كثافة تحركات للقوات الأجنبية في شرق سوريا

مناورات جوية روسية ومسيّرات إيرانية... وتعزيزات عسكرية للتحالف

صورة من شريط فيديو أميركي يُظهر مقاتلة روسية تقترب من المسيرة الأميركية فوق سوريا في 23 يوليو (أ.ب)
صورة من شريط فيديو أميركي يُظهر مقاتلة روسية تقترب من المسيرة الأميركية فوق سوريا في 23 يوليو (أ.ب)
TT

كثافة تحركات للقوات الأجنبية في شرق سوريا

صورة من شريط فيديو أميركي يُظهر مقاتلة روسية تقترب من المسيرة الأميركية فوق سوريا في 23 يوليو (أ.ب)
صورة من شريط فيديو أميركي يُظهر مقاتلة روسية تقترب من المسيرة الأميركية فوق سوريا في 23 يوليو (أ.ب)

نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو لأول مناورات ليلية أجرتها قوات روسية وسورية مشتركة في محافظة حماة غرب سوريا، تدربت فيها القوات المشاركة على تدمير تجمعات مفترضة «لإرهابيين»، بينما رصد تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي، الخميس، في الأجواء على مقربة من قاعدة التنف التي توجد فيها قوات للتحالف الدولي بقيادة أميركية.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن المناورات أجريت بمشاركة مقاتلات«Su35» و «Su24» الروسية، وتشكيلات مدفعية سورية، حيث تدربت القوات المشاركة على ضرب أهداف حساسة للجماعات «الإرهابية» المفترضة في المحافظة. كما دمرت مروحيات «Ka52» البحرية الروسية عربات وتحصينات «الإرهابيين» المفترَضين، حسبما نقلت قناة «آر تي» الروسية صباح الخميس.

وأفادت مصادر «المرصد السوري»، باختراق الطيران الروسي، المنطقة الـ55 كيلومتراً على الحدود السورية العراقية الأردنية، الخميس، حيث حلق في الجهة الشمالية الغربية، وقابله تحليق لطيران «التحالف الدولي» في الأجواء ذاتها، ليجبر الطيران الروسي على مغادرة أجواء المنطقة، منعاً للتصادم.

ويُعدّ هذا التحليق اختراقاً لأجواء المنطقة الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي، والثاني من نوعه خلال العام؛ إذ رصد المرصد في 15 يونيو (حزيران) تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الروسي في الأجواء على مقربة من قاعدة التنف.

توزع القوات الأجنبية في سوريا

تدريبات إيرانية على المسيرات

أما في دير الزور شرق سوريا، فقد استقدمت ميليشيات «الحرس الثوري» الإيراني طائرات مسيرة وقامت بتجريبها في مركز لـ«الحرس الثوري» بجانب فرع أمن الدولة، وذلك لتدريب الأفراد على قيادتها واستخدام الطائرات الانتحارية.

وكان «المرصد السوري» قد أشار، الأربعاء، إلى أن الميليشيات الإيرانية تعمل على إعادة تجهيز المطارات الزراعية قرب مدينة الميادين «عاصمة الميليشيات بشرق سوريا». وقد أنهت مطاراً واحداً وجهَّزته، كما حصنت محيطه والمقرات في المنطقة، تحسباً لهجمات معادية لها. يشار إلى أنه توجد في مدينة دير الزور عدة مطارات زراعية كانت تُستخدم للطائرات الشراعية لتطوير الزراعة في منطقة الجزيرة السورية، وقد استخدمتها الميليشيات الإيرانية للتدريب على قيادة الطائرات المسيرة.

صورة من شريط فيديو أميركي تُظهر مدى اقتراب المقاتلة الروسية من المسيرة الأميركية فوق سوريا في 23 يوليو الحالي (أ.ب)

نشاط للتحالف الدولي

في هذه الأثناء، حلقت طائرات حربية تابعة لـ«التحالف الدولي» على علوّ منخفض في سماء بلدات البصيرة وذيبان والشحيل بريف دير الزور الشرقي، على سرير نهر الفرات ضمن نطاق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، المقابلة لمناطق نفوذ الميليشيات الموالية لإيران غرب نهر الفرات، بعد ساعات من وصول تعزيزات عسكرية جديدة نحو حقل العمر النفطي (أكبر قواعد «التحالف الدولي» في سوريا). وبحسب المعلومات، فإن الطائرات فتحت جدار الصوت عدة مرات، ما سبب حالة من الرعب بين الأهالي في المنطقة. وأشار نشطاء المرصد السوري، الخميس، إلى أن دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية لقوات «التحالف الدولي» وصلت باتجاه قاعدتها العسكرية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وتألفت التعزيزات من عدة آليات تحمل على متنها مواد لوجيستية ومعدات عسكرية من ريف الحسكة.

وسُمِع دوي انفجارات متتالية في ريف الحسكة، بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، تبين أنها ناجمة عن تدريبات عسكرية مشتركة، بين «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي»، في منطقة جبل عبد العزيز المطلة على حي النشوة جنوبَ الحسكة.

وقد استخدمت الذخيرة الحية، تزامناً مع تحليق طيران حربي في الأجواء، وسط ضرب أهداف وهمية، لرفع الجاهزية القتالية لقواتها. وتأتي التدريبات في إطار الأحداث والتطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، من تصعيد بين الميليشيات الإيرانية من جهة، وقوات «التحالف الدولي» من جهة أخرى، في مناطق شمال شرقي سوريا.

وأجرت قوات «التحالف الدولي»، تدريبات بالذخيرة الحية في حقل كونيكو للغاز شمال مدينة دير الزور، في 28 يوليو الماضي، حيث استخدمت في التدريبات الأسلحة الرشاشات الثقيلة والمدفعية والطيران الحربي، وسط ضرب أهداف وهمية، لرفع الجاهزية القتالية لقواتها.


مقالات ذات صلة

«المرصد السوري»: 11 قتيلاً في هجوم شنته «قسد» على مقاتلين موالين لأنقرة

المشرق العربي قصف تركي على مواقع لـ«قسد» شمال شرقي سوريا (أرشيفية - إكس)

«المرصد السوري»: 11 قتيلاً في هجوم شنته «قسد» على مقاتلين موالين لأنقرة

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 11 شخصاً، بينهم مدنيون، قتلوا الاثنين في هجمات شنتها قوة يقودها الأكراد على مواقع مقاتلين مدعومين من تركيا شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الجيش الإسرائيلي يعلن وصوله إلى نهر الليطاني قبل اتفاق وشيك لوقف النار

TT

الجيش الإسرائيلي يعلن وصوله إلى نهر الليطاني قبل اتفاق وشيك لوقف النار

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، أن قواته وصلت إلى نهر الليطاني في جنوب لبنان، وهي المنطقة التي تريد الدولة العبرية من «حزب الله» أن يتراجع إلى حدودها في حال أبرم اتفاق لوقف إطلاق النار.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صورا لجنود إسرائيليين عند نهر الليطاني.

ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات في منطقة نهر الليطاني. وقال الجيش في بيان إن قواته «هاجمت أهدافا إرهابية عدة، واشتبكوا مع الإرهابيين عن قرب وعثروا على عشرات المنصات وآلاف الصواريخ والمقذوفات ومخازن الأسلحة المخبأة في سفح جبل ودمروها».

إلى ذلك، تجددت الغارات الإسرائيلية العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، عقب إنذارات وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء 6 مواقع.

ووجَّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنذار إخلاء مرفقاً بخرائط إلى سكان مناطقتي برج البراجنة تحويطة الغدير.

وقال: «أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله)»، محذّراً من ضربات وشيكة على منطقة الغبيري.

وتأتي الغارة وسط ترقب لاتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في لبنان. وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ«رويترز» إن إسرائيل تبدو مستعدة للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار الثلاثاء مما يمهد الطريق لإنهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين منذ اندلاعها بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 14 شهرا.

وأضاف المسؤول أن من المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق اليوم الثلاثاء لمناقشة النص والموافقة عليه على الأرجح.

وأعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وفيما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن، أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».

مقتل قيادي عسكري في «حزب الله»

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت لاحق، أنه يواصل استهداف القيادات الميدانية في «حزب الله»، مؤكداً «القضاء على قائد العمليات في قطاع الساحل لـ(حزب الله)».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «أغارت طائرات حربية لسلاح الجو على منطقة صور وقضت على الإرهابي المدعو أحمد صبحي هزيمة قائد العمليات في قطاع الساحل لدى حزب الله».

وبحسب أدرعي كان هزيمة «يشرف على مخططات اقتحام الحدود وعمليات إطلاق قذائف مضادة للدروع نحو بلدات إسرائيلة انطلاقًا من القطاع الغربي قبل عملية سهام الشمال». وتابع: «المدعو هزيمة يشغل منصبه خلفًا للقائد السابق الذي تم القضاء عليه في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. ولفت إلى أن «هذا الاستهداف ضربة اخرى لقدرات (حزب الله) في تنفيذ عمليات إرهابية من جنوب لبنان نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية على الحدود الشمالية».