السعودية تجدد مطالبة المجتمع الدولي بوقف الانتهاكات الإسرائيلية

«الوزراء» أشاد بالمشاركة الدولية الواسعة في الاجتماعات الوزارية حول سوريا بالرياض

خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)
TT

السعودية تجدد مطالبة المجتمع الدولي بوقف الانتهاكات الإسرائيلية

خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)

جدَّدت السعودية، مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقوانين والأعراف الدولية، والتأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول وحدودها؛ للحد من تفاقم أزمات المنطقة ومحاولات تقويض المساعي الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل، جاء ذلك خلال ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الجلسة التي عقدها المجلس، الثلاثاء في الرياض.

وفي مستهل الجلسة؛ اطّلع مجلس الوزراء على مضمون الرسالة التي تلقاها خادم الحرمين، من رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي، وفحوى الاتصالين الهاتفيَّين اللذين تلقاهما الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والبرازيلي لويز إيناسيو لولا.

الملك سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)

وتناول المجلس، نتائج استقبال ولي العهد لرئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، وما اشتمل عليه اجتماع مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين؛ من استعراض أوجه العلاقات الثنائية، وسبل تطوير التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن المستجدات ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها.

وأوضح وزير الإعلام سلمان الدوسري، أن المجلس تطرق إثر ذلك إلى التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والعالمية، مشيداً بالمشاركة الدولية الواسعة في الاجتماعات الوزارية بشأن سوريا التي استضافتها المملكة؛ سعياً إلى بحث خطوات دعم الشعب السوري الشقيق على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، وتقديم العون والمساندة له في هذه المرحلة المهمة من تاريخه، ومساعدته على إعادة بناء سوريا دولة عربية موحدة مستقلة آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب، ولا خرق لسيادتها أو اعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت.

وتابع المجلس جهود المملكة في مجال التنمية الدولية والإغاثة الإنسانية، وما تقدمه من دعم وإسهام للتخفيف من معاناة المحتاجين والمتضررين في شتى أنحاء العالم؛ إعمالاً بالواجب، وانطلاقاً من المبادئ والقيم المستمَدة من الدين الحنيف.

اطّلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المدرجة بجدول أعماله (واس)

واطّلع المجلس على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انتهى إليه كل من مجلسَي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء، في شأنها.

ووافق المجلس خلال الجلسة على النموذج الاسترشادي لمذكرة تفاهم بين السعودية وحكومات الدول الأخرى للتعاون في مجال الطاقة، وتفويض وزير الطاقة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجهات النظيرة في الدول الأخرى في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة والتوقيع عليه، في ضوء النموذج الاسترشادي.

جانب من جلسة مجلس الوزراء السعودي في الرياض (واس)

كما قرَّر المجلس الموافقة على مذكرتَي تفاهم في مجال الشؤون الإسلامية بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، وكل من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية تشاد، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جمهورية نيجيريا الاتحادية.

وفوَّض المجلس خلال الجلسة وزير الصحة - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الغرينادي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارة الصحة في السعودية ووزارة الصحة في غرينادا، والتوقيع عليه.

وقرَّر المجلس الموافقة على مذكرة تفاهم بين هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية، واللجنة الوطنية لمكافحة الفساد في جيبوتي، في مجال منع الفساد ومكافحته، وعلى مذكرة تعاون في مجال الملكية الفكرية بين الهيئة السعودية للملكية الفكرية في السعودية والمكتب التركي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية في تركيا، وعلى اتفاقية تعاون بين رئاسة أمن الدولة في المملكة ووزارة الأمن العام في الصين في مجال مكافحة جرائم الإرهاب، وعلى اتفاقية بين السعودية والبرازيل في استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية، وعلى مذكرة تفاهم بين معهد الإدارة العامة في السعودية والمجلس الأعلى للمرأة في البحرين في مجال التنمية الإدارية.

وشكَّل المجلس لجنة مركزية دائمة عالية المستوى للجهات الأمنية الموجودة في المنافذ الجمركية، تتولى الإشراف على أعمال اللجان الأمنية في المنافذ البرية والبحرية. واعتمد الحسابات الختامية للهيئة العامة للتجارة الخارجية، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، والمركز السعودي للاعتماد، والمكتب الاستراتيجي لتطوير منطقة الباحة، لعام مالي سابق.

كما اطّلع مجلس الوزراء، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارة الاستثمار، وهيئة تنمية الصادرات السعودية، والهيئة الملكية لمدينة الرياض، ومركز تنمية الإيرادات غير النفطية، ومركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية، ودارة الملك عبد العزيز، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال ذلك.


مقالات ذات صلة

رفض سعودي قاطع لتصريحات إسرائيل المتطرفة بشأن تهجير الفلسطينيين

الخليج الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في الرياض الثلاثاء (واس)

رفض سعودي قاطع لتصريحات إسرائيل المتطرفة بشأن تهجير الفلسطينيين

أعربت السعودية، الثلاثاء، عن رفضها القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشددةً على مركزية القضية الفلسطينية لديها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يترأس جلسة مجلس الوزراء (واس)

السعودية تؤكد دعم استدامة وقف النار في غزة وعودة المهجَّرين إلى أراضيهم

أكدت السعودية دعم الجهود المبذولة لاستدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وضمان وصول مزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية، وعودة المدنيين المهجَّرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء في العلا (واس)

سياسة سعودية للقضاء على العمل الجبري

أقر مجلس الوزراء السعودي سياسة وطنية للقضاء على العمل الجبري في البلاد؛ لتوفير بيئة آمنة لجميع العاملين، وتعزيز سوق عمل آمنة وجاذبة تحمي الحقوق كافة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي يترأس مجلس الوزراء (واس)

السعودية تأمل أن ينهي اتفاق غزة الحرب الإسرائيلية الوحشية

أعربت السعودية، عن أملها في أن يساهم اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة في إنهاء الحرب الإسرائيلية الوحشية، ومعالجة أساس الصراع.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يترأس جلسة مجلس الوزراء (واس)

السعودية تشدد إدانتها الشديدة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين

شدّدت السعودية على رفضها وإدانتها الشديدة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي الإنساني

«الشرق الأوسط» (الرياض)

النفوذ المتزايد للرياض وراء اختيارها مكاناً للمحادثات الأميركية - الروسية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في هلسنكي عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في هلسنكي عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

النفوذ المتزايد للرياض وراء اختيارها مكاناً للمحادثات الأميركية - الروسية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في هلسنكي عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في هلسنكي عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)

أثار اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المملكة العربية السعودية، لإجراء محادثات واجتماعات حول إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، وأيضاً مكاناً لعقد لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تساؤلات وسط الخبراء والمحللين على مستوى العالم.

وأفادت وكالة «رويترز» بأن استضافة السعودية محادثات أميركية - روسية لم تكن مصادفة، وأن اختيار الرياض مكاناً للقاء مرتقب بين ترمب وبوتين لم يكن عشوائياً، بل يسلط الضوء على النفوذ المتزايد للرياض وحيادها الاستراتيجي ودورها وسيطاً عالمياً. وتقول «رويترز» إن هذا هو السبب وراء اعتبار الرياض المكان الأكثر ملاءمة لبدء عملية سلام بين روسيا وأوكرانيا وإنهاء الحرب التي أدت إلى وفاة عشرات الآلاف من الجانبين، وتدمير البنية التحتية، خصوصاً أن كلاً من موسكو وكييف لم تقدما خطة ومساراً واضحاً لكيفية إنهاء هذا الصراع.

وذكرت صحيفة «يو إس إيه توداي» أن اختيار ترمب السعودية مكاناً لاجتماعه الأول مع الرئيس بوتين هو خيار منطقي واستراتيجي، ويدل على حرص الرئيس الأميركي على علاقات استراتيجية سياسية واقتصادية مع المملكة ورغبته في جذب وإبرام صفقات استثمارية مع الرياض.

كما أشارت مجلة «نيوزويك» إلى أن هذه الترتيبات الأميركية تؤكد بروز السعودية لاعباً عالمياً رئيسياً في عهد الرئيس ترمب بمشاركتها في اثنتين من أهم القضايا على الساحة، هما الحرب في أوكرانيا ومستقبل غزة. وتقول المجلة إن استضافة المملكة هذه المحادثات بين ثلاثة من أبرز المسؤولين الأميركيين (ماركو روبيو وزير الخارجية وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترمب للشرق الأوسط، ومايك والتز مستشار الأمن القومي الأميركي) ووفد روسي رفيع برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف، يؤكد دورها على الساحة الدولية مع تأمين مصالحها الجيوسياسة الخاصة، حيث يؤدي دعمها السلام التفاوضي في أوكرانيا إلى تعزيز نفوذها مع كل من واشنطن وموسكو، كما سيؤكد قيادتها بشأن غزة على سلطتها الإقليمية. وقالت المجلة إن الجهود المتوازنة للمملكة تشير إلى قدرتها على التنقل بين الديناميكيات المعقدة للمنافسة بين القوى العظمى واستقرار الشرق الأوسط.

أهم اجتماع أميركي - روسي

ويرى خبراء أن الاجتماع المقرر بين كبار المسؤولين الأميركيين والروس، الثلاثاء، للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا هو أهم اجتماع بين الجانبين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل ثلاث سنوات، ويمثل اتجاهاً معاكساً لسياسات الرئيس السابق جو بايدن الذي خطط لعزل روسيا وفرض مزيداً من العقوبات الاقتصادية ضدها.

ويُعدُّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من القلائل ضمن القادة العالميين الذين يتمتعون بعلاقات وثيقة مع كل من ترمب وبوتين والرئيس الأوكراني زيلينسكي، كما تنظر الدول العربية إلى الدور السعودي في مواجهة خطة ترمب بشأن غزة بأهمية بالغة، حيث تعمل المملكة إلى جانب مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة في وضع خطة لإبعاد «حماس» من حكم غزة، مع ضمان بقاء مسار إقامة دولة فلسطينية على طاولة المفاوضات، وتشكيل لجنة وطنية فلسطينية للإشراف على إدارة قطاع غزة ودعم جهود إعادة الإعمار. ويقول الخبراء إن الرئيس ترمب يقدّر دور المملكة العربية السعودية، وإن ذلك ظهر واضحاً في ولايته الأولى وهو يسعى للتقارب بين واشنطن والرياض لتحقيق أهدافه السياسية في إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا وفي إنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وممارسة الضغوط على حركة «حماس»، مع سعي الرئيس ترمب لإبرام اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل الذي سيكون تتويجاً لاتفاقات إبراهيم التي بدأها في ولايته الأولى.

العلاقات مع روسيا

ويشير الخبراء إلى الدور الذي قامت به المملكة العربية السعودية في التحضر لعقد اجتماع بين الرئيس ترمب والرئيس بوتين. وقد عملت المملكة الأسبوع الماضي في التوسط في صفقة لإطلاق سراح سجين أميركي لدى روسيا مقابل سجين روسي لدى الولايات المتحدة. وقد أشاد ويتكوف بالدور السعودي، وقال على منصة «إكس» إن الدور الذي قام به الأمير محمد بن سلمان كان فعالاً في عملية التبادل.

وقد سبق للسعودية القيام بدور فعال في التوسط لإطلاق سراح عدد من المعتقلين الأوكرانيين والأجانب لدى روسيا في أغسطس (آب) 2024، بما في ذلك التوسط لإطلاق سراح الصحافي الأميركي ايفان غيرشكوفيتش من السجون الروسية. ويقول المحلل السياسي الروسي أندرو كوريبك إنه رغم العلاقات السعودية - الروسية القوية، حافظت الرياض على استقلاليتها ولم تشارك في خطط الانضمام إلى مجموعة «بريكس» التي ينظر إليها على أنها معادية للغرب.

وأشار السفير الأميركي السابق مايكل جفولر، الذي عمل سفيراً لدى السعودية والبحرين والعراق وروسيا، إلى عمق العلاقات الأميركية - السعودية منذ لقاء الرئيس فرانكلين روزفلت والملك المؤسس عبد العزيز آل سعود قبل ثمانين عاماً على متن السفينة «يو إس إس كوينسي»، وكان هذا اللقاء هو بداية علاقات العمل والتعاون حول إمدادات النفط والأمن الإقليمي، والتزم الكثير من الرؤساء الأميركيين بهذه العلاقات المهمة، كما كانت أول رحلة خارجية للرئيس ترمب في ولايته الأولى هي المملكة العربية السعودية، وكانت أول مكالمة هاتفية لزعيم أجنبي في ولايته الثانية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وينفي جوفلر في مقال بمجلة «نيوزويك» أن يكون النفط هو الركيزة الأساسية في العلاقات، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تنتج نفطاً أكثر من المملكة العربية السعودية وترى ضرورة الحفاظ على العلاقة مع الرياض بعدما رأت واشنطن حرص المملكة على إبقاء أسعار النفط مستقرة رغم أي أحداث جيوسياسية.

ويتفق معه الدبلوماسي الأميركي ديفيد رونديل، أحد أبرز الخبراء في العلاقات الأميركية - السعودية، في أهمية المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي، التي تحتضن المقر الرئيسي لمنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، وسلطتها الروحية على ربع سكان العالم من المسلمين، والدور الذي يقوم به الأمير محمد بن سلمان في تحديث المملكة وتنويع اقتصادها. ويقول إن المملكة لديها مصلحة قوية في تعزيز الاستقرار الإقليمي وترغب في حل الصراع العربي - الإسرائيلي ودعم الجهود الأميركية لدفع عملية السلام إلى الأمام، مؤكداً أن الولايات المتحدة في حاجة إلى شركاء يتقاسمون المصالح الأمنية والاقتصادية والقيم التي تؤيدها الولايات المتحدة. وتابع أن «السعودية هي هذا الشريك والرئيس دونالد ترمب لديه هذا الذكاء لتعزيز علاقتنا بالرياض».

خطة إنهاء الحرب

وقد قلبت المحادثة الهاتفية التي أجراها ترمب مع بوتين الأسبوع الماضي سنوات من السياسات الأميركية المناهضة لروسيا، رأساً على عقب، وأنهت عزلة موسكو، وهمَّشت دور أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وحلف «ناتو»، وهو ما اعترض عليه الرئيس الأوكراني الذي أعلن أنه لن يقبل بنتيجة مفاوضات لا تشارك فيها بلاده، وأشار إلى أنه سيزور المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء، لكن أندريه يرماك، مستشار زيلينسكي، قال إنه لا توجد إمكانية للقاء مسؤولين روس وأوكرانيين بشكل مباشر.

وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن أوكرانيا لا تملك سوى خيارات قليلة، وإن أي صفقة من المرجح أن تنطوي على تنازلات مؤلمة من جانب أوكرانيا. وتشير الصحيفة إلى أن الاقتصاد الروسي يواجه خطر تضخم جامح وسط الإنفاق الهائل على الحرب وسقوط أكثر من ألف قتيل يومياً في المواجهات العسكرية؛ لذا فإن بوتين سيسعى لتسوية تخفض العقوبات الغربية، لكن هذا لا يعني أن المحادثات ستكون سهلة، وإنما ستكون محادثات معقدة للغاية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحل المحتمل هو تجميد القتال مع احتفاظ روسيا بالسيطرة على الأراضي التي استولت عليها بالفعل والتوقف عن القتال من أجل الحصول على مزيد من الأراضي. وتسيطر أوكرانيا على نحو 200 ميل مربع من الأراضي في منطقة كورسك الروسية، وقد تكون لدى أوكرانيا القدرة على إيجاد طريقة لمقايضة الانسحاب من كورسك بتنازلات من جانب روسيا، لكن روسيا تريد ضمانات أمنية لعدم محاولة أوكرانيا استعادة الأراضي المحتلة من قِبلها، وهو ما يعد الجانب الأكثر صعوبة في المفاوضات. وأشار وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، الأسبوع الماضي في مؤتمر ميونيخ للأمن إلى أن على أوكرانيا أن تتخلى عن آمالها في استعادة كل أراضيها من روسيا، وإن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي غير واقعية.