«الجهاد» تكسر الصمت بعد 36 ساعة وتقصف حتى تخوم تل أبيب

TT

«الجهاد» تكسر الصمت بعد 36 ساعة وتقصف حتى تخوم تل أبيب

تصاعُد الدخان والنيران من انفجار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة الأربعاء (أ.ب)
تصاعُد الدخان والنيران من انفجار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة الأربعاء (أ.ب)

بعد هجوم إسرائيلي ثانٍ على خلايا ومواقع للحركة في محاولة لاستدراج الرد وإنهاء حالة الترقب، قصفت حركة «الجهاد الإسلامي» مستوطنات ومدناً في منطقة غلاف قطاع غزة حتى تخوم تل أبيب، بوابل من الصواريخ، اليوم (الأربعاء)، منهيةً بذلك فترة انتظار وترقب دامت 36 ساعة منذ اغتالت إسرائيل 3 من أبرز قادة «سرايا القدس»، الذراع المسلحة للحركة فجر الثلاثاء، وقتلت إلى جانبهم 12 آخرين، معظمهم مدنيون من عائلاتهم أو جيرانهم. واستهدفت «الجهاد» عسقلان وسديروت ومناطق أخرى في «ضربة افتتاحية»، شملت رشقتين من الصواريخ قال الجيش إن القبة الحديدية تصدت لمعظمها. وجاء الهجوم من «الجهاد» بعد قليل من شن إسرائيل عدة هجمات على قطاع غزة، قالت إنها استهدفت حرمان الحركة من ميزة إطلاق صواريخ.

ردة فعل فلسطينية بعد غارة إسرائيلية على جنوب قطاع غزة اليوم (رويترز)

وقتلت إسرائيل في الغارات فلسطينياً وأصابت آخرين. وأكدت وزارة الصحة استشهاد شاب متأثراً بجروحه الحرجة التي أُصيب بها إثر قصف شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافاً تُستخدم لإطلاق الصواريخ من حركة «الجهاد الإسلامي»، كما استهدف خلية للحركة مسؤولة عن إطلاق الصواريخ.

وأنهى هجوم «الجهاد» حالة ترقب في إسرائيل كانت قد بدأت تتحول إلى وضع متوتر، مع استمرار حالة الشلل في مستوطنات غلاف غزة، والخشية من أن الرد قد يحمل أشكالاً مختلفة. وقال مراقبون في إسرائيل إن الهجوم الذي شنه الجيش على مواقع «الجهاد»، ظهر اليوم، استهدف استدراج «الجهاد» للرد، لإنهاء حالة الترقب. وقال مصدر أمني إسرائيلي لـ«ريشت كان» إنهم كانوا مندهشين من أن «الجهاد الإسلامي» لم تطلق الصواريخ (الثلاثاء)، محذراً من أنه «إذا لم يكن هناك إطلاق صواريخ، فمن المستحيل قبول استمرار حالة الشلل في الجنوب بأكمله». وبعد الهجوم على «الجهاد» مرة ثانية اليوم، قال مسؤولون إنه سيتضح إذا ما أجبر الجيش «الجهاد» على الرد أو لا.

قبل ضربة «الجهاد»، طُلب من سكان غلاف غزة الدخول للملاجئ خشية إطلاق الصواريخ. وقال متحدث باسم الجيش: «يمكن أن تكون هناك تطورات عملياتية». وفي أثناء القصف الإسرائيلي المستمر على غزة اليوم، أطلقت «الجهاد» وابلاً آخر من الصواريخ وصل إلى تخوم تل أبيب. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القبة الحديدية تصدت لصواريخ على تخوم تل أبيب في منطقة «جان يفنه».



حصيلة الحرب الإسرائيلية في غزة تناهز 45 ألف قتيل

مصلون أثناء تشييع جثمان فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)
مصلون أثناء تشييع جثمان فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)
TT

حصيلة الحرب الإسرائيلية في غزة تناهز 45 ألف قتيل

مصلون أثناء تشييع جثمان فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)
مصلون أثناء تشييع جثمان فلسطينيين قتلوا في غارة إسرائيلية بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 44 ألفاً و976 قتيلاً، إلى جانب 106 آلاف و759 إصابة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي اليوم: «ارتكب الاحتلال الإسرائيلي خمس مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، ووصل منها للمستشفيات 46 شهيداً و135 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية».

وأضافت أنه في «اليوم الـ436 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

فلسطينيون يتفقدون الدمار في موقع غارة إسرائيلية بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق اليوم أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن 18 فلسطينياً قتلوا في غارات عدة شنها سلاح الجو الإسرائيلي ليل السبت الأحد في مناطق متفرقة في القطاع. وقال بصل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الدفاع المدني «نقل 18 قتيلاً على الأقل وعشرات المصابين جراء استمرار العدوان والقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في مناطق متفرقة في قطاع غزة الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الأحد». وأوضح بصل: «قتل 4 مواطنين وأصيب عدد من المواطنين في غارة إسرائيلية جوية استهدفت منزلاً في شارع النفق وسط مدينة غزة، و3 شهداء غيرهم وهم أشقاء من عائلة طوطح، في قصف الاحتلال بصاروخ من الطيران الحربي منزلاً لعائلة طوطح في حي الزيتون بمدينة غزة، كما استشهد 3 مواطنين وأصيب عدد آخر في استهداف شقة لعائلة العطل، ومنزل لعائلة عروق في حي الشيخ رضوان في غزة».

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمخيم للنازحين في دير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)

وأضاف أنه «نقل 4 قتلى و8 جرحى إثر قصف إسرائيلي بصاروخ، استهدف خيمة تؤوي عشرات النازحين في دير البلح» في وسط قطاع غزة. وأضاف أنه «قُتل المواطن أبو علاء خلف وزوجته واثنتان من بناته، وأصيب آخرون من عائلة الزعانين جراء قصف مدفعي فجراً في شارع السلطان عبد الحميد في بلدة بيت حانون في شمال القطاع». من جهته قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «الاحتلال يواصل القصف الجوي والمدفعي باتجاه مستشفى كمال عدوان والمناطق المحيطة في شمال القطاع»، موضحاً أنه «منع الوفد الطبي من الوصول للمشفى، حيث نعاني من نقص بالكوادر الطبية نتيجة الاستهداف الإسرائيلي، واستشهاد عدد كبير من الأطباء والممرضين».

فلسطيني مصاب يتلقى العلاج في مستشفى الأهلي العربي المعروف أيضاً باسم المستشفى المعمداني بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وقال أبو صفية: «لا نستطيع تقديم العلاجات اللازمة للمصابين والمرضى، نظراً لاستمرار منع إدخال الأدوية والوقود والمستلزمات الطبية للمشفى». وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي «سمح بتحويل وإجلاء 5 مرضى من داخل مستشفى كمال عدوان»، مبيّناً أن «أكثر من مائة مريض ومصاب لا يزالون في المستشفى الذي تحاصره دبابات إسرائيلية».