«اعتدال» يرصد 1.2 مليون رابط للتحايل على آليات رصد المحتوى المتطرّف

تستهدف الهروب من التتبع الرقمي وتوجيه المستخدمين إلى محتويات بديلة

إزالة روابط تؤدي إلى محتوى دعائي متطرف ومواقع إلكترونية ومجموعات وقنوات على منصات تواصل ذات رقابة ضعيفة (واس)
إزالة روابط تؤدي إلى محتوى دعائي متطرف ومواقع إلكترونية ومجموعات وقنوات على منصات تواصل ذات رقابة ضعيفة (واس)
TT

«اعتدال» يرصد 1.2 مليون رابط للتحايل على آليات رصد المحتوى المتطرّف

إزالة روابط تؤدي إلى محتوى دعائي متطرف ومواقع إلكترونية ومجموعات وقنوات على منصات تواصل ذات رقابة ضعيفة (واس)
إزالة روابط تؤدي إلى محتوى دعائي متطرف ومواقع إلكترونية ومجموعات وقنوات على منصات تواصل ذات رقابة ضعيفة (واس)

رصد «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)» استخدام التنظيمات الإرهابية أكثر من 1.2 مليون رابط إلكتروني؛ بهدف الهروب من الرصد الرقمي، وتوجيه المستخدمين إلى محتويات بديلة.

وأوضح «اعتدال» أن «التنظيمات الإرهابية تنتهج وسائل خادعة بغرض التحايل على عمليات الرصد، من بينها استخدام روابط لإعادة توجيه المستخدمين، فيما تجري عمليات التصدي لهذه الأساليب، بما في ذلك إزالة أكثر من 1.2 مليون رابطٍ إلكترونيٍ، خلال الربع الأول من العام الحالي فقط»، وفق النتائج التي أعلنها «المركز» لجهود الشراكة مع منصة «تلغرام».

ويتنوع محتوى الروابط البديلة بين ملفات رقمية تتضمن محتوىً دعائياً متطرفاً، ومواقع إلكترونية تستضيف محتوىً محظوراً أو يصعب تتبّعه، ومجموعاتٍ وقنواتٍ على منصات تواصل ذات رقابة ضعيفة.

وأكد الدكتور يوسف الرميح، المستشار الأمني وأستاذ مكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأشهر الأخيرة شهدت نشاطاً في عدد من المواقع الإلكترونية، وانتشار عدد من الروابط تسعى لنشر الفكر الإرهابي والتجنيد لمصلحة مجموعات إرهابية متطرّفة»، مضيفاً أن «معظم هذه الروابط يأخذ أسماء لا غبار عليها، مثل الأسماء الإسلامية أو الوطنية أو القبلية أو الشرعية، غير أنها وهمية وتعمل على نقل المستخدم إلى مواقع متطرّفة». وأوضح أنه «رُصد كثير منها؛ مما أدّى إلى اتخاذ إجراءات ضدها، من ضمنها إزالتها مباشرة».

وتحدث الرميح عن استخدام بعض الأنشطة أسماء مقبولة أو محبّبة لدى شرائح كبيرة من المجتمع؛ لتفادي الإزالة وللتحايل على الرقابة، أو أن «تظهر على شكل إشارة إلى محتوى ذي شعبية كبيرة في البحث والتقصّي لدى شرائح كبيرة، قبل أن يتّضح نوع المحتوى بعد النقر على الرابط بأنه محتوى متطرف وإرهابي»، داعياً إلى «عدم إعطاء الثقة للروابط المشبوهة، ومواصلة التثقيف المجتمعي؛ لتجنّب وقوع الناس في شرَك هذه الروابط».

ويقول المستشار إن الروابط ساهمت سابقاً في «تجنيد عدد من الشباب غير الواعي، الأمر الذي يكشف عن خطورتها بالنسبة إلى عدد من الفئات المجتمعية. صحيح أن نسبة كبيرة من أفراد المجتمع السعودي تحديداً لديهم تثقيف تقني ورقمي عالٍ ويمكنهم معرفة مثل هذا النوع من الروابط قبل استخدامها، لكن هناك فئات أخرى لا يتوفّر لديها المستوى العالي من التعليم؛ مما يجعلها فريسة سهلة للوقوع في مخاطر هذه الروابط».

وطالب أستاذ مكافحة الجريمة بـ«رفع مستوى التثقيف التقني والسيبراني بما يحدّ من خطورة مثل هذه الممارسات».

ويقرأ الرميح التطوّر في ممارسات «التنظيمات الإرهابية» بأنه «يحتّم وجود 3 أنواع من الحماية: الرقابة الشديدة من الجهات الأمنية والأمنية السيبرانية، ثم الرقابة الذاتية، إلى جانب الرقابة الأسرية والمجتمعية عبر تقوية مناعة فئة الشباب ضد مثل هذا المحتوى الذي تروّج له التنظيمات الإرهابية بطرق ملتوية»، مطالباً بـ«انتهاج إبلاغ الجهات الأمنية ذات الاختصاص بشكل مباشر عند رصد مثل تلك الروابط، وهو الأمر الذي من شأنه في نهاية المطاف الحد من تأثيرها وانتشارها».

يذكر أن «اعتدال» أعلن حديثاً نتائج جهود مشتركة مع منصة «تلغرام» في التصدي للدعاية المتطرفة للربع الأول من عام 2025، فقد تمكَّن من إزالة 16 مليوناً و62 ألفاً و667 مادة متطرفة، إضافة إلى إغلاق 1408 قنوات متطرفة.


مقالات ذات صلة

البطريرك يازجي: الهجوم الإرهابي على الكنيسة اعتداء على كل سوريا

المشرق العربي تشييع جماعي لضحايا تفجير «كنيسة مار إلياس» في حي القصاع (سانا)

البطريرك يازجي: الهجوم الإرهابي على الكنيسة اعتداء على كل سوريا

شهد حي القصاع في العاصمة السورية دمشق الثلاثاء تشييعاً جماعياً مهيباً لضحايا الهجوم الإرهابي على «كنيسة مار إلياس» في حي الدويلعة.

سعاد جروس (دمشق)
شؤون إقليمية أنصار لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان يرفعون لافتة تحمل صورته وعلم الحزب دعماً لدعوته إلى حله (أ.ف.ب)

حليف إردوغان يحذر من تطورات إيران ويدعو لدعم مبادرة حل «الكردستاني»

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا تبذل جهوداً لمنع تحول هجمات إسرائيل على إيران إلى كارثة... ودعا حليفه دولت بهشلي لدعم حل حزب العمال الكردستاني.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية فريق من قوات مكافحة الإرهاب التركية خلال نقل عناصر شبكة «الموساد» إلى المحكمة (إعلام تركي)

الادعاء التركي يطالب بالسجن لمدد تصل لـ24 سنة لشبكة عملاء للموساد

طالب الادعاء العام في تركيا، بالحكم بالسجن لفترات بين 10 و24 سنة بحق 20 متهماً من الأتراك والعرب بتهمة التجسس على فلسطينيين وعناصر من «حماس» لصالح «الموساد».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا كانت السلطات المحلية النيجيرية أفادت بمقتل 8 أشخاص وفقدان أربعة (غيتي - أرشيفية)

مقتل 12 شخصاً في هجوم على مدعوّين إلى زفاف بوسط نيجيريا

ارتفعت حصيلة الهجوم الذي نفّذه قرويون على حافلة تقلّ مسلمين مدعوّين إلى حفل زفاف في وسط نيجيريا، إلى 12 قتيلاً، بينهم والد العريس وشقيقه.

«الشرق الأوسط» (جوس (نيجيريا))
أوروبا المئات يتظاهرون في ميدان ترافالغار بوسط لندن دعماً للقضية الفلسطينية (أ.ب.أ)

بريطانيا تحظر مجموعة «بالستاين أكشن» بموجب قانونها لمكافحة الإرهاب

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، الاثنين، أنها ستحظر مجموعة «بالستاين أكشن»، أو «العمل من أجل فلسطين» بعدما اقتحم عدد من ناشطيها أكبر قاعدة بريطانية

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الوزاري الخليجي» يتضامن مع قطر ويشيد بدورها في وقف المعارك بين إيران وإسرائيل

وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام للمجلس في صورة تذكارية (مجلس التعاون)
وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام للمجلس في صورة تذكارية (مجلس التعاون)
TT

«الوزاري الخليجي» يتضامن مع قطر ويشيد بدورها في وقف المعارك بين إيران وإسرائيل

وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام للمجلس في صورة تذكارية (مجلس التعاون)
وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام للمجلس في صورة تذكارية (مجلس التعاون)

جدد المجلس الوزاري الخليجي، الثلاثاء، رفضه القاطع لأي مساس بسيادة دولة قطر أو تهديد لأمنها واستقرارها، مؤكداً على أن أمن واستقرار قطر يُعدّ جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون جميعاً، وأن أي تهديد تتعرض له أي دولة عضو هو تهديد مباشر لكافة دول المجلس.

ورحب المجلس بعد اجتماع استثنائي عقد اليوم (الثلاثاء) في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث الضربات الصاروخية الإيرانية على قاعدة «العديد» الجوية في قطر، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف إطلاق النار، مؤكداً ضرورة الوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية، مشيداً بجهود قطر للتوسط ووقف إطلاق النار، للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة، وبذل كافة الأطراف جهوداً مشتركة باغتنام وقف اطلاق النار للتهدئة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، والدفع نحو عودة جادة إلى المفاوضات تفضي إلى حلول مستدامة، لما تمثله اللحظة من فرص لشق مسار جديد نحو مستقبل إيجابي للمنطقة.

وأكد المجلس على استعداده لدعم كافة الجهود بهذا الصدد، مشيداً بنجاح رئيس الولايات المتحدة في تحقيق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، داعياً الرئيس الأميركي إلى بذل جهود للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة.

التضامن مع قطر

أعرب البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ49 لمجلس التعاون في العاصمة الدوحة، عن أسفه الكبير وإدانته الشديدة لما قامت به إيران من هجمات صاروخية استهدفت قاعدة عسكرية في دولة قطر، وهو ما عده البيان «انتهاكاً إيرانياً صريحاً ومرفوضاً وخطيراً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي ومبادئ حسن الجوار ومخالفة واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مهما كانت الذرائع والمبررات».

وعبّر المجلس عن تضامنه التام مع قطر ودعمه الكامل لها فيما تتخذه من إجراءات تحفظ لها الأمن والاستقرار، مشيداً بقدرات القوات المسلحة القطرية في التصدي للهجوم الذي شنته إيران.

وأكد على ضرورة الالتزام بالأسس والمبادئ المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة والتهديد بها.

أولوية الحوار والدبلوماسية

نوه المجلس الوزاري بما تضمنته رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي، التي تم الإعلان عنها في مارس (آذار) 2024 بشأن أولوية مسار الحوار والدبلوماسية للعلاقات بين الدول، وأن هذا المسار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلام شعوبها، مؤكداً على أن أي تصعيد من شأنه أن يقوض الأمن الإقليمي، ويجر المنطقة إلى مسارات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين.

وأشاد المجلس الوزاري بدور سلطنة عُمان في المفاوضات الأميركية - الإيرانية بشأن الملف النووي، وثمن دور قطر والولايات المتحدة والدول الأخرى التي ساهمت في التهدئة، والتأكيد على أهمية استمرار جهود الوساطة الفاعلة.

التأكيد على الأمن الجوي والبحري

أكد المجلس الوزاري على أهمية الحفاظ على الأمن الجوي والبحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية، والمنشآت النفطية في دول المجلس، كما أكد المجلس الوزاري على التزام وحرص دول مجلس التعاون على استقرار أسواق الطاقة العالمية.

وترأس الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا (رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية)، ومشاركة وزراء الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والبحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، والعماني بدر البوسعيدي، والقطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، والأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي.