السعودية تعلن انضمامها إلى التحالف الدولي لمكافحة الجوع والفقر

وزير الخارجية ترأس وفد المملكة في افتتاح قمة العشرين بالبرازيل نيابة عن ولي العهد

وزير الخارجية السعودية خلال رئاسته وفد المملكة في قمة العشرين (واس)
وزير الخارجية السعودية خلال رئاسته وفد المملكة في قمة العشرين (واس)
TT

السعودية تعلن انضمامها إلى التحالف الدولي لمكافحة الجوع والفقر

وزير الخارجية السعودية خلال رئاسته وفد المملكة في قمة العشرين (واس)
وزير الخارجية السعودية خلال رئاسته وفد المملكة في قمة العشرين (واس)

أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، انضمام المملكة إلى التحالف الدولي لمكافحة الجوع والفقر، قائلاً إن السعودية يسرها أن تكون جزءاً من هذا التحالف الذي يتماشى مع أهدافها التنموية، ودورها العالمي في هذا الصدد، والذي تعبّر عنه برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والصندوق السعودي للتنمية، بالإضافة إلى مساهماتها العالمية في برامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم الدول النامية.

جاء ذلك خلال رئاسته الوفد السعودي المشارك في الجلسة الأولى لقمة دول مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، نيابة عن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.

وزير الخارجية السعودية خلال رئاسته وفد المملكة في قمة العشرين (واس)

ونقل وزير الخارجية السعودي، خلال كلمته، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتمنياتهما بنجاح أعمال القمة، معرباً عن شكر المملكة للبرازيل على قيادتها لأعمال مجموعة العشرين هذا العام تحت شعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام».

وقال وزير الخارجية، في كلمته، إن العالم يواجه مزيداً من التوترات، والنزاعات العسكرية، والأزمات الإنسانية، الأمر الذي يعوق تحقيق أهداف التنمية، بما فيها أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، ونوه بأنه لا يمكن للتنمية والازدهار أن يتحققا على أنقاض الموت والدمار.

وشدد على أن «العدوان الإسرائيلي المستمر في غزة ولبنان تسبب في مستويات غير مسبوقة من المعاناة الإنسانية، ويدفع بالمنطقة إلى شفا حرب أوسع... ويقوض مصداقية القانون والمؤسسات الدولية».

وأكد وزير الخارجية موقف المملكة الثابت حيال «الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون قيود، وإطلاق سراح الرهائن، والالتزام الجاد بالسلام الدائم على أساس حل الدولتين وفق حدود عام 1967م». كما تطرق الوزير في كلمته للأوضاع في السودان، قائلاً إن الصراع فيه يتسبب بمعاناة إنسانية كبيرة؛ خصوصاً في ظل العوائق التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.

وأشاد الوزير بإطلاق البرازيل «التحالف الدولي ضد الجوع والفقر»، الذي تعتبره المملكة خطوة مهمة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي.

ضم وفد المملكة خلال الجلسة وزير المالية محمد الجدعان، ونائب وزير المالية (الشربا السعودي لدول مجموعة العشرين) عبد المحسن الخلف، والسفير السعودي لدى البرازيل الدكتور فيصل بن إبراهيم غلام.

وزير الخارجية السعودية خلال رئاسته وفد المملكة في قمة العشرين (واس)

ويسعى رؤساء دول وحكومات القوى الاقتصادية الكبرى المتطورة والناشئة، لإحراز تقدم حول مسألة تمويل سبل التصدي للتغير المناخي. في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، قادة دول مجموعة العشرين إلى الاضطلاع بدورهم «القيادي» والقيام بـ«تسويات» تسمح بتحقيق «نتيجة إيجابية في مؤتمر (كوب 29)» حول المناخ المنعقد في باكو، حيث المفاوضات حول هذه المسألة متعثرة منذ أسبوع.

وتمثل مجموعة العشرين المؤلفة من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و80 المائة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.

وتنعقد القمة في وقت تشهد فيه الأسرة الدولية انقسامات حول مسألتي الغزو الروسي لأوكرانيا وحرب إسرائيل مع حركة «حماس» في قطاع غزة و«حزب الله» في لبنان.


مقالات ذات صلة

منشور لترمب عن قمة مجموعة العشرين يثير غضب حزب جنوب أفريقي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس ون» في فلوريدا (رويترز)

منشور لترمب عن قمة مجموعة العشرين يثير غضب حزب جنوب أفريقي

أثار منشور للرئيس الأميركي دونالد ترمب يُشير فيه إلى أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، غضب حزب راديكالي طالته انتقادات الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
الخليج وزير الخارجية السعودي ونظيره البرازيلي خلال إعلان الاتفاقية (واس)

السعودية والبرازيل لإنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين

وقعت السعودية والبرازيل على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس التنسيق بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )

أولى رحلات مصابي الحرب السوريين تصل إلى جدة مباشرة من دمشق

خدمات مساندة للمصابين تمهيداً لصعودهم للطائرة (الشرق الأوسط)
خدمات مساندة للمصابين تمهيداً لصعودهم للطائرة (الشرق الأوسط)
TT

أولى رحلات مصابي الحرب السوريين تصل إلى جدة مباشرة من دمشق

خدمات مساندة للمصابين تمهيداً لصعودهم للطائرة (الشرق الأوسط)
خدمات مساندة للمصابين تمهيداً لصعودهم للطائرة (الشرق الأوسط)

في لحظة انتظرها السوريون طويلاً، تصل فجر الجمعة إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة أول رحلة جوية مباشرة قادمة من مطار دمشق، تقل 192 حاجاً سورياً من أصحاب الإصابات البالغة جراء الحرب، وذلك في مشهد يغيب منذ أكثر من 14 عاماً.

وتأتي الرحلة ضمن منحة رئاسية خصصت لذوي الشهداء والجرحى، وسط جهود لوجستية وطبية كبيرة لتأمين وصولهم وأداء مناسك الحج هذا العام، في تنسيق مشترك بين الجهات المعنية في سوريا، والسعودية التي وفرت، بحسب المشرفين على بعثة الحج السورية، كافة التسهيلات لاستقبالهم، ورعايتهم.

وقال الدكتور فايز مطر، رئيس مجموعة أصحاب الهمم للحجاج السوريين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن هذه الرحلة تعد الأولى من نوعها، وجرى تنفيذها عبر إحدى شركات الطيران الأجنبية مباشرة إلى مدينة جدة، موضحاً أن ذوي الشهداء توزعوا على عدة أفواج، فيما تطلب تنسيق رحلة الجرحى إجراءات خاصة، نظراً لحالاتهم الصحية.

وأشار مطر إلى أن الإصابات بين الحجاج شملت حالات حرجة ومعقدة، منها 8 حالات فقد بصر كلي، و7 حالات بتر مزدوج للساقين، و11 حالة فقدان عين واحدة، إضافة إلى 18 حالة بتر طرف علوي، و42 حالة بتر طرف سفلي فوق الركبة، و55 حالة بتر تحت الركبة، إلى جانب 25 إصابة بشلل شقي، و25 إصابة متنوعة، فيما سجلت حالة واحدة لحروق كاملة بالجسم.

تجمع الجرحى السوريين في مطار دمشق قبل توجههم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي (الشرق الأوسط)

وحول عملية اختيار المستفيدين من المنحة، قال إنها جرت من خلال لجنة مختصة ركزت على الجرحى الذين أصيبوا خلال السنوات الأخيرة نتيجة الحرب، خصوصاً أولئك الذين شاركوا في عمليات التحرير، مع تخصيص نسبة محدودة للإصابات القديمة، موضحاً أنه جرى اختيار الأسماء عبر قرعة علنية شملت جميع المناطق السورية، وتحت إشراف مباشر من لجان متخصصة، لضمان العدالة والشفافية.

ونُظمت ملفات الفائزين بعد صدور نتائج القرعة، واستخراج جوازات السفر من مديرية الهجرة والجوازات في حلب وفقاً لمطر الذي قال إنه جرى نقلهم من مختلف المناطق السورية إلى المدينة لهذا الغرض، ثم تسجيلهم في مكتب الحج، مع إعطاء الأولوية لملفاتهم، مؤكداً أن المتابعة الإدارية والشرعية للحجاج تمت عبر لقاءات مباشرة، إضافة إلى ورش عمل رقمية وتواصل عبر المنصات الاجتماعية، كما جرى تأمين فريق مختص بالأطراف الصناعية ضمن البعثة، مع توفير المستلزمات اللازمة، وفحص الأجهزة في مراكز متخصصة قبل موعد السفر.

وذكر مطر أن النقل إلى مطار دمشق جرى من خلال ست نقاط تجمع منتشرة في المحافظات لتخفيف أعباء التنقل، مع توفير مرافقين من بين الجرحى أنفسهم، بحيث تراعي خطة الإسناد أن ترافق الحالات الخفيفة نظيراتها المتوسطة أو الشديدة. كما جرى حجز غرف في الطوابق السفلية من الفنادق لتسهيل الحركة، إضافة لتوفير مستلزمات تنقل خاصة في مكة مثل الكراسي المتحركة، والعكازات.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، عبر عدد من الجرحى في مطار دمشق عن مشاعر مختلطة من الفرح والامتنان، بعد تمكنهم من أداء مناسك الحج مباشرة من بلادهم، للمرة الأولى منذ سنوات طويلة.

192 مصاباً سورياً ينهون إجراءات صعود الطائرة ونقل الأمتعة في مطار دمشق (الشرق الأوسط)

من بين هؤلاء، وديع حاج محمود، القادم من مدينة الأتارب جنوب حلب، مودعاً زوجته وأطفاله الأربعة، وقال بصوت يختلط بالدموع، بعد كل ما مررنا به من ألم وفقد، أكرمنا الله بأداء الركن الخامس، ويصعب وصف هذه اللحظة، لكن الفرحة تتضاعف حين أكون مع رفاق الأمس في المطار، نسترجع بعضاً من الماضي الذي لا يُنسى.

واستذكر محمود إصابته في أغسطس (آب) 2016، عندما كان ضابطاً مناوباً يتفقد «نقاط الرباط في منطقة الراشدين الرابعة» وقال: كنت مكشوفاً تماماً للعدو «جيش النظام» حين أُصبت بقذيفة موجهة من نوع بي 10، انفجرت بين قدمي وبترت أطرافي مباشرة، رغم ذلك لم أتراجع عن دوري، وكنت من أوائل من دخلوا مدينة حلب خلال عملية التحرير.

ولم تكن رحلة الجرحى السوريين إلى الحج هذا العام مجرد انتقال جغرافي، بل هي رحلة رمزية تعيد وصل ما انقطع، وتجسد التلاحم الإنساني والديني الذي يظل أقوى من سنوات الحرب، وهي أيضاً انعكاس لتغيير كبير في المشهد السوري، السياسي والإنساني، ولروح جديدة من الانفتاح والتكافل الإقليمي.

من بين الحجاج السوريين المصابين، كان جمعة قدور الشيخ، المعلم والأب لـ4 أبناء يخطو خطواته الأولى نحو مكة المكرمة ليؤدي مناسك الحج وسط مشاعر غامرة وصفها بـ«العظيمة».

الشيخ الذي فقد ساقه اليسرى في أغسطس من عام 2012 استعاد الذكريات وقال: «كنا نتحرك باتجاه نقطة قريبة من موقع تمركزنا، وأثناء عملية الالتفاف تعرضنا لهجوم مباشر من قوات النظام أدى ذلك لاستشهاد عدد من زملائي وإصابتي بشكل مباشر، كاشفاً أنه اليوم وهو يتجه بشكل مباشر إلى مكة المكرمة يشعر بأن كل الألم قد تلاشى.