حكمت المحكمة المركزية في القدس بالسجن لمدة 11 عاماً ولمدة 4.5 عام على شابين يهوديين أدينا بتهمة طعن عامل فلسطيني شاب من القدس الشرقية وتهديد حياته بالقتل. وقال القاضي إيلي ابربنيل إن المتهمين خططا ونفذا عملية إرهاب بكل معنى الكلمة.
وحكم القاضي على نوعم اليميلخ بالسجن 11 عاماً، لأنه أدى دوراً رئيسياً في الاعتداء وفرض عليه غرامة 100 ألف شيقل (30 ألف دولار)، وعلى نفتالي المقييس، بالسجن أربع سنوات ونصف السنة.
وحسب قرار الإدانة، فإن الشابين المذكورين حضرا في 12 مايو (أيار) 2021، إلى سوق في القدس الغربية سوية مع شابين آخرين، خصيصاً لاصطياد عربي ينكلون به، ضمن الصدامات التي وقعت بين يهود وعرب في شتى أنحاء البلاد، على خلفية نشوب الحرب على غزة في ذلك اليوم، وعلى خلفية الصدامات في المسجد الأقصى وفي حي الشيخ جراح. ففي حينه كثرت الصدامات اليهودية العربية.
ونفذ يهود اعتداءات دامية ضد عرب، ونفذ العرب اعتداءات مماثلة. وسادت أجواء توتر استغلها المتطرفون لتأجيج حرب بين الطرفين.
وقد وجدوا ذلك العربي في مطعم، عندما خرج ليكب النفايات. فبادروا إلى الحديث معه، ليعرفوا إن كان عربياً أم لا، وعندما تيقنوا راحوا يبرحونه بالضرب القاسي، واستل اليميلخ سكيناً وراح يطعن بجسده، فأصابه بعشر طعنات.
وتبين لاحقاً أن الشاب العربي (عمره 24 عاماً اليوم)، هو من سكان الشيخ جراح، يدرس الهندسة، ويمول دراسته عن طريق العمل في مطعم إسرائيلي. وقد تسبب الطعن بفقدانه دماً غزيراً. وأصبح معوقاً. واضطر إلى التوقف عن الدراسة منذ ذلك الوقت.
وجاء في قرار الإدانة أن العداءات على خلفية قومية تزداد عدداً وخطورة، وإذا لم يفرض حكم رادع، فإن البلاد ستشهد تدهوراً أمنياً خطيراً يفككها من الداخل.
وكان ممثلو الادعاء قد وجهوا تهمة الإرهاب ضد الشبان اليهود الأربعة. وكشفوا أنهم في البداية شاركوا في مظاهرة ضمت 150 شخصاً ضد الشيخ جراح، وراحوا يهتفون: «نأمل أن تحترق قريتكم»، عبارة شائعة في مظاهرات اليمين المتطرف. وانضمت المسيرة إلى تجمع حاشد لقوميين يهود قبل أن توقفها الشرطة بالقوة في شارع «شمعون هتسديك» (الاسم العبري للشيخ جراح)، حيث اشتبك المتظاهرون مع الشرطة التي كانت متمركزة في المكان. بعد المواجهات، عاد ثلاثة من المتهمين إلى وسط المدينة، وتوجهوا إلى منزل أحدهم في حي «مكور باروخ» الحريدي وغيروا ملابسهم لتجنب تعرف الشرطة عليهم.
وبحسب ممثلي الادعاء، التقى المتهمون الثلاثة في شارع «أغريباس»، في وسط القدس وهم شغوفون لتنفيذ اعتداءات. فتوجهوا إلى سوق محانيه يهودا، حيث انضموا إلى المتهم الرابع. وعندها ظهر الضحية، الذي عمل في مطعم قريب، ومر من أمامهم بينما كان يقوم بإخراج القمامة. وقال ممثلو الادعاء إن المتهمين أجروا حواراً مع الضحية للتأكد من أنه عربي. بعد أن تأكدوا من انتمائه العرقي، قام أحدهم برش رذاذ الفلفل باتجاهه واعتدوا عليه بالضرب بينما حاول الهرب. وعندها قام أحد المتهمين بطعن الشاب في ظهره في حين استمر الآخرون بضربه. بعد رؤية الدم، فر المتهم الرابع.