مساعٍ عراقية لإخراج الموازنة من عنق زجاجة الخلافات

صورة نشرها حساب البرلمان العراقي من اجتماع اللجنة المالية الأحد (تلغرام)
صورة نشرها حساب البرلمان العراقي من اجتماع اللجنة المالية الأحد (تلغرام)
TT

مساعٍ عراقية لإخراج الموازنة من عنق زجاجة الخلافات

صورة نشرها حساب البرلمان العراقي من اجتماع اللجنة المالية الأحد (تلغرام)
صورة نشرها حساب البرلمان العراقي من اجتماع اللجنة المالية الأحد (تلغرام)

دخل زعماء الخط الأول في العراق على خط إيجاد حل لأزمة الموازنة المالية الناتجة عن خلاف مع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، فيما يبدو أن هوة الخلاف لا تزال واسعة بين الطرفين.

ورغم أن الخلاف يتعلق بفقرتين فقط من مواد الموازنة، فقد عدت حكومة إقليم كردستان ما حدث (تعديلهما في لجنة المالية البرلمانية) بمثابة استهداف سياسي لإقليم كردستان، ما يهدد كل الاتفاقيات السياسية الموقعة بين المركز والإقليم (بغداد وأربيل)، خصوصاً وثيقة الاتفاق السياسي التي تشكلت الحكومة الحالية بموجبها، وكان «الحزب الديمقراطي الكردستاني» أحد أطرافها الفاعلة.

وفي إشارة إلى عدم حدوث توافق بين الطرفين واستمرار الخلافات، فقد عد زعيم «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم عدم تلبية الموازنة المالية العامة للبلاد «طموح» كافة القوى السياسية العراقية أمراً «طبيعياً». وذكر الحكيم في لقاء متلفز أن «الاتفاق على الموازنة رغم كل التعقيدات سيكون دليلًا على نجاح التجربة السياسية الحالية في العراق». وتابع أن «ائتلاف إدارة الدولة العراقية حالياً تجسيد للتفاهم بين المكونات السياسية، وأنه يأمل في إقرار الموازنة الجديدة لتكون الأكبر في تاريخ العراق». وكانت قد توالت طوال الأيام القليلة الماضية الاجتماعات الرسمية، سواء من قبل قادة «الإطار التنسيقي» الشيعي أو قيادة «ائتلاف إدارة الدولة»، فضلاً على اللقاءات والاتصالات غير الرسمية، لتقليص مساحة الخلاف، لكن لم تعلن حتى الآن رئاسة البرلمان موعداً جديداً لغرض التصويت على الموازنة.

وكانت حكومة إقليم كردستان وقيادة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» قد اعترضتا على تعديلات أُجريت من قبل اللجنة المالية على الفقرات الخاصة بالإقليم في الموازنة المالية، ووصفت تلك التعديلات بأنها «مخالفة» للقوانين والدستور والاتفاقات المبرمة بين أربيل وبغداد التي تمخض عنها تشكيل الحكومة الاتحادية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.

وفي هذا السياق، عبّر عدد من الخبراء والأكاديميين في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» عن رؤاهم لطبيعة الخلافات حول الموازنة المالية وطبيعة التوافقات السياسية.

 

البكيري: مخالفة دستورية

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين في بغداد الدكتور ياسين البكري يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الخلاف على الموازنة ليس مالياً بل هو خلاف سياسي، (تكتيكي واستراتيجي) في آن واحد». وأضاف البكري أن «المواطن العراقي هو من يدفع ثمن خلافات سياسية وفساد وهدر مالي»، مبيناً في الوقت نفسه أن «التعديل الذي أجرته اللجنة المالية في البرلمان لمشروع الموازنة غير دستوري بموجب المادة 62 ثانياً والكثير من قرارات المحكمة الاتحادية». وسأل: «لماذا تعقد اتفاقات قبل تشكيل الحكومة وينكل بها بعد التشكيل». وأشار إلى أن «الاتفاق السياسي لا يعني بالضرورة أنه كان عادلاً ودستورياً، ولكن لماذا يجري التفاوض وكتابة وتوقيع اتفاق غير عادل ومخالف للقواعد يتوافق عليه المتحالفون». وأوضح البكري أن «الهدف من هذا الخلاف يتمحور حول نقاط ثلاث؛ الأولى، هدف تكتيكي يتمثل في المخاوف من صعود أسهم السوداني قبيل انتخابات مجالس المحافظات، بينما الهدف الثاني هو استراتيجي يتلخص في تفريغ محتوى النظام الاتحادي (الفيدرالي) وتجريفه، بما يخص إقليم كردستان أو الأقاليم لو استحدثت وفق الدستور الاتحادي، كون الطبقة السياسية تفكر بعقلية مركزية، ومحاولة لاستثمار تخلخل موازين القوى الداخلية الحالي، والتكفير عن خطأ يعتقده الآباء المؤسسون بمنح الإقليم، والأقاليم لو استحدثت صلاحيات واسعة في الدستور يضعف من قوة المركز». أما الهدف الثالث فطبقاً لما يرى البكري فإنه «يرتبط بقوى الجذب، والاستقطاب الإقليمي في صراع المحاور الإقليمية يهدف لعزل السليمانية عن أربيل».

الدعمي: ضغط على الحكومة

ومن جهته، يرى أستاذ الإعلام الدولي الدكتور غالب الدعمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحدث هو مواقف سياسية هدفها الضغط على الحكومة تحديداً للاستجابة أو لإضافة فقرات جديدة تصب من حيث المنفعة للذين يعترضون على الموازنة» مبيناً أن «ما يطرح بشأن كردستان ليس صحيحاً، حيث لم تحدث أية تغيرات في حصة كردستان بالمطلق، لكنها أضافت بعض الفقرات، وأعتقد أن هذا هو الهدف». وتابع: «الاعتراض مثلما يقال من أجل الوسط والجنوب غير صحيح في الواقع، وبكل صراحة لو أن نصف الموازنة المخصصة للوسط والجنوب تُصرف بشكل حقيقي لأبناء تلك المناطق لشعر بها أبناء تلك المناطق، لكن الذي يحدث هو أن فقرات الموازنة تذهب للفساد وليس للمواطن». وتابع الدعمي أن «الموازنة هي سياسية قبل أي شيء آخر، وأن أي اعتراض على الموازنة هو اعتراض سياسي بالدرجة الأولى رغم قناعتي أن هناك ظلماً كبيراً لأبناء الوسط والجنوب بسبب السياسات الفاشلة التي يتحملها بعض المحافظين وبعض النواب والحكومات كلها من 2003 وحتى اليوم».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد اليابان تتحضر لإصدار سندات بـ60 مليار دولار لتمويل حزمتها الاقتصادية

اليابان تتحضر لإصدار سندات بـ60 مليار دولار لتمويل حزمتها الاقتصادية

تتجه اليابان لإصدار سندات جديدة بنحو 60 مليار دولار لتمويل حزمتها الاقتصادية المزمعة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أحد تجار التذكارات في السوق القديمة وسط العاصمة التونسية (رويترز)

الجفاف والاضطرابات العالمية وراء استفحال الأزمة الاقتصادية التونسية

صدّق البرلمان التونسي على مشروع الحكومة لاعتماد قانون المالية التعديلي لسنة 2023 وسط انتقادات واسعة من الخبراء

كمال بن يونس (تونس)
الاقتصاد إحدى جلسات البرلمان التركي في العاصمة أنقرة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

برلمان تركيا يناقش «خريطة طريق الاقتصاد» نحو «الرفاهية»

كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء أهداف خطة التنمية الثانية عشرة التي قدمتها حكومته إلى البرلمان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ووزير الاقتصاد جيانكارلو جيورجيتي خلال مؤتمر صحافي سابق بالعاصمة روما (رويترز)

إيطاليا تكشف النقاب عن ميزانية 2024 وسط «صدام محتمل» مع أوروبا

تعتزم إيطاليا زيادة مزايا الأُسر وخفض الضرائب على العمال في «موازنة 2024»، رغم الصدام المحتمل مع «المفوضية الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (روما)

طبيبان نفسيان لثلاثة ملايين شخص في إدلب

TT

طبيبان نفسيان لثلاثة ملايين شخص في إدلب

الطفل عبد السلام قرب نافذة تطل على مخيم يقيم فيه بعد نزوحه من قريته التي عاش فيها صدمة مقتل أقاربه بغارات (الشرق الأوسط)
الطفل عبد السلام قرب نافذة تطل على مخيم يقيم فيه بعد نزوحه من قريته التي عاش فيها صدمة مقتل أقاربه بغارات (الشرق الأوسط)

يعاني عبد السلام من نوبات الهلع منذ أن شهد وفاة عمه وابنة عمه وإصابة زوجة عمه بالقصف الذي أصاب قريته قبرفضة في ريف حماة منذ تسع سنوات، وردد الطفل البالغ من العمر 13 عاماً خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» بعضاً من تفاصيل المشهد الدموي الذي لم يفارق مخيلته، حين أصيب أيضاً باحتشاء لعضلة القلب نتيجة وقوع حجر كبير على ظهره.

بدأ عبد السلام قبل عدة أشهر، زيارة معالجة نفسية في المركز الطبي التابع للمخيم الذي يقيم فيه في بلدة كيللي بريف إدلب الشمالي. وكان الهدف هو علاج الآثار الجسدية التابعة لمخاوفه المستمرة، مثل التبول اللاإرادي وضعف الرؤية. «تتحدث المعالجة عما يجري معي وتقول إن عليّ ألا أتخيل شيئاً ولا أشاهد أفلام الرعب»، يقول عبد السلام مشيراً إلى تحسنه التدريجي.

أطفال في مخيم يؤوي نازحين بريف محافظة إدلب بشمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)

خلال سنوات الحرب الـ12 التي مرت على سوريا بداية مارس (آذار) 2011، والتي شهدت دمار 50 بالمائة من المنشآت الصحية وهجرة أكثر من 70 في المائة من الكوادر الطبية، لم يكن العلاج النفسي يحظى بالاهتمام والأولوية مقارنة بخدمات العلاج الجسدية الطارئة.

في إدلب والمناطق التي حولها، حيث يحتاج 46 بالمائة لخدمات الرعاية النفسية، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، تعتمد المراكز الطبية على تقديم الدعم النفسي من خلال عاملي الرعاية الصحية الحاصلين على تدريبات للتعامل مع بعض الاضطرابات، في حين لا يوجد في المنطقة التي تضم أكثر من ثلاثة ملايين شخص سوى طبيبين نفسيين متخصصين فقط.

حالة عبد السلام ليست فريدة في المنطقة، «فقد لا يخلو طفل بشمال غربي سوريا من اضطرابات نفسية»، بحسب الطبيب النفسي الدكتور موفق عموي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن هنالك انتشاراً لحالات الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة، وصولاً إلى الاضطرابات الذهنية كحالات الفصام.

د. موفق عموري من الأطباء النفسيين القلائل في شمال غربي سوريا في عيادته الخاصة بمدينة إدلب (الشرق الأوسط)

صدمات متتالية

وبرأي الطبيب موفق، فإن السنوات الطويلة للحرب «غير المتكافئة» والتي شهدت استخداماً مفرطاً للقوة، كانت سبباً لانتشار الخوف ومعاناة الناس، إضافة إلى الحزن والكرب الذي رافق سقوط الضحايا والنزوح وفقد الممتلكات والاضطرار للعيش بالمخيمات، وسط ضغوط الفقر والبطالة والتشتت الأسري، و«غياب أفق الحل»... كلها عوامل زادت من نسبة الاضطرابات النفسية عند البالغين والأطفال معاً.

إصابة رجل وطفله في القصف على جسر الشغور أكتوبر الماضي (د.ب.أ)

اليوم يوجد في إدلب 3.2 مليون شخص، بينهم أكثر من مليوني نازح ومهجر، يعيش منهم نحو مليون ونصف المليون في المخيمات، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، كما أن استمرار حالات التصعيد يقود لمزيد من النزوح والصدمات المتكررة لدى السكان؛ إذ كان أثر حملة القصف التي طالت عشرات المراكز السكنية في إدلب بداية أكتوبر (تشرين الأول)، وتسببت بمقتل العشرات وإصابة المئات، إضافة إلى نزوح أكثر من 68 ألف شخص، أن تعرض 19 بالمائة من سكان تلك المناطق لصدمة نفسية، وقد اختاروا الدعم النفسي كثاني أهم احتياجاتهم بعد توقف القصف.

مخيم للناجين من الزلزال في جنديرس بشمال سوريا (رويترز)

مدير مديرية الصحة، الدكتور زهير قراط، أشار أيضاً إلى دور الزلزال، الذي حصل في فبراير (شباط) الماضي وأدى لمقتل أكثر من 4.5 ألف شخص، وإصابة نحو 10.5 ألف آخرين، ودمار أكثر من 10.6 ألف مبنى في شمال غربي سوريا، بازدياد الأمراض النفسية.

وقال الدكتور قراط لـ«الشرق الأوسط»: «هنالك عدد كبير من المدمنين على الأدوية سواء في القطاع الطبي أو المدنيين، كانوا من مصابي الزلزال بجروح كبيرة أو تعرضوا لبتر الأطراف، ما ولّد لديهم إدماناً على الأدوية وعلى المسكنات».

وحدة الدعم النفسي في منظمة «بنفسج» الخيرية نظمت فعاليات للأطفال النازحين في مخيم بقرية كيلي في إدلب مايو 2022 (أ.ف.ب)

الفجوة بين الحاجة والخدمة

لا إحصاءات دقيقة لدى مديرية الصحة في إدلب حول أعداد المرضى النفسيين؛ لأن العديد من الحالات يتجه إلى العيادات الخاصة أو يعتمد على «الرقى الشرعية». والبعض يعمد لإخفاء إصاباتهم أو من حولهم بمتاعب نفسية خشية الآراء المجتمعية، بحسب الدكتور زهير قراط.

دواء لمريض مصاب بنوبات الهلع لعلاج الآثار الجسدية نتيجة الصدمة النفسية (الشرق الأوسط)

يوافق الدكتور موفق عموري على ذلك، بالقول إن العادات والثقافة المجتمعية تجعل من مراجعة الطبيب النفسي «وصمة» اجتماعية للمرضى، ما يحرم أعداداً كبيرة من العلاج، إلا أن ذلك لا يغير من واقع أن أعداد المراجعين الكثيرة تتطلب جهوداً أكبر للتلبية.

إحباط العاملين

وكانت منظمة «MedGlobal» العالمية، قد أجرت تقييماً لاحتياجات الرعاية النفسية في شمال غربي سوريا، ما بعد الزلزال، وذكرت في تقريرها أن هنالك حاجة لتدريب الكوادر العاملة على الأرض، لزيادة نسبة المتخصصين وتلبية احتياجات المرضى وتخفيف العبء عن العاملين في مجال الصحة النفسية؛ إذ إن أكثر من 42 بالمائة منهم يعانون من «الإحباط» في عموم سوريا.

أرشيفية لتشييع أطفال في ريف إدلب قُتلوا بقصف طيران سوري (أ.ف.ب)

مدير برنامج «MedGlobal» في سوريا، مصطفى العيدو، قال لـ«الشرق الأوسط» إن المنظمات غالباً ما تتجه لتمويل القطاعات المرتكزة على الاستجابة الطارئة، بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية المستمر في شمال غربي سوريا، إضافة إلى صعوبة الوصول الآمن لبعض المناطق الخطرة، ما حال دون تقديم خدمات الصحة النفسية لها.

ووفقاً لتقييمات المنظمة، فإن قطاع الصحة النفسية بحاجة لمزيد من التمويل ولإطلاق حملات توعية فعالة للمجتمع حول أهمية الصحة النفسية والتخفيف من الوصمة، إضافة إلى تدريب المهنيين الصحيين مع الإشراف والمتابعة، وتطوير استراتيجيات للوصول إلى المناطق النائية والمجتمعات المتضررة.

وحذر العيدو من أن إهمال الرعاية الصحية، سيقود إلى زيادة حالات الاكتئاب والقلق والضغوط النفسية بين السكان، وهو ما يؤثر بدوره على الصحة الجسدية، ويجعل المرضى أكثر عرضة للمشكلات الصحية، ويزيد التأخير بالعلاج من تعقيد الحالات وتكلفة الاستجابة لعلاجها.


اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» في غزة... والمدنيون في وضع «لا يطاق»

وحدة مدفعية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
وحدة مدفعية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» في غزة... والمدنيون في وضع «لا يطاق»

وحدة مدفعية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
وحدة مدفعية إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

كثّف الجيش الإسرائيلي الثلاثاء عملياته ضد حركة «حماس» الفلسطينية في جنوب قطاع غزة، حيث أشار شهود إلى حدوث معارك عنيفة، ما يثير مخاوف من «سيناريو أكثر رعبا» للمدنيين.

ووسع الجيش الإسرائيلي الذي يشنّ منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) هجوما بريا في شمال القطاع المحاصر، نطاق عملياته البرية لتشمل قطاع غزة برمّته مع نشر دبابات قرب خان يونس التي أصبحت بؤرة المواجهات الجديدة، وذلك بعد قرابة شهرين من بدء الحرب.

ومنذ استئناف القتال في 1 ديسمبر (كانون الأول) بعد هدنة استمرت سبعة أيام، يقصف الجيش الإسرائيلي جنوب القطاع، ما تسبب في سقوط الكثير من القتلى والجرحى في هذه المنطقة التي لجأ إليها مئات الآلاف من المدنيين منذ بداية الحرب حيث يعيشون في ملاجئ موقتة.

وهم الآن محاصرون في محيط يتقلص يوما بعد يوم قرب الحدود المغلقة مع مصر، وليس لديهم مكان يذهبون إليه.

وقال شهود لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن القوات الإسرائيلية نفّذت ليل الاثنين الثلاثاء قصفا جويا ومدفعيا قرب خان يونس وعلى رفح المجاورة في الطرف الجنوبي من القطاع وكذلك على دير البلح إلى الشمال.

وأوضح المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني الاثنين أن القصف الإسرائيلي أتى بعد «أمر إخلاء جديد من خان يونس إلى رفح ما أثار الذعر والخوف والقلق».

وأضاف : «60 ألف شخص إضافي على الأقل أُجبروا على الانتقال إلى ملاجئ مكتظة تابعة للأونروا، وقد نزح كثر بينهم مرات عدة» منذ بداية الحرب.

وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إنه «من المستحيل» إنشاء ما تسمى بمناطق آمنة يفر إليها المدنيون داخل قطاع غزة وسط حملة القصف الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر لصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من القاهرة: «لا يمكن أن تكون هذه المناطق آمنة ولا إنسانية عندما تعلن من جانب واحد».

وتحدثت وكالة «وفا» الفلسطينية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء عن سقوط «عدة» قتلى في قصف على مدينة غزة.

في المقابل، أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري في حركة «حماس» من حساب رسمي على «تلغرام»: «قصف بئر السبع المحتلة برشقة صاروخية ردا على المجازر بحق المدنيين».

وأعربت منظمات دولية عن قلقها من الأخطار التي يواجهها المدنيون في غزة حيث «توقفت خدمة الاتصال الهاتف والإنترنت» بسبب تعرض المسارات الرئيسية والتي تم إعادة وصلها سابقا للفصل مرة أخرى من الجانب الإسرائيلي»، وفقا لشركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل).

وقالت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز إنّ «سيناريو أكثر رعبا يوشِك أن تتكشّف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له».

وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش التي وصلت الاثنين إلى غزة إن معاناة السكان في القطاع الفلسطيني المحاصر «لا تطاق».

وأكدت عبر منصة «إكس»، أن «الأشياء التي رأيتها هناك تفوق أيّ شيء يمكن لأيّ شخص أن يكون في وضع يمكّنه من وصفه. أكثر ما صدمني هو الأطفال الذين أصيبوا بجروح فظيعة، وفي الوقت نفسه فقدوا والديهم من دون أن يعتني بهم أحد».

فوضى في مستشفى ناصر وصباح الثلاثاء تكرّرت مشاهد الفوضى في مستشفى ناصر في خان يونس، وهو الأكبر في جنوب قطاع غزة، بعد عمليات القصف الليلة.

وقال الكثير من الأشخاص إنهم فقدوا أحباء لهم في قصف جوي أصاب مدرسة كانت تؤوي لاجئين.

ومن بين هؤلاء محمد سلول الذي فقد شقيقته. وقال: «كانت جثتها في ملعب المدرسة. كان علينا أن نحملها بأنفسنا. رأينا أشلاء بشرية في المدرسة، رغم أن القصف لم يكن يستهدف تلك المدرسة مباشرة بل المنطقة المحيطة بها».

وبحسب «الأونروا»، يؤوي هذا المستشفى المكتظ بالجرحى والذي يفتقر إلى الطواقم الطبية والإمدادات، أكثر من ألف مريض بالإضافة إلى 17 ألف نازح.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» الاثنين ارتفاع حصيلة القتلى إلى 15899 قتيلا، 70 في المائة منهم نساء وأطفال ومراهقون، جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.

ومساء الاثنين، أعلن مسؤولون عسكريون إسرائيليون أنّه مقابل كلّ مدنيين قُتلا في الهجوم على «حماس» في قطاع غزة قُتل مقاتل من الحركة الفلسطينية.

وخلال دردشة مع صحافيين، قال أحد هؤلاء المسؤولين الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم: «لست أقول إنه أمر جيد أن تكون النسبة اثنين لواحد»، عازيا السبب إلى استخدام «حماس» المدنيّين الفلسطينيين «دروعا بشرية».

وأدى هجوم «حماس» إلى مقتل 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا بغالبيتهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء مقتل ثلاثة جنود في اليوم السابق في قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى الجنود إلى 78 منذ بدء العملية البرية.

من جهتها، كتبت لجنة حماية الصحافيين على منصة «إكس» إنها وثقت حتى 4 ديسمبر مقتل 63 صحافيا وعاملا في مجال الإعلام، هم 56 فلسطينيا و4 إسرائيليين و3 لبنانيين، بالإضافة إلى إصابة 11 صحافيا وفقدان 3 صحافيين وتوقيف 19 صحافيا.

وبحسب الجيش، ما زال 137 رهينة محتجزين في قطاع غزة بعد إطلاق سراح 105 رهائن، بينهم ثمانون أطلق سراحهم لقاء الإفراج عن 240 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية خلال الهدنة.

من جهته، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء أن الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» تمثل «جريمة نكراء... من العار» أن تستمر بعد نحو شهرين من اندلاعها، وذلك لدى افتتاحه اجتماعا لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة.

وباتت الحاجات هائلة في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق، حيث نزح وفق الأمم المتحدة 1,8 مليون شخص بسبب الحرب، من أصل إجمالي سكان القطاع البالغ 2,4 مليون نسمة.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري من مصر: «شهدنا ما حصل في شمال غزة. هذا الأمر لا يمكن أن يشكّل نموذجا للجنوب».

وطلب الجيش الإسرائيلي من المنظمات الإنسانية الدولية «دعمها للمساعدة في المنشآت في منطقة المواصي»، وهي منطقة ساحلية في جنوب قطاع غزة بين خان يونس ورفح تطلب إسرائيل من المدنيين الذهاب إليها.

وتمتد الأعمال القتالية إلى الضفة الغربية المحتلة والحدود الإسرائيلية اللبنانية ومواقع مختلفة في الشرق الأوسط حيث تستهدف القوات الأميركية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء «استشهاد الشاب محمد يوسف حسن مناصرة (25 عاماً) في قلنديا و4 إصابات في مخيم الدهيشة ببيت لحم برصاص الاحتلال، إحداها حرجة للغاية».

وكان قتل خمسة فلسطينيين برصاص إسرائيلي خلال عمليات عسكرية للجيش في مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة الاثنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وفجر الثلاثاء، نُشر جنود في منطقة جنين، المعقل المحلي للفصائل الفلسطينية.

وأعلنت قوات الجو الإسرائيلية أنها قصفت مواقع تابعة لـ«حزب الله» اللبناني وبلدات مختلفة في الأراضي اللبنانية في وقت مبكر الثلاثاء «ردا» على إطلاق نار من لبنان باتجاه شمال إسرائيل.


بريطانيا تدرس إرسال سفينة حربية لدعم جهود الإغاثة في الشرق الأوسط

وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس خلال حفل التوقيع باجتماع وزراء دفاع «الناتو» بمقر الحلف في بروكسل ببلجيكا يوم 11 أكتوبر 2023 (رويترز)
وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس خلال حفل التوقيع باجتماع وزراء دفاع «الناتو» بمقر الحلف في بروكسل ببلجيكا يوم 11 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

بريطانيا تدرس إرسال سفينة حربية لدعم جهود الإغاثة في الشرق الأوسط

وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس خلال حفل التوقيع باجتماع وزراء دفاع «الناتو» بمقر الحلف في بروكسل ببلجيكا يوم 11 أكتوبر 2023 (رويترز)
وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس خلال حفل التوقيع باجتماع وزراء دفاع «الناتو» بمقر الحلف في بروكسل ببلجيكا يوم 11 أكتوبر 2023 (رويترز)

قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، اليوم (الثلاثاء)، في تقرير حول الصراع في غزة، إن بريطانيا تدرس إرسال سفينة الدعم العسكري «ليم باي» لتوفير مساعدات إنسانية وطبية في الشرق الأوسط.

وأضاف في تصريحات لأعضاء مجلس العموم: «أدرس إمكان دعم السفينة الحربية (ليم باي) لتوفير المساعدات الطبية والإنسانية»، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.


ارتفاع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 80 في غزة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 80 في غزة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة من جنوده خلال عملياته العسكرية بقطاع غزة اليوم الثلاثاء، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء الهجوم البري بالقطاع إلى 80 قتيلا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أولا مقتل ضابط وجنديين وإصابة أربعة آخرين بجراح خطيرة في معارك شمال غزة، ثم أعلن لاحقا مقتل ضابط وجندي، حسبما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي» نقلا عن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

ووسع الجيش الإسرائيلي الذي يشنّ منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) هجوما بريا في شمال القطاع المحاصر، نطاق عملياته البرية لتشمل قطاع غزة برمّته مع نشر دبابات قرب خان يونس التي أصبحت بؤرة التوترات الجديدة. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» الاثنين ارتفاع حصيلة القتلى إلى 15899 قتيلا، 70 في المائة منهم نساء وأطفال ومراهقون، جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.


«الصحة العالمية»: الوضع في غزة يزداد سوءاً كل ساعة

TT

«الصحة العالمية»: الوضع في غزة يزداد سوءاً كل ساعة

فلسطينيون ينتظرون العلاج بعد إصابتهم في قصف للجيش الإسرائيلي لقطاع غزة في المستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون ينتظرون العلاج بعد إصابتهم في قصف للجيش الإسرائيلي لقطاع غزة في المستشفى في خان يونس (أ.ب)

قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في غزة اليوم الثلاثاء إن الوضع في القطاع يزداد سوءا كل ساعة مع تكثيف إسرائيل القصف على الجنوب حول مدينتي خان يونس ورفح.

وقال ريتشارد بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة للصحافيين عبر رابط فيديو من غزة: «الوضع يزداد سوءا كل ساعة»، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.

وأضاف: «القصف يشتد في كل مكان، بما يشمل المناطق الجنوبية في خان يونس وحتى رفح».

كما قال بيبركورن إن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة «قليلة للغاية» وإن منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ إزاء ضعف النظام الصحي في القطاع المكتظ بالسكان مع تحرك المزيد من الناس جنوبا هربا من القصف.

وقال: «أريد أن أوضح أننا بصدد كارثة إنسانية متزايدة».

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية نفذت أمرا إسرائيليا بإزالة الإمدادات من المستودعات في خان يونس. وأضاف أن المنظمة أُبلغت بأن المنطقة «ستصبح على الأرجح منطقة قتال نشط في الأيام المقبلة».

وقال: «نريد أن نتأكد من أننا قادرون بالفعل على توصيل الإمدادات الطبية الأساسية».

وناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أمس الاثنين إسرائيل سحب الأمر. ونفت إسرائيل أنها طلبت إخلاء المستودعات.


الصحة الفلسطينية: 260 قتيلاً و3200 مصاب في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر

مشيعون يحملون جثتي فلسطينيين قتلا خلال اشتباكات في جنازتهما بالقرب من الخليل بالضفة الغربية (رويترز)
مشيعون يحملون جثتي فلسطينيين قتلا خلال اشتباكات في جنازتهما بالقرب من الخليل بالضفة الغربية (رويترز)
TT

الصحة الفلسطينية: 260 قتيلاً و3200 مصاب في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر

مشيعون يحملون جثتي فلسطينيين قتلا خلال اشتباكات في جنازتهما بالقرب من الخليل بالضفة الغربية (رويترز)
مشيعون يحملون جثتي فلسطينيين قتلا خلال اشتباكات في جنازتهما بالقرب من الخليل بالضفة الغربية (رويترز)

قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة اليوم (الثلاثاء)، في مؤتمر صحافي برام الله، إن الضفة الغربية شهدت سقوط 260 قتيلاً و3200 مصاب منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وفي الضفة الغربية المحتلة، قُتل فلسطينيان فجر الاثنين، برصاص إسرائيلي خلال عملية عسكرية للجيش في مدينة قلقيلية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي الذي قال إنه كان يردّ على إطلاق نار استهدفه. وفي مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال القدس، جُرح 6 أشخاص «خلال اقتحام قوات الاحتلال» للمخيم، بينهم إصابتان بالرصاص الحي، وفق «جمعية الهلال الأحمر» الفلسطيني.

وقال الجيش إنه اعتقل خلال عملياته التي طالت أنحاء متفرقة من الضفة الغربية خلال الأيام الماضية «29 مطلوباً... بينهم 5 ينتمون إلى (حماس)»، مشيراً إلى «مصادرة 10 قطع من السلاح».

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعداً في التوترات منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس». ومنذ ذلك التاريخ، قُتل أكثر من 250 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد به وزارة الصحة الفلسطينية. واعتقل الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية المكثفة في الضفة الغربية أكثر من 3500 فلسطيني، وفق بيانات نادي الأسير الفلسطيني.


قصف مدفعي إسرائيلي يطال بلدات في جنوب لبنان

الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية بين قريتي القوزة ورامية بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية بين قريتي القوزة ورامية بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

قصف مدفعي إسرائيلي يطال بلدات في جنوب لبنان

الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية بين قريتي القوزة ورامية بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية بين قريتي القوزة ورامية بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» اليوم (الثلاثاء)، استهدافه تجمعاً لجنود إسرائيليين في موقع رويسة ‏العاصي عند الحدود الجنوبية للبنان «بالأسلحة المناسبة»، مؤكداً تحقيق «إصابات مباشرة»، حسبما نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن بيان للحزب.

كما أعلن استهدافه تجمعاً لجنود إسرائيليين في مثلث الطيحات بالأسلحة المناسبة، مشيراً إلى تحقيق إصابات مباشرة.

وصباحاً، تعرض محيط بلدتي شيحين والجبين في قضاء صور (جنوب لبنان) لقصف مدفعي إسرائيلي صباح اليوم (الثلاثاء)، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام».

كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيليّ أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب والأطراف الشرقية لبلدة الناقورة، بحسب وكالة الأنباء «المركزية».

وتعرض محيط بلدات رامية والقوزح وعلما الشعب وعيتا الشعب وجبل بركة ريشة ومدخل بلدة البستان قصف قرابة الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، لقصف مدفعي إسرائيلي.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار قبيل منتصف الليلة الماضية على أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وجبل العلام، وأطلق رشقات نارية من أسلحة ثقيلة باتجاه محيط مواقعه في بركة ريشة وبلدة رامية.

كما حلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً إلى نهر الليطاني صعوداً لبلدتي الغندورية وفرون (جنوب لبنان).

وكان الجيش الإسرائيلي أطلق القنابل المضيئة، وبخاصة فوق الساحل البحري جنوب صور وفوق الخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط.

كما عاشت بلدات قضاء مرجعيون ليلاً قاسياً، إذ أغار الجيش الإسرائيلي نحو منتصف الليل على محيط تلة العويضة بين كفركلا والعديسة، وقصف بالقذائف المدفعية الثقيلة والقنابل المضيئة والفسفورية محيط بليدا وسهل مرجعيون وحمامص في سردا والخيام وتلة العويضة وعديسة وتلة العزية في ديرميماس، ما ألحق أضراراً بالمحال والمنازل في هذه البلدات وحريقاً كبيراً في تلة العويضة.

وحلق الطيران الإسرائيلي فوق بلدات مرجعيون طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم على علو منخفض.

وفي سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة، ليل الاثنين - الثلاثاء، بأن «صواريخ انطلقت من لبنان ضربت موقعاً عسكرياً إسرائيلياً كان يفترض أنه محصن ومحمي»، بحسب «المركزية».

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية على حسابها بمنصة «إكس»، أن أضراراً بالغة لحقت بالموقع العسكري.

وأضافت أن هذا الأمر حدث، رغم أنه يفترض أن الموقع محمي من هجمات كهذه.

ولم توضح وسيلة الإعلام الإسرائيلية طبيعة هذا الموقع، ولا طبيعة التحصينات الموجودة فيه.

وذكرت أن المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في إسرائيل تحققان في ملابسات الحادث.

وكان 20 صاروخاً أطلقت من جنوب لبنان الليلة الماضية، على منطقة الجليل الأعلى بشمال إسرائيل.

ووقعت تلك الصواريخ قرب مستوطنتي شوميرا المحاذية للحدود مع لبنان، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

ولم يتبنَّ «حزب الله» أو أي فصيل فلسطيني عملية إطلاق الصواريخ حتى الآن.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بين الجيش و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة بلبنان في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


إسرائيل تتوقع «مرحلة ثانية صعبة» للحرب في غزة

TT

إسرائيل تتوقع «مرحلة ثانية صعبة» للحرب في غزة

دبابة عسكرية إسرائيلية تتقدم قرب حدود قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة عسكرية إسرائيلية تتقدم قرب حدود قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية اليوم (الثلاثاء) إن إسرائيل تتوقع قتالا صعبا في المرحلة الجديدة من حربها في غزة، لكنها منفتحة على أي «رأي إيجابي» بخصوص خفض الضرر الواقع على المدنيين ما دامت النصيحة متسقة مع هدفها لتدمير «حماس»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأضاف في إفادة للصحافيين «نمضي قدما في المرحلة الثانية الآن. إنها مرحلة ستكون صعبة عسكريا».

وبدأت القوات الإسرائيلية عملياتها في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة الذي تديره «حماس»، وهي منطقة تضخمت سكانيا بنحو مليون لاجئ قدموا إليها من المناطق الشمالية، وتواجه ضغوطا دولية قوية، بما في ذلك من واشنطن، للحد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال ليفي «أي رأي بناء نحصل عليه، وأي نصيحة استراتيجية عسكرية جادة، حول سبل استهداف (حماس) مع تقليل الضرر الواقع على المدنيين، سنعود إليه بالطبع».

لكنه أوضح أن النصيحة يجب أن تتماشى مع هدف تدمير الحركة.

ومضى قائلا «سنواصل حملتنا لتدمير (حماس)، وهي حملة تتفق معنا الولايات المتحدة فيها بشأن الأهداف الاستراتيجية لهذه الحرب، وأن هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي مع استمرار وجود (حماس)».

وأشار ليفي إلى أن إسرائيل تبذل جهودا كبيرة للحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين. وقال «نحن لم نختر ساحة المعركة، بل (حماس) هي التي اختارتها».


فرنسا تعلن تجميد أصول السنوار

زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (رويترز)
زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (رويترز)
TT

فرنسا تعلن تجميد أصول السنوار

زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (رويترز)
زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار (رويترز)

أصدرت فرنسا مرسوما يقضي بتجميد أصول زعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار الذي تعتبره إسرائيل العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على أراضيها، لمدة ستة أشهر بحسب مرسوم نشر اليوم (الثلاثاء) في الجريدة الرسمية، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وينص المرسوم الصادر في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) والذي يدخل حيز التنفيذ اليوم على أن «الأموال والموارد الاقتصادية التي يملكها أو التي يتحكم فيها السيد يحيى السنوار (...) تخضع لتجميد أصول».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، دعت سكرتيرة الدولة الفرنسية المكلفة بشؤون أوروبا لورانس بون إلى فرض عقوبات أوروبية تستهدف كبار مسؤولي «حماس»، خصوصا عقوبات مالية قد تأخذ شكل تجميد للأصول.

وفي مرسوم مماثل مؤرخ في 13 نوفمبر، أعلنت باريس أنها ستجمد لمدة ستة أشهر أصول محمد الضيف القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» والمدرج على القائمة الأميركية لـ«الإرهابيين الدوليين» المطلوبين منذ العام 2015.

من جهتها، فرضت لندن أيضا عقوبات تشمل تجميد أصول وحظر سفر، على ستة أفراد هم أربعة من قادة «حماس» واثنان متّهمَان بتمويل الحركة، بينهم محمد الضيف ويحيى السنوار.


عشرات الآليات الإسرائيلية تحاول التوغل في شرق خان يونس

TT

عشرات الآليات الإسرائيلية تحاول التوغل في شرق خان يونس

جنود إسرائيليون يتجمعون إلى جانب الدبابات في موقع بالقرب من الحدود مع غزة جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يتجمعون إلى جانب الدبابات في موقع بالقرب من الحدود مع غزة جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)

قال شهود عيان لـ«وكالة أنباء العالم العربي» اليوم (الثلاثاء)، إن آليات إسرائيلية بدأت محاولات التوغل البري في جنوب قطاع غزة.

وأفاد شهود بأن محاولات التوغل تتركز في مناطق شرق خان يونس، تحديداً في منطقة بني سهيلا، حيث تشارك عشرات الآليات في محاولات التقدم بالمنطقة.

وفي وقت لاحق، قالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إنها استهدفت بالقذائف دبابة و3 آليات إسرائيلية في شرق مدينة خان يونس، دون ذكر تفاصيل أخرى.

وحث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت المدنيين في خان يونس بجنوب غزة، على الالتزام بتعليمات الجيش التي تهدف إلى إبعادهم عن الأذى مع احتدام القتال، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأفاد هيخت للصحافيين: «ما يجب على المدنيين فعله حفاظاً على سلامتهم هو الاستماع إلى التعليمات الصادرة على حساباتنا في (إكس) وموقعنا الإلكتروني، والاطلاع أيضاً على المنشورات التي تلقى في مناطقهم».

وتجددت الهجمات الإسرائيلية المكثفة في غزة منذ الجمعة الماضي، في أعقاب هُدن إنسانية استمرت أسبوعاً، وسمحت بإدخال مساعدات للقطاع وتبادل بعض المحتجزين لدى كل من إسرائيل وحركة «حماس».