حولت إسرائيل ليل الضفة الغربية ساحات مواجهات مع توسيع حجم الاقتحامات التي استهدفت اعتقال مطلوبين للجيش، وهدم منازل في شمال الضفة ووسطها وجنوبها.
واشتبك الفلسطينيون في وقت مبكر من فجر الخميس، مع الجيش الإسرائيلي في رام الله وأريحا وجنين لساعات؛ ما خلف إصابات ومعتقلين.
واقتحم الإسرائيليون مدينة رام الله، مقرّ السلطة الفلسطينية، لهدم منزل في البلدة القديمة يخص عائلة الأسير إسلام فروخ الذي يقف خلف عملية تفجير مزدوجة في القدس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وحاصروا المنزل قبل أن تندلع مواجهات واسعة في المكان، في حين اقتحموا جنين ونابلس والخليل ومناطق في القدس كذلك.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن «الذي يجري إعادة احتلال كامل للضفة الغربية، سواء كان ذلك مناطق (أ، ب، ج)، وواضح تماماً أن هذه الحكومة تضرب بعرض الحائط أي سيادة فلسطينية، سواء نص عليها الاتفاق أو غيره».
جاءت أقوال أشتية وهو يتفقد منزل الأسير فروخ بعد هدمه، وقد تعهد ببناء كل بيت يهدمه الاحتلال. وأضاف أن «ما قام به الاحتلال جريمة نكراء؛ إذ حولت عائلة بين ليلة وضحاها إلى عائلة مشردة بعد هدم بيتها.»

وكانت قوات إسرائيلية كبيرة قد حاصرت منزل فروخ قبل هدمه ما فجر مواجهات واسعة في المكان. ورشق الفلسطينيون الجيش الإسرائيلي بالحجارة والزجاجات ورد الجيش بإطلاق الرصاص.
وأفادت وزارة الصحة بأن طواقمها تعاملت مع 35 جريحاً بينهم 20 جريحاً بالرصاص الحي، بينها إصابتان خطيرتان في البطن، وثالثة خطيرة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الرأس، حيث اخترقت الجمجمة وأدت إلى نزيف في الدماغ، إضافة إلى إصابة خطيرة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الرأس، حيث اخترقت الجمجمة وأدت لنزيف في الجيوب الأنفية، وشملت الإصابات صحفيين.

وفي وقت لاحق، الخميس، أكد الجيش الإسرائيلي إصابة مصور فلسطيني في مواجهات رام الله.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنه أجرى تحقيقاً أولياً أفضى إلى أن مصوراً صحفياً فلسطينياً تواجد في منطقة المواجهات العنيفة وسط حشد يرشق الجيش بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وعلى ما يبدو فإن المصور أصيب برصاصة مطاطية. وأضاف أن ملابسات القضية قيد التحقيق وسيبذل الجيش قصارى جهده لعدم إلحاق الأذى بمن هم غير متورطين، وهو حريص للغاية فيما يتعلق بحرية الحركة والصحافة.
وكان الانفجاران اللذان وقعا في القدس ويقف خلفهما فروخ، أسفرا عن مقتل شخصيين وإصابة ما لا يقل عن 14 آخرين.
وتهدم إسرائيل عادة منازل منفذي الهجمات باعتبار ذلك رادعاً لغيرهم، لكن عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة «فتح»، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اعتبر «هدم بيوت المناضلين هو عقاب جماعي يندرج تحت جرائم الحرب، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فوري لوقف هذه الجرائم ومحاكمة مرتكبيها».

أثناء اقتحام رام الله، هاجم الجيش الإسرائيلي مخيم عقبة جبر في أريحا، كذلك اقتحم جنين و نابلس والخليل. وسلم ذوي الأسير ماهر صلاح شلون إخطاراً بهدم منزله، وهناك تفجرت مواجهات عنيفة، وهي مواجهات اندلعت كذلك في عرابة واليامون والسيلة الحارثية، وكفردان، في جنين وفي نابلس والقدس والخليل.
واعتقل الجيش الإسرائيلي نحو 25 فلسطينياً من الضفة في عملية الخميس.

وجاء الاقتحام الواسع بعد ساعات من لقاء جمع ممثل الولايات المتحدة الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو بأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
وطالب الشيخ، عمرو، بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الإجراءات الأحادية كافة. لكن لا يبدو أن إسرائيل تخطط لذلك في وقت قريب.
هذا، وقرر الجيش الإسرائيلي تشكيل فرقة تدخل سريع، خاصة في الضفة لمواجهة العمليات.
وذكرت «القناة 14» العبرية أنه بعد سلسلة من العمليات قرّر اللواء يهودا فوكس قائد القيادة المركزية إنشاء فريق مشترك يضم «الشاباك» (الأمن العام) ووحدة «ماجلان» (وحدة استطلاع قتالية) ووحدة خاصة أخرى للعمل في الضفة الغربية.
جاء ذلك ضمن قرارات أخرى اتخذت في ضوء تقييم أمني إسرائيلي، وشملت زيادة تصفيح الجزء السفلي من «الجيبات» العسكرية التي يستخدمها الجيش في الضفة.
وتصاعد العنف في الضفة الغربية خلال العام المنصرم. وكثَّفت إسرائيل مداهماتها هناك وسط سلسلة من الهجمات التي نفذها فلسطينيون في شوارعها.