مظاهرات وإضرابات في مدن رئيسية شمال شرقي سوريا

عقب إعلان «الإدارة الذاتية» زيادة أسعار المحروقات

كرديات سوريات خلال عرض للدبكة في محافظة الحسكة يوم الأحد (أ.ف.ب)
كرديات سوريات خلال عرض للدبكة في محافظة الحسكة يوم الأحد (أ.ف.ب)
TT

مظاهرات وإضرابات في مدن رئيسية شمال شرقي سوريا

كرديات سوريات خلال عرض للدبكة في محافظة الحسكة يوم الأحد (أ.ف.ب)
كرديات سوريات خلال عرض للدبكة في محافظة الحسكة يوم الأحد (أ.ف.ب)

دفعت تكاليف المعيشة الباهظة مواطنين ونشطاء إلى الخروج للشوارع احتجاجاً على قرار «الإدارة الذاتية» لشمال وشمال شرقي سوريا رفع أسعار مادة المازوت.

وشارك مئات من سكان مدن القامشلي والمالكية وعين العرب (كوباني) في مظاهرات وإضرابات عامة؛ بعد رفع أسعار المازوت 3 أضعاف في منطقة تعد الأغنى على مستوى البلاد بحقول النفط والطاقة. وكشفت مسؤولة كردية من إدارة المحروقات العامة أن ارتفاع سعر المازوت شمل كل المنشآت الصناعية والمركبات السياحية والمستشفيات والشركات الخاصة ومؤسسات الإدارة المدنية والعسكرية.

وخرج مئات من أهالي القامشلي وشخصيات سياسية وصحافيون ونشطاء في وقفة احتجاجية، الاثنين، أمام مقر البلدية وسط المدينة، رافعين شعارات ومرددين عبارات منددة بقرار سلطات الإدارة الذاتية رفع أسعار المحروقات ومطالبين بالتراجع عنه. وقال السياسي حسن صالح، وهو أحد المشاركين في الاحتجاج، إنهم يأملون أن تتراجع الإدارة عن رفع أسعار المحروقات لأن «تبعات القرار تفوق طاقة الأهالي وقدرتهم الشرائية، بالتوازي مع تدني أوضاعهم المعيشية. فرواتب الإدارة دون المأمول وهذه الزيادة سترهق كاهل الأهالي عموماً».

أكراد خلال عرض للدبكة الفلكلورية بمدينة الرميلان في الحسكة يوم الأحد (أ.ف.ب)

وفي الوقت ذاته، أعلن تجار وأصحاب محال تجارية في مدينة المالكية (أو «ديريك» بحسب تسميتها الكردية) إضراباً عاماً استجابة لدعوات ناشطين. وأطلق هؤلاء حملة تحت عنوان: «لا لرفع أسعار المحروقات» عبر صفحاتهم الزرقاء على منصات التواصل الاجتماعي، ودعوا الأهالي للمشاركة في الإضرابات العامة. كذلك شارك مواطنون في عين العرب (كوباني) في الإضراب وأغلقوا المنطقة الصناعية تماماً. ونشر نشطاء على صفحاتهم صوراً تُظهر التزام أصحاب المحال التجارية بالإضراب. وشارك مواطنون في مظاهرة احتجاجية جابت شوارع عين العرب ورفعوا لافتات وشعارات رافضةً لقرار الزيادة الأخير.

وفي الوقت ذاته، شهدت أسعار الخضار والفواكه في مناطق الإدارة الذاتية شرقي الفرات ارتفاعات غير مسبوقة بعد رفع سعر مادة المازوت. وقال طه مصطفى، وهو تاجر في سوق الهال المركزية بمدينة القامشلي، إن حركة السوق تضررت بشكل كبير خلال اليومين الماضيين نتيجة ارتفاع أجور نقل سيارات الشحن. وأوضح: «أجرة سيارة شحن نقل 2 طن من البطاطا من مدينة الحسكة إلى القامشلي ارتفعت للضعف، فقد كانت سابقاً 150 ألف ليرة (12 دولاراً أميركياً)، أما اليوم فباتت 300 ألف ليرة وما فوق». وأشار هذا التاجر إلى أن سيارات نقل الخضار والفاكهة ذات حمولة 15 طناً من معبر سيمالكا الحدودي الذي يربط المنطقة بإقليم كردستان العراق، إلى مدينة القامشلي السورية، ارتفعت من 150 دولاراً أميركياً إلى 200 دولار.

أكراد سوريون خلال «مهرجان الدبكة» يوم الأحد في الرميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا يوم الأحد (أ.ف.ب)

أما سعر ربطة الخبز السياحي فقد ارتفع من 3500 ليرة إلى 4500 ليرة، بحسب هوزان محمود صاحب فرن «سيتي» السياحي في القامشلي. وذكر أن القرار ينص على رفع سعر ربطة الخبز السياحي التي تحتوي على 600 غرام إلى 4500 ليرة أو 31 سنتاً أميركياً. وذكر أن اجتماعاً ضم اتحادات الأفران ومؤسسات الإدارة وأصحاب الأفران الخاصة عقد السبت الماضي، وقرر زيادة سعر الربطة، مشيراً إلى أن هذه التسعيرة (4500 ليرة) ستبقى حتى بلوغ سعر صرف الدولار 15 ألف ليرة. وقال: «التكاليف الرئيسية الزائدة بعد ارتفاع سعر المازوت هي لأجور نقل مادة الطحين».

من جانبها، أوضحت عبير محمد خالد، رئيسة الإدارة العامة للمحروقات لدى الإدارة الذاتية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن أسعار المازوت الخدمي «الخاص بالأفران والأمبيرات ومازوت التدفئة والقطاع الزراعي، لم يطرأ عليها أي تغيير وبقيت ثابتة، أما الزيادة شملت كل المنشآت الصناعية والسيارات السياحية، والمستشفيات والشركات الخاصة، ومؤسسات الإدارة المدنية والعسكرية». وأشارت المسؤولة الكردية إلى أن وسائل النقل الداخلي التي تربط مدن وبلدات الإدارة شرقي الفرات لا يشملها قرار رفع سعر المحروقات. وشددت على أنهم «يدعمون قطاعات حيوية وخدمية بأكثر من 50 في المائة مقارنة مع تكاليف استخراج المحروقات في مناطقنا».


مقالات ذات صلة

تحذير أممي من الوضع «الخطير للغاية» في سوريا

المشرق العربي نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي خلال جلسة مجلس الأمن حول سوريا (صور الأمم المتحدة)

تحذير أممي من الوضع «الخطير للغاية» في سوريا

حذرت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي من أن الوضع «خطير للغاية» في هذا البلد، بسبب استمرار العنف، بما في ذلك عبر امتدادات الحرب من غزة.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي تعاني المزروعات من الجفاف واختلال الأمطار في إدلب ما ينعكس على المحصول (الشرق الأوسط) play-circle 02:30

كيف يؤثر التغير المناخي في شمال غربي سوريا خلال الحرب؟

يؤدي ازدحام تجمعات النازحين إلى ازدياد التحديات البيئية، ويوقعهم في دورة أذية الطبيعة والمعاناة بسببها.

حباء شحادة (إدلب)
المشرق العربي المتطوعة آمنة البش اختيرت بين «النساء المائة الملهمات حول العالم» لعام 2023 (الشرق الأوسط) play-circle 02:37

متطوعة إغاثة في إدلب ضمن «أكثر النساء الملهمات في العالم»

في مدينة أريحا جنوب إدلب، في شمال غربي سوريا، تجلس آمنة البش (34 عاماً) وسط مركز صحة النساء والأسرة، التابع للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).

حباء شحادة (إدلب)
المشرق العربي السيارة التي تم استهدافها بعبوة ناسفة في ريف درعا (المرصد السوري)

إصابة عدد من أفراد القوات السورية بعبوة ناسفة في ريف درعا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم (السبت)، بإصابة عدد من أقراد القوات السورية إثر انفجار عبوة ناسفة في سيارة تقلهم بريف درعا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أمطار الموسم الجديد على دمشق (سانا)

مخاوف من شتاء سوري قاسٍ مع ارتفاع أسعار المازوت والحطب

مع أول هطول للمطر، تجددت مخاوف سكان دمشق من فصل شتاء قاسٍ لعدم قدرتهم على تأمين تكاليف وسائل التدفئة بسبب ظروف معيشية تعدّ الأصعب خلال السنوات الأخيرة...

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«الوكالة الفلسطينية»: مستوطن مسلح بسكين يحاول اقتحام الأقصى

فلسطينيون يدخلون عبر البوابة الذهبية إلى المسجد الأقصى للصلاة (رويترز)
فلسطينيون يدخلون عبر البوابة الذهبية إلى المسجد الأقصى للصلاة (رويترز)
TT

«الوكالة الفلسطينية»: مستوطن مسلح بسكين يحاول اقتحام الأقصى

فلسطينيون يدخلون عبر البوابة الذهبية إلى المسجد الأقصى للصلاة (رويترز)
فلسطينيون يدخلون عبر البوابة الذهبية إلى المسجد الأقصى للصلاة (رويترز)

أفادت وكالة «الأنباء الفلسطينية» اليوم الخميس أن مستوطنا مسلحا بسكين حاول اقتحام المسجد الأقصى، لكن حراس المسجد منعوه من ذلك.

ونقلت الوكالة عن بيان مقتضب للأوقاف الإسلامية القول إن حراس المسجد الأقصى أمسكوا مستوطنا «يحمل سكينا بعد الاشتباه به أثناء دخوله من باب القطانين ومنعوه من الدخول».


خلاف إسرائيل و«حماس» حول «ما بعد الحرب» يرجح إعادة اشتعالها

فلسطينيون في سوق أقيم في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية وسط هدنة مؤقتة في مخيم النصيرات بقطاع غزة الخميس (رويترز)
فلسطينيون في سوق أقيم في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية وسط هدنة مؤقتة في مخيم النصيرات بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

خلاف إسرائيل و«حماس» حول «ما بعد الحرب» يرجح إعادة اشتعالها

فلسطينيون في سوق أقيم في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية وسط هدنة مؤقتة في مخيم النصيرات بقطاع غزة الخميس (رويترز)
فلسطينيون في سوق أقيم في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمرتها الضربات الإسرائيلية وسط هدنة مؤقتة في مخيم النصيرات بقطاع غزة الخميس (رويترز)

لا تتمحور الخلافات الحقيقية بين إسرائيل و«حماس» التي تهدد الهدنة وتنذر باستئناف الحرب في وقت قريب، حول ما يعلنه كل طرف عن عدد الأسرى ونوعيتهم، بل تعود إلى الخاتمة التي رسمها كل طرف للحرب وتتناقض جوهرياً مع الأخرى، بل يبدو واضحاً أنها لن تتحقق، فلا إسرائيل تستطيع إبادة «حماس» وتحقيق الانتصار عليها، ولا «حماس» تستطيع كسر إسرائيل والانتصار عليها.

بالطبع هناك خلاف حول نوعية الأسرى، فالهدنة تتحدث حتى الآن عن تبادل أسرى من النساء والأطفال ما دون 19 عاماً، الذين تم إطلاق 81 منهم حتى الآن (4 قبل الصفقة قامت «حماس» بإطلاقهم كبادرة حسن نية، و77 أطلق سراحهم ضمن الصفقة)، ويفترض أن يرتفع عددهم مع إطلاق النبضة السابعة من الهدنة. إسرائيل تقول إنه بقي لدى «حماس» حتى الآن 11 أجنبياً و134 مخطوفاً إسرائيلياً، 3 منهم أطفال و10 مسنين تجاوزوا سن الـ75، إضافة لـ27 امرأة و118 رجلاً، من ضمنهم جنود وجنديات. و«حماس» تطلب في هؤلاء ثمناً آخر، وليس ثلاثة مقابل واحد كما حصل حتى الآن، لكن إسرائيل ترفض.

بقلاوة مالحة!

ظهر مند البداية أن إسرائيل تذهب نحو الهدنة وصفقة التبادل مرغمة وليس بإرادتها؛ فهي لا تريد أن ترى أسرى فلسطينيين يخرجون من الأسر الإسرائيلي يرفعون علامة النصر.

وعلى الرغم من أن الذين أطلقت سراحهم كانوا «أسرى خفيفين» من الأطفال والنساء، وليسوا من أصحاب المؤبدات والأحكام الكبيرة، فقد حاولت التنغيص على فرحتهم بالحرية، بأن داهمت بيوتهم وحذرت أهاليهم من أي مظاهر للفرح.

أسرى فلسطينيون بعد الإفراج عنهم من سجن عوفر الجمعة الماضية (أ.ف.ب)

وعندما تدفق الأهالي إلى سجن عوفر لاستقبال الأسرى المحررين، بطشت بهم القوات وأطلقت عليهم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وحتى الرصاص الحي القاتل.

وفي القدس الشرقية، داهمت بيوتهم وطردت الصحافيين والأقارب منها. واستدعت أهالي الأسرى لتسلمهم في مركز شرطة المسكوبية، واحتجزتهم هناك لساعات طويلة، وكأنهم معتقلون، ثم سلمتهم تعليمات مضحكة مثل «ممنوع توزيع الحلوى»، ما جعل الناس يتهكمون عليهم، وانتشرت طرفة تقول إن «المقدسيين اخترعوا بقلاوة مالحة لتوزيعها على المهنئين».

كان الإسرائيليون يفضلون الاستمرار في الحرب حتى كسر «حماس»، أو العثور على أسرى يتم تحريرهم بالقوة، أو كليهما معاً. وعندما اضطروا تحت ضغط عائلات الأسرى المدعومين من جماهير غفيرة، رضخ المسؤولون ووافقوا على الصفقة. لكن لم يخفوا غضبهم الشديد وغيظهم، فقبيل إطلاق سراح كل أسير وأسيرة من الفلسطينيين، ودّعوه وودعوها بالضرب والتنكيل والإذلال. وقرروا ألا يكملوا صفقات تحرير بقية الأسرى.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو يظهر أحد أعضاء كتائب القسام وهو يشير إلى رهينة قبل تسليمها إلى مسؤولين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة الجمعة الماضي (أ.ف.ب)

في المقابل، حرصت «حماس» على إظهار التعامل الإنساني مع الأسرى الإسرائيليين المحررين. وقام شبانها بمرافقتهم ومساعدة العاجزات منهم، وفارقوهم بالتحيات الودودة، وحتى بالاحتضان في إحدى المرات.

الأسيرة الفلسطينية المفرج عنها ربى عاصي يحملها أنصار خلال حفل ترحيب بالأسرى المحررين برام الله بالضفة الغربية الثلاثاء (أ.ف.ب)

وبدا واضحاً أن «حماس» تعد إطلاق سراح كل أسير وأسيرة فلسطينية مكسباً كبيراً تعتز به أمام الشعب الفلسطيني.

وعلى الرغم من الدمار الهائل الذي حصل في غزة بسبب الحرب، والعدد المخيف من الشهداء والجرحى والمشردين، وهو ثمن باهظ جداً، تستقطب «حماس» جراء إطلاق سراح الأسرى مزيداً من الشعبية والتمجيد. فالأسرى يعدون لدى الفلسطينيين أكبر المضحين، ويحظون باحترام يبلغ حد التبجيل.

سقف عال

لكن المشكلة تكمن في مرحلة ما بعد الحرب. ففي إسرائيل وضعوا خططاً للحرب بسقف عال يبلغ تحقيقها حد المستحيل: إبادة «حماس» وتدمير حكمها في القطاع، وتصفية قادتها في غزة وأي مكان آخر، وإطلاق سراح الرهائن بالقوة. وبالمناسبة، كشفوا خططاً أخرى لترحيل أهالي غزة إلى مصر أو إلى البحر.

عائدون إلى مدينة غزة وسط الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي (أ.ب)

في الخلفية كانت بارزة سيادة الغطرسة، فالجيش الإسرائيلي الذي يعد واحداً من أقوى جيوش العالم، تلقى ضربة قاسية من هجوم «حماس»، واهتزت هيبته أمام الجمهور الإسرائيلي وأمام جيوش العالم التي كانت معجبة به. وهو يريد أن يسترد هذه الهيبة بأي ثمن. وقد تمكن من تدمير ثلث قطاع غزة وقتل نحو 20 ألف فلسطيني، بينهم 5300 عسكري (بحسب المعطيات الإسرائيلية)، ودمر البنى التحتية والمدارس والجوامع والكنائس والمستشفيات. ولا يكتفي. يريد أن يدفع الفلسطينيون ثمناً أكبر. يريد أن تحفر هذه الحرب في الذاكرة الفلسطينية نكبة ثانية، حتى لا يجرؤوا على «التطاول» مرة أخرى على «السيد» الإسرائيلي.

وقد التقت مصلحة الجيش هذه مع أجندة خصومه في اليمين الحاكم، خصوصاً مع المتطرفين الأشداء في قيادة حزب «الليكود» وحزبي إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يريدون إبادة غزة والضفة الغربية، وترحيل أهل غزة وأهل الضفة الغربية وحتى المواطنين العرب في إسرائيل. يعد هؤلاء هذه الحرب «موسم تصفية» للقضية الفلسطينية. ولكي يبرروا هذا الجنون، يرفعون دوماً صور آثار هجوم «حماس» على المدنيين الإسرائيليين في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي تظهر جثث أطفال محروقين وعائلات مبادة بأكملها وأشلاء وأطفال أسرى بينهم طفلة رضيعة ومسنون عاجزون من الرجال والنساء.

الإفراج عن 30 معتقلاً بينهم 15 امرأة و15 طفلاً من السجون الإسرائيلية ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل الأربعاء (وفا)

بالمقابل، تنطلق «حماس» من نشوة الضربة القاسية للجيش الإسرائيلي، التي نفذها بضع مئات من عناصر النخبة الشباب، وتمكنوا خلالها من اختراق جدار إلكتروني حصين، وخط دفاع كلف مليارات، والسيطرة على 11 ثكنة عسكرية و22 بلدة ومصادرة مواد ثمينة عن الجيش الإسرائيلي وخططه العسكرية (التي قدمت هدية لإيران وغيرها). وتريد الحركة أن تحظى بمكانة راسخة في قيادة الشعب الفلسطيني بقيمة هذا الإنجاز. وتريد لإسرائيل أن تنكسر وتقبل بـ«حماس» عنصراً مقرراً في المنطقة. ولأنها لا تقرأ الخريطة الإسرائيلية والإقليمية والعالمية جيداً، تثق بأنها ستحقق مرماها وسترى إسرائيل راكعة على الركبتين. وتعد العدة لإقامة احتفالات النصر، على ركام غزة وجروحها العميقة.

جهود عقلانية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي يتوسط وفداً يضم وزراء خارجية السلطة الفلسطينية وأربع دول عربية ومسلمة في بكين 20 نوفمبر (إ.ب.أ)

وفي غياب التواضع، وفي ظل هذا الابتعاد عن المواقف العقلانية التي تضع مصلحة الناس، الضحايا الحقيقيين للحرب فوق كل اعتبار، تبذل العديد من القوى، وفي مقدمتها الدول العربية، جهوداً خارقة لوقف الحرب وويلاتها، ووضع حد للمعاناة لدى الطرفين وتحرير الرهائن والأسرى، وتحويل الكارثة إلى فرصة، وذلك بفتح آفاق لحل جذري للصراع ينهي الحروب ويبدأ مساراً جديداً وطموحاً لبناء مستقبل مختلف في المنطقة بأسرها. يحاولون صياغة انفراج يفضي إلى سلام شامل بين إسرائيل وجميع الدول العربية على أساس إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية تنعم بنزع السلاح وبتحقيق الاستقلال والحرية والازدهار.

في الوقت الحاضر، يضع العراقيل أمام هذا المسار أولئك القادة (في إسرائيل والحركة)، الذين يفترض أن تكون شعوبهم أول المستفيدين من هذا التوجه. لو اعترفوا بأن هناك حدوداً للقوة، مهما كبرت وتضخمت، لكانت الصورة مختلفة تماماً ولما كنا قابعين في تعقيدات صفقات صغيرة وهدن قصيرة أو مديدة على هذا النحو، ولما كنا مرة أخرى على شفا الحرب.


إقليم كردستان والحكومة العراقية يفشلان في حل أزمة الرواتب

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء ببغداد (أرشيفية - المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء ببغداد (أرشيفية - المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)
TT

إقليم كردستان والحكومة العراقية يفشلان في حل أزمة الرواتب

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء ببغداد (أرشيفية - المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء ببغداد (أرشيفية - المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)

فشل وفد من إقليم كردستان يزور بغداد، في إقناع الحكومة الاتحادية بفصل رواتب موظفي الإقليم الواقع في شمال العراق، عن حصته في الموازنة العامة، وفقاً لمصدر كردي.

وقال المصدر، وهو مسؤول رفيع في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» تحدث إلى «وكالة أنباء العالم العربي» (AWP) الخميس (بشرط عدم ذكر اسمه)، إن وفد الإقليم برئاسة وزير المالية والاقتصاد، آوات شيخ جناب، «لم يتوصل لأي صيغة مع الحكومة الاتحادية حول فصل رواتب موظفي كردستان عن حصة الإقليم في الموازنة العامة المشروطة بتسليم الواردات النفطية وغير النفطية».

وفي الأسبوع الماضي، قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي، إن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني «وافق على مقترح من البرلمان بأن تصرف الحكومة رواتب موظفي إقليم كردستان بشكل مباشر، وفصلها عن حصة الإقليم من الموازنة العامة».

حقل نفطي في كردستان العراق (رويترز)

وينص قانون الموازنة العامة الذي أقره البرلمان العراقي في وقت سابق من العام الحالي، على إلزام إقليم كردستان بتسليم الإيرادات غير النفطية للدولة، مقابل التزام وزارة المالية الاتحادية بتمويل مستحقات الإقليم شهرياً.

لكن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان لم يُنفَّذ بصورة كاملة، وتطفو إلى السطح مشكلة تمويل رواتب الموظفين في الإقليم بين الحين والآخر.

وأضاف المصدر الكردي: «القضية الثانية التي لم يتفق عليها الطرفان هي التباين في تكلفة إنتاج النفط بين الشركات العاملة في الإقليم والأخرى العاملة في بقية المحافظات، وهناك عدة اقتراحات قدمت للدراسة، منها صيغة تقاسم الأرباح وفق نسب بين الدولة وشركات النفط في كردستان».

وحدد قانون الموازنة العامة الاتحادي 2023 - 2025 تكلفة إنتاج ونقل كل برميل نفط عند 6.9 دولار، بينما توضح بيانات وزارة الموارد الطبيعية في إقليم كردستان، أن تكاليف إنتاج النفط في الإقليم تصل إلى 32.91 دولار، بواقع 24.32 دولار لإنتاج برميل واحد من النفط و8.95 دولار للنقل والتصدير.


الجيش الإسرائيلي: «الصليب الأحمر» يتسلم محتجَزين إسرائيليين في غزة

من المتوقع تسليم مزيد من المحتجَزين الإسرائيليين إلى «الصليب الأحمر» (أرشيفية - أ.ف.ب)
من المتوقع تسليم مزيد من المحتجَزين الإسرائيليين إلى «الصليب الأحمر» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي: «الصليب الأحمر» يتسلم محتجَزين إسرائيليين في غزة

من المتوقع تسليم مزيد من المحتجَزين الإسرائيليين إلى «الصليب الأحمر» (أرشيفية - أ.ف.ب)
من المتوقع تسليم مزيد من المحتجَزين الإسرائيليين إلى «الصليب الأحمر» (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن «الصليب الأحمر» أبلغه بتسلم اثنين من المحتجَزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وهما في طريقهما إلى إسرائيل.

ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، قال الجيش، في بيان، إنه من المتوقع تسليم مزيد من المحتجَزين الإسرائيليين إلى «الصليب الأحمر»، خلال الساعات المقبلة.

ودخلت الهدنة المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة يومها السابع، اليوم الخميس، ومن المقرر أن ينتهي سريانها صباح غد الجمعة، بعد تمديدها مرتين حتى الآن.


وصول وزير الخارجية الأميركي إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رام الله (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رام الله (أ.ف.ب)
TT

وصول وزير الخارجية الأميركي إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رام الله (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رام الله (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، إلى رام الله حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ وفق ما أكد مراسل من «وكالة الصحافة الفرنسية».

ووصل بلينكن إلى مقر السلطة الفلسطينية عبر مركبة مصفحة، وذلك بعد وقت قصير من لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس.


بعد 12 عاماً من النزوح السوري... لبنان يبدأ تحصيل فواتير الكهرباء من مخيّماتهم

مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس (رويترز)
مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس (رويترز)
TT

بعد 12 عاماً من النزوح السوري... لبنان يبدأ تحصيل فواتير الكهرباء من مخيّماتهم

مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس (رويترز)
مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس (رويترز)

بعد 12 عاما على أزمة النزوح السوري إلى الأراضي اللبنانية، بدأت مؤسسة كهرباء لبنان منذ مطلع الأسبوع الحالي، تحرير محاضر لتحصيل قِيم استهلاك الكهرباء من مخيمات النازحين السوريين، حسب قراءات ما يقارب 900 عداد إلكتروني، والتي بدأ تركيبها منذ حوالي عام لهذه المخيمات على مختلف الأراضي اللبنانية، حسبما أعلنت المؤسسة (الخميس)، علماً بأنّه سيتم تركيب مزيد من العدادات لسائر المخيمات التي لم تكن بعد على الجداول المتوافرة لحينه.

ويعيش لبنان واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والمالية في العالم، حيث فقدت الليرة أكثر من 90 في المائة من قيمتها أمام الدولار منذ 2019.

وتقوم فرق التفتيش التابعة للمؤسسة، بالتنسيق مع دوائر التوزيع المعنية، باحتساب القيم المالية المتوجبة عن استهلاك الكهرباء من قبل كل من هذه المخيمات، ووضع المحاضر بها لتحصيل قِيمها في كل من هذه الدوائر.

وتم إصدار 110 محاضر لغاية اليوم بالقِيم المتوجبة على عدد من هذه المخيمات، وُضعت قيد التحصيل خلال الأسبوع الحالي، على أن يتم استكمال تسجيل وتسعير محاضر للمخيمات المتبقية تباعاً.

وأوضحت المؤسسة في بيان، أن الإجراءات التي باشرت بها، لتحصيل قِيم استهلاك الكهرباء من قبل مخيمات النازحين السوريين، وفق ما تقدّم، تأتي أيضاً ضمن إطار تنفيذ خطة الطوارئ الوطنية لقطاع الكهرباء، وبعد إرسال عدة كتب إلى السلطات المعنية بشأن الآلية اللازمة لهذه الغاية، وبناءً على قرارات مجلس إدارة المؤسسة ذات الصلة، واستناداً إلى قرارات جانب اللجنة الوزارية المشكّلة بقرار مجلس الوزراء، وبعد عقد عدة اجتماعات بين المؤسسة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) لهذه الغاية.

لاجئون سوريون في لبنان (أ.ف.ب)

وأشارت إلى ما أفادت به مفوّضية اللاجئين مؤسسة كهرباء لبنان بأن المفوّضية تخصّص نسبة مالية لزوم استهلاك الكهرباء من ضمن مجمل مبالغ المساعدات المالية المدفوعة من جانبها إلى النازحين السوريين، وقد عمّمت المفوّضية بتاريخ 29 - 8 - 2023 بياناً على هؤلاء النازحين، بعنوان «معلومات عن الحقوق والالتزامات حول استهلاك الكهرباء»، تبلغهم بموجبه بوجوب دفع قِيم استهلاكهم للكهرباء إلى مؤسسة كهرباء لبنان، وتنذرهم بأن الحصول على الكهرباء بشكل غير قانوني وعدم تسديد هذه القِيم من قبلهم يُعد مخالفةً للقانون وله عواقب، مثل قطع التيار الكهربائي عنهم، وترتّب غرامات عليهم، عدا عن مخاطر تحميل الشبكة الكهربائية بشكل زائد.

وطلبت مؤسسة كهرباء لبنان من النازحين السوريين التعاون مع فرق المؤسسة المولجة متابعة هذا الموضوع، والتقيّد بدفع المتوجبات المالية المطلوبة منهم لقاء استهلاكهم للطاقة الكهربائية، والتي هي أموال عامة، وذلك تحت طائلة قطع التيار الكهربائي عن المتخلفين من هذه المخيمات عن السداد، أسوة بما يطبق بهذا الشأن على المشتركين كافة في مختلف المناطق اللبنانية.

نحو 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان حالياً (أ.ف.ب)

ويتصاعد الغضب بين اللبنانيين من عدم دفع مخيمات اللاجئين لتعريفة الكهرباء أو المياه، ما دفع وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض في يونيو (حزيران) الماضي إلى اقتراح فرض تعريفة كهرباء على المخيمات، نظرا إلى الوضع الصعب الذي تعيشه مؤسسات الدولة برمتها.

وقال حينها إن بلاده لا يمكنها فرض فواتير كهرباء على المواطن في الوقت الذي لا تفرضها فيه على اللاجئين السوريين والفلسطينيين، عاداً أن هذا قد يخلق حالة من الحساسية والسخط لدى الشعب اللبناني.

يذكر أنه وفقا لبيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان حاليا، منهم حوالي 950 ألفاً مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بينما يقدّر عدد سكان البلد بحوالي ستة ملايين نسمة.


العراق... «الإطار التنسيقي» متمسك بإجراء الانتخابات المحلية في موعدها

مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)
مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)
TT

العراق... «الإطار التنسيقي» متمسك بإجراء الانتخابات المحلية في موعدها

مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)
مؤيدو مقتدى الصدر خلال احتجاج في مدينة الصدر ببغداد أبريل الماضي (أ.ب)

رغم الأحاديث المتداوَلة والمشككة بإمكانية إجراء الانتخابات المحلية في 18 ديسمبر (كانون الأول)، فإن معظم الإشارات الصادرة عن قادة قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية تؤكد أنها مصممة على إجرائها في موعدها، مستثمرة بذلك غياب التيار الصدري عنها، لتكريس هيمنتها على المجالس المحلية في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية.

وباستثناء الخشية من «اختلال المعادلة المكوناتية» في المدن ذات التنوع السكاني، كما ذهب إلى ذلك رئيس تيار «الحكمة الوطنية» وعضو الإطار عمار الحكيم، قبل أيام، في حال عدم مشاركة الصدر وجمهوره في الانتخابات، فإن مظاهر الارتياح تبدو واضحة داخل صفوف قوى «التنسيقي» في الإجمال، من «زهد» الصدر وتياره في مقاعد الحكومات المحلية... وهي حكومات تمكّن القوى المهيمنة عليها من الانفراد والتحكم بجميع القرارات السياسية والأمنية والاقتصادية لأربع سنوات مقبلة.

صورة نشرها إعلام «الإطار التنسيقي» لاجتماع عقده بحضور السوداني

وتبدو مظاهر الارتياح «الإطاري»، من خلال المواقف المتواصلة التي تصدر عن قادته، وتذهب إلى «التمسك الشديد بإجراء الانتخابات»، وحضّ الموطنين على المشاركة فيها، في مقابل دعوة الصدر المعلنة إلى مقاطعتها.

ووصف القيادي في «الإطار التنسيقي» ورئيس منظمة «بدر» هادي العامري، انتخابات مجالس المحافظات بأنها «تحدٍّ حقيقي» للقوى والأطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية في العراق. وقال في كلمة له، الخميس، خلال المؤتمر الموحّد للإعلان عن تحالفه في محافظة المثنى الجنوبية: «نحن نشجع على المشاركة في الانتخابات، وهي واجب على الجميع. إن هذه الانتخابات تحدٍّ حقيقي لنا، ومهمتنا اليوم حضّ الناس على المشاركة فيها».

هادي العامري (وكالة الأنباء العراقية)

وتعليقاً على إمكانية انتهاز «الإطاريين» فرصة عدم مشاركة الصدر في الانتخابات، يقول أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد إحسان الشمري، إن «ما تحقق للإطار الشيعي الحاكم بعد استقالة الكتلة الصدرية من البرلمان، والسيطرة عليه بشكل كامل منهم، ومن ثم تشكيل الحكومة وفق قياساتهم ورغباتهم، وأكثر من ذلك السيطرة على الدولة واحتكار مؤسساتها، شجَّعه على اعتماد سياسة الإقصاء القصوى لتيار الصدر».

وأضاف الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإطاريين استغلوا بشكل كبير الصمت الذي يُبديه الصدر إزاء هذه السياسات، لذلك يسعون من خلال الانتخابات المحلية، رغم وجود آراء بتأجيلها، إلى إكمال الاستراتيجية التي انطلقوا منها في إكمال سيطرتهم، والاستحواذ على جميع مفاصل الدولة».

ويرى أن «بعض أعضاء الإطار التنسيقي يعمل على إنهاء الوجود السياسي للصدريين، وإضعافهم تدريجياً، باعتبار أن من يقف خارج أبواب السلطة، ستكون حظوظه في السيطرة والنفوذ ضعيفة جداً، لذلك يبدو أن أمامهم فرصة سانحة لعملية الهيمنة على مجالس المحافظات».

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الياسري أن «الثنائية الإيرانية الأميركية لم تعد هي المحرك الرئيسي للمعادلة السياسية العراقية، هناك ثنائيات جديدة تتشكل، أعتقد أن تحول قوى الإطار من كتلة خاسرة في الانتخابات، إلى كتلة مهيمنة، صنع تحوّلاً داخلياً جديداً، جعل الإطار يسعى إلى الإجهاز على كل مفاصل الدولة، وليس المكاسب البرلمانية أو الحكومات المحلية فقط».

الآلاف من أتباع الصدر في مظاهرة بساحة «التحرير» وسط بغداد (د.ب.أ)

ويقول الياسري لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإطار التنسيقي متجه إلى اعتماد استراتيجية داخلية أحادية يريد من خلالها السيطرة على كل مواقع الدولة، ليس في الفضاء الشيعي فحسب، وإنما في الفضاء العام، وقد رأينا كيف انتهت قضية رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، وكذلك تحييد الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهما كانا حليفين للصدر قبل انسحابه من البرلمان».

ويضيف: «أعتقد أن الإطاريين سيحاولون الإجهاز على ما تبقى من مواقع، وإعادة العملية السياسية إلى المنطقة الصفرية، ليبدأوا من جديد كلاعبين وحيدين في الساحة، لكن وفق الصراعات البينية داخل الإطار، خصوصاً أنهم نزلوا في قوائم انتخابية متعددة، وذلك لا يعني انقسامهم بالضرورة، إنما يعني أنهم يسعون إلى معرفة أوزانهم الانتخابية، مع عدم وجود منافس شرس مثل تيار الصدر».

ويَخْلص الياسري إلى القول إن «ما يقوم به الإطاريون يمكن أن يسحب البلاد إلى ديكتاتورية من نوع جديد، عمادها احتكار التمثيل. وذلك بكل تأكيد يخالف حتى متبنياتهم المتعلقة بالنظام التمثيلي والمحاصصة وغيرها، وأظن أن ذلك سيُلحق أفدح الأضرار بالبلاد على المديين القريب والمتوسط».


«فك اختناقات بغداد» رهان السوداني أمام شركائه وخصومه معاً

ساحة في بغداد (مواقع التواصل)
ساحة في بغداد (مواقع التواصل)
TT

«فك اختناقات بغداد» رهان السوداني أمام شركائه وخصومه معاً

ساحة في بغداد (مواقع التواصل)
ساحة في بغداد (مواقع التواصل)

«نعمل لخدمتكم... نأسف لإزعاجكم»، هذه اللافتة تتكرر كثيراً في شوارع وتقاطعات وساحات العاصمة العراقية بغداد المترامية الأطراف، والتي يقطنها أكثر من 12 مليون نسمة.

ويتعين على كل من يروم قَطع مسافة طويلة نسبياً في مدينة بغداد بجانبيها الكرخ والرصافة، المرور أكثر من مرة، بواحدة من مشروعات العمل الكبرى ضمن ما يسمى «مشروع فك الاختناقات المرورية في بغداد» الذي كان أحد التحديات المهمة التي وضعها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على نفسه عندما تولى رئاسة هذه الحكومة قبل عام وشهر وبضعة أيام.

السوداني خلال تفقده أحد المشروعات (الشرق الأوسط)

فخلال شهر مارس (آذار) الماضي أعلن السوداني، أن العام الحالي (2023) سوف يكون عام المشروعات. وقال في كلمة له بمناسبة إطلاق الحزمة الأولى من المشروعات الخاصة بفك الاختناقات المرورية في بغداد، خلال احتفالية أقامتها وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة: إن «الحكومة وضعت أولويات الخدمات في مقدمة برنامجها، وبغداد اليوم في حاجة ماسة إلى مشروعات خدمية»، مشيراً إلى أن «اليوم كل موظف في حاجة إلى ساعتين للوصول إلى مكان عمله، بسبب الاختناقات المرورية».

وأكد، أن «عام 2023 سيكون عام المشروعات». وأشار إلى أن «مشروعات المجسرات تعد ضرورية في العاصمة، وبغداد تستحق تنفيذ حلول دائمة لمسألة الزحامات المرورية»، مبيناً، أن «المشروعات التي ستطلق اليوم تحصل للمرة الأولى في بغداد». وأردف، أن «الحلول موجودة رغم التأخير، والمركز وأطراف بغداد ستكون واحدة لسهولة التنقل»، مضيفاً أن «هذه المشروعات لن تذهب مع المشروعات المتلكئة، وأي جهة تعرقل تنفيذ المشروعات فأنا موجود». وأوضح، أن «هذه المشروعات تأتي التزاماً وإيفاءً بما وعدنا به شعبنا، وما سبق أن أدرجناه في البرنامج الحكومي، ضمن حزمة الخدمات التي هي جزء أساس من واجبنا، واستحقاقات شعبنا».

من بغداد (مواقع التواصل)

وكانت عملية إطلاق تلك الحزمة من المشروعات، بعد مرور أربعة أشهر على تشكيل حكومة السوداني، جرت وسط تحديات من الخصوم والشركاء معاً: خصوم الحكومة، وفي مقدمهم التيار الصدري والقوى المدنية، وجّهوا انتقادات إلى البرنامج الحكومي؛ بوصفه نسخة من البرامج السابقة، بالإضافة إلى المشكلات التي تتعلق بالموازنة المالية التي لم تُقرّ إلا في الشهر السابع من العام الحالي... أما الشركاء، فإن قسماً منهم مؤيد للحكومة بشكل يبدو كاملاً من أجل أن تنجح، بينما لا يبدو على قوى سياسية أخرى، رغبة كاملة في رؤية السوداني ينفذ كل ما وعد بتنفيذه من خطط وإجراءات؛ كي لا يتحول منافساً لهم في الانتخابات، سواء البرلمانية القادمة التي لم يحدد موعدها بعد، أو المحلية المقررة خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وطوال الأشهر الماضية، تحولت بغداد ورشة عمل كبيرة بسبب إطلاق نحو 16 مشروعاً تتضمن، بناء جسور وأنفاق، وتوسعة طرق وسواها من الإجراءات التي تهدف إلى تخفيف الزخم المروري الخانق في مدينة يبلغ عدد السيارات التي تسير في شوارعها مئات الآف يومياً، وفي طرق لم تشهد منذ ثمانينات القرن الماضي، أي عمليات صيانة أو تحديث.

قوات أمن عراقية في بغداد (أرشيفية - رويترز)

وكان وزير الإعمار والإسكان والبلديات العراقي بنكين ريكاني تحدث في وقتها لـ«الشرق الأوسط» بشأن أهمية تلك الخطوة وأهميتها، وعاد في لقاء غير رسمي معه في منزله قبل يومين، وأكد لـ«الشرق الأوسط» ثانية حجم «التحديات التي واجهتنا عند إطلاق هذا المشروع والصعوبات والمعوقات غير المتوقعة التي جابهتنا عند التنفيذ».

وقال: «وجدنا في بعض الساحات التي شملتها الخطة، تعارضات تتعلق بخطوط المياه والكهرباء والاتصالات وسواها، بحيث تحتاج كل واحدة منها إلى عمل منفصل من حيث الموافقات، وعدم التأثير عليها في وقت كان لا بد للعمل أن يمضي». وبيّن، أنه «كان يطلِع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على كل المعوقات غير المتوقعة، وكان (السوداني) يوجه فوراً بتذليلها بحيث يمضي العمل دون تلكؤ».

وبينما أكدت له، أن «العمل يمكن أن يكتمل في المشروعات المشمولة خلال النصف الأول من العام المقبل، سارع إلى التأكيد بأن «بعض المشروعات سوف ترى النور في غضون شهرين بحيث يلمس أهالي بغداد ذلك في وقت قصير؛ نظراً لكون العمل يجري ليلاً ونهاراً».

الحزمة الأولى من هذه الورشة الضخمة، تشمل 16 مشروعاً متعلقاً بتطوير واستحداث الطرق والجسور والمجسرات في مدينة بغداد في جانبي الكرخ والرصافة، فضلاً عن الطرق الخارجية التي تربط العاصمة بالمحافظات الوسطى والشمالية والغربية. والشركات التي أحيلت لها المشروعات هي: شركة «ترانس تك» الهندسية، وشركة «المجموعة السادسة للسكك الحديدية الصينية المحدودة»، وشركة «هندسة الدولة الصينية المحدودة»، وشركة «بناء المواصلات الصينية المحدودة الدولية»، وشركة «النهر الأصفر».


إصابة جنديين إسرائيليين بواقعة دهس في غور الأردن وتحييد المنفذ

جنود إسرائيليون (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون (إ.ب.أ)
TT

إصابة جنديين إسرائيليين بواقعة دهس في غور الأردن وتحييد المنفذ

جنود إسرائيليون (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون (إ.ب.أ)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن حادثة دهس وقعت عند إحدى نقاط التفتيش التابعة له في غور الأردن، مما أدى إلى إصابة جنديين بإصابات طفيفة، فيما تمكنت القوات من «تحييد» المنفذ.

ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، ذكر الجيش في بيان نشره عبر «تلغرام» أن الحادث وقع عند نقطة تفتيش مجاورة لبلدة بكاعوت، وأن جنوده في الموقع أطلقوا النار على المهاجم، مشيراً إلى أن القوات تبحث في المنطقة عن مشتبه فيهم آخرين.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت «هيئة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء)» مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 6 آخرين بجراح متفاوتة في عملية إطلاق نار عند مدخل مدينة القدس، فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية «تحييد» مسلحين اثنين نفذا عملية إطلاق النار. وأعلنت «كتائب القسام»؛ الجناح العسكري لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن العملية.

من جهة أخرى، أفادت «وكالة الأنباء الفلسطينية» بمقتل سيدة أربعينية تدعى آية أبو حجاج وجنينها اليوم في حادث طعن بسكين في مدينة اللد، ولم يتضح ما إذا كانت القضية جنائية أم إن لها صلة بالأحداث في الأراضي الفلسطينية.


رغم مساعي تمديد الهدنة... لبنان ينبه من «نوايا إسرائيل العدوانية المبيتة»

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
TT

رغم مساعي تمديد الهدنة... لبنان ينبه من «نوايا إسرائيل العدوانية المبيتة»

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)

أكّد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أنّ الخطر على لبنان والمنطقة كلها مصدره إسرائيل، مشدداً على ضرورة «التنبّه مما تبيّته إسرائيل من نوايا عدوانيّة، سواء في غزة أو ضدّ لبنان».

وقال بري، في حديث صحافي: «نحن، كنا وما زلنا، على تمسّكنا بالقرار 1701 وملتزمون بتنفيذه، وإسرائيل خرقت هذا القرار آلاف المرات».

ورفض بري أي تعديل لهذا القرار، وقال: «لا أحد يستطيع أن يضع على لبنان شروطاً أو يفرض تعديلات أو ترتيبات جديدة عليه، وأي خطوة في هذا الاتجاه غير مقبولة من قِبلنا، وسنواجهها».

لبناني يتفقد الأضرار داخل منزله بعد إصابته خلال القصف الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة قبل سريان هدنة بين «حماس» وإسرائيل امتدت بشكل غير رسمي إلى جنوب لبنان (رويترز)

وأضاف: «المطلوب فقط هو أن يطبّقوا القرار، ولا شيء آخر».

ولفت بري إلى أنّ «كل مَن أثار أو يثير معنا هذا الموضوع فإنّ جوابنا واضح لا لبس فيه، وهو أنّ الحدود الدولية معروفة وواضحة. هناك 13 نقطة حُسم بعضها وتبقى نقاط أخرى يجب أن تُحسم، وصولاً إلى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، تُضاف إلى ذلك نقطة الـ(B1) عند الحدود الجنوبية».

وأكّد بري أنّه «على الرغم من المساعي الجارية لتمديد الهدنة في غزة، فإنّ المطلوب هو التنبّه مما تبيّته إسرائيل من نوايا عدوانيّة، سواء في غزة، أو ضدّ لبنان».