فرضت «هيئة تحرير الشام» والمجموعات المتحالفة معها، سيطرة على الكثير من القرى الواقعة في المنطقة المعروفة بـ«درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة في محافظة حلب.
وفي الوقت ذاته، قُتل 7 من عناصر «الجيش الوطني» في اشتباكات وقعت أثناء محاولة تسلل نفذتها قوات «مجلس منبج العسكري»، التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) على 3 نقاط في إعزاز والباب بمنطقة «درع الفرات».
وسيطرت «الهيئة»، الثلاثاء، على قرى البورانية، شعينة والصابونية بريف جرابلس، ومدت سيطرتها إلى قرى طنوزة، حج كوسا والظاهرية بريف الباب بالريف الشرقي لحلب، بالإضافة إلى فرض سيطرتها على قرى في الريف الشمالي، منها احتيملات وشدود.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن ذلك جاء بعد ساعات من فرض «الهيئة» سيطرتها على أجزاء كبيرة من صوران ودابق وبرعان بريف اخترين، بعد اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة مع فصائل الجيش الوطني.
وأشار إلى أن «الفرقة 50» التابعة لتجمع الشهباء الموالي لـ«هيئة تحرير الشام»، تسيطر على بلدة صوران شرق إعزاز في ريف حلب الشمالي، وأن كلاً من «هيئة تحرير الشام» وفصيل «أحرار عولان» وتجمع الشهباء سيطروا على أجزاء كبيرة من قرية صوران ودابق وبرعان بريف اخترين شمالي حلب، بعد اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة مع فصائل الجيش الوطني.
ويشهد مخيم المرج في احتيملات بريف حلب، حركة نزوح للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية، بعد استهدف المخيم بقذائف الهاون، وتعرضت منازل المدنيين في قرية دابق بريف اخترين لقصف بقذائف الهاون والـ«آر بي جي»، وسط مناشدات من قبل الأهالي، بفتح ممرات آمنة لخروجهم من مناطق النزاع، لا سيما بعد استخدام الطرفين القذائف والأسلحة الثقيلة ضمن الأحياء السكنية، مع إغلاق جميع الطرقات المتنقلة بين المناطق المتنازع عليها.
وأحصى «المرصد» مقتل 11 عسكرياً، 5 من المجموعات المتحالفة مع «هيئة تحرير الشام»، و6 من «فرقة السلطان مراد» و«أحرار الشام» (مجموعة أبو حيدر مسكنة)، كما تم أسر العشرات من الطرفين جراء الاشتباكات العنيفة.
وتتنازع فصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا، مع «أحرار عولان»، وهو قسم من «أحرار الشام»، متحالف مع «هيئة تحرير الشام» يحاول السيطرة على معبر الحمران في جرابلس منذ 12 يوماً، وشهدت المنطقة اشتباكات متقطعة واستنفاراً أمنياً متواصلاً من الفصائل، ودفع تعزيزات كبيرة ونشر حواجز للفصائل على الطرقات، تحت أنظار القوات التركية التي أنزلت بدورها الدبابات والمدرعات للطرقات، وتدخلت لوقف الاشتباكات عبر عقد اتفاق بين الطرفين.
وتأتي محاولة السيطرة على معبر الحمران الاستراتيجي الذي يعدّ محور صراع بين «هيئة تحرير الشام»، والفصائل الموالية لأنقرة، في حين تتمدد الهيئة ضمن مناطق «درع الفرات» بعد أن وجدت لنفسها موطئ قدم في مناطق «غصن الزيتون»، بالتحالف مع قسم من فصائل «الجيش الوطني».
وتزامناً مع الاشتباكات، نزحت العائلات إلى مناطق أكثر أمناً، مع استمرار الاشتباكات في الأحياء السكنية.
في الوقت ذاته، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية، أن فصائل الجيش الوطني السوري صدت محاولات تسلل متزامنة لعناصر من وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، على خطوط التماس في شمال البلاد.
وأضافت أن عناصر «قسد»، التي تسيطر على مدينتي منبج وتل رفعت بريف حلب، نفذوا محاولات تسلل متزامنة إلى 3 نقاط في المناطق الآمنة في منطقة «درع الفرات». وأحبط مقاتلو «الجيش الوطني» محاولات التسلل، التي جرت على خطوط التماس في قريتي كلجبرين وطويس جنوب مدينة إعزاز، وقرية جطل شرق مدينة الباب.
وذكرت أن أحد أفراد الجيش الوطني قُتل، وأصيب آخران في الاشتباكات خلال التصدي لمحاولات التسلل، في حين انسحبت عناصر «قسد» وتكبدوا خسائر، مشيرة إلى أنهم نفذوا هجمات بأسلحة «أرض - أرض» على المناطق التي حاولوا التسلل إليها.
في السياق ذاته، أفاد «المرصد السوري» بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين فصائل «الجيش الوطني» وقوات «مجلس منبج العسكري»، إثر عملية تسلل نفذتها الأخيرة على محيط جبل الصياد بريف منبج؛ ما أدى إلى مقتل 3 من «الجيش الوطني» وإصابة 4 آخرين.
صباح الخير،أنا متواجد حاليا" في أنقرة، ولدي بعض المعلومات لكم حول المساعدات الإنسانية الألمانية في شمال غرب سوريا. pic.twitter.com/nTWepcx8Km
— Stefan Schneck (@GERonSyria) September 26, 2023
من ناحية أخرى، بدأ المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شينك، زيارة لتركيا سيلتقي خلالها عدداً من المسؤولين الأتراك، ومسؤولين بالحكومة السورية المؤقتة وممثلي منظمات مدنية سورية.
وقال شينك، في حسابه على «إكس»: إن مباحثاته ستتطرق إلى مسألة إيصال المساعدات الإنسانية الألمانية تحت مظلة الأمم المتحدة عبر الحدود التركية إلى 4.1 مليون سوري نازحين إلى شمال غربي سوريا.
وأضاف أن ألمانيا رصدت هذا العام مساعدات بلغت قيمتها أكثر من 130 مليون يورو، ويتوجه أكثر من نصف هذه الأموال مباشرة إلى المنظمات غير الحكومية، وتتضمن المساعدات لملايين السوريين الغذاء والماء والخدمات الصحية والمأوى، خصوصا خلال الشتاء المقبل.