المحرمي لغروندبرغ: لا نشعر بجدية الحوثيين في البحث عن السلام

التقى المبعوث الأممي في أبوظبي وطلب الضغط على الميليشيات

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي يلتقي غروندبرغ في أبوظبي، الثلاثاء (سبأ)
عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي يلتقي غروندبرغ في أبوظبي، الثلاثاء (سبأ)
TT

المحرمي لغروندبرغ: لا نشعر بجدية الحوثيين في البحث عن السلام

عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي يلتقي غروندبرغ في أبوظبي، الثلاثاء (سبأ)
عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي يلتقي غروندبرغ في أبوظبي، الثلاثاء (سبأ)

طالب عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عبد الرحمن المحرمي بمزيد من الضغط الدولي والأممي على الميليشيات الحوثية لدفعهم نحو خيار السلام، وأبلغ المبعوث هانس غروندبرغ خلال لقائه في أبوظبي، الثلاثاء، بأن المجلس الرئاسي لا يشعر بجدية الحوثيين لإنهاء الانقلاب.

تصريحات عضو مجلس الحكم اليمني جاءت في وقت يواصل فيه غروندبرغ والأطراف الفاعلة في الملف اليمني السعي لإنتاج خريطة تقود إلى تسوية شاملة تطوي صفحة الصراع المستمر للسنة التاسعة منذ انقلاب الحوثيين على التوافق الوطني اليمني واقتحام صنعاء وبقية المحافظات.

وذكر الإعلام الرسمي أن المحرمي بحث بمقر السفارة اليمنية في أبوظبي، مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، المستجدات الأخيرة في الملف اليمني والجهود الأممية المبذولة لإحياء مسار السلام الدائم.

ونقلت وكالة «سبأ» أن المحرمي استمع من غروندبرغ، خلال اللقاء الذي حضره نائب المبعوث الأممي معين شريم، إلى إحاطة مفصلة حول نتائج لقاءات المبعوث وزياراته الأخيرة على الصعيد المحلي والإقليمي، والخطة المقبلة الخاصة بمكتب الأمم المتحدة لإيقاف الحرب وإحلال السلام الدائم.

وبحسب الوكالة، جدد المحرمي، حرص والتزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بدعم جهود المبعوث الأممي وكافة الوسطاء الإقليميين والدوليين، الهادفة إلى إنهاء الحرب ومعالجة الوضع الإنساني واستعادة مؤسسات الدولة، مثمناً نجاح تبادل المختطفين في الصفقة الأخيرة مع الحوثيين، معرباً عن تطلعه إلى الإفراج عن الكل مقابل الكل، وتأكيده على أن الملف الإنساني لا يجب تسييسه أو استغلاله للمتاجرة لتحقيق مكاسب سياسية.

وشدد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني على ضرورة أن يمارس مكتب المبعوث الأممي والمنظمات الحقوقية العربية والدولية مزيداً من الضغط على جماعة الحوثي الانقلابية لإنهاء وإغلاق ملف المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسراً.

ونقل الإعلام الحكومي اليمني عن المحرمي قوله: «لا نشعر بجدية الحوثي في البحث عن السلام، حتى استعداده الدخول في مفاوضات الحل النهائي، حسب المرجعيات المتفق عليها، بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي».

المحرمي وهو أحد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الثمانية في اليمن، بقيادة رشاد العليمي، ثمن خلال لقاء المبعوث جهود السعودية كوسيط لتحقيق السلام، وأكد – بحسب الإعلام الرسمي - ترحيب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بتلك الجهود التي تسعى لإيجاد عملية سلام شاملة وإيقاف الحرب.

وطالب المحرمي، الذي يقود إلى جانب عضوية المجلس الرئاسي قوات ألوية العمالقة، المبعوث الأممي بممارسة مزيد من الضغط على الميليشيات الحوثية من أجل التعاطي الجاد مع المساعي الإقليمية والدولية لإطلاق عملية سياسية شاملة ومزمنة تقودها الأمم المتحدة.

المبعوث غروندبرغ زار صنعاء والتقى قادة الحوثيين قبل أن ينتقل إلى عدن للقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ويجري لقاءات أخرى في الرياض في سياق الجهود الرامية إلى بلورة خطة يمنية للسلام.

وذكر حساب المبعوث على «توتير» أنه التقى في الرياض في الخامس من الشهر الحالي السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وعضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الله العليمي، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. وأوضح أن المناقشات ركزت على آخر التطورات في اليمن، وضرورة مضاعفة الجهود للتوصل لحل سياسي سلمي وجامع.

وعقب زيارته صنعاء، كشف غروندبرغ عن الخطوط العريضة للاتفاق اليمني الذي يريد أن ينجزه، وتشمل وقف إطلاق النار، وزيادة عدد الوجهات والرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي وإليه، والفتح السلس من دون أي عوائق لموانئ الحديدة، واستئناف صادرات البلاد من النفط، وفتح الطرق الرئيسية في تعز والمحافظات الأخرى، ودفع رواتب موظفي القطاع العام بشكل منتظم وشفاف ومستدام في جميع أنحاء البلاد، والقيام بتحضيرات لعملية سياسية شاملة واستكمالها، بحيث يتولى اليمنيون زمامها، وتكون تحت رعاية الأمم المتحدة.

وإذ يأمل الشارع اليمني أن تكلل المساعي الإقليمية والأممية والدولية بالتوصل إلى خريطة طريق تطوي صفحة الصراع الممتد منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية والتوافق اليمني في 2015، تناور الجماعة الانقلابية للحصول على مزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية، زاعمة أن أميركا وبريطانيا هما من يعرقلان مسار السلام.

وتمثل أكبر إنجاز في مساعي السلام اليمني فيما شهدته صنعاء الشهر الماضي من «نقاشات جادة ومكثفة» مع قادة الجماعة الحوثية، أجراها وفد سعودي وآخر عماني.

وكانت الخارجية السعودية أفادت بأن الفريق السعودي برئاسة السفير آل جابر عقد مجموعةً من اللقاءات في صنعاء، شهدت نقاشات مُتعمّقة في كثير من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني؛ وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن.

ووصف البيان تلك اللقاءات والنقاشات بأنها اتسمت «بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية». وأوضح أنه «نظراً للحاجة إلى مزيد من النقاشات؛ فسوف تستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت؛ بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

عون يقترب من القصر بدعم دولي وتوافق داخلي

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (رويترز)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (رويترز)
TT

عون يقترب من القصر بدعم دولي وتوافق داخلي

قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (رويترز)
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون (رويترز)

اقترب قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون من القصر الرئاسي، حيث حظي ترشيحه لمنصب الرئاسة بـ«زخم دولي وتوافق داخلي»، استمرّت تداعياته طوال أمس، وانتهت إلى تأييد أكثر من 80 نائباً من كتل مختلفة، أضيف إليهم المرشح المدعوم من «حزب الله»، سليمان فرنجية، الذي أعلن انسحابه من السباق الانتخابي لمصلحة عون.

لكن هذه الأصوات لا تكفي لتعديل الدستور لتشريع انتخابه؛ لأن الدستور يمنع انتخاب الموظفين الكبار إلا بعد سنتين من استقالتهم، ما يبقي الانتخاب معلقاً على تصويت نواب «الثنائي الشيعي» («حركة أمل» و«حزب الله») وحلفائهما (نحو 31 صوتاً)، أو «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل (13 صوتاً)، بما يؤمن الـ86 صوتاً اللازمة لتعديل الدستور. وشهدت بيروت حركة لافتة شارك في قسم منها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان، الذي جال على كل القوى السياسية اللبنانية بما فيها «حزب الله»، مجاهراً بدعم اللجنة الخماسية بشأن لبنان لوصول عون باعتباره «الخيار الأمثل للبنان».

وتعقد جلسة الانتخاب في الساعة الـ11 من صباح اليوم الخميس، ويحضرها لو دريان، كما تشهد مشاركة سفراء دول أجنبية وعربية.

وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أبدى تفاؤلاً كبيراً، قائلاً: «للمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور؛ لأننا بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية».