المعارضة اللبنانية تستعجل انتخاب رئيس للجمهورية

تتوخى تبرئة ذمتها من التعطيل أمام المجتمع الدولي

المجلس النيابي عجز عن انتخاب رئيس في 11 جلسة (البرلمان اللبناني)
المجلس النيابي عجز عن انتخاب رئيس في 11 جلسة (البرلمان اللبناني)
TT

المعارضة اللبنانية تستعجل انتخاب رئيس للجمهورية

المجلس النيابي عجز عن انتخاب رئيس في 11 جلسة (البرلمان اللبناني)
المجلس النيابي عجز عن انتخاب رئيس في 11 جلسة (البرلمان اللبناني)

يبقى التواصل الرئاسي بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وحزب «الكتائب» بالنيابة عن ائتلاف «قوى المعارضة» اللبنانية، في إطار اختبار النيات للتأكد من مدى استعداد باسيل للذهاب بعيداً في مقاربته لانتخاب رئيس للجمهورية يتلاقى فيها مع خصوم الأمس بالتوافق على المرشح الذي يخوض فيه الطرفان المعركة الرئاسية في مواجهة رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية المدعوم من محور الممانعة بقيادة «الثنائي الشيعي».

ومع أن أحد أعضاء اللجنة النيابية المصغّرة التي تضم ممثلين عن حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» والنواب المنتمين إلى «قوى التغيير» بدأ يتحدث عن بداية تقدم في التواصل القائم بين حزب «الكتائب» و«التيار الوطني الحر»، يُفترض أن يتطور، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، باتجاه التوافق على اسم المرشح الذي تلتف حوله لخوض الانتخابات الرئاسية، فإنه من السابق لأوانه التصرف وكأن الاتفاق أصبح في متناول اليد.

سليمان فرنجية (تويتر)

ورأى العضو في اللجنة المصغرة، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن التوافق يتوقف على مدى استعداد باسيل للسير قدماً إلى الأمام في المفاوضات الجارية، من دون أن يحسب ألف حساب لرد فعل «حزب الله». وقال بأن باسيل يميل، كما نقل عنه في اجتماع اللجنة، إلى مقاطعة جلسة الانتخاب لمنع وصول فرنجية، مقترحاً التشاور حول اسم المرشح الذي لا يشكل تحدياً لأي فريق وتحديداً لـ«حزب الله».

العماد جوزيف عون (غيتي)

وفي هذا السياق، تردّد بأن باسيل سيطلب من «حزب الله»، في حال أُعيدت قنوات التواصل بينهما، بأن يوافيه بأسماء عدد من المرشحين الذين لا يشكلون تحدّياً له، وإن كان يدرك سلفاً بأن الحزب يدعم فرنجية وليس في وارد الانتقال إلى الخطة –ب- بحثاً عن مرشح توافقي.

وكشف العضو نفسه أن اللجنة المصغرة التي تضم رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل والنواب غسان حاصباني عن «القوات» كبديل من جورج عقيص لوجوده خارج البلاد، وميشال معوض عن كتلة التجدد، ووضاح الصادق ومارك ضو وميشال الدويهي عن قوى «التغيير»، اجتمعت مساء الاثنين الماضي وتداولت في عدد من أسماء المرشحين من دون أن تتوقف حول اسم معين منهم.

جهاد أزعور

ولفت إلى أن المرشحين هم الوزير السابق جهاد أزعور، والوزير السابق زياد بارود، والنائب نعمة أفرام، وقائد الجيش العماد جوزيف عون والنائب السابق صلاح حنين. وقال بأن هناك صعوبة في دعم ترشيح عون ليس بسبب حاجته إلى تعديل الدستور فحسب، وإنما لكونه العائق أمام التفاهم مع باسيل أسوة بفرنجية.

وأكد أن دعم ترشيح عون لا يعني إخراجه من السباق إلى رئاسة الجمهورية لأنه يبقى في صلب المعادلة حتى إشعار آخر وأن ترشيحه يخضع للتطورات المتلاحقة من جهة، ولتعذّر إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم الذي يعوق انتخاب رئيس للجمهورية. وقال: وبالنسبة إلى حنين فإنه يصنّف على خانة المرشح الذي يشكل تحدّياً للفريق الآخر.

واعتبر أنه لم يعد من مجال للعب في الوقت الضائع، وأن التفاوض مع باسيل لن يكون مديداً، ويفترض أن يحسم موقفه، وقال بأن المشاورات مع «اللقاء النيابي الديمقراطي» لم تنقطع سواء بين «الكتائب» و«اللقاء»، ممثلاً بالنائب وائل أبو فاعور الذي يتواصل أيضاً مع النائب في حزب «القوات» ملحم الرياشي.

ورأى أنه لا مجال للتفرد بالموقف، خصوصاً أن المعارضة تلتقي مع الموقف الذي أعلنه رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط برفضه تأييد فرنجية كونه يشكل تحدّياً لفريق، برغم أنه أودع القرار النهائي في هذا الخصوص لدى «اللقاء الديمقراطي» برئاسة نجله تيمور جنبلاط.

زياد بارود

وأكد أن قوى المعارضة تميل إلى مقاطعة جلسة الانتخاب لمنع فرض وصول فرنجية للرئاسة، وقال إن هذا لا يعني أننا نريد فرض رئيس على الآخرين، بمقدار ما أننا ندفع باتجاه الوصول إلى تسوية حول رئيس جامع للبنانيين لتحرير الملف الرئاسي من قبضة «حزب الله».وتوقف العضو في اللجنة المصغرة أمام ضغط المعارضة لدعوة البرلمان لعقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، وقال بأن هناك أكثر من ضرورة للإفراج عن الجلسات التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة عصفورين بحجر واحد، الأول الضغط على المعارضة للتوافق على المرشح الذي تخوض فيه المعركة الرئاسية، والثاني وضع باسيل أمام الاختبار للتأكد من مدى جدّيته للتوافق على مرشح تسوية يضع بذلك حداً لتأرجحه بين الثنائية الشيعية والأخرى المارونية.

لكن لم يغب عن بال العضو في اللجنة المصغرة أن ضغط المعارضة لتحديد موعد لانتخاب الرئيس يأتي أيضاً استجابة لارتفاع منسوب الضغط الدولي لإنهاء الشغور الرئاسي، وبالتالي نريد تمرير رسالة لمن يهمهم الأمر بأننا لا نتحمل مسؤولية تعطيل الجلسات الذي يبقي على الاستحقاق الرئاسي مدرجاً على لائحة الانتظار.

وعليه تتوخى المعارضة من إلحاحها على فتح أبواب البرلمان أمام انتخابه تبرئة ذمتها دولياً بتحميل محور الممانعة مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي شرط أن تحسم أمرها بتسمية مرشحها لإخراج نفسها من المأزق الذي هي فيه الآن، وإلا ستقحم نفسها في مناورة مكشوفة.


مقالات ذات صلة

هل على لبنان أن يخشى «سوريا الجديدة»؟

المشرق العربي صورة تُظهر وصول المعارضة السورية إلى معبر العريضة الحدودي مع لبنان (أ.ف.ب)

هل على لبنان أن يخشى «سوريا الجديدة»؟

خرج البعض في لبنان لينبه من مخاطر قد تكون مقبلة على البلد إذا سيطرت مجموعات متطرفة على الحكم في سوريا.

بولا أسطيح
المشرق العربي برّي مُصرّ على عدم تأجيل موعد الانتخابات (الوكالة الوطنية للإعلام)

برّي يجدد تفاؤله بانتخاب الرئيس... وجعجع يريده على قياس لبنان

الرئيس برّي يكرر أمام زواره، كما نقلوا عنه لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس سيُنتخب في التاسع من يناير المقبل، ويؤكد أن الدخان الأبيض سيتصاعد في هذا التاريخ.

محمد شقير
المشرق العربي جعجع مجتمعاً مع «كتلة الاعتدال» (إكس)

نقاش لبناني حول مواصفات الرئيس العتيد

يستمر الحراك السياسي في لبنان على أكثر من خط سعياً للتوافق بين الكتل النيابية لإجراء الانتخابات الرئاسية في الجلسة المحددة في 9 يناير.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فوج الهندسة دخل إلى الخيام وبدأ بفتح الطرقات (الوكالة الوطنية للإعلام)

إسرائيل تستهدف «الخيام» بعد انتشار الجيش اللبناني

بعد أقل من 24 ساعة على بدء انتشار الجيش اللبناني في بلدة الخيام بالتنسيق مع قوات الـ«يونيفيل»، استهدف الجيش الإسرائيلي البلدة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)

الانتخابات النيابية المبكرة في لبنان... ممكنة دستورياً ومتعثرة سياسياً

طرح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إجراء انتخابات نيابية مبكرة في لبنان؛ «لمواجهة الوضعية الجديدة»، ولإنجاز الانتخابات الرئاسية.

بولا أسطيح (بيروت)

37 سنة على تأسيسها... ماذا بقي لـ«حماس» بعد «الطوفان»؟

يحيى السنوار في صورة أرشيفية بغزة تعود إلى 21 أكتوبر 2011 (أ.ب)
يحيى السنوار في صورة أرشيفية بغزة تعود إلى 21 أكتوبر 2011 (أ.ب)
TT

37 سنة على تأسيسها... ماذا بقي لـ«حماس» بعد «الطوفان»؟

يحيى السنوار في صورة أرشيفية بغزة تعود إلى 21 أكتوبر 2011 (أ.ب)
يحيى السنوار في صورة أرشيفية بغزة تعود إلى 21 أكتوبر 2011 (أ.ب)

من غير المعروف كيف ستحيي حركة «حماس» الذكرى السابعة والثلاثين لتأسيسها، التي تصادف يوم السبت 15 ديسمبر (كانون الأول). لكن المؤكد هو أن إسرائيل تتوقف طويلاً عند هذا التاريخ. والجيش الإسرائيلي -ومعه كل أجهزة الأمن والمخابرات- يُجري أبحاثاً ومداولات حول هذه المناسبة، تتضمّن جرد حساب وإعادة تقييم، وكبار الجنرالات القدامى فيها ينظرون إلى الوضع في سوريا ويصيحون محذرين: لا تقعوا في مسلسل الخطأ الذي وقعنا فيه، ولا تسمحوا بتكرار تجربتنا مع «حماس» في تعاملكم مع القيادات السورية الجديدة. فهي من الطينة والجينات نفسها.

كما هو معروف، «حماس» (حركة المقاومة الإسلامية)، تأسّست بوصفها حركة سياسية في مثل هذا اليوم من سنة 1987، بعد انفجار الانتفاضة الفلسطينية الأولى. ففي حينه، كانت الحركة الخصم (فتح) معاً وبقية الفصائل في منظمة التحرير، تقود النضال الفلسطيني متعدد الجوانب والمجالات (سياسية وعسكرية) لسنوات طويلة جداً. ونجحت في اجتراح تأييد الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني. وحقّقت إنجازات سياسية على الساحة الدولية وحتى على الساحة الإسرائيلية، حيث ارتفعت أصوات كثيرة تطالب بالحقوق المشروعة وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. وإسرائيل التي كانت تخلّد الاحتلال الفلسطيني وجدت في «فتح» العدو الأول والأساس، ورأت في كل إنجاز لها ضربة لمشروعاتها. وكانت تفتش بسراج وفتيل عن منافس لها وفشلت. حاولت ذلك مع المخاتير ثم مع روابط القرى ثم مع رؤساء البلديات ثم مع الحل الأردني.

فلسطينية تنتظر الحصول على مساعدة غذائية في رفح جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)

لكن الجذور الأصلية لـ«حماس» كانت قد نبتت في مطلع السبعينات. ففي سنة 1973 تقدّمت جماعة «الإخوان المسلمين» بطلب إلى الحاكم العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، بطلب إقامة جمعيات خيرية، تعمل على التربية الاجتماعية والعودة إلى القيم الإسلامية وتقديم المساعدات إلى المحتاجين، فعدّت السلطات الإسرائيلية هذا الأمر فرصة لإيجاد البديل عن منظمة التحرير. فأُقيم ما يُعرف باسم «المركز الإسلامي»، بقيادة الشيخ أحمد ياسين. وامتد نشاطه من غزة إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، وسمحت إسرائيل له أن يمتد حتى إلى العرب لديها.

لقد أقنع الشيخ أحمد ياسين الإسرائيليين بأنهم تيار معتدل ينشد السلام، على عكس حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية. وتعزّز ذلك لديهم، وهم يرقبون كيف بدأت ظاهرة التفسخ والاقتتال في صفوف الفلسطينيين، لأول مرة بشكل حاد. واعتقد الكثيرون في تل أبيب أن الاقتتال الداخلي بين التنظيمات الإسلامية ومنظمة التحرير الفلسطينية العلمانية سيؤدي إلى إضعاف الأخيرة تحت مبدأ العدو يدمر نفسه. وهكذا، لم تتدخل الحكومة الإسرائيلية في المعارك بين منظمة التحرير الفلسطينية والحركات الإسلاموية. واعترف يتسحاق سيغيف الذي شغل منصب الحاكم العسكري الإسرائيلي لغزة في ذلك الوقت، بتمويله «المركز الإسلامي». وقال، خلال برنامج للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي في سنة 2009: «أعطتني الحكومة الإسرائيلية ميزانية، وسلطات الحكم العسكري أعطتني المساجد». وقال مسؤول الشؤون الدينية الإسرائيلي في غزة، أفنير كوهين، في البرنامج نفسه: «مع الأسف. لقد تم إنشاء (حماس) بأيدي إسرائيل». وأكد أنه حذّر رؤساءه من دعم الإسلاميين، لكنهم لم يعيروا تحذيره أهمية.

مؤسس حركة «حماس» أحمد ياسين (يسار) يتحدث مع قائدها السابق إسماعيل هنية عام 2002 (رويترز)

وحتى عندما بدأت «حماس» تظهر بوادر تفكير في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، لكي تجاري «فتح»، واصلت إسرائيل دعمها. وفي عام 1984 اعتقلت إسرائيل الشيخ ياسين واتُّهم ورفاقه بجمع أسلحة لأغراض معادية لها. وقال ياسين في التحقيق إن الغرض من هذه الأسلحة هو الدفاع عن النفس أمام سطوة «فتح»، ولن تُستخدم إلا ضدها والقوى الفلسطينية العلمانية التي تهدد الإسلام. وقد أُطلق سراح ياسين في مايو (أيار) 1985 بوصفه جزءاً من عملية تبادل أسرى. وبعد الإفراج عنه، أنشأ «المجد» (اختصار لـ«نظام الجهاد والدعوة»)، برئاسة الزعيم الطلابي السابق يحيى السنوار وروحي مشتهى، المكلف بالتعامل مع الأمن الداخلي ومطاردة المخبرين المحليين. وعندما انطلقت اتفاقيات «أوسلو»، انتقلت «حماس» إلى العمل المسلح بقوة شديدة ونفذت عشرات العمليات المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي وضد المدنيين الإسرائيليين. وكلما أضرت إسرائيل في الاتفاقيات مع الفلسطينيين كان نشاط «حماس» يحظى بتأييد مزيد من المواطنين. وبعد الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة، وجدتها «حماس» فرصة للاستيلاء على الحكم ونفّذت انقلابها. وفي عهد بنيامين نتنياهو، كان يتعمّد الإبقاء على حكم «حماس» ضعيفاً تجاه إسرائيل وقوياً تجاه السلطة الفلسطينية، فأتاح دخول منحة مالية من دولة خليجية بقيمة 30 مليون دولار في الشهر، على أمل أن تقويها على حساب السلطة، وتعمّق الانقسام الفلسطيني.

دخان فوق غزة جراء القصف الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)

وقد نجحت إسرائيل في مهمتها هذه، لكنها وقعت في فخ. فقامت «حماس» بهجومها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي زلزل إسرائيل. وقامت بالرد الجنوني المعروف، الذي ألحقت فيه الدمار الجبار بقطاع غزة والضفة الغربية ثم لبنان وسوريا وطالت أياديها حتى إيران. ويرون في إسرائيل أنهم نجحوا في قلب المعادلة، خصوصاً ضد «حماس». ويقولون: «بالإضافة إلى اغتيال قادة الحركة الأساسيين، وفي مقدمتهم رئيسا المكتب السياسي، إسماعيل هنية ويحيى السنوار، تم ضرب نحو 90 في المائة من القدرات العسكرية لـ(حماس) وضرب قوة المساندة من (حزب الله)، وباتت (حماس) تنفّذ عمليات محدودة وبالأساس دفاعية، وتدخل في صدام مع الناس؛ لأنها تقمع المواطنين حتى الآن، وهي ضعيفة، وتصادر المساعدات وتبيع بعضها في السوق السوداء، مما أدى إلى مضاعفة الأسعار عشرات المرات، على سبيل المثال ارتفع سعر الرغيف من 5 سنتات إلى دولارين، وسعر السيجارة الواحدة 20 دولاراً. وتسود فيها خلافات شديدة بين القيادات الميدانية وقيادات الخارج، وملاحظة وجود فوضى في الشارع».

لكن الأمر الجوهري في إسرائيل بقي حول السؤال: «كيف تظهر (حماس) اليوم بعد 37 عاماً؟». فمع أنها فقدت قوتها الأساسية وخسرت حكمها وحلفاءها، تظل إسرائيل تحلم اليوم بتصفيتها نهائياً. إلا أن الجنرالات القدامى، الذين يتحمّلون المسؤولية عن تأسيس «حماس» وتقويتها، يطلبون من حكومتهم ألا تكرّر الخطأ في سوريا ولا تعتمد على وعود أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) بإقامة علاقات آمنة مع إسرائيل أكثر مما كان في عهد الأسد. ولهذا جاءت الضربات العسكرية للجيش السوري وجاء احتلال كل رؤوس جبل الشيخ وعدة قرى في الجولان الشرقي. ومع أن إسرائيل تقول إن هذا الاحتلال سيكون مؤقتاً، فإن المؤقت يعني هنا شهوراً طويلة وربما سنوات.