بن غفير يتحدى دروز الجولان ويعيد العمل في مشروع «التوربينات»

الحكومة تتجاهل مناقشة الأزمة إلى ما بعد العيد... و«الشاباك» يدخل على الخط

أفراد من الدروز يتظاهرون في قريتهم مسعدة في مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
أفراد من الدروز يتظاهرون في قريتهم مسعدة في مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
TT
20

بن غفير يتحدى دروز الجولان ويعيد العمل في مشروع «التوربينات»

أفراد من الدروز يتظاهرون في قريتهم مسعدة في مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)
أفراد من الدروز يتظاهرون في قريتهم مسعدة في مرتفعات الجولان المحتلة (أ.ف.ب)

أعلن المفوض العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي (الخميس)، أن العمل على إقامة منشأة التوربينات على أراضي هضبة الجولان (المحتلة)، سيُستأنف فوراً، متجاهلاً بذلك طلبات قادة الدروز في إسرائيل بوقف المشروع وتشكيل لجنة مشتركة لوضع حلول عملية.

وجاء تصريح شبتاي، بعد وقت قصير من إعلانه تجميد العمل على نصب التوربينات، استجابة لمطلب الرئيس الروحي للطائفة الدرزي الشيخ موفق طريف.

مواجهات بين دروز والشرطة الإسرائيلية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين الأربعاء (أ.ب)
مواجهات بين دروز والشرطة الإسرائيلية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين الأربعاء (أ.ب)

وأصدرت الشرطة الإسرائيلية بياناً قالت فيه: إنه «على عكس المعلومات المغلوطة التي نُشرت، لم توعز الشرطة الإسرائيلية بوقف العمل في بناء التوربينات في هضبة الجولان»، باعتبار أن «مثل هذا القرار، يخصّ المستوى السياسيّ فقط».

لكن هيئة البث الإسرائيلية «كان»، قالت: إن وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير، هو الذي يقف خلف استئناف العمل «فوراً» في المشروع الذي كان فجّر مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والدروز يوم الأربعاء في الجولان، وانتهت بإصابات خطيرة.

وقالت «كان»: إن موقف بن غفير من هذه القضية، يختلف عن موقف مفوض الشرطة، وهو الذي طلب منه العدول عن قراره وأن يصدر تعليماته بمواصلة العمل في هضبة الجولان، بغض النظر عن مطالب قادة الطائفة الدرزية بتجميد العمل وسحب قوات الأمن إلى ما بعد عيد الأضحى.

تجمع بالقرب من قرية مجدل شمس في الجولان الثلاثاء احتجاجاً على توربينات الرياح في الأراضي الزراعية بالقرية (أ.ف.ب)
تجمع بالقرب من قرية مجدل شمس في الجولان الثلاثاء احتجاجاً على توربينات الرياح في الأراضي الزراعية بالقرية (أ.ف.ب)

وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن «الوزير بن غفير أمر مفوض الشرطة بمواصلة العمل وبعدم الاستجابة لمطلب القيادات الدرزية، فما كان من المفوض شبتاي إلا الانصياع لأوامر الوزير والإعلان عن استمرار العمل في نصب التوربينات، وهو ما ينذر بتصعيد الاحتجاجات».

وكان بن غفير قد التقى شبتاي، وعارضه في وقف العمل في المشروع، معتبراً أن ذلك يمثل ضربة لإسرائيل وشرطتها، وأن الدولة يجب أن تنفذ المشروع وتكون قادرة عليه وعلى فرض القانون على الجميع، بما في ذلك المجتمع الدرزي.

يساعدون متظاهراً أُصيب في قريتهم مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل عام 1967 (أ.ف.ب)
يساعدون متظاهراً أُصيب في قريتهم مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل عام 1967 (أ.ف.ب)

الاحتجاجات الدرزية على نصب التوربينات، توسعت، الأربعاء، من القرى الدرزية في هضبة الجولان، إلى البلدات الدرزية في الجليل، حيث أغلق المحتجون خلالها محاور رئيسية قبل أن تنفجر مواجهات عنيفة مع الشرطة.

إطارات محترقة احتجاجاً على خطط لتوربينات في كفار فراديم بالجولان (رويترز)
إطارات محترقة احتجاجاً على خطط لتوربينات في كفار فراديم بالجولان (رويترز)

موقف بن غفير مستمد كما يبدو من موقف مماثل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن حكومته «لن تقبل أعمال شغب، وأن دولة إسرائيل هي دولة قانون، وجميع مواطني إسرائيل ملزَمون باحترام القانون».

ودعم نتنياهو استئناف العمل في مشروع التوربينات على الرغم من أنه اجتمع بزعيم الطائفة الدرزية موفق طريف، بحضور رئيس «الشاباك» رونين بار.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن السبب وراء مشاركة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية في اللقاء الذي جاء لتهدئة الخواطر، وجود معلومات لدى الجهاز بنية المُحتجين، «استخدام العنف» ضد قوى الأمن في المظاهرات.

وكان بار حذّر في محادثات مغلقة سابقة، من «وجود تنظيمات عنيفة في صفوف المجتمع الدرزي في إسرائيل»، محذراً من أن دافع التنظيمات، ليس بالضرورة الحراك الاحتجاجي على التوربينات، وإنما لدواعٍ «قومية».

تدريب عسكري إسرائيلي قرب مرتفعات موشاف ترمب في هضبة الجولان الخميس (أ.ف.ب)
تدريب عسكري إسرائيلي قرب مرتفعات موشاف ترمب في هضبة الجولان الخميس (أ.ف.ب)

والدفع بالمشروع من جديد يؤكد تجاهل الحكومة الإسرائيلية قادة الطائفة الدرزية الذين اجتمعوا بعد المواجهات ووجهوا رسالة إلى نتنياهو بأن يصدر تعليماته الفورية لإخراج قوات الأمن كافة من المكان، وتجميد جميع الأعمال الميدانية الخاصة بإقامة منشأة التوربينات في هضبة الجولان إلى ما بعد الاحتفال بعيد الأضحى.

وقال قادة الطائفة الدرزية في رسالة بعثوا بها لنتنياهو عقب الاجتماع «نتوقع أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية بشكل إيجابي لهذا الطلب وتسمح لأبناء الطائفة بالاحتفال بفترة العيد بسلام وهدوء».

واقترح قادة الطائفة الدرزية تشكيل لجنة عمل تشمل الدروز، بمن فيهم ممثلون عن الطائفة في بلدات الجولان ومندوبين عن الحكومة من أجل التشاور بحثا عن حل يرضي كافة الأطراف. وأكدت الرسالة انه في حال رفض رئيس الوزراء الاستجابة لهذا المطلب، فإن الاحتجاجات لن تتوقف.

وقال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف: إنه بإمكان الدولة نصب توربينات الرياح على الأراضي التي تمتلكها، محذراً من وجود جهات محرضة على المجتمع الدرزي.

اشتباكات بين متظاهرين دروز والشرطة الإسرائيلية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع (أ.ب)
اشتباكات بين متظاهرين دروز والشرطة الإسرائيلية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع (أ.ب)

وتابع في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية: «حذرت في الماضي وأعربت عن قلقي مرات عدة من موجة الاحتجاجات التي من شأنها أن تجتاح البلدات الدرزية، بسبب السياسات الصارمة والتشريعات التمييزية في السنوات الأخيرة. وأحذر اليوم من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يسيطر عليها أحد».

وأردف: «لا نريد عنفاً ولا مواجهات (...) يجب معاملة المحتجين هنا كما يتم التعامل معهم في كل الاحتجاجات في إسرائيل. طالبت بتجميد الأعمال في مرتفعات الجولان والدخول في حوار على الفور».

ومشروع التوربينات العملاقة في قرى الجولان هو مشروع صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية، قبل سنوات، لكن أهالي الجولان أحبطوا المحاولة الأولى عام 2020 وعدّوا المشروع برمته بمثابة إعلان حرب.

ويقول الدروز المحتجون: إن إقامة التوربينات ستدمر الأرض والمزروعات والبيئة، بينما تقول الحكومة الإسرائيلية: إن المشروع يهدف إلى توفير الكهرباء لحوالي 50 ألف أسرة.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تريد تقاسم النفوذ مع تركيا في سوريا تمهيداً لضمها إلى اتفاقيات «أبراهام»

شؤون إقليمية متعلقات تركتها القوات الإسرائيلية خلفها في حرش سد تسيل بمحافظة درعا جنوب سوريا بعد توغل وانسحاب يوم 3 أبريل الحالي (أ.ف.ب)

إسرائيل تريد تقاسم النفوذ مع تركيا في سوريا تمهيداً لضمها إلى اتفاقيات «أبراهام»

مع الإعلان عن عقد أول اجتماع فني لإسرائيل وتركيا في أذربيجان؛ لمناقشة وضع آلية لتفادي التضارب في سوريا، يبرز التساؤل عما تريده تل أبيب في سوريا تماماً.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال استقبال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في واشنطن الثلاثاء (رويترز)

تركيا تبحث مع أميركا الانسحاب من سوريا ودعم إدارتها لتحقيق الاستقرار

اتفقت تركيا والولايات المتحدة على أهمية التعاون مع الإدارة السورية ودعم المرحلة الانتقالية وتحقيق الاستقرار في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية نازحون في الشاحنات أثناء إجلائهم بسبب مخاوف من توغلات الجيش الإسرائيلي في أعقاب هجوم مسيّرة على قرية كويا جنوب غربي سوريا الثلاثاء (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعدّ هجوم «داعش» على قواته انعطافاً في الجبهة السورية

إطلاق «داعش» النار الكثيف على قوات إسرائيلية في الجنوب السوري اعتبرته إسرائيل «واقعاً جديداً يشكل انعطافاً للتحديات في هذه المنطقة».

نظير مجلي (تل أبيب)
خاص لافتة تشير إلى مدينة القنيطرة في الجولان السوري

خاص الفقر يدفع شباباً من القنيطرة السورية للتسجيل في برنامج عمالة إسرائيلي

عشرات الشباب السوريين في القنيطرة سجلوا أسماءهم في برنامج عمالة يومي بإسرائيل، وطالب الأهالي الحكومة السورية بتحسين الوضع المعيشي وقطع الطريق على تل أبيب

«الشرق الأوسط» (القنيطرة (جنوب سوريا))
شؤون إقليمية دخان يتصاعد من حي دمر غرب العاصمة السورية بعد قصف على مبنى زعمت إسرائيل أنه يضم عناصر من «الجهاد الإسلامي»... (سانا)

إسرائيل تختار موعد التوقيع على «الإعلان الدستوري» لتقصف قلب دمشق

اختارت الحكومة الإسرائيلية الوقت الذي كان فيه الرئيس السوري أحمد الشرع، يوقع، الخميس، على الإعلان الدستوري السوري للمرحلة الانتقالية.

نظير مجلي (تل أبيب)

لبنان: تعيين مايكل ليني رئيساً جديداً للجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية

الرئيس اللبناني جوزيف عون (وسط) يلتقط صورة مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (يسار) والجنرال مايكل جيه ليني بعد اجتماعهم بالقصر الرئاسي في بعبدا (أ.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (وسط) يلتقط صورة مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (يسار) والجنرال مايكل جيه ليني بعد اجتماعهم بالقصر الرئاسي في بعبدا (أ.ب)
TT
20

لبنان: تعيين مايكل ليني رئيساً جديداً للجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية

الرئيس اللبناني جوزيف عون (وسط) يلتقط صورة مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (يسار) والجنرال مايكل جيه ليني بعد اجتماعهم بالقصر الرئاسي في بعبدا (أ.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (وسط) يلتقط صورة مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (يسار) والجنرال مايكل جيه ليني بعد اجتماعهم بالقصر الرئاسي في بعبدا (أ.ب)

أكدت الرئاسة اللبنانية، الأربعاء، تعيين مايكل ليني رئيساً جديداً للجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية خلفاً للأميركي جاسبر جيفرز.

وذكرت الرئاسة اللبنانية في حسابها على منصة «إكس» أن الرئيس جوزيف عون استقبل جيفرز الذي قدَّم له خلفه ليني، في حضور السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون.

وأضافت أن عون شدَّد على ضرورة تفعيل عمل لجنة المراقبة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف «اعتداءاتها» والانسحاب من التلال الخمس التي تمركزت فيها بالجنوب اللبناني.

وأوضح الرئيس اللبناني أن الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب، لا سيما في منطقة جنوب الليطاني «حيث يواصل عملية مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة».

وفي وقت لاحق، استقبل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام كلاً من ليني وجيفرز وجونسون، حيث شدَّد على أن الانسحاب الإسرائيلي هو «المدخل الفعلي لتعزيز سلطة الدولة وتقويتها»، بحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء.

وجدد سلام التأكيد على أن الجيش اللبناني يواصل مهامه في توسيع الانتشار لبسط سيطرته بشكل كامل على الأراضي اللبنانية، مشدداً على «ضرورة التزام إسرائيل بوقف خروقها للاتفاق ووقف الاعتداءات التي تطال مختلف المناطق».