العراق: حادثة اعتداء على ضابط مرور تثير جدلاً حول أحد نواب المالكي

جانب من فيديو جرى تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي من مشاداة امرأتين ورجل شرطة مرور
جانب من فيديو جرى تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي من مشاداة امرأتين ورجل شرطة مرور
TT

العراق: حادثة اعتداء على ضابط مرور تثير جدلاً حول أحد نواب المالكي

جانب من فيديو جرى تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي من مشاداة امرأتين ورجل شرطة مرور
جانب من فيديو جرى تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي من مشاداة امرأتين ورجل شرطة مرور

أثارت واقعة اعتداء امرأتين على ضابط مرور في بغداد ردود أفعال واسعة في العراق، بسبب مزاعم بأن إحداهما على صلة بنائب عن ائتلاف «دولة القانون»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي.

ويتداول ناشطون، منذ ليلة الخميس الماضي، مقطع فيديو لسيدتين وهما تعتديان على الضابط، وسط حشد من الناس، فيما سمعت عبارات تهديد أثناء الاشتباك، «سأنتزع رتبتك العسكرية (...) وستجلس في البيت».

وقال مدير مرور الكرخ، اللواء سامي كاظم جبر، حسب محضر رسمي، إن «الضابط حرر مخالفة لعجلة خصوصي نوع (تاهو) سوداء، ووجه بحجزها، نتيجة الوقوف الممنوع وعرقلة حركة السير والمرور».

وأثناء قيام الضابط بتنظيم حجز للعجلة، فوجئ بقيام صاحبة العجلة وامرأة أخرى معها بالتهجم عليه بالسب والشتم والضرب بالأحذية».

وأوضح اللواء جبر، أنه «عند حضور دورية النجدة لاستصحاب السائقة المخالفة ومن معها إلى مركز الشرطة، حضر شخص يستقل عجلة (لاند كروز)، وادعى أنه عضو مجلس النواب، بهاء النوري، الذي منع الدورية من حجز السيدتين».

وزعم ناشطون أن السيدة على صلة بالنائب بهاء النوري، وأنها طلبت منه بالفعل معاقبة الضابط، لكن مصادر مقربة من النوري قالت إنه «ذهب إلى مركز الشرطة، وطلب منهم إكمال الإجراءات ضد السيدة».

وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بفرضيات عديدة عن الحادثة، وأن السيدة تمكنت من تسوية الأمر مع الشرطة، وأجبرت ضابط المرور على سحب شكواه، لكن وزارة الداخلية سارعت إلى إصدار بيان نفت فيه «التسوية»، وشددت على إكمال الإجراءات القانونية ضدها.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إنها «تحرص على حفظ هيبة المؤسسة الأمنية والعسكرية، وترفض بشدة أي اعتداء على العاملين فيها، خصوصاً أثناء أدائهم الواجبات والمهام الموكلة إليهم».

وفي وقت لاحق من نهار الجمعة، أصدرت محكمة الكرخ في بغداد أمراً باعتقال امرأتين، بتهمة الاعتداء على موظف حكومي أثناء فترة الواجب الرسمي، وقال ضابط في شرطة بغداد، إن أمر المحكمة نفذ بالفعل وتم إيداع السيدتين في التوقيف ببغداد.

ومن النادر، أن تأخذ حوادث اعتداء على صلة بالنخبة السياسية مسار الشرطة والقضاء، لأن سوابق كثيرة مماثلة كانت تنتهي بتسويات خارج إطار المحاكم بتدخل من سياسيين نافذين.

ونشر حساب على منصة «إنستغرام»، يحمل اسم شهد الطائي، قيل إنها المعنية بالحادثة، توضيحاً منافياً لرواية الشرطة، مفاده بأن الضابط اعتدى عليها بالسب والشتم والضرب أمام أطفالها، قبل تصويرها في مقطع الفيديو، وهو ما تنفيه الشرطة، وفقاً لمتحدث باسم المرور.

ودخل ائتلاف «دولة القانون» على الخط، حيث قرر فتح تحقيق مع النائب بهاء النوري، وفيما إذا كان على صلة مع السيدة التي اعتدت على الضابط.

وقال مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط»، إن الائتلاف يريد التصرف سريعًا قبل أن تتطور الواقعة إلى مادة للاستهداف السياسي قبل أشهر من انتخابات مجالس المحافظات.


مقالات ذات صلة

العراق: الكُرد والسُّنة يحاصرون «الإطار التنسيقي» بـ«ورقة الاتفاق السياسي»

المشرق العربي من اجتماعات القيادات السُّنية (موقع الائتلاف)

العراق: الكُرد والسُّنة يحاصرون «الإطار التنسيقي» بـ«ورقة الاتفاق السياسي»

تواصل القيادة السُّنية الموحدة في العراق النقاش فيما بينها، لغرض توحيد مواقفها حيال إشكالية تنفيذ «ورقة الاتفاق السياسي».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي صورة متداولة في الوسائط الاجتماعية العراقية لاجتماع حكومة إقليم كردستان مع ممثلي الإقليم في أربيل يوم 11 يناير 2024

أربيل تصعّد ضد بغداد مع استمرار أزمة الرواتب

أعلن رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، أن تعامل بغداد مع الإقليم لم يعد مقبولاً، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني إلى بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي والحشد الشعبي بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

القوات العراقية تعلن مقتل نائب والي كركوك في تنظيم «داعش»

أعلنت القوات العراقية عن إطلاق عملية عسكرية لإنهاء وجود بقايا خلايا داعش في وادي زغيتون بين محافظتي كركوك وصلاح الدين.

حمزة مصطفى (بغداد)
شؤون إقليمية الإسرائيلية - الروسية إليزابيث تسوركوف

إسرائيل تحشد دعماً دولياً لتحرير امرأة يعتقد أنها مخطوفة في العراق

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن الحكومة تعمل مع الحلفاء في جهد متجدد لتحرير باحثة إسرائيلية - روسية يعتقد أنه تم خطفها في العراق قبل نحو عامين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي من اجتماع ولادة «ائتلاف القيادة السنية الموحدة»... (متداولة)

المشهداني يبدأ أولى خطوات توحيد «البيت السني» ويذكّر «الشيعة» بالتسوية الوطنية

مع أنه انتظر سنة كاملة لكي يصل إلى منصبه، فإن خطوات رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني الأولى بعد توليه المنصب، بدت لافتة للنظر، سواء داخل القوى السنية،…

حمزة مصطفى (بغداد)

مقتل أحد المهربين وإصابة ضابط أردني خلال اشتباكات على الحدود السورية

عنصران من القوات المسلحة الأردنية خلال عملية مراقبة لشبكات التهريب عبر الحدود مع سوريا أمس (أ.ف.ب)
عنصران من القوات المسلحة الأردنية خلال عملية مراقبة لشبكات التهريب عبر الحدود مع سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل أحد المهربين وإصابة ضابط أردني خلال اشتباكات على الحدود السورية

عنصران من القوات المسلحة الأردنية خلال عملية مراقبة لشبكات التهريب عبر الحدود مع سوريا أمس (أ.ف.ب)
عنصران من القوات المسلحة الأردنية خلال عملية مراقبة لشبكات التهريب عبر الحدود مع سوريا أمس (أ.ف.ب)

أمام ما تشهده مناطق واسعة في الجنوب السوري من فوضى، يتسرب الشك لدى السلطات الأردنية من وضع نهاية لمسلسل تهريب المخدرات والسلاح من الداخل السوري إلى الأردن، وهو ما يستدعي استمرار حالة الطوارئ التي تعيشها كتائب حرس الحدود التابعة للقوات المسلحة (الجيش العربي).

وفي التفاصيل، تحتفظ عصابات التهريب (سماسرة) بكميات كبيرة من المخدرات، ولا تزال مخزنة في مواقع بالجنوب السوري، وإن اختفى الرعاة والداعمون للمهربين من القوات النظامية السورية (الكتيبة الرابعة التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس السابق بشار الأسد) والميليشيات التابعة لطهران، فإن هؤلاء ما زالوا يبحثون عن أسواق لتصريف بضائعهم.

أسلحة ومخدرات ضُبطت مع مهربين عبر الحدود الشمالية للأردن (أرشيفية - القوات المسلحة الأردنية)

وفي ظل مشاهد الفوضى في الجنوب السوري يتساءل ساسة أردنيون عن مدى سيطرة الإدارة العسكرية المؤقتة على مساحة الأراضي السورية، فواقع الحال يفرض تصوراً لدى مراكز القرار أن مناطق جنوب سوريا لا تزال مصدر قلق أمني وتحدياً تفرضه الحالة السورية القابلة لعودة أشكال الاقتتال الداخلي، في وقت تشير فيه المصادر الأردنية إلى احتمالات زيادة عمليات التهريب وسهولة مقاومتها بعد كشف الغطاء عن المهربين بهروب رعاتهم المحسوبين على النظام السابق.

دورية بالقرب من الحدود الشرقية الأردنية - السورية في الوشاش بمحافظة المفرق 17 فبراير 2022 (إ.ب)

وأعلنت قوات حرس الحدود، فجر الأحد، أنها اشتبكت في ساعات ما قبل الظهر، مع مجموعات مسلحة من المهربين حاولت اجتياز الحدود الشمالية للمملكة، ضمن منطقة مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية.

ونتج عن الاشتباكات، بحسب البيان العسكري، مقتل أحد المهربين وتراجع الباقين إلى العمق السوري، وذلك عندما حاولت المجموعات اجتياز الحدود الدولية للمملكة مستغلة حالة عدم الاستقرار الجوي وانتشار الضباب على الواجهة الحدودية للمنطقة العسكرية الشرقية، وقد تم تطبيق قواعد الاشتباك والتصدي لتلك المجموعات وضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، إضافة إلى سلاحين أوتوماتيكيين (كلاشنكوف) ومسدس، وتم تحويل المواد المضبوطة إلى الجهات المختصة.

كما أعلن البيان العسكري الصادر عن قوات حرس الحدود أن الاشتباكات نتج عنها أيضاً إصابة أحد ضباط قوات حرس الحدود، وتم إخلاؤه جواً إلى المدينة الطبية وحالته العامة جيدة، في مشهد أعاد تقديرات عسكرية محتملة في تدفق قوافل المهربين المسلحين وتوفر شروط الاشتباك المسلح، رغم دورية الرقابة على امتداد الحدود السورية الأردنية بواقع (375 كم).

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال زيارته القائد العام للإدارة الجديدة بسوريا أحمد الشرع في دمشق 23 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

وتتوفر معلومات من مصادر أردنية مطلعة تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، عن خلافات بين مركز الإدارة العسكرية بقيادة أحمد الشرع والأطراف البعيدة عن العاصمة دمشق، وسط حذر واضح في مستوى الثقة بين مجموعات مسلحة لم تعلن بعدُ عن ولائها لـ«هيئة تحرير الشام»، ضمن التحولات السياسية التي تعيشها الجارة الشمالية منذ ليلة سقوط النظام السابق نهاية العام الماضي.

ويزداد المشهد السوري غموضاً عند الذهاب نحو شكل النظام السياسي الذي لا يزال محتفظاً بموقعه على قوائم الإرهاب الدولية، على الرغم من سلامة الحجة في دعوات رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن الشعب السوري، وانتفاء أسباب استمرار العمل بالعقوبات على دمشق في ظل هروب نظام الأسد وخروج المسلحين الإيرانيين والتابعين لـ«حزب الله» اللبناني من سوريا.

مخيم الزعتري للنازحين السوريين شمال الأردن (الأمم المتحدة)

هواجس القلق الأمني الأردني، بحسب ما يتحدث به مطلعون على الشأن السوري، لا يمكن تحييدها إلا بتوفر شروط دعم استقرار سوريا من خلال توافق محلي سوري وحاضنة عربية، وسرعة الاستجابة لمتطلبات البدء بإعادة تشغيل البنى التحتية، والانخراط بمشروع إعمار سوريا، وعودة النشاط الاقتصادي الذي يلبي متطلبات الحياة اليومية للمواطنين، وتلك متطلبات أساسية لضمان «العودة الطوعية للاجئين السوريين في الأردن»، خصوصاً أمام تواضع أرقام السوريين العائدين إلى مدنهم وقراهم. فجميع الأرقام الرسمية تتحدث عن عودة ما يقارب الـ(10) آلاف لاجئ سوري من المسجلين في إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تؤكد وجود نحو (655) ألف لاجئ مسجلين رسمياً.

ويقيم أكثر من 80 في المائة منهم خارج المخيمات الكبرى في الزعتري والأزرق. في حين يعيش في الأردن 1.3 مليون سوري في مختلف مناطق المملكة.