تركيا تعتقل 3 من مموّلي «الوحدات الكردية» في شمال سوريا

إصابة وتوقيف 5 أشخاص لدى محاولتهم عبور الحدود

صورة موزعة من ولاية غازي عنتاب لعنصرين من الوحدات الكردية بعد القبض عليهما في جرابلس
صورة موزعة من ولاية غازي عنتاب لعنصرين من الوحدات الكردية بعد القبض عليهما في جرابلس
TT

تركيا تعتقل 3 من مموّلي «الوحدات الكردية» في شمال سوريا

صورة موزعة من ولاية غازي عنتاب لعنصرين من الوحدات الكردية بعد القبض عليهما في جرابلس
صورة موزعة من ولاية غازي عنتاب لعنصرين من الوحدات الكردية بعد القبض عليهما في جرابلس

ألقت قوات الأمن وحرس الحدود التركية القبض على 5 عناصر من «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعد أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في عمليات استهدفت داعمي القوات الكردية ومتسللين عبر الحدود.

جنود أتراك في دورية على الحدود التركية السورية (وزارة الدفاع التركية)

وقالت ولاية غازي عنتاب التركية، في بيان الخميس، إن قوات الأمن في جرابلس بمنطقة عملية «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة في محافظة حلب شمال غربي سوريا، ألقت القبض على 3 متهمين بتوفير الدعم للوحدات الكردية التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني في سوريا. وذكر البيان أن قيادة قوات الدرك التركية في غازي عنتاب أطلقت بالتعاون مع «قوة مهام سوريا»، عملية لكشف أنشطة «التنظيم الإرهابي» (الوحدات الكردية) في مدينة جرابلس والحد منها.

وأضاف أن قوات الأمن في جرابلس تمكنت من القبض على 3 متهمين في تأمين المواد المتفجرة من مناطق إدلب وعفرين وأعزاز، وتقديمها لـ«التنظيم الإرهابي» في منبج. ولفت إلى أن الفرق الأمنية ضبطت في منازل المتهمين عددا من أجهزة الاتصال اللاسلكي، وأدوات اتصال مختلفة، فضلا عن مبالغ مالية بعملات الدولار والليرة التركية والسورية.

صورة موزعة من ولاية غازي عنتاب لعنصر من الوحدات الكردية بعد القبض عليه في جرابلس

في الوقت ذاته، ذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أنه تم القبض على عنصرين من الوحدات الكردية، خلال محاولتهما التسلل من سوريا إلى تركيا، بناء على معلومات استخباراتية حول محاولة مجموعة من الإرهابيين التسلل إلى داخل البلاد. وذكر البيان أن قوات حرس الحدود تمكنت من القبض على «إرهابيين اثنين» لدى محاولتهما التسلل إلى قضاء سوروتش بولاية شانلي أورفا، جنوب شرقي تركيا، وتمت إحالتهما على السلطات القضائية.

في السياق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بإصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة، أحدهم يتحدر من مدينة الحسكة، جراء استهدافهم برصاص قوات حرس الحدود التركية، أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية عبر طريق التهريب من جهة قرية العزيزية في ريف رأس العين غربي الحسكة، وجرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقال «المرصد» إن قوات حرس الحدود التركية تواصل استهداف المدنيين الباحثين عن ملاذ آمن خارج البلاد، وقتل 18 مدنيا برصاص القوات التركية، منذ مطلع العام الحالي، ضمن مناطق سورية متفرقة قرب وعلى الحدود مع تركيا، كما أصيب 31 بينهم طفل و3 نساء.

مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية زكي أكتورك في مؤتمر صحافي في أنقرة الخميس (وزارة الدفاع التركية)

وقال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية زكي أكتورك، في مؤتمر صحافي الخميس، إنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن والاستقرار في مناطق العمليات التي تقوم بها القوات التركية داخل وخارج الحدود، والرد على الاعتداءات الإرهابية بالمثل. وذكر أن القوات المسلحة التركية تمكنت من القضاء على 1062 إرهابيا منذ مطلع العام، بينهم 67 في الأيام السبعة الماضية، داخل البلاد وشمالي سوريا والعراق. وأضاف أنه «بفضل الإجراءات الإضافية والفعالة التي تم اتخاذها على حدودنا، تم خلال الأسبوع الماضي إلقاء القبض على 179 شخصاً حاولوا عبور حدودنا بشكل غير قانوني، 13 منهم أعضاء في تنظيم الوحدات الكردية خلال الأسبوع الأخير»، مشيرا إلى أنه تم منع 3076 شخصا من عبور الحدود بشكل غير قانوني خلال الأيام السبعة الماضية. وتابع أن عدد الأشخاص الذين تم القبض عليهم خلال محاولتهم دخول الأراضي التركية بشكل غير قانوني خلال العام الحالي بلغ 4931 شخصا، بينهم 369 ينتمون لتنظيمات إرهابية كـ«العمال الكردستاني»، «الوحدات الكردية» و«داعش». ولفت أكتورك إلى أن عدد الأشخاص الذين مُنعوا قبل اجتياز الحدود بلغ 138 ألفا و11 شخصا.


مقالات ذات صلة

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية للقصف التركي على مواقع «قسد» في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تصعد هجماتها على «قسد» شمال وشرق سوريا

واصلت القوات التركية تصعيد ضرباتها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا، وسط حديث متصاعد في أنقرة عن احتمالات القيام بعملية عسكرية جديدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

«وحدة الساحات»: شبه إجماع لبناني على رفضها وانتقاد دور إيران

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)
صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)
TT

«وحدة الساحات»: شبه إجماع لبناني على رفضها وانتقاد دور إيران

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)
صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله قرب موقع الاستهداف في الشياح (أ.ف.ب)

حين قرر «حزب الله»، ومن خلفه إيران، في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تحويل جبهة جنوب لبنان إلى جبهة دعم وإسناد لغزة، التزاماً باستراتيجية «وحدة الساحات» التي تقول إن كل القوى المحسوبة على طهران تتحرك تلقائياً لتدعم أي هجوم على أي منها، لم يستشر أحداً، لا الحلفاء ولا الأخصام، ولم يعد لأي من المؤسسات الدستورية لتغطية قراره هذا، لعلمه بوقتها أن أحداً لن يغطيه.

اليوم وبعد ما يتردد عن قراره فصل مساري غزة ولبنان، بالموافقة على وقف النار، باتت القوى التي تجنبت طوال الفترة الماضية انتقاد هذه السياسة علناً، لا تتردد باعتبار التزام الحزب السابق بهذه الاستراتيجية «خطأ استراتيجياً».

تحسين شروط

ولفت مؤخراً ما قاله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي كان قد ساند «حماس» و«حزب الله» بعد «طوفان الأقصى»، عن وجوب «فصل المسارات ووقف استخدام الجنوب ساحة صراع لدعم غزة أو الضفة»، منتقداً استخدام إيران للبنان في «ربط المسارات من أجل تحسين شروط المناقشات حول موضوع النووي الإيراني».

أما حركة «أمل»، الحليف الأقرب لـ«حزب الله»، التي انخرطت ولو بشكل رمزي بحرب الإسناد، فتشير المعلومات إلى أنها لم تكن تؤيد استراتيجية «وحدة الساحات» لكنها وبعد بدء المواجهات جنوباً انخرطت بالحرب «دفاعاً عن لبنان».

ويتجنب نواب وقياديو الحركة الحديث بهذا الخصوص، إذ يصر «الثنائي الشيعي» على تظهير موقف واحد مرتبط بالحرب الراهنة.

لا مصلحة لبنانية فيها

وكان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حليف «حزب الله» منذ عام 2006، أول من خرج ليصف التزام «حزب الله» باستراتيجية «وحدة الساحات» بـ«الخطأ الاستراتيجي»، معتبراً أنها «تصب لصالح دول أخرى وليس لصالح لبنان».

ويشير عضو تكتل «لبنان القوي» جيمي جبور إلى أنه «تم العمل باستراتيجية وحدة الساحات حصراً عند تضامن (حزب الله) مع غزة، وفتحه لجبهة الإسناد التي رأينا منذ البداية ألا مصلحة لبنانية فيها، وإذ تبين لاحقاً أن موقفنا كان صائباً بتراجع الجميع عن هذا الإسناد عملياً، بما فيهم (حزب الله) الذي دفع وحيداً مع لبنان ثمن وحدة الساحات من غير أن نرى إيران، أم غيرها من الدول والقوى، تنضم تضامناً معه إلى هذه المعركة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كل ما حصل بات يُحتم «إعادة النظر الجذرية باستراتيجية السلاح فور انتهاء المعارك»، مضيفاً: «آن الأوان لحوار داخلي يجعل السلاح في خدمة لبنان فقط دون سواه من الدول ضمن استراتيجية دفاعية تكون الدولة ومؤسساتها صاحبة القرار، ويكون الجيش اللبناني العمود الفقري والأساس في الدفاع عن لبنان».

مقاتل من «حزب الله» يطلق صاروخاً موجهاً (أرشيفية)

بالتسوية أو بالقوة

ويُعدُّ حزب «القوات اللبنانية» أبرز المعارضين لـ«وحدة الساحات»، وبالأصل لوجود «حزب الله» حزباً مسلحاً. وترى عضو تكتل «الجمهورية القوية» غادة أيوب أن «إيران اعتمدت استراتيجية (وحدة الساحات)، لأنها أرادت بذلك أن تكون لاعباً قوياً يتدخل في 5 بلدان عربية عبر أذرعه بدءاً من (حزب الله) في لبنان، والحوثيين في اليمن، و(حماس) في غزة، و(الحشد الشعبي) في العراق، والنظام السوري بوجود (فيلق القدس) والحرس الثوري الإيراني»، مشيرة إلى أنه «غداة إعلان (طوفان الأقصى) في 8 أكتوبر (تشرين الأول) لم تتحرك سوى ساحتين لمساندة (حماس) في غزة انطلاقاً من لبنان واليمن، وبذلك تعطلت استراتيجية وحدة الساحات التي ابتدعتها إيران، وسقطت بمجرد أن رفض النظام السوري الدخول في هذه الحرب لاعتبارات تتعلق بالوجود الروسي على أراضيه واعتبارات أخرى، وكذلك العراق، مع العلم أن إيران، وبالرغم من هذه الاستراتيجية، فهي لم تسلم من الضربات المباشرة على أراضيها والتهديدات المباشرة إذا ما أكملت في سياستها».

وتعدُّ غادة أيوب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الاستراتيجية تنتهي إما عن طريق التسوية مع إيران أو بالقوة»، لافتة إلى أن محور الممانعة أصبح «محوراً صوتياً أو سياسياً لا عسكرياً» كممانع للعلاقة مع إسرائيل لحين تبلور صورة الشرق الأوسط.

مدماك حزام النار

أما مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، فيوضح أن «استراتيجية وحدة الساحات التي تم تفعيلها عند بدء الحرب على غزة، وشارك فيها اليمن وطبعاً (حزب الله) الذي أعلن جبهة جنوب لبنان جبهة دعم وإسناد، قررت إيران وقفها، وليس بشكل علني، لأنها واجهت ضربة عسكرية إسرائيلية كبيرة، وأصبح الاستمرار بهذه الاستراتيجية مكلفاً جداً، بخاصة على (حزب الله) الذي هو المدماك، أي الحجر الأساس في ما يُسمى حزام النار الذي أنشأته إيران لتطويق إسرائيل، الذي يُسمى سياسياً بـ(وحدة الساحات)».

ويلفت نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بدأ أخيراً تقليم أظافر (حزب الله) وصولاً لشبه إنهائه من خلال اقتلاع قدراته العسكرية، وهذا أمر مستمر»، موضحاً أن «إيران وأذرعها لم يقرروا فقط وقف العمل باستراتيجية وحدة الساحات، إنما باتوا يريدون وقف النار وإنهاء العمليات العسكرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».