إسرائيل تغلق الضفة وغزة مع بدء الأعياد اليهودية... وتأهب في القدس

«السلطة» رأت أن الخطوة هدفها إلحاق الضرر الاقتصادي بالفلسطينيين

جندي إسرائيلي عند حاجز في مدينة الخليل بالضفة الغربية في 22 أغسطس 2023 (رويترز)
جندي إسرائيلي عند حاجز في مدينة الخليل بالضفة الغربية في 22 أغسطس 2023 (رويترز)
TT

إسرائيل تغلق الضفة وغزة مع بدء الأعياد اليهودية... وتأهب في القدس

جندي إسرائيلي عند حاجز في مدينة الخليل بالضفة الغربية في 22 أغسطس 2023 (رويترز)
جندي إسرائيلي عند حاجز في مدينة الخليل بالضفة الغربية في 22 أغسطس 2023 (رويترز)

يدخل إغلاق كامل فرضته إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة، بمناسبة رأس السنة العبرية حيز التنفيذ الجمعة، في خطوة قالت السلطة إنها توظيف فاضح للمناسبات الدينية لأغراض استعمارية، تهدف من بين أشياء أخرى إلى إلحاق الضرر بالفلسطينيين. وقررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر في قطاع غزة، ابتداءً من ظهر الجمعة وحتى صباح الأحد. وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية (كان) الخميس، إن إسرائيل ستفرض طوقاً شاملاً على الضفة الغربية، ومعابر قطاع غزة بدءاً من ظهر يوم غد الجمعة وحتى فجر الأحد، تزامنا مع عيد رأس السنة العبرية.

فلسطينيون في سياراتهم ينتظرون السماح لهم بعبور حاجز إسرائيلي قرب مدينة نابلس في الضفة الغربية الأربعاء (إ.ب.أ)

وأضافت: «بناءً على تقييم الأوضاع الأمنية وتوجيهات المستوى السياسي، يفرض طوق شامل على الضفة الغربية بدءا من ظهيرة بعد غد الجمعة وحتى ليلة السبت - الأحد القادمة، تزامنا مع عيد رأس السنة العبرية، كما تغلق المعابر إلى قطاع غزة». وعيد رأس السنة العبرية، هو بداية سلسلة من الأعياد اليهودية هذا الشهر وفي أكتوبر (تشرين الأول). ويفرض جيش الاحتلال إغلاقا شاملا على الضفة الغربية وقطاع غزة، في «يوم الغفران»، الموافق 24 من سبتمبر (أيلول) الحالي، كما يغلق جميع المعابر المؤدية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة لمناسبة «عيد العرش» لمدة ثمانية أيام كاملة، منذ يوم 29 سبتمبر حتى نهاية يوم 7 أكتوبر المقبل. وبموجب هذا الإجراء، لن يسمح بدخول إسرائيل كما لا يسمح بالتحرك من قطاع غزة وإليه. وسيشمل ذلك إغلاق المعابر الحدودية مع الأردن وتغييرا في مواعيد عملها.

جنود إسرائيليون يقطعون طريقاً قرب نابلس في الضفة الغربية الأربعاء (إ.ب.أ)

وأعلنت الإدارة العامة للمعابر والحدود، عن تعديل ساعات عمل معبر «الكرامة» يوم الأحد المقبل، وسيعمل المعبر في كلا الاتجاهين من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الرابعة مساءً، وذلك بسبب الأعياد اليهودية، فيما يعمل يوم السبت في الثالث والعشرين من الشهر الحالي بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً، حتى 12:30 ظهراً، وسيغلق بشكل كامل يوم الأحد في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، بدءاً من الساعة الثامنة صباحاً، حتى السابعة والنصف من صباح يوم الثلاثاء.

فلسطينيون يتظاهرون على حدود قطاع غزة الأربعاء (د.ب.أ)

وإغلاق معبر الكرامة يعني منع الفلسطينيين من السفر من وإلى المملكة الأردنية، وهي الممر الوحيد لسكان الضفة الغربية.

وعادة تغلق إسرائيل الضفة بمناسبة الأعياد وتمنع دخول الفلسطينيين إليها حتى حملة التصاريح، كما تقيد بشكل كبير أي استثناءات. ويعمل في إسرائيل آلاف الفلسطينيين من الضفة بمن فيهم عمال وأطباء ورجال أعمال. ويشمل ذلك إغلاق جميع معابر قطاع غزة ووقف أي صادرات وواردات من القطاع. وتقول إسرائيل إنها تتجنب بذلك إمكانية تنفيذ الفلسطينيين أي عمليات فيما يحتفل الإسرائيليون بأعيادهم، كما أنها تعطي مواطنيها فرصة الاحتفال بالأعياد. واستعدادا لذلك، أعلنت الشرطة في القدس أن الآلاف من أفرادها سينتشرون في المدينة والبلدة القديمة ومناطق الاحتكاك خلال فترة الأعياد. لكن وزارة الخارجية الفلسطينية قالت إن الإغلاقات تهدف إلى الإضرار بالفلسطينيين. ودانت «إجراءات الاحتلال وتدابيره التي يفرضها بشكل مستمر على شعبنا الفلسطيني بذريعة الأعياد اليهودية».

وعدت السلطة في بيان أصدرته الخميس، «أن فرض الإغلاق الشامل على المناطق الفلسطينية عشية حلول عيد رأس السنة العبرية، توظيف فاضح للمناسبات الدينية لأغراض استعمارية، في إيحاء تضليلي للرأي العام العالمي، الهدف منه كيل المزيد من التهم إلى الضحية وتبرئة الجلاد، وإلحاق أضرار اقتصادية واجتماعية بشعبنا».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تعلن خططاً لتسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن

شؤون إقليمية جانب من الحدود بين إسرائيل والأردن في نهارايم بإسرائيل 29 أكتوبر 2019 (رويترز)

إسرائيل تعلن خططاً لتسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أعلن، اليوم الاثنين، خططاً لتسريع بناء سياج على طول الحدود الشرقية مع الأردن.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

مقتل فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة أحدهما طفل.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)

فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهم

اختصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سياسته المحتملة في الشرق الأوسط باختياره المبكر شخصيات لا تخفي توجهها اليميني وانحيازها لإسرائيل.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن قرار إسرائيل إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.

شؤون إقليمية  قوات إسرائيلية تقيم إجراءات أمنية في البلدة القديمة للخليل تحمي اللمستوطنين اليهود (د.ب.أ)

إسرائيل تنهي استخدام الاعتقال الاداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
TT

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)

منبوذون بالعراء وخائفون يترقبون، هكذا يشعر الفلسطينيون في غزة، وهم أيضاً يخشون أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع، بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، دون بارقة في الأفق تبشر بالتوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة «حماس» في القطاع.

وبدأ «حزب الله» المدعوم من إيران في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامناً مع «حماس»، بعد أن هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.

وتصاعدت أعمال القتال في لبنان بشدة الشهرين الماضيين، مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية، وإرسالها قوات برية إلى جنوب لبنان، بينما واصل «حزب الله» إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وإسرائيل مستعدة الآن فيما يبدو للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع «حزب الله»، حين تجتمع حكومتها، اليوم (الثلاثاء). كما أعرب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بو حبيب عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول ليل الثلاثاء.

وتنصب الجهود الدبلوماسية على لبنان، ولذا خاب أمل الفلسطينيين في المجتمع الدولي، بعد 14 شهراً من الصراع الذي دمر قطاع غزة، وأسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص.

وقال عبد الغني، وهو أب لخمسة أطفال اكتفى بذكر اسمه الأول: «هذا يُظهِر أن غزة يتيمة، من دون أي دعم ولا رحمة من قِبَل العالم الظالم»، مضيفاً: «أنا أشعر بالغضب تجاه العالم اللي فشل في أنه يعمل حل للمشكلة في المنطقتين سوا... يمكن أنه يكون في صفقة جاية لغزة، بقول يمكن».

وسيشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لـ«حماس» التي تشبث قادتها بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى لبنان إلى الضغط على إسرائيل، للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وكان «حزب الله» يصر على أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزة، ولكنه تخلى عن هذا الشرط.

وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح عن منزله مثل أغلب سكان غزة: «إحنا خايفين؛ لأنه الجيش الآن راح يكون له مطلق الحرية في غزة، وسمعنا قيادات في الجيش الإسرائيلي بتقول إنه بعد استتباب الهدوء في لبنان، القوات الإسرائيلية راح يتم إعادتها لتواصل العمل في غزة».

وأضاف: «كان عِنَّا (لدينا) أمل كبير أنه (حزب الله) يظل صامداً حتى النهاية؛ لكن يبدو أنه ما قدروش، لبنان يتدمر والدولة بتنهار والقصف الإسرائيلي توسع لما بعد الضاحية الجنوبية».

وقد يترك الاتفاق مع لبنان بعض قادة «حزب الله» في مواقعهم، بعد أن اغتالت إسرائيل أمين عام الحزب حسن نصر الله وخليفته؛ لكن إسرائيل تعهدت بالقضاء التام على «حماس».

وقالت زكية رزق (56 عاماً) وهي أم لستة أطفال: «بيكفي، بيكفي، إحنا تعبنا، قديش كمان (كم أيضاً) لازم يموت لتوقف الحرب؟ الحرب في غزة لازم توقف، الناس عمالة بتنباد (تتعرض للإبادة) وبيتم تجويعهم وقصفهم كل يوم».