الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بالعمل على إلغاء تأشيرة «شنغن» لدول الخليج

فارنو لـ«الشرق الأوسط»: التطورات الجديدة سوف تُسرع عملية التواصل بين الشعوب

سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وسلطنة عمان كريستوف فارنو (الشرق الأوسط)
سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وسلطنة عمان كريستوف فارنو (الشرق الأوسط)
TT

الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بالعمل على إلغاء تأشيرة «شنغن» لدول الخليج

سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وسلطنة عمان كريستوف فارنو (الشرق الأوسط)
سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وسلطنة عمان كريستوف فارنو (الشرق الأوسط)

أكد الاتحاد الأوروبي أنه يعمل بوتيرة مستمرة على تبسيط متطلبات تأشيرات «شنغن» لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن هنالك نظاماً إلكترونياً جديداً لطلبات التأشيرات سيبدأ العمل به خلال السنوات المقبلة.

يأتي ذلك قبيل انطلاق القمة الخليجية - الأوروبية الأولى من نوعها في بروكسل، بعد غد (الأربعاء)، في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد.

وقال كريستوف فارنو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن دول الاتحاد «ملتزمة بمواصلة العمل تجاه اعتماد ترتيبات من دون تأشيرة لجميع دول الخليج».

سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وسلطنة عمان كريستوف فارنو (الشرق الأوسط)

وأضاف: «يعمل الاتحاد الأوروبي باستمرار على تبسيط متطلبات التأشيرات لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى تعزيز التواصل بين الشعوب، كما يجهز الاتحاد حالياً نظاماً إلكترونياً جديداً لطلبات تأشيرات (شنغن)، الذي يبدأ العمل به خلال السنوات المقبلة».

وبحسب فارنو، الذي يشغل سفيراً للاتحاد الأوروبي لدى سلطنة عمان والبحرين كذلك، فإن الاتحاد الأوروبي «يقر باهتمام دول مجلس التعاون في السفر دون الحاجة لتأشيرة إلى منطقة (شنغن)، ويلتزم بمواصلة العمل تجاه اعتماد ترتيبات دون تأشيرة لدول المجلس كافة، وهذا يُعد من الاهتمامات المشتركة بين الاتحاد ومجلس التعاون»، على حد تعبيره.

وتطرق الدبلوماسي الأوروبي إلى الخطوات الأخيرة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لتسهيل حصول تأشيرة «شنغن» للخليجيين، وقال: «تبنى الاتحاد الأوروبي قواعد تأشيرات مشجعة للغاية لمواطني مجلس التعاون، الذين بإمكانهم الآن الحصول على تأشيرة متعددة السفرات لمدة 5 سنوات عند الطلب لأول مرة، ومع ارتفاع نسبة الموافقة للمتقدمين، تُعدّ قواعد التأشيرات الجديدة مساوية لوضع الإعفاء من التأشيرة لمدة 5 سنوات».

وشدد فارنو على أن «الاتحاد الأوروبي على ثقة من أن التطورات الجديدة سوف تُسرع من عملية التواصل بين الشعوب وتعزز العلاقات الوثيقة».

كما تحدث فارنو عن «نظام جديد وحديث سيبدأ العمل به في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يسهل التنقل أمام المسافرين الدوليين داخل منطقة (شنغن) وخارجها، وسوف يُسرع نظام الخدمة الذاتية الجديد من عمليات الدخول والخروج أمام حاملي هذه التأشيرات».

ويسعى الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي إلى عقد شراكة استراتيجية في كل المجالات، لا سيما الجانب الاقتصادي والاستثمار والتبادل التجاري، الذي وصل بين الجانبين إلى 170 مليار يورو فيما يتعلق بالسلع فقط دون الخدمات.

يذكر أن 27 دولة أوروبية تصدر حالياً تأشيرات منطقة «شنغن» بصفتها أعضاء، تضم 23 دولة من دول الاتحاد الأوروبي الـ27 (باستثناء 4 دول هي قبرص وآيرلندا وبلغاريا ورومانيا)، إضافة إلى 4 دول خارج الاتحاد الأوروبي؛ هي آيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا.


مقالات ذات صلة

أول قمة خليجية ــ أوروبية في بروكسل غداً

الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (الشرق الأوسط)

أول قمة خليجية ــ أوروبية في بروكسل غداً

في حين تنعقد في بروكسل غداً (الأربعاء) القمة الخليجية - الأوروبية الأولى، في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه بإعفاء مواطني.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (الشرق الأوسط)

قمة خليجية - أوروبية تنطلق الأربعاء وتناقش ملفات سياسية وأمنية

قال جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاثنين، إن القمة الخليجية - الأوروبية تتناول ملفات سياسية وأمنية واقتصادية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك بلجيكا فيليب يحضران مراسم في قبر الجندي المجهول تحت قوس النصر في باريس الاثنين (أ.ب)

الغرب يضغط على إيران برغم الحاجة لخفض التصعيد

ضاعف الغرب ضغوطه على إيران لخفض التصعيد في الشرق الأوسط برغم الحاجة إليها، وفرض الأوروبيون عقوبات جديدة، وسط تجدّد دعوات لتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (رويترز)

إسبانيا تدعو دول الاتحاد الأوروبي للاستجابة لطلب تعليق «اتفاقية التجارة» مع إسرائيل

حث رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بقية دول «الاتحاد الأوروبي» على الاستجابة لطلب إسبانيا وآيرلندا تعليق «اتفاقية التجارة الحرة» مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لوكسمبورغ)
أوروبا مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (إ.ب.أ)

بوريل ينتقد تأخر دول الاتحاد الأوروبي في إدانة الهجمات الإسرائيلية ضد «يونيفيل»

جدد مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي دعوتهما لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لوكسمبورغ)

جسر جوّي سعودي «مفتوح» يواصل إغاثة الشعب اللبناني

TT

جسر جوّي سعودي «مفتوح» يواصل إغاثة الشعب اللبناني

حمولة الطائرة تتراوح بين 30 و40 طناً من المساعدات (تصوير: تركي العقيلي)
حمولة الطائرة تتراوح بين 30 و40 طناً من المساعدات (تصوير: تركي العقيلي)

انطلقت، اليوم الاثنين، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت، الطائرة الثانية من الجسر الجوي السعودي لإغاثة الشعب اللبناني، التي سيَّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حاملةً على متنها 40 طناً من المساعدات التي تغطي قطاعات الصحة والأمن الغذائي والإيواء.

3 قطاعات تغطيها مساعدات الجسر الجوي السعودي إلى لبنان (تصوير: تركي العقيلي)

جسر «مفتوح»

ومن جوار الطائرة الإغاثية على مدرج مطار الملك خالد الدولي بالرياض، أكّد سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الجسر الجوي السعودي لإغاثة الشعب اللبناني «جسر مفتوح كما هي التوجيهات من القيادة الرشيدة، وأن الأيام العشرة الأولى منه تمثّل المرحلة الأولى، وسيكون الجسر مفتوحاً حتى تحقيق أهدافه على الأرض للأشقاء اللبنانيّين، وإنفاذ أوامر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد».

70 كيلوجراماً للسلة الغذائية

وخلال حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، كشف الجطيلي أن حمولة الطائرة الثانية من الجسر الجوّي السعودي تصل إلى 40 طناً، شارحاً أنها تحمل «مواد ومستلزمات وأدوية تخدم الاحتياج في قطاع الصحة».

وعلى الصعيد الغذائي، قال الجطيلي إن الطائرة «تحمل سلالاً غذائية تخدم قطاع الأمن الغذائي، والسلة الغذائية تتكوّن من 70 كيلوجراماً من أغذية مختلفة جرى حسابها بدقة من ناحية القيمة التغذوية، بالتنسيق مع الشركاء في برنامج الغذاء العالمي، وتكفي لأسرة مكوّنة من 5 إلى 6 أشخاص لمدة شهر كامل، حتى تسدَّ الاحتياج لفترة طويلة وتقلّل من تنقّل المحتاج في طلب الغذاء».

«الحقيبة الإيوائية» ضمن المساعدات السعودية تحتوي على أهم مستلزمات المنزل (تصوير: تركي العقيلي)

وفي الجانب الإيوائي، أشار الجطيلي إلى أن المساعدات الإيوائية تتألّف من عدة أنواع من المساعدات مثل الخيام، بالإضافة لـ«الحقيبة الإيوائية» التي تحتوي على أهم مستلزمات المنزل من عُدة الطبخ أو البسط، وغيرها من التجهيزات التي تكفي العائلة خلال هذه الأزمة.

مكتب مركز الملك سلمان في بيروت «بطاقتِه الكاملة»

وحول التنسيق على الأرض، نوّه الجطيلي بأن مكتب «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» في بيروت، الذي وُجد منذ تأسيس المركز، «يعمل بطاقته الكاملة حاليّاً» مضيفاً أن الحكومة اللبنانية هي الشريك الأول، علاوةً على التنسيق مع منظمات الأمم المتحدة، ومؤسسات المجتمع المدني على غرار الجمعيات والمؤسسات الخيرية، «التي عمل معها المركز، خلال السنوات الماضية، وجرى تأهيلها لتكون شريكة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».

وكانت أولى طائرات الجسر الجوي السعودي لإغاثة الشعب اللبناني، قد وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، الأحد، يرافقها السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، ووفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وعلى متنها مساعدات ومستلزمات إغاثية وطبية.

وأكّد سفير السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، الأحد، «اهتمام السعودية بلبنان الشقيق»، معلناً أن «الجسر الجوي سيتوالى، طيلة الأيام المقبلة، ليشمل المواد الغذائية والإغاثية كافة». كما شدد على أن المملكة «لن تألو جهداً في تقديم كل مساعدة للشعب اللبناني، خاصة في هذه الظروف الصعبة».

وقوف سعودي... وتثمين لبناني

وأشار السفير بخاري إلى أن «الجسر الجوي يقدم بأكثر معايير الشفافية، وهناك فريق متخصص للإشراف والدعم، وهناك أكثر من 350 طناً من المساعدات». وقال: «يجب الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة».

ومن مطار رفيق الحريري في بيروت، ثمّن وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين وقوف السعودية الدائم إلى جانب لبنان، «وكل الذين ساهموا وعملوا على إيصال هذه المساعدات، وخصوصاً مركز الملك سلمان»، لافتاً إلى أن هذه المساعدات «تأتي في الوقت المناسب لإيصالها بشكل سريع لكل من هو مستحق».

واستقبل رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الوفد السعودي برئاسة السفير وليد بخاري، حيث عقد لقاءً شارك فيه وفد من «مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية»، برئاسة فهد العصيمي. وأعرب ميقاتي عن شكره للسعودية وقيادتها، مضيفاً أنهما سيعاودان الاجتماع، الأسبوع المقبل؛ لإطلاع السفير السعودي على ما يلزم من أمور طارئة. وأردف: «أنا متأكد أن السعودية بجانبنا كما كانت في الماضي، واليوم، وكما ستبقى دائماً في المستقبل».