شددت دول مجلس التعاون الخليجي على مواقفها الداعمة للعمل العربي المشترك، بشكل عام، والمناصرة للقضية الفلسطينية، بشكل خاص، إدراكاً لأهمية العمل الجماعي والتضامن العربي، وتحقيق تطلعات الشعوب في الأمن والاستقرار والازدهار.
وأكد جاسم البديوي الأمين العام للمجلس على الموقف الثابت والمطلق لدول مجلس التعاون للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وذلك خلال كلمته في الجلسة العامة الخامسة من دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي، السبت، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون بدور البرلمان العربي في تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك، لتحقيق مستقبل مشرق ومستدام، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقتٍ تمر به الأمة العربية بتحديات جسيمة ومؤلمة، وعلى رأسها قضية فلسطين العادلة، التي قال إنها «ستظل دائماً قضية العرب المركزية الأولى».
وأضاف أن ذلك «هو ما عبَّرت عنه مواقف دول مجلس التعاون الواضحة والجليَّة منذ تأسيسه، فما يُرى من وضع مأساوي يرزح تحته الشعب الفلسطيني يتمثل في جرائم وانتهاكات مستمرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وغيرها من المناطق الفلسطينية، إنما هو جرح غائر في قلب كل عربي ومسلم، وهذه الجرائم والانتهاكات ليست فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، بل هي أيضاً تحدٍّ صارخ لكل القيم والمبادئ الإنسانية».
وأكد البديوي على أن المشكلة الجوهرية التي تسببت، وما زالت تتسبب، في زعزعة الاستقرار الإقليمي، هي الجرائم المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلية في استخدام القوة المفرطة والعشوائية ضد سكان مدنيين محاصَرين، مشيراً إلى دعوة مجلس التعاون الخليجي مراراً وتكراراً المجتمع الدولي إلى تبني سياسات وإجراءات فعالة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، ووقف التصعيد والعنف ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس والمواقع الإسلامية المقدسة، ووقف الأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وجميع القرارات الدولية ذات الصلة.
وأوضح أنّ تعاون الأمانة العامة لمجلس التعاون مع البرلمان العربي والمؤسسات العربية الأخرى، يأتي من إيمانها العميق بأن الوحدة والتكاتف بين الدول العربية السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، لا سيما في ظل ما تمر به الأمة العربية من تحديات.
وأشار إلى أن دول المجلس حققت العديد من الأهداف الخليجية المشتركة، إدراكاً منها لأن التنمية والازدهار هما المدخل الأساسي للوصول للأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن رؤية دول المجلس للأمن الإقليمي تشمل تنسيق المواقف بين الدول والتأكيد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.