بدأت القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، موجة جديدة من التصعيد شملت قصفا بريا على مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشمال شرقي سوريا، بعد حوالي 3 أسابيع من الهدوء الحذر في هذه المناطق.
جاء ذلك وسط تعزيزات روسية في مناطق الجيش السوري و«قسد» في ريف حلب وفي ظل المناورات المشتركة بين الجانبين السوري والروسي.
وشنت القوات التركية والفصائل قصفا مدفعيا على قرى خربة شعير وقبر قراجنة وشيخ علي بريف تل تمر شمال غربي الحسكة.
وأصيب مواطنان بجروح نتيجة قصف من الجانب التركي من الحدود بقذائف الهاون على ساحة «نوروز» الواقعة جنوب شرقي مدينة عين العرب (كوباني)، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد» بالتزامن ذلك مع سقوط 3 قذائف على قرية ماميد جنوب عين العرب، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ودارت اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، بين «قسد» والقوات السورية من جانب، وفصائل «الجيش الوطني» من جانب آخر، على محور الدغلباش بريف الباب شرق حلب.
ودفعت القوات التركية، الأربعاء، بتعزيزات عسكرية تحركت من منطقة تل أبيض شمال الرقة، نحو صوامع قرية الشركراك بريف عين عيسى الشمالي، التي تعد نقطة مواجهة بين القوات التركية وقوات قسد، أرسلت في رتل من 24 آلية عسكرية وشاحنة نقل، عبرت بوابة تل أبيض، نحو محور الشركراك رفقة عناصر من الجيش الوطني، وتعد هذه أول تعزيزات تركية تصل إلى المنطقة منذ مارس (آذار) الماضي.
وصعّدت القوات التركية والجيش الوطني من الهجوم على مواقع «قسد»، الشهر الماضي، إثر هجوم لقسد على نقطة عسكرية تركية في كلجبرين، في ريف حلب، ومركز للشرطة في ولاية كليس التركية الواقعة على الحدود مع سوريا.
وشمل الرد التركي نقاطا عسكرية للجيش السوري والقوات الروسية، وتسبب في مقتل وإصابة عدد من الجنود من الجانبين. كما أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 69 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي أكبر مكونات «قسد».
وأفاد «المرصد السوري» بأن طائرات حربية روسية ألقت قنابل حرارية على محيط مدينتي الباب وبزاعة، ضمن منطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لأنقرة في ريف حلب الشرقي، أثناء مناورات روسية مشتركة مع القوات السورية بالمنطقة، ما أدى إلى اشتعال النيران في موقع سقوطها، من دون وقوع ضحايا.
وتجرى المناورات بمشاركة قوات من الجيش السوري والقوات الروسية، وسلاح الجو من الجانبين وعناصر من الدفاع الجوي وقوات الحرب الإلكترونية، ويشمل التدريب ضرب أهداف وهمية بريف حلب الشرقي، تزامناً مع إلقاء قنابل حرارية وصواريخ تدريبية من قبل الطائرات الروسية في أجواء مدينة الباب ومحيطها؟
وذكر «المرصد» أن المناورات، التي بدأت الأربعاء، تهدف لرفع الجاهزية القتالية والتصدي للضربات الجوية، وتستمر لمدة 6 أيام؟
في الوقت ذاته، توجه رتل عسكري روسي، مؤلف من عدد من المدرعات العسكرية، من مناطق سيطرة «قسد» في شرق الفرات باتجاه مناطق سيطرة القوات السورية بريف حلب، في إطار تبديل وتعزيز القدرات العسكرية للقوات الروسية.
وكانت القوات الروسية استقدمت في 13 يونيو (حزيران) الماضي تعزيزات عسكرية إلى قواعدها في ريف حلب الشمالي ضمن مناطق انتشار «قسد» والقوات السورية، تضمنت مدرعات وناقلات جند ومدافع ميدانية وجنودا، وزعت بين مطار منغ العسكري والقاعدة الروسية في تل رفعت بريف حلب الشمالي، بعد مضي نحو 24 ساعة على قصف المدفعية التركية رتلا عسكريا روسيا كان يمر بالتزامن مع القصف، على طريق أم الحوش - حربل بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة 4 آخرين.