في حارة صغيرة لا يزيد عرضها على ثلاثة أمتار، تتفرع من شارع الهادي سلامة، بضاحية عين شمس شرق القاهرة، أقيم (الثلاثاء) عزاء «محدود» للمجند المصري الذي قُتل في «حادث الحدود» المصرية - الإسرائيلية، السبت الماضي. وأكد أفراد من أسرة المجند وجيران له، أنه «جرى دفن جثمان المجند (الاثنين) في مسقط رأسه في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)».
وخلت مراسم العزاء في حي عين شمس من طقوس اعتادها المصريون للعزاء، حيث لم يكن هناك قارئ للقرآن، ولم يصطف أقارب وأصحاب الفقيد في انتظار المعزين، كما غابت وسائل الإعلام المحلية.
وكانت صفحات تخص منطقة عين شمس بالقاهرة قد تناقلت، صوراً للمجند مع رثائه. وأعلنت هذه الصفحات أن أسرته سوف تتلقى العزاء في منطقة عين شمس (الثلاثاء). وقال أحد جيران المجند، بمنطقة عين شمس، لـ«الشرق الأوسط»، (الثلاثاء)، إن «العزاء كان محدوداً، واقتصر على الأقارب والجيران».
وأقيم العزاء في شارع الهادي سلامة المتفرع من شارع أحمد عصمت، وهو شارع رئيسي في الحي المكتظ بالسكان. ورصدت «الشرق الأوسط» عدداً محدوداً من الأهالي في العزاء، غالبيتهم من الشباب. وكتب أحد أقارب المجند عبر «فيسبوك» (الاثنين) أن «وصية الراحل حال وفاته أن يكون العزاء على المدافن».
وعين شمس، حي تاريخي أسسه الفراعنة، ينقسم إلى عين شمس الشرقية وعين شمس الغربية، يفصل بينهما خط سكك حديدية القاهرة السويس وخط مترو الأنفاق (المرج - حلوان)، وتقع منطقة عين شمس في شرق القاهرة، وتطل على مصر الجديدة، والمطرية، ومدينة السلام، وتتبع عين شمس الغربية حي المطرية.
وبينما لم يصدر عن الجانب المصري أي بيانات رسمية تخص المجند، فإن هيئة البث الإسرائيلية الحكومية ذكرت أن «المصري الذي قُتل على الحدود، هو محمد صلاح (22 عاماً) من القاهرة»، وأرفقت صورة له. وتفاعل قطاع كبير من المصريين بمختلف انتماءاتهم خلال الأيام الماضية مع المجند ليتصدر اسمه حديث مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تحولت صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» إلى دفتر عزاء. كما نعاه مقربون له على صفحاتهم الشخصية، مشيدين ببطولته.