اشتباكات مسلحة قرب الحدود السورية الأردنية بعد اغتيال أفراد من اللواء الثامن

بلدة نصيب بدرعا جنوب سوريا (درعا 24)
بلدة نصيب بدرعا جنوب سوريا (درعا 24)
TT

اشتباكات مسلحة قرب الحدود السورية الأردنية بعد اغتيال أفراد من اللواء الثامن

بلدة نصيب بدرعا جنوب سوريا (درعا 24)
بلدة نصيب بدرعا جنوب سوريا (درعا 24)

اندلعت اشتباكات قرب الحدود السورية - الأردنية في بلدة نصيب شرق درعا، بين اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم، ومجموعة متهمة بعمليات اغتيال وتجارة المخدرات، صباح اليوم الاثنين، على أثر اغتيال عناصر اثنين من اللواء الثامن، واتهام مجموعة مسلحة في بلدة نصيب باغتيالهما.

وفي تفاصيل ذلك، قال سكان محليون في بلدة نصيب بريف درعا الشرقي لـ«الشرق الأوسط»، إن الاشتباكات أسفرت عن إغلاق الطريق الدولي دمشق - درعا – عمان، لساعات صباح الاثنين، من جهة بلدة نصيب، بعد أن وقعت الاشتباكات قرب جمرك نصيب السوري، بين اللواء الثامن ومجموعة مسلحة في البلدة تعرف باسم مجموعة «فايز الراضي» الذي قتل قبل شهرين بعد هجوم اللواء الثامن على مقراته في بلدة الطيبة وأم المياذن؛ حيث عثر فيها على كميات من المخدرات.

وجاءت الاشتباكات بعد ساعات قليلة من تعرض عنصرين من اللواء الثامن «أنس وقصي الزعبي وزوجته»، من بلدة الطيبة، لعملية اغتيال صباح الاثنين، وتوجهت الاتهامات بقتلهما لعناصر من مجموعة «فايز الراضي» في بلدة نصيب، قرب الحدود السورية الأردنية، بريف درعا الشرقي.

وقال المرصد إنه استُخدمت الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وسط انتشار واسع لعناصر «الفيلق الثامن»، ومناشدات من قبل أكثر من 300 مواطن وبعض الموظفين الذين يعملون في مكاتب الاستراحة في جمارك نصيب، لإخراجهم من مكان الاشتباكات، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية حتى اللحظة. ويشار إلى أن مجموعة المدعو «فايز الراضي» تُتهم بتجارة وترويج المخدرات في المنطقة.

قوات النظام السوري قرب معبر نصيب الحدودي مع الأردن يوليو 2018 (سانا)

وأشارت المصادر إلى عدم مبادرة قوات النظام السوري بالتدخل في الاشتباكات الحاصلة قرب جمرك نصيب، رغم انتشارها على حاجز عند مدخل المعبر، وحاجز آخر بين بلدتي أم المياذن ونصيب على الطريق الدولي. وتوجد أيضاً عناصر أمنية وقوات شرطة داخل المعبر، وسط حالة من التوتر الأمني تشهدها بلدات نصيب وأم المياذن والطيبة في ريف درعا الشرقي، ووسط انتشار لقوات من اللواء الثامن في بلدات أم المياذن والطيبة، واستقدامه تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وانتشار مجموعة «الراضي» المتهمة بعمليات اغتيال وتجارة المخدرات في بلدة نصيب.

وهناك مخاوف لدى المدنيين من استمرار المواجهات بين الطرفين اللذين انتشرا بين الأحياء السكنية في القرى والبلدات الحدودية.

وتشهد محافظة درعا جنوب سوريا حالة من الفوضى الأمنية، تتمثل في عمليات اغتيال واستهداف لقوات النظام ومعارضين سابقين ومدنيين، وانتشار مجموعات محلية مسلحة مختلفة الولاءات والاتجاهات، بعضها مدعوم من الأجهزة الأمنية في درعا؛ حيث وثق قسم الجنايات والجرائم في مكتب توثيق الشهداء في درعا، خلال شهر مايو (أيار) الماضي، 45 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 30 شخصاً، بينهم 25 شخصاً من المدنيين ومقاتلي فصائل المعارضة السابقين الذين انضموا إلى اتفاقية «التسوية» في عام 2018، و5 قتلى من المسلحين ومقاتلي قوات النظام، وإصابة 14 آخرين. ونجا شخصٌ من محاولة اغتياله.


مقالات ذات صلة

العاهل الأردني يحذر من «خطورة الأوضاع في الضفة»

المشرق العربي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)

العاهل الأردني يحذر من «خطورة الأوضاع في الضفة»

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه وفداً من الكونغرس الأميركي، اليوم (الأربعاء)، من «خطورة تطورات الأوضاع في الضفة الغربية».

«الشرق الأوسط» (عمان)
المشرق العربي طائرة تتبع الخطوط الملكية الأردنية (صفحة الشركة على فيسبوك)

«إير فرانس» تعلق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت

ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أن شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية علّقت رحلاتها من وإلى بيروت، الأحد، «وذلك نتيجة الوضع الراهن».

«الشرق الأوسط» (عمان)
المشرق العربي نقطة تفتيش حدودية بالقرب من معبر نصيب بين الأردن وسوريا 29 سبتمبر 2018 (رويترز)

زلزال بقوة 4.8 يهز الحدود بين الأردن وسوريا

قال مركز أبحاث علوم الأرض الألماني (جي إف زد)، إن زلزالاً بقوة 4.8 درجة هز منطقة الحدود الأردنية - السورية، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (عمّان)
الخليج الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء في الإمارات ووزير الخارجية مع أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية الإمارات والأردن يبحثان تداعيات اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات ووزير الخارجية، مع أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني…

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي جانب من مسيرة في عمّان منددة باغتيال قياديين فلسطينيين يوم 9 أغسطس الجاري (رويترز)

حراك دبلوماسي أردني وتأهب عسكري

أخذ التأهب العسكري والأمني في الأردن شكلاً عملياتياً من خلال إجراءات لمنع أي اختراق لأجواء المملكة وسيادتها، في ظل التوتر الإيراني - الإسرائيلي.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

القضاء العراقي: معلومات «شبكة التنصت» مبنية على «التحليل والاستنتاج»

رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني (د.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني (د.ب.أ)
TT

القضاء العراقي: معلومات «شبكة التنصت» مبنية على «التحليل والاستنتاج»

رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني (د.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني (د.ب.أ)

أعاد مجلس القضاء الأعلى العراقي، الأحد، التذكير بقضية «شبكة التنصت» التي تفجرت قبل نحو أسبوعين، وضمت مسؤولين وضباطاً متخصصين في الأمن الرقمي، يعملون في مكتب رئاسة الوزراء.

ووصف مجلس القضاء الأعلى المعلومات المتداولة بشأن القضية بأنها «غير دقيقة». وأكد في بيان «عدم دقة المعلومات المتداولة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص التحقيق فيما تعرف بقضية (شبكة محمد جوحي) كون هذه المعلومات مبنية على التحليل والاستنتاج، بعيداً عن الحقيقة». وجوحي المشار إليه شغل منصب معاون مدير عام الدائرة الإدارية في مكتب رئيس الوزراء، وهو ابن أخٍ لرائد جوحي، مدير مكتب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.

وفي مقابل البيان القضائي الذي أشار إلى المتورط في «قضية التنصت» بصراحة، أصدر الناطق الرسمي باسم الحكومة، باسم العوادي، الأحد، بياناً يشير إلى القضية نفسها التي تتوالى فصولها منذ أيام.

وقال بيان الناطق إن حكومته «تتابع من منطلق التزامها ومسؤولياتها القانونية، الحملات المضللة التي تستهدف إعاقة عملها في مختلف المجالات، ومنها ما جرى تناوله من معلومات غير دقيقة تستبطن الغمز، وبعضها تضمن الاتهام المباشر للحكومة تجاه قضايا تخضع الآن لنظر القضاء؛ إذ تنتظر السلطة التنفيذية ما سيصدر عنه بهذا الصدد، مع تأكيد الحكومة المستمر على الالتزام بالقانون واحترام قرارات القضاء».

وأضاف أن «الحكومة تشدد على المضي في محاربة الفساد وكل أشكال التعدي على القانون، وذلك بالتعاون المستمر والوثيق مع السلطتين القضائية والتشريعية، كما أنها تعوّل في هذا المسار على يقظة المواطن ووعيه، حتى لا يكون ضحيّة لمن يشوه الحقائق ويتعمد تضليل الرأي العام».

وذكر بيان الناطق الحكومي أن «هناك من يعمل على جرّ الحكومة وإشغالها عن نهجها الوطني، عبر محاولات يائسة لا تصمد أمام الإجراءات القانونية الحقيقية والفعلية التي تعمل الحكومة على تنفيذها ودعمها. وقد أثبتت السنتان الماضيتان من عمر الحكومة قوة الإرادة في هذا الاتجاه، والتصميم المتواصل على تنفيذ الإصلاحات، وعدم التهاون في الحق العام، مهما كانت الضغوط والتبعات».

رد متأخر

بيان القضاء الجديد، وكذلك الحكومة، صدرا بعد 4 أيام من بيان مماثل أصدره القضاء، وقال فيه إنه «لا صحّة لما يجري تداوله على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وجود محاولات تنصت على القاضي فائق زيدان»، بالنظر إلى أن المعلومات التي رشحت عن عمل شبكة التنصت، ذهبت إلى أن زيدان كان ضمن لائحة المستهدفين.

ويضفي البيانان الجديدان مزيداً من الغموض على القضية بدلاً من تفكيك تفاصيلها، حسب مراقبين؛ خصوصاً مع ما يتردد عن تورط مسؤولين كبار في رئاسة الوزراء. وتشير بعض المصادر إلى صدور أوامر قبض جديدة على مسؤولين رفيعين في مكتب رئيس الوزراء.

وكان السوداني قد أمر في 20 أغسطس (آب) الماضي بـ«تشكيل لجنة تحقيقية بحقّ أحد الموظفين العاملين في مكتب رئيس مجلس الوزراء؛ لتبنّيه منشوراً مُسيئاً لبعض المسؤولين، وعدد من السادة أعضاء مجلس النواب، وإصدار أمر سحب يد لحين إكمال التحقيق».

وأبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» الخميس الماضي، بأن «زعيمين بارزين في (الإطار التنسيقي) من ضحايا عملية التنصت التي قامت بها الشبكة المذكورة، وأنهما أبلغا القضاء بمعطيات القضية».

وحسب إفادات سابقة للنائب مصطفى سند، فإن محكمة تحقيق الكرخ، المختصة بقضايا الإرهاب، قامت، الأسبوع الماضي، بـ«اعتقال شبكة من القصر الحكومي لمكتب رئيس الوزراء؛ وعلى رأسهم المقرَّب (محمد جوحي)، وعدد من الضباط والموظفين».

وذكر أن الشبكة «كانت تمارس عدة أعمال غير نظيفة؛ ومنها التنصت على هواتف عدد من النواب والسياسيين (وعلى رأسهم رقم هاتفي)، كذلك تقوم الشبكة بتوجيه جيوش إلكترونية، وصناعة أخبار مزيفة، وانتحال صفات لسياسيين ورجال أعمال ومالكي قنوات».

حجاج شيعة على طريق كربلاء لإحياء «ذكرى عاشوراء» في أغسطس 2024 (رويترز)

«تمثيلية» أو تصفية حساب

وترى أوساط مقربة من السوداني أن تلك محاولات لتصفية الحسابات معه، نظراً إلى أن معلومات كهذه سوف تتسبب في إحراج كبير له، قد يؤثر على وضعه السياسي على مشارف الانتخابات. لكن القيادي السابق بالتيار الصدري، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الأعرجي، وصف الأمر بأنه لا يخرج عن إطار «التمثيلية».

الأعرجي -في لقاء متلفز- قال إن «(الإطار التنسيقي) قام بتمثيلية إعلامية ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من أجل أن يعود إلى صفوفه في الانتخابات المقبلة». وأضاف الأعرجي أن «بعض الخلافات بين السوداني و(الإطار) قديمة، وظهرت الآن مع قرب الانتخابات»، مضيفاً أن «الهجمة الإعلامية ضد رئيس الوزراء هي تمثيلية، من أجل أن يعود إلى صفوف (التنسيقي) في التحالفات الانتخابية». وأكد الأعرجي أن «بعض الأطراف في (الإطار) كانت تتصور أن يكون السوداني سهلاً، ويمكن أن يمرر كثيراً من الأمور والعقود والمصالح، وأن يكون مديراً لهم؛ لكنه لا يقبل بذلك، وأصبح قائداً سياسياً».

ورقة ضغط انتخابية

في وقت بدأت فيه بعض الأطراف داخل «الإطار التنسيقي» الشيعي التي بدأت خلافاتها مع السوداني تظهر على السطح، ترفع سقف طموحاتها بشأن نتائج التحقيقات في قضية التنصت، والتي أشاعوا تسميتها «شبكة التجسس»، لا تزال هناك قوى ضمن دائرة «الإطار» نفسه، لا ترغب في هذا التصعيد؛ كونها داعمة للسوداني أصلاً، ولكونها ترى أن أي هزة في البيت الشيعي، وفي هذا الظرف، لن تتوقف تداعياتها عند منصب رئيس الوزراء.

وفي هذا السياق، ورغم عدم عقد اجتماع دوري لقوى «الإطار التنسيقي»، فإن قائدين بارزين، هما: زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، وزعيم «العصائب» قيس الخزعلي، التقيا مؤخراً ليصدرا بياناً يؤازران فيه حكومة السوداني.

لكن بالنسبة للأطراف التي تعتمد على تسريبات متداولة حول تقديم موعد الانتخابات البرلمانية، من نهاية العام المقبل إلى منتصفه، بعدما فشلت في إجراء انتخابات مبكرة نهاية العام الحالي، فإن تركيزها الآن ينصب على المطالبة بتغيير قانون الانتخابات، من الدائرة الواحدة إلى دوائر متعددة، للحد من قدرة السوداني والمتحالفين معه على الحصول على الأغلبية التي تؤهلهم لتشكيل الحكومة المقبلة.