قصر الدرعية... مقر القمم ورمز الضيافة الملكية السعودية

أسسه الملك فهد بن عبد العزيز قبل نحو ربع قرن

إحدى القمم الخليجية التي استضافها قصر الدرعية سابقاً (الشرق الأوسط)
إحدى القمم الخليجية التي استضافها قصر الدرعية سابقاً (الشرق الأوسط)
TT
20

قصر الدرعية... مقر القمم ورمز الضيافة الملكية السعودية

إحدى القمم الخليجية التي استضافها قصر الدرعية سابقاً (الشرق الأوسط)
إحدى القمم الخليجية التي استضافها قصر الدرعية سابقاً (الشرق الأوسط)

في إحدى قاعات قصر الدرعية الملكي الفاخرة، الذي تأسس قبل نحو ربع قرن، جلس وفدا الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في صفين متقابلين، فيما توسط الطاولة، التي زُيِّنت بحبات من التمر السعودي، وزير الخارجية السعودي، وإلى جانبه مستشار الأمن الوطني.

مثّل قصر الدرعية، الذي أمر بتأسيسه الملك الراحل فهد بن عبد العزيز شمال غربي العاصمة الرياض، مقراً رئيسياً لاستضافة القمم الخليجية والاجتماعات رفيعة المستوى على مدار السنوات الماضية.

تأمل الرياض، من خلال استضافتها اجتماعات القوتين العظميين في العالم (واشنطن وموسكو) التي انطلقت (الثلاثاء) في قصر الدرعية، في تحسين العلاقات بين البلدين وتقريب وجهات النظر، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين.

ويضم القصر الملكي، الذي افتُتح في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1999، مقرات ضيافة ملكية، ومجلس استقبال ملكياً، وقاعة كبرى للمؤتمرات، إضافةً إلى مكاتب إدارية، وعدد من الصالات والقاعات الضخمة، إلى جانب متاحف تحاكي الدرعية التاريخية، عاصمة الدولة السعودية الأولى.

ومن المنتظر أن ترسم هذه الاجتماعات ملامح القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مما يمهّد الطريق لحل كثير من الملفات الشائكة بين الجانبين على الساحة الدولية.

انطلاق المحادثات الأميركية - الروسية برعاية سعودية في الرياض (رويترز)
انطلاق المحادثات الأميركية - الروسية برعاية سعودية في الرياض (رويترز)

ووصف كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، الرئيس الأميركي بأنه «حلّال للمشكلات». مشيراً إلى أن «ترمب وفريقه قادرون على حل المشكلات. أشخاص تعاملوا بالفعل مع عدد من التحديات الهائلة بسرعة كبيرة وكفاءة عالية ونجاح باهر».

وتُعد الدرعية رمزاً وطنياً بارزاً في تاريخ المملكة العربية السعودية، إذ ارتبط ذكرها بالدولة السعودية الأولى وكانت عاصمتها، مشكّلةً منعطفاً تاريخياً في مسار الجزيرة العربية.

وكانت أول قمة خليجية استضافها قصر الدرعية هي الدورة الـ20 لمجلس التعاون الخليجي، التي عُقدت خلال الفترة بين 27 و29 نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله.

جانب من اجتماعات اليوم الأميركية - الروسية في قصر الدرعية (وكالة الصحافة الفرنسية)
جانب من اجتماعات اليوم الأميركية - الروسية في قصر الدرعية (وكالة الصحافة الفرنسية)

ويشارك في الاجتماعات التي انطلقت في قصر الدرعية من الجانب الأميركي؛ وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص لترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومن الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف، والمستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف.


مقالات ذات صلة

الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في مكة المكرمة الأحد (واس)

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اللبناني يستعرضان علاقات البلدين

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأمراء والعلماء والمشايخ، والوزراء، وكبار المسؤولين الذين قدموا التهنئة بـ«عيد الفطر».

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في أثناء تأديته صلاة العيد بقصر السلام في جدة الأحد (واس)

خادم الحرمين يؤدي صلاة عيد الفطر بقصر السلام في جدة

أدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، صلاة عيد الفطر، بقصر السلام في جدة، صباح الأحد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج الرئيس أحمد الشرع خلال الاحتفال بإعلان الحكومة (الرئاسة السورية)

السعودية تتطلع للتعاون مع الحكومة السورية في تعزيز العلاقات

رحبت السعودية بإعلان تشكيل الحكومة السورية، معربة عن أملها في أن تحقق تطلعات الشعب السوري.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج نائب أمير منطقة مكة المكرمة مستقبلاً رئيس الوزراء اللبناني لدى وصوله إلى جدة (واس)

رئيس الوزراء اللبناني يصل جدة

وصل إلى جدة، فجر الأحد، رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام.

«الشرق الأوسط» (جدة)

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اللبناني يستعرضان علاقات البلدين

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في مكة المكرمة الأحد (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في مكة المكرمة الأحد (واس)
TT
20

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اللبناني يستعرضان علاقات البلدين

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في مكة المكرمة الأحد (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في مكة المكرمة الأحد (واس)

استقبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، صباح الأحد، الأمراء والعلماء والمشايخ، والوزراء، وكبار المسؤولين الذين قدموا التهنئة بـ«عيد الفطر».

الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله المهنئين بالعيد في قصر الصفا صباح الأحد (واس)
الأمير محمد بن سلمان خلال استقباله المهنئين بالعيد في قصر الصفا صباح الأحد (واس)

كما استقبل الأمير محمد بن سلمان، في الديوان الملكي بقصر الصفا بمكة المكرمة، الأحد، رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام.

وتبادل الجانبان الأحاديث الودية، والتهنئة بعيد الفطر، كما استعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحثا مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة تجاهها.

وأفاد بيان عن مجلس الوزراء اللبناني، الأحد، بأن نواف سلام أكد خلال الاجتماع ضرورة المضي قدماً في تعزيز الشراكة بين بلاده والسعودية، وأشار إلى أن لبنان ماضٍ في الإصلاحات، لا سيما المالية والمؤسساتية، من أجل تفعيل الاستثمارات والنهوض باقتصاد البلاد.

وشدد سلام على أن الحكومة اللبنانية ماضية في بسط سلطتها على كامل أراضيه «بقواها الذاتية» وفقاً لما جاء في اتفاق الطائف، موجَّهاً الشكر إلى ولي العهد السعودي على المساعي التي بذلتها السعودية لإطلاق مسار ضبط الحدود اللبنانية السورية وترسيمه.

حضر الاستقبال الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني، والدكتور بندر الرشيد سكرتير ولي العهد.

كان رئيس الوزراء اللبناني قد وصل إلى جدة، فجر الأحد، في زيارة هي الأولى له منذ توليه رئاسة حكومة بلاده الشهر الماضي، وأدى مع ولي العهد السعودي صلاة عيد الفطر بالمسجد الحرام في مكة المكرمة.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اللبناني يؤديان صلاة عيد الفطر بالمسجد الحرام صباح الأحد (واس)
ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اللبناني يؤديان صلاة عيد الفطر بالمسجد الحرام صباح الأحد (واس)

ويرى مراقبون أن زيارة نواف سلام للسعودية وأداءه صلاة العيد مع الأمير محمد بن سلمان، يعكسان تقدير القيادة اللبنانية لمواقف السعودية تجاه لبنان، إيماناً بدور المملكة التاريخي في مساندته، وتأكيداً لعمقه العربي بوصفه أساساً لعلاقاته مع محيطه الإقليمي. وأشاروا إلى أن العلاقات بين الرياض وبيروت تشهد انطلاقة جديدة، في ظل اهتمام قيادتي البلدين بتطويرها على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز أواصر الأخوة التي تجمعهما؛ حكومة وشعباً.

ونوّه مراقبون بتطابق مساعي الحكومة اللبنانية لتمكين الدولة من بسط سيادتها وممارسة صلاحياتها الكاملة مع رؤية السعودية للمنطقة التي تقوم على دعم استقرار الدول بصفته متطلباً لانطلاق التعاون الاقتصادي والاستثماري والعمل المشترك.

وأكدت السعودية مراراً وقوفها إلى جانب لبنان وشعبه، مبديةً ثقتها بقدرة الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس الوزراء على الشروع في الإصلاحات اللازمة لدعم أمن واستقرار ووحدة بلادهما، والحفاظ على مؤسسات الدولة ومكتسباتها، بما يُعزز ثقة شركاء لبنان، ويعيد مكانته الطبيعية، وعلاقته بمحيطه العربي والدولي.

ولفت مراقبون إلى الدور التاريخي للسعودية في دعم أمن واستقرار لبنان، ومساندته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومن ذلك مساهمتها الفاعلة في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 عاماً، ومواقفها الدائمة مع الشعب اللبناني، ومساعدته إنسانياً وإغاثياً.

وكانت السعودية قد أطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي جسراً جوياً لمساعدة الشعب اللبناني لمواجهة ظروفه الحرجة، تضمن إرسال طائرات تحمل مساعدات إغاثية تشتمل على مواد غذائية وإيوائية وطبية، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، قبل أن تدشن مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي مرحلة جديدة من المساعدات تستهدف تنفيذ مشاريع غذائية وإيوائية وصحية، للإسهام في تخفيف معاناة المتضررين والنازحين اللبنانيين.