ولي العهد السعودي ورئيس وزراء باكستان يبحثان التطورات الإقليمية والدولية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف في جدة الأربعاء (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف في جدة الأربعاء (واس)
TT
20

ولي العهد السعودي ورئيس وزراء باكستان يبحثان التطورات الإقليمية والدولية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف في جدة الأربعاء (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف في جدة الأربعاء (واس)

بحث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، مساء الأربعاء، مع محمد شهباز شريف رئيس الوزراء الباكستاني، تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

واستعرض الجانبان خلال اجتماعهما بقصر السلام في جدة، العلاقات التاريخية بين البلدين، وآفاق التعاون الثنائي، وسبل تطويره في مختلف المجالات.

جانب من استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لرئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف في جدة الأربعاء (واس)
جانب من استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لرئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف في جدة الأربعاء (واس)

حضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني، ونواف المالكي السفير لدى باكستان. وحضر من الجانب الباكستاني الفريق أول سيد عاصم منير رئيس أركان الجيش.

كان رئيس الوزراء الباكستاني قد وصل والوفد المرافق له إلى مدينة جدة، نهار الأربعاء، في زيارة رسمية، حيث استقبله بمطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وصالح التركي أمين محافظة جدة، والسفير نواف المالكي، وعدد من المسؤولين.

نائب أمير مكة المكرمة مستقبلاً رئيس وزراء باكستان لدى وصوله إلى جدة (واس)
نائب أمير مكة المكرمة مستقبلاً رئيس وزراء باكستان لدى وصوله إلى جدة (واس)

وتشهد زيارة محمد شهباز شريف بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، والتأكيد على المضي قدماً في مشروعات التعاون الثنائي على جميع المجالات السياسية والاقتصادية.

وتربط السعودية وباكستان علاقات تاريخية وثيقة تتجاوز 70 عاماً، تطورت خلالها إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية» بدعم من قيادتي البلدين، اللتين تحرصان على تطوير التعاون في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة.

نائب أمير مكة المكرمة مستقبلاً رئيس وزراء باكستان لدى وصوله إلى جدة (واس)
نائب أمير مكة المكرمة مستقبلاً رئيس وزراء باكستان لدى وصوله إلى جدة (واس)

وقال أحمد فاروق، السفير الباكستاني لدى السعودية، إن البلدين يتمتعان بعلاقات تاريخية راسخة وقوية، وتجمعهما روابط استراتيجية لشراكة متعددة الأوجه تهدف إلى تبادل المصالح والمنافع لشعبيهما.

وشهدت العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة مع زيارة ولي العهد السعودي لباكستان في فبراير (شباط) 2019، حيث أُعلن خلالها عن إنشاء «مجلس التنسيق الأعلى»، وتوقيع اتفاقيات تجاوزت قيمة فرصها الاستثمارية 20 مليار دولار.

نائب أمير مكة المكرمة لدى استقباله رئيس وزراء باكستان بمطار الملك عبد العزيز في جدة (واس)
نائب أمير مكة المكرمة لدى استقباله رئيس وزراء باكستان بمطار الملك عبد العزيز في جدة (واس)

وأسهم المجلس في تعزيز وتطوير العلاقات، وإدخال مبادرات التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري والأمني والعسكري بين البلدين في إطار العمل التكاملي وفق آليات حوكمة فعالة، بما يحقق تطلعاتهما لبناء شراكة استراتيجية.

وأوضح السفير فاروق أن بلاده تؤكد من خلال هذه الزيارة التزامها بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية الثنائية بين البلدين، حيث سيبحث أعضاء الوفد مع نظرائهم السعوديين العمل على استكشاف وتوسيع سبل التعاون في قطاعات عدة، بينها التجارة والاستثمار والطاقة والدفاع وغيرها.

جانب من استقبال نائب أمير مكة المكرمة لرئيس وزراء باكستان بمطار جدة (واس)
جانب من استقبال نائب أمير مكة المكرمة لرئيس وزراء باكستان بمطار جدة (واس)

ونوّه السفير الباكستاني، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، بأن الزيارة ستجدد العزم على مواصلة التعاون، وتعزيز العمل المشترك وتنفيذ الاتفاقيات الموقَّعة سابقاً في مختلف المجالات، فضلاً عن بلورة الرؤى المشتركة حول القضية الأولى في منطقة الشرق الأوسط وهي الحرب الإسرائيلية على فلسطين، وقتل المدنيين الأبرياء في غزة وغيرها داخل الأراضي الفلسطينية.

ويدعم البلدان الجهود الدولية الرامية لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وتخفيف تداعياتها الإنسانية، مؤكدين ضرورة قيام المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته والضغط لوقف عدوان قوات الاحتلال على القطاع، والالتزام بالقانون الدولي، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وتُقدِّر باكستان دور السعودية القيادي في العالم الإسلامي، ودعمها المستمر لباكستان منذ استقلالها، وما تقدمه من خدمات متكاملة لضيوف الرحمن.


مقالات ذات صلة

​أسيل عمران: «لام شمسية» يطرح تساؤلات شائكة عن الأمومة

يوميات الشرق أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)

​أسيل عمران: «لام شمسية» يطرح تساؤلات شائكة عن الأمومة

بعد غيابٍ دام نحو 3 سنوات عن الدراما التلفزيونية تعود الممثلة السعودية أسيل عمران من خلال مسلسل (لام شمسية) الذي يشكّل أولى تجاربها في الدراما المصرية

إيمان الخطاف (الدمام)
الخليج منتدى «مجتمع قيمة المياه» في إيطاليا أشاد بالتجربة السعودية في الإدارة المتكاملة للموارد المائية (واس)

السعودية تؤكّد أهمية التعاون الدولي لمواجهة تحديات المياه

شدّدت السعودية على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال المياه، ومواجهة تحديات قطاع المياه حول العالم، مؤكدة ضرورة تطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية.

«الشرق الأوسط» (روما)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وعباس عراقجي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان تطورات المنطقة

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تاريخ من العراقة والحكايات (تصوير: غازي مهدي)

«المظلوم» في جدة... حارةٌ كثُرت حولها الأساطير والحكايات

في أيام رمضان، يُقبل الزوار على حارة «المظلوم» التي شهدت أسوةً بقرى في المدينة التاريخية فعاليات توزَّعت على جميع الأحياء، تشمل عروضاً ثقافيةً وتفاعليةً.

سعيد الأبيض (جدة)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مصافحاً نظيره الروسي سيرغي لافروف قبيل محادثات بين الجانبين في الدرعية قرب العاصمة السعودية الرياض (واس)

روسيا: نأمل حصول «بعض التقدم» في محادثات السعودية

تأمل موسكو تحقيق «بعض التقدم» في المحادثات التي ستُعقد في السعودية الاثنين، وفق ما أفاد المفاوض الروسي غريغوري كاراسين لتلفزيون رسمي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات الأميركية - الروسية - الأوكرانية في السعودية

محادثات جدة بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)
محادثات جدة بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)
TT
20

انطلاق الجولة الثالثة من المفاوضات الأميركية - الروسية - الأوكرانية في السعودية

محادثات جدة بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)
محادثات جدة بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)

تستضيف السعودية الجولة الثالثة من محادثات بحث وقف إطلاق النار في أوكرانيا، عبر اجتماعين منفصلين؛ أميركي - أوكراني الأحد، وأميركي - روسي الاثنين.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعات الجولة الثالثة ستكون على مستوى لجان فنية وتقنية، تمهيداً لاجتماعات أخرى سيعلَن عنها في وقت لاحق. وتسعى الأطراف إلى تحقيق اختراقات في المحادثات المرتقبة.

يأتي ذلك، بعد عقد اجتماعين منفصلين للأميركيين مع كل من الروس والأوكرانيين في وقت سابق، برعاية سعودية هيّأت الأجواء لإجراء مباحثات كفيلة بأن تدفع نحو نقطة انطلاق جديدة تُعزّز فرص وقف إطلاق النار وتحقيق السلام المرتقب بين موسكو وكييف.

تفاؤل أميركي

وعبّر المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله بشأن فرص إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال ويتكوف لشبكة «فوكس نيوز»: «أشعر أن (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) يريد السلام... أعتقد أنكم سترون في السعودية غداً (الاثنين) تقدماً ملموساً، لا سيما بشأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف شامل لإطلاق نار».

محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية يوم 11 مارس 2025 (واس)
محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية يوم 11 مارس 2025 (واس)

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، إن الولايات المتحدة تناقش مجموعة من إجراءات بناء الثقة بهدف إنهاء الحرب، ومنها مستقبل الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا. وأسّست لهذا التفاؤل اتصالات هاتفية متبادلة، تمثلت في اتصال هاتفي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، وآخر بين ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

تسوية معقّدة

وتوقّع الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر، رئيس «مركز الخليج للأبحاث»، لـ«الشرق الأوسط» أن تُفضي اجتماعات الجولة الثالثة إلى «نقطة ربما يُتوصل فيها إلى حلول وسطى؛ لأن استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا سيكون له أثر إيجابي على إقناع روسيا بتقديم تنازلات».

صورة مركّبة تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يتحدثان عبر الهاتف (أ.ف.ب)
صورة مركّبة تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يتحدثان عبر الهاتف (أ.ف.ب)

ومع ذلك، لا يعتقد بن صقر أن الدعم الأميركي للحرب الأوكرانية سيعود إلى مستواه السابق كما كان في عهد الرئيس السابق جو بايدن، مستدركاً بأنه لا توجد مصلحة استراتيجية لأميركا في خروج روسيا طرفاً منتصراً، بغضّ النظر عن توجّه الإدارة الأميركية.

وقال بن صقر إن «المشكلة الأوكرانية تُعدّ من الصراعات الدولية المعقدة ومتعددة الأطراف والمصالح. ولا يمكن إيجاد تسوية سريعة لهذا النوع من الصراعات. لذا، فإن جهود المملكة العربية السعودية هي مساهمة في تحرك واسع، ربما يتطلب اجتماعات ولقاءات متعددة لاحقة».

وشدّد بن صقر على أن «الصراع الأوكراني أصبح صراعاً ذا مستويين؛ الأول صراع أوكرانيا والحلفاء الغربيين مع روسيا، والثاني صراع أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب».