصائل مدعومة من إيران وعناصر «حزب الله» اللبناني إضافة إلى مواقع للجيش السوري.

لكنها كثّفت تلك الهجمات منذ بدء حربها مع حركة «حماس» في قطاع غزة المحاصر في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وكان «المرصد» أفاد ليل الخميس-الجمعة بأن إسرائيل «قصفت بثمانية صواريخ مواقع في محافظة ريف دمشق الجنوبي الغربي، وموقعاً عسكرياً لقوات النظام في شرق بلدة حضر بالقنيطرة، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية»، مشيراً إلى أن ذلك جاء رداً على «قصف الجولان السوري المحتل».

وأعلن «المرصد» الأسبوع الماضي، مقتل ضابطين في «الحرس الثوري» الإيراني ومقاتلين مواليين لـ«حزب الله» في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للحزب اللبناني قرب دمشق، بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء هدنة استمرّت سبعة أيام بين إسرائيل و«حماس».

ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها عازمة على التصدّي لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في هذا البلد.


بغداد تلقت تحذيراً «شديداً» بعد قصف سفارة واشنطن... والصواريخ «رسالة للإطار أيضاً»

صورة وزعتها جهة أمنية لمنصة صواريخ عثرت عليها الجمعة بعد استهداف السفارة الأميركية
صورة وزعتها جهة أمنية لمنصة صواريخ عثرت عليها الجمعة بعد استهداف السفارة الأميركية
TT

بغداد تلقت تحذيراً «شديداً» بعد قصف سفارة واشنطن... والصواريخ «رسالة للإطار أيضاً»

صورة وزعتها جهة أمنية لمنصة صواريخ عثرت عليها الجمعة بعد استهداف السفارة الأميركية
صورة وزعتها جهة أمنية لمنصة صواريخ عثرت عليها الجمعة بعد استهداف السفارة الأميركية

تضاربت الروايات في بغداد بشأن هوية الفصيل المسؤول عن قصف مقر السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء، وفيما قالت مصادر سياسية إنها قد تكون «جهة شيعية منشقة لم تعد تنسق مع الإطار التنسيقي»، كشف مسؤول عراقي بارز أن واشنطن «أبلغت جهات في بغداد بأن ردها المقبل سيكون أكثر حزماً».

وتعرضت السفارة الأميركية، فجر الجمعة، إلى هجوم بصاروخين، وقالت مصادر أمنية إن الأميركيين لم يفعّلوا «منظومة الحماية (سيرام) لأن التفجيرين لم يدخلا محيطها الأمني».

ولم يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا، لكن الأميركيين أكدوا أنهم يعملون على «تقييم الأضرار»، فيما أفاد بيان صحافي للسفارة بأن «الهجوم شنته ميليشيات متحالفة مع إيران، وتعمل في العراق بحرية».

ومن الواضح أن واشنطن لم تعد متحفظة في خطابها الدبلوماسي مع الحكومة العراقية بعدما تصاعدت وتيرة الهجمات، ومع عجز الحكومة عن الإيفاء بالتزام طالما أعلنت عنه بشأن حماية البعثات الدبلوماسية.

ودعت واشنطن السلطات العراقية إلى «بذل ما بوسعها لحماية الموظفين الدبلوماسيين والمنشآت وشركاء التحالف»، وفقاً لبيان سفارتها في بغداد.

وعلى الفور، أصدر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بياناً وصف فيه الهجوم بأنه «عمل إرهابي»، وقال إنه «وجه أجهزة الأمن بملاحقة مرتكبي الاعتداء».

وقال السوداني إن «التلاعب باستقرار العراق، والإساءة للأمن الداخلي، ومحاولة التعريض بسمعة العراق السياسية، واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقات الدولية، هي أعمال إرهابية، وإنّ القوات الأمنية والأجهزة الحكومية ستواصل حماية البعثات، وصيانة المعاهدات الدولية».

ورغم ذلك، دافعت واشنطن عن «حق الدفاع عن النفس»، وقالت إنها «ستحمي أفرادها في أي مكان في العالم»، وفقاً لبيان السفارة.

وفي السياق، قالت بعثة الأمم المتحدة في العراق إن «العراق لا يتحمل أن يُجرَّ إلى صراعٍ أوسع نطاقاً، الأمر الذي من شأنه أن يهدّد الاستقرار الذي تحقق بعد جهد جهيد».

رد أميركي «أكثر حزماً»

والحال، أن الأميركيين سيرفعون من حجم الرد الناري وطبيعة ووزن الأهداف التي يعتقدون أنها مسؤولة عن تلك الهجمات، وفقاً لمسؤول بارز توقع أن تكون الأيام المقبلة «أكثر توتراً».

وقال المسؤول، الذي طلب إخفاء هويته، إن جهات حكومية وحزبية عراقية تلقت اليوم (الجمعة) رسالة حادة من واشنطن لإبلاغها بأن الرد على هذا الهجوم «سيكون أكثر حزماً».

وكشف تقرير سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن القوات الأميركية انتقلت في العراق من حالة «التحفظ» إلى «الاستجابة المباشرة والسريعة» لهجمات الفصائل الموالية لإيران، بعدما تخلّت نسبياً عن «الاعتبارات السياسية» التي كانت تضعها لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وعلى الأغلب، فإن الأميركيين وجهات أمنية عراقية تعرفوا على الجهة المتورطة في الهجوم، بعدما عثرت قوة عراقية على منصة إطلاق الصواريخ، وكانت عبارة عن أداة تشبه الصندوق يضم قذائف «آر بي جي» محورة للعمل كصواريخ.

وقالت المصادر إن المنصة كانت مجهزة داخل صندوق خشبي مغطى بباقة زهور، كانت موضوعة في حديقة عامة مطلة على نهر دجلة ضمن شارع أبي نواس، المطل على المنطقة الخضراء.

صورة وزعتها جهة أمنية عراقية لمقذوفات محورة عُثر عليها الجمعة بعد استهداف السفارة الأميركية

وبينما تحدث الأميركيون عن «صاروخين فقط»، فإن مصادر مختلفة قاطعتها «الشرق الأوسط» مع شهود عيان وضباط في الاستخبارات تحدثوا عن رشقتين قد يصل مجموعها إلى 7 صواريخ سقطت داخل المنطقة الخضراء، قرب مقر أمني «عالي الأهمية».

ولم تسفر هذه الصواريخ عن أضرار جسيمة في المنطقة المستهدفة، لكن المقذوفات التي اقتربت من مقر أمني عراقي يجري تقييمها على أنها «رسالة من فصيل مسلح منشق إلى أحزاب شيعية منضوية في حكومة السوداني».

وفي تطور لاحق، أكد جهاز الأمن الوطني تعرض مقره في المنطقة الخضراء إلى «اعتداء من قبل مجموعات خارجة عن القانون».

وقال جهاز في بيان صحافي، إن المقذوفات الصاروخية أوقعت أضراراً في الأبنية والعجلات، وتوعد بملاحقة منفذي الهجوم.

 

الفصائل تتبادل «الرسائل الصاروخية»

وحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فإن «جماعات شيعية تنتمي للتحالف الحاكم تعهدت لرئيس الوزراء بعدم استهداف البعثات الدبلوماسية لعدم إحراج الحكومة»، لكن هذا التعهد لم يشمل فصائل، من بينها «النجباء» و«كتائب حزب الله».

ويميل مراقبون إلى الاعتقاد بأن فصيل «النجباء» وراء الهجوم بعدما توعد، أخيراً، بالرد على القصف الأميركي الذي استهدف، الأسبوع الماضي، 5 مسلحين في كركوك، كانوا يجهزون صواريخ لإطلاقها باتجاه قاعدة «حرير» في مدينة أربيل.

لكن أعضاء في «الإطار التنسيقي» يرجحون أن تكون جماعة «كتائب حزب الله» في العراق وراء الهجوم، لأن أحد عناصرها الذي أصيب في هجوم الأميركيين على «جرف الصخر»، الشهر الماضي، لقى مصرعه داخل المستشفى ليلة الخميس.

ومن المفترض أن يتداول قادة «الإطار التنسيقي»، مساء الجمعة، في التداعيات المتوقعة للهجوم، لكن المصادر السياسية ترجح «مصاعب جدية ستواجه أي فريق سياسي، بمن فيهم رئيس الوزراء، إذا حاول البحث في طرق أخرى لكبح جماح الفصائل المسلحة».

ويتحدث سياسيون عراقيون عن خلاف حاد بين «عصائب أهل الحق» من جهة، و«حركة النجباء» و«كتائب حزب الله» من جهة ثانية، على خلفية استهداف القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية، ويعتقد هؤلاء أن الهجوم على المنطقة الخضراء كان «رسالة من أحدهما إلى الآخر».

وتصاعد خلاف بين «كتائب حزب الله» العراقي و«عصائب أهل الحق» بعد إعلان نادر لأسماء المجموعات التي ضربت قواعد عراقية يشغلها الجيش الأميركي، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم تشمل المجموعة التي يقودها قيس الخزعلي.

وقالت مصادر مقربة من حركة «العصائب» إن الهدف من الإعلان كان إحراج مجموعات سياسية لم تشترك بعد فيما تُعرف بـ«المقاومة الإسلامية في العراق».

ولم تكن العلاقة بين الطرفين على ما يرام، حتى على المستوى السياسي، منذ تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، بسبب خلافات حادة على مناصب أمنية حساسة، أبرزها رئاسة أركان «الحشد الشعبي» وجهاز الأمن الوطني.

ونشب الخلاف الأخير بعد سلسلة ضربات وجهتها القوات الأميركية، الأسبوع الماضي، لمواقع ومسلحين تابعين لفصائل في جنوب العاصمة بغداد وغربها.