قطر تكشف عن وساطة اللحظات الأخيرة لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

الكشف عن اتصال بين الشيخ تميم وبزشكيان... والدوحة تدعو واشنطن وطهران للعودة للمفاوضات

TT

قطر تكشف عن وساطة اللحظات الأخيرة لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (أ.ف.ب)
الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (أ.ف.ب)

أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، أن قطر بذلت جهوداً مضنية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بالرغم من الضربات الصاروخية التي وجهها الحرس الثوري الإيراني إلى قاعدة «العديد» الجوية في قطر.

وقال آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الذي يزور الدوحة، «فيما يتعلق بموضوع وقف إطلاق النار، بذلت دولة قطر جهوداً كبيرة من خلال الاتصالات التي أجراها سمو الأمير مع كل من الجانب الأميركي والرئيس الإيراني، في سبيل التوصل إلى اتفاق يضمن استقرار وقف إطلاق النار».

وأضاف: «نجاح هذا المسار يبقى في نهاية المطاف مرهوناً بإرادة والتزام الأطراف المعنية».

وكشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري عن اتصال أجراه أمير قطر بالرئيس الإيراني، وقال: «جرى اتصال من سمو الأمير مع الرئيس الإيراني، أكد خلاله أن دولة قطر، باعتبارها دولة جارة، لطالما سعت للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة».

الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري (د.ب.أ)

وأضاف: «رغم كل المحاولات التي تسعى لتأجيج الوضع، فإن قطر ستواصل التعامل مع الأحداث بعقلانية وحكمة».

لكنه أكد أن القصف الصاروخي الإيراني على قطر انتهاك لسيادة الدولة، وقال: «إن ما حدث يُعد مساساً بسيادة دولة قطر، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة لحماية أمن البلاد وحقوقها السيادية، وفقاً للقانون الدولي والمواثيق المعتمدة».

وشدد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري على أهمية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، كما دعا الولايات المتحدة وإيران للعودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات، وقال: «نتمنى أن يستمر وقف إطلاق النار وفقاً لما تم الاتفاق عليه، ونحث الجانبين الأميركي والإيراني على العودة إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي شامل، وهو ما سعت إليه دولة قطر باستمرار».

وأضاف: «نحن نؤمن بأهمية العمل من أجل منطقة آمنة ومستقرة، خالية من الأسلحة النووية، في ظل اتفاق عادل يضمن مصالح جميع الأطراف. كما نؤكد أن إيران، باعتبارها دولة جارة، نرغب لها الأمن والاستقرار والنمو، في إطار من التفاهم والتعاون الإقليمي البناء».

وقال آل ثاني إنه «يجب أن نتعامل مع الأحداث في المنطقة دائماً بروح المسؤولية وبعين الحكمة. فما نشهده من اعتداءات إسرائيلية متكررة على المنطقة وإيران يُنذر بمزيد من التصعيد ويفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة. إن استمرار هذا النهج العدائي يجرّ المنطقة إلى مسارات أكثر تعقيداً وخطورة، ويهدد الأمن والسلم الإقليميين بشكل كبير».

وحول نجاح الدفاعات الجوية القطرية في التصدي للصواريخ الإيرانية، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «الرسالة التي تؤكدها قطر اليوم بوضوح هي أن لديها القدرات الكاملة لحماية أمنها والدفاع عن أرضها وشعبها».

وأضاف: «أثبتت القوات المسلحة القطرية كفاءتها وجاهزيتها العالية، وأرسلت رسالة قوية للجميع بأن دولة قطر قادرة على الدفاع عن نفسها، وعن مواطنيها والمقيمين على أرضها بكل قوة واقتدار».

وقال إن القوات المسلحة القطرية قامت «بعمل بطولي في التصدي لهذا الهجوم»، حيث تمكنت من اعتراض وإسقاط جميع الصواريخ المعادية باستثناء صاروخ واحد فقط. هذا الأداء يعكس مستوى الجاهزية والاحترافية العالية التي تتمتع بها قواتنا المسلحة، ويؤكد قدرتها على حماية أمن الوطن وسيادته بكل كفاءة واقتدار.

كما أدان رئيس الوزراء القطري الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وقال: «ندين بوضوح وصراحة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار، والاعتداءات على السيادة اللبنانية».

وأضاف: «نؤكد أن هذه الأفعال مرفوضة ومدانة، وندعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته ووقف هذه التحركات الإسرائيلية غير المسؤولة التي تهدد استقرار المنطقة».


مقالات ذات صلة

«سناب‌ باك» يعمق التوتر بين طهران والغرب

شؤون إقليمية إيرانيون يسيرون قرب جدارية دعائية في طهران تستلهم شخصية من الأساطير الفارسية وهي تطلق صواريخ الأربعاء (إ.ب.أ) play-circle

«سناب‌ باك» يعمق التوتر بين طهران والغرب

حذر نائب إيراني بارز من لجوء طهران إلى خيارات «غير متوقعة» للأوروبيين، إذا أقدمت فرنسا وألمانيا وبريطانيا على تفعيل آلية «سناب باك» لإعادة العقوبات الأممية.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يتوسط نظيره الإيراني عباس عراقجي ومدير «الذرية الدولية» رافائيل غروسي في القاهرة مطلع يونيو الماضي (إ.ب.أ)

مصر تؤكد أهمية استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني

شددت القاهرة على «ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بشكل كامل»، مؤكدة أهمية استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» (أرشيفية - أ.ب)

إسرائيل سترفع الإنفاق الدفاعي لمواجهة التحديات الأمنية

أعلنت وزارتا المالية والدفاع الإسرائيليتان، اليوم (الخميس)، أن إسرائيل سترفع الإنفاق الدفاعي 42 مليار شيقل (12.5 مليار دولار) خلال العامين الحالي والمقبل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية ملصق لمنشأة تخصيب اليورانيوم في «فوردو» يُعرض خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون يوم 26 يونيو الماضي (أ.ف.ب) play-circle

الضربة الأميركية دمّرت منشأة نووية واحدة فقط في إيران

أفاد تقرير استخباراتي أميركي بأن غارات الشهر الماضي ضد منشآت نووية إيرانية أسفرت في الغالب عن تدمير موقع واحد فقط من أصل 3.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي صباح الأربعاء

خامنئي: إسرائيل كانت تهدف لإطاحة النظام

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، إن الضربات التي شنتها إسرائيل بمساندة أميركية على إيران، الشهر الماضي، كان هدفها إطاحة نظام الحكم.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

طائرتان سعوديتان تحطّان في حلب لمساعدة متضرري حرائق اللاذقية

الطائرتان تحملان على متنهما مساعدات عاجلة تتضمن مواد إيوائية (مركز الملك سلمان للإغاثة)
الطائرتان تحملان على متنهما مساعدات عاجلة تتضمن مواد إيوائية (مركز الملك سلمان للإغاثة)
TT

طائرتان سعوديتان تحطّان في حلب لمساعدة متضرري حرائق اللاذقية

الطائرتان تحملان على متنهما مساعدات عاجلة تتضمن مواد إيوائية (مركز الملك سلمان للإغاثة)
الطائرتان تحملان على متنهما مساعدات عاجلة تتضمن مواد إيوائية (مركز الملك سلمان للإغاثة)

وصلت إلى مطار حلب الدولي طائرتان إغاثيتان سعوديتان، تحملان على متنهما مساعدات إغاثية عاجلة، تتضمن مواد إيوائية؛ لتقديمها للمتضررين من الحرائق في محافظة اللاذقية السورية.

وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز «الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أن هذه المساعدات تُجسِّد ما تتصف به الحكومة السعودية من روح الإخاء والتضامن الإنساني مع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة.

وأكد الربيعة في تصريح لـ«وكالة الأنباء السعودية»، حرص بلاده على إيلاء العمل الإنساني الأولوية القصوى؛ انطلاقاً من رسالتها السامية وتاريخها المعطاء، وإيماناً منها بأن الكرامة الإنسانية حق أساسي لكل فرد على وجه الأرض.

نقل المساعدات إلى المتضررين من الحرائق في محافظة اللاذقية السورية (مركز الملك سلمان للإغاثة)

كان مركز «الملك سلمان للإغاثة» قد وقَّع، الأربعاء، اتفاقية تعاون مشترك لدعم وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية بالمستلزمات والمعدات والآليات اللازمة لمكافحة حرائق الغابات ببلدة كسب في اللاذقية.

وسيجري بموجب الاتفاقية رفع كفاءة الاستجابة السريعة والفعّالة لمكافحة الحرائق، وذلك من خلال تقديم الدعم الفني واللوجيستي لفرق الإطفاء الميدانية؛ لتعزيز قدراتها الفنية واللوجيستية.

وسيَّر المركز، بالتعاون مع وزارة الدفاع السعودية، 18 طائرة حتى الآن ضمن الجسر الجوي الإغاثي السعودي لمساعدة الشعب السوري والتخفيف من معاناته.

وتعكس هذه المساعدات الدور الكبير الذي تقوم به السعودية عبر ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة» تجاه المحتاجين والمتضررين حول العالم.