في حلقة جديدة من مسلسل انهيار المباني بمحافظة الإسكندرية المصرية، شهدت المدينة اليوم (الاثنين)، انهيار مبنى مكون من 14 طابقاً، بالقرب من الشريط الساحلي للمدينة في منطقة سيدي بشر.
وخلّف الحادث الذي صدم المصريين قبل أيام من حلول عيد الأضحى، 4 مصابين، حتى منتصف نهار الاثنين، ومن بينهم أحد أفراد الأطقم الطبية من المسعفين؛ إذ أصيب في أثناء أداء عمله بالمبنى المنهار، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وجميعهم «في حالة مستقرة»، وفق إفادات رسمية.
وتواصلت عمليات البحث عن ناجين أو ضحايا بين ركام المبنى المنهار، بينما «تحاول قوات الحماية المدنية إزالة الأنقاض والبحث عن ضحايا أسفل المبنى»، بحسب «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية.
وشهد موقع المبنى انتقال فريق من النيابة العامة، وكلّفت النيابة الحماية المدنية ومسؤولي الحي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المنطقة والمباني المجاورة، وذلك تنفيذاً لقرارات المستشار حمادة الصاوي، النائب العام المصري، بالتحقيق في الواقعة.
كما شكلت النيابة العامة لجنة من «مديرية الإسكان» بالمحافظة لإجراء المعاينة اللازمة للمبنى وفحص ملفه، وصولاً لبيان سبب الحادث، وجارٍ استكمال إجراءات التحقيق.
ويقع المبنى المنهار في شارع خليل حمادة في نطاق منطقة سيدي بشر التابعة لحي أول المنتزه، الذي «احتل المركز الأول بين أكثر الأحياء تنفيذاً لقرارات الإزالة الصادرة والفورية الخاصة بالمباني المخالفة» في الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) حتى 22 مارس (آذار) 2023» بحسب بيانات رسمية من محافظة الإسكندرية.
وشهدت المحافظة بشكل عام تنفيذ قرارات إزالة لمباني ومبانٍ مخالفة بلغت 390 قراراً في الفترة نفسها، بينما تم تنفيذ 1630 قرار إزالة بناء مخالف خلال عام 2022.
وتكشف الأرقام الصادرة عن «الإدارة العامة للأزمات والكوارث وغرف العمليات» في محافظة الإسكندرية، عن أنه خلال عام 2022 تم تلقّي 484 شكوى انهيارات جزئية وكلية وسقوط مبانٍ في المحافظة، إلى جانب 1457 شكوى مخالفات (البناء – الهدم - الحفر).
وفي أول تعامل حكومي مع الحادث، وجّه الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، برفع حالة الاستعداد في مستشفيات محافظة الإسكندرية، لاستقبال أي إصابات جراء انهيار المبنى.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة دفعت بـ12 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، مع رفع حالة التأهب في مرفق إسعاف الإسكندرية، تحسباً للتعامل مع أي إصابات محتملة، مضيفاً أن فرق الإسعاف المتمركزة في موقع الحادث، متأهبة للتعامل مع أي إصابات.
في غضون ذلك، أوضح محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أن «المبنىحدث به انشطار نصفي رأسي، وجارٍ التأكد من وجود أي سكان أسفل الأنقاض، لافتاً إلى أن المبنى يستخدم شققاً للإيجار اليومي خلال موسم الصيف، من جانب المصطافين في المحافظة».
إلى ذلك، قال النائب البرلماني عن محافظة الإسكندرية أحمد مهنى، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المبنى المنكوب بُني في فترة السبعينيات، وحدث الانهيار بشكل رأسي، ويبدو أنه أُنشئ على مراحل عدة، بينما لم يتم حصر الخسائر حتى الآن».
وأوضح مهنى، الذي كان يتحدث هاتفياً إلى «الشرق الأوسط» من موقع انهيار المبنى، أن «التنسيق قائم بين أجهزة الإدارة التنفيذية لمحاولة حصر الخسائر؛ حيث تحركت جميع المعدات الثقيلة التي تخص أحياء الإسكندرية للتعامل مع الحادث، إلى جانب الاستعانة ببعض معدات المقاولين لرفع الأنقاض، ومساعدة قوات الحماية المدنية».
أبرز حوادث انهيارات المباني في الإسكندرية خلال 2023
شهدت مدينة الإسكندرية على مدار الأشهر الماضية عدداً من حوادث انهيارات المباني، كان أبرزها:
ـ في شهر يونيو (حزيران) الجاري، شهد حي جليم (شرق الإسكندرية) سقوط شرفتين من أحد المباني، ما تسبب في إصابة 3 أشخاص.
ـ خلال شهر مايو (أيار) الماضي، انهارت أجزاء من مبنى قديم بمنطقة كرموز (غرب الإسكندرية)، ما أدى لتهشم سيارة تصادف وجودها أسفل العقار.
ـ في شهر مايو أيضاً، شهد حي الجمرك (غرب الإسكندرية) حدوث ميل شديد بمبنى مكون من طابق أرضي و9 طوابق، كان قد صدر له قرار إخلاء للإزالة، بسبب مخالفة الطوابق من الثالث إلى التاسع.
ـ خلال عيد الفطر الماضي - أبريل (نيسان) الماضي - شهدت منطقة بحري انهيار مبنى قديم غير مأهول، دون إصابات أو خسائر في الأرواح.
ـ خلال أبريل الماضي، انهار مبنى مكون من 4 طوابق، في منطقة الورديان (غرب الإسكندرية)، ما أسفر عن 6 حالات وفاة و5 مصابين.