أمانة العاصمة المقدسة تحشد طاقاتها لضمان راحة الحجاج

النظافة والرقابة الغذائية ومكافحة الحشرات أولويات الخطط

الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد (أمانة العاصمة المقدسة)
الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد (أمانة العاصمة المقدسة)
TT

أمانة العاصمة المقدسة تحشد طاقاتها لضمان راحة الحجاج

الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد (أمانة العاصمة المقدسة)
الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد (أمانة العاصمة المقدسة)

أعلنت أمانة العاصمة المقدسة اكتمال استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في موسم حج 1445هـ - 2024م، مؤكدة أن الكوادر البشرية والآليات اللازمة تم تحضيرها وتدريبها بشكل كامل؛ لضمان تقديم أفضل الخدمات للحجاج.

ووضعت أمانة العاصمة المقدسة خطة وبرنامج عمل يشمل جميع مجالات الخدمات البلدية، مع تسخير الإمكانات اللازمة كلها، والكوادر البشرية والآليات وأحدث التقنيات؛ استعداداً لتقديم أعلى المستويات في الخدمات البلدية، لتوفير الإمكانات كلها، وبذل أقصى الطاقات لأمن وسلامة وراحة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة.

وقال أمين العاصمة المقدسة، مساعد الداود، إن «تطوير جودة الحياة، وأنسنة مكة المكرمة، من الأهداف الرئيسية التي نعمل عليها، وفي هذا الإطار عملنا على إعادة تخطيط وتصميم مناطق الكثافة حتى تكون ملائمة لمستخدميها على اختلاف ظروفهم»، لافتاً إلى أن «الأمانة تعمل على أنسنة نحو 4 آلاف مسكن مخصصة للحجاج بطاقة استيعابية إجمالية 1.7 مليون حاج، في حين يتم تطبيق أحدث التقنيات للرقابة على النظافة وإدارة النفايات، واستخدام الكاميرات الذكية في ذلك».

وعن عمليات الإصحاح البيئي ومكافحة الحشرات والآفات بيّن الداود أن عمليات الرش وغيرها مستمرة، في حين تتعاون أمانة العاصمة المقدسة مع شركة «كدانة» في تجويد إنشاء أبراج منى، وإعادة البنى التحتية وتصميم الخيام.

وبحسب الأمين، يوجد في مكة والمشاعر المقدسة 328 مطبخاً مركزيّاً مرخصة لتقديم الإعاشة، وهي مجهزة حسب المعايير والاشتراطات، في حين يتم التحقق من سلامة الغذاء عبر 450 مراقباً، ومختبرات ثابتة وأخرى متنقلة لفحص العينات، ويتم أيضاً فحص مصادر المواد المستخدَمة في صناعة الغذاء بما فيها مصادر اللحوم.

ولفت الداود إلى أن المراقبين ينفذون 4 زيارات يومية على كل مطبخ؛ للتأكد من عدم وجود مخالفات، والتحقق من النظافة، مشيراً إلى أن الخدمات البلدية في المشاعر خاضعة للرقابة عبر 1500 مراقب يتنقلون عبر الدراجات والطائرات العمودية وغيرها، وتشمل أعمال الرقابة الغذائية المباني والمطاعم والإعاشة والقطاع التجاري.

الكوادر البشرية

وجهّزت الأمانة كادراً بشرياً يبلغ قوامه 22 ألف فرد بين إداريين ومهندسين وفنيين وعمالة مدربة، مدعومين بفرق مساندة من بعض القطاعات والبلديات والأمن العام والمجاهدين والكشافة، إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيّين المؤقتين، مع تجهيز أسطول ضخم من الآليات والمعدات ذات التقنيات العالية والاستخدامات المتعددة، حيث بلغ عدد منسوبي أمانة العاصمة المقدسة 3 آلاف و48 فرداً، إضافة إلى 2600 فرد من منسوبي مقاولي التشغيل والصيانة والإنارة ونظافة المرافق ووحدات الذبح.

أما منسوبو مقاولي النظافة، فيبلغ عددهم أكثر من 16500 فرد موزعين بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إضافة إلى 1175 من منسوبي مقاولي الإصحاح البيئي، و300 فرد مساندين من الكشافة و500 فرد مراقبين صحيّين ومراقبين مؤقتين، بالإضافة إلى 367 مراقب إعاشة و110 من مندوبي البلديات المرتبطة، كما قامت الأمانة بتجهيز بلدياتها الفرعية، البالغ عددها 13 بلدية و3 بلديات تابعة، إضافة إلى 28 مركز خدمات بالمشاعر المقدسة، وهي موزعة توزيعاً جغرافياً بحيث تغطي كامل منطقة المشاعر، وتم تزويدها بكل ما تحتاجه من الأجهزة والآليات والقوى البشرية.

87 ألف حاوية وأكثر من 13 ألف عامل نظافة يعملون بنظام الورديات على مدار 24 ساعة (أمانة العاصمة المقدسة)

النظافة ورفع النفايات

ضمن خطة أمانة العاصمة المقدسة التي تهدف إلى تحديث وتطوير أعمالها كافة، خصوصاً فيما يتعلق بالنظافة العامة والإصحاح البيئي، هيأت الأمانة عدداً من الصناديق الكهربائية الضاغطة للنفايات، التي يتم بواسطتها الحفظ السليم للنفايات لتلافي أضرارها بهدف حماية البيئة مما ينتج عن تحللها، وهي خطة تهدف إلى تخزين النفايات بشكل مؤقت في المشاعر المقدسة بعد كبسها بطرق صحية آمنة، وذلك لتفادي صعوبة نقلها إلى خارج المشاعر، وصعوبة حركة السيارات خلال فترة الازدحام، ليتم تفريغها بعد الموسم ونقلها إلى المرامي العامة، واختصار مسافات ورحلات المعدات، وبالتالي إمكانية تشغيل المُعدة في عمل دورات أكثر.

وتم تجهيز الصناديق الكهربائية الضاغطة للنفايات، البالغ عددها 1135 صندوقاً بسعة 10 أطنان للصندوق الواحد، وعدد 113 من المخازن الأرضية، حيث تستوعب في مجملها تخزين أكثر من 14 ألف طن من النفايات يتم تخزينها بشكل مؤقت بعد كبسها، إضافة إلى 9 شاحنات كبيرة ضاغطة و4 محطات انتقالية، كما تم توزيع نحو 87 ألف حاوية بأحجام مختلفة في جميع نواحي المشاعر المقدسة، مع توفير أكثر من 13 ألف عامل نظافة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وتم تجهيز أحدث الآليات والمعدات مثل الضواغط والمكانس الآلية والقلابات والبوبكات وغيرها، مع التركيز على الآليات ذات الأحجام الصغيرة والاستخدامات المتعددة لسهولة استخدامها في المناطق المزدحمة وفي أوقات الذروة، وسيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة وذلك بنظام الورديات المتداخلة، وشكّلت الأمانة عدداً من الفرق المركزية لمتابعة أعمال النظافة ورصد الملاحظات ومواجهة أي حالات طوارئ أو دعم أي منطقة في حالة الحاجة، وتم دعم المشاعر المقدسة بالعدد الكافي من المراقبين والمشرفين والمعدات اللازمة.

أمانة العاصمة المقدسة تحشد طاقاتها البشرية والآليات لضمان راحة الحجاج (أمانة العاصمة المقدسة)

مراقبة المحلات الغذائية والمطاعم

أما في مجال التراخيص والامتثال ومراقبة المحلات الغذائية، وضعت الأمانة خطة رقابية لمتابعة الأسواق والمحلات الغذائية والمطاعم ومتعهدي الإعاشة والرقابة الميدانية على مدار الساعة؛ للتأكد من سلامة المواد الغذائية المعروضة والمتداولة واستمرارية استيفائها للاشتراطات ونظامية العاملين بها ومقدمي الوجبات.

وتم تشكيل عدد من الفرق الرقابية للقيام بالجولات الميدانية المستمرة وعلى مدار الساعة، وسحب وتحليل العينات الغذائية بواسطة أجهزة الكشف السريع؛ للتأكد من صلاحية المواد المستخدمة كزيوت القلي ومواد النظافة وسلامة الأدوات المستخدمة، والإشراف على تثقيف وتوعية العاملين في تلك المنشآت.

وجهّزت الأمانة عدداً من المختبرات المركزية والمتنقلة، التي تعمل بتقنيات عالية بواسطة كوادر وطنية متخصصة، وتصل الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي إلى أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد، إضافة إلى 3 مختبرات متنقلة حديثة، وتعمل بتقنيات عالية سيتم إيقافها في المناطق المزدحمة للقيام بتحليل عينات الأغذية والمياه وإصدار نتائج الفحص بشكل سريع، وكل مختبر يمكن أن يحلل 150 عينة يومياً، تشمل عينات الأغذية والمياه.

نظافة المجازر

تقوم الأمانة بالإشراف على تشغيل ونظافة المجازر بالمشاعر المقدسة التي يتم تشغيلها عبر مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، ووفق أعلى الطاقات التشغيلية خلال الموسم، وهي 7 مجازر في منطقة المعيصم، تعمل بطاقات تشغيلية عالية، وتستوعب في مجملها أكثر من مليون و20 ألف رأس خلال الموسم.

تشغيل وصيانة المرافق البلدية

‏جهّزت الأمانة عدداً من الفرق الميدانية، التي تعمل على مدار الساعة للإشراف والمتابعة على أعمال صيانة وتشغيل المرافق العامة، المتمثلة في شبكات الطرق والإنارة والجسور والأنفاق وشبكات تصريف السيول والحدائق والمسطحات الخضراء ودورات المياه والمباني الحكومية والمرافق العامة كافة؛ للتأكد من سلامتها واستخدامها بكفاءة عالية خلال الموسم.

ويوجد في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أكثر من 33000 شارع رئيسي وفرعي، تتجاوز أطوالها 8500 كيلومتر معبدة، و58 نفقاً يبلغ طولها الإجمالي 35 كيلومتراً، وكذلك الجسور البالغ عددها نحو 105جسور بأطوال وتصاميم مختلفة، وشبكات تصريف السيول البالغ طولها 550 كيلومتراً تحت الأرض، وشبكات الإنارة التي تضم أكثر من 114 ألف برج وعمود مختلفة الأطوال، إضافة إلى عدد من مجمعات دورات المياه والحدائق والمرافق العامة، وجميعها تحظى بمتابعة مستمرة من خلال المقاولين المكلفين تشغيلها لضمان تقديم الخدمات على مستوى عالٍ خلال الموسم وأولاً بأول، كما تمّ تخصيص فرق فنية لمعالجة البلاغات الواردة عن طريق عمليات الأمانة بشكل سريع.

وحدة للطوارئ وفرق للمساندة موجودة على مدار 24 ساعة (أمانة العاصمة المقدسة)

إضافة إلى تخصيص وحدة للطوارئ وفرق للمساندة موجودة على مدار 24 ساعة، وهي مزودة بالأفراد والمعدات لمواجهة الحالات الطارئة كالحرائق والانهيارات والأمطار، وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة من خلال ضباط الاتصال بالأمانة.

وإجمالاً، فإن قطاعات الأمانة ومرافقها وقواها البشرية والآلية كافة أصبحت في جاهزية تامة، مع الاستمرار في بذل مزيد من الجهد من أجل راحة وطمأنينة ضيوف الرحمن، والوصول إلى تحقيق تطلعات وتوجيهات قيادة هذه البلاد المباركة.


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

شدّدت السعودية، الخميس، على أهمية تعزيز التعاون الدولي على الأصعدة كافة لمواجهة التحديات البيئية، ومضاعفة الجهود للحد من تدهور الأراضي، وتقليل أثار الجفاف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

أكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» أن السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى شعب السودان منذ بداية أزمة بلادهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)

دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

أعرب وزراء خارجية الخليج وأميركا عن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل على حدود 1967.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جوائز بقيمة 3 ملايين ريال سعودي تنتظر الفائزين في مسابقة «المسرح المدرسي» (موقع هيئة المسرح والفنون الأدائية)

انطلاق مسابقة «المسرح المدرسي» بالسعودية... وترقب النتائج في نوفمبر

انطلقت مسابقة «مبادرة المسرح المدرسي» التي تشارك فيها ألف مسرحية قصيرة من إعداد الطلاب والطالبات من جميع المدارس التابعة لإدارات التعليم على مستوى السعودية بعد…

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

بحثت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن تطورات غزة مع أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، دعم الجهود الرامية إلى تفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)
الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)
TT

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)
الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

أكد الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الخميس، أن السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى الشعب السوداني منذ بداية الأزمة الإنسانية في بلادهم التي «ينبغي التعامل معها بعيداً عن الاعتبارات السياسية».

جاء ذلك خلال إلقائه كلمة السعودية في اجتماع حول الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك، وقال الربيعة: «الشعب السوداني يواجه تحديات هائلة، ويعمل على التغلب عليها، ويستحق منّا الكثير».

وأضاف: «السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى السودانيين، وأولها (إعلان جدة) الذي استهدف ضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإغاثية العاجلة لهم، كما ساعدت جهود مجموعة (العمل من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام) مؤخراً في الوصول لآلاف المحتاجين بدارفور».

الربيعة خلال مشاركته في اجتماع حول الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

وأشار المشرف على «مركز الملك سلمان» إلى أن «التصعيد الأخير للعنف في بعض المناطق أدى إلى تفاقم الوضع المتدهور، الأمر الذي أجبر الملايين على الفرار من منازلهم تاركين وراءهم كل ما يملكون، حتى أفراداً من عائلاتهم أحياناً».

وأوضح أن «السعودية قدّمت دعماً للسودان بأكثر من 3 مليارات دولار أميركي، شمل مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 132 مليون دولار موزعة على عدة مناطق جغرافية وقطاعات إنسانية»، متابعاً: «كما تحولت جهود (مركز الملك سلمان للإغاثة) قبل اندلاع الأزمة في أبريل (نيسان) 2023 نحو تنفيذ تدخلات أكثر استدامة، إلا أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة بسبب هذا الصراع بدّدت تلك المكاسب، الأمر الذي اضطرنا للعودة لتقديم المساعدة الفورية».

وأفاد الربيعة أن «المركز ضاعف جهوده في نطاقات الاحتياج بالسودان، حيث نفّذ منذ أبريل 2023 أكثر من 70 مشروعاً إنسانياً بتكلفة تجاوزت 73 مليون دولار، بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى». ولفت إلى تتابع الجسور الإغاثية السعودية الجوية والبحرية عبر المركز لمواجهة التحديات الملحة، التي يتم تمويلها عبر الدعم الحكومي والشعبي من خلال إطلاق «الحملة الشعبية لإغاثة السودانيين» التي تجاوزت تبرعاتها 125 مليون دولار.

جانب من الاجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان في نيويورك (واس)

وأكد المشرف على المركز أنه «بالرغم من تلك الجهود المبذولة فإن التحديات ما زالت موجودة»، منوهاً أن «تبعات الأزمة تستوجب تضافر جهود الجميع لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين دون قيود، مع تنفيذ استجابة مستدامة ومنسقة، ووصول آمن وغير مقيد إلى المناطق المتأثرة بالنزاع».

وواصل: «إننا كمجتمع إنساني ينبغي أن نتعامل مع الأزمة الإنسانية التي يشهدها السودان بعيداً عن الاعتبارات السياسية؛ فهي مأساة إنسانية تستوجب تجاوز الانقسامات»، مضيفاً: «يمكننا معاً إحداث تغيير حقيقي يضمن تمتع جميع الشعب السوداني بفرص متساوية لإعادة بناء حياتهم». وبيّن أن «السعودية مستمرة في بذل ما بوسعها لإنهاء الأزمة، والوصول إلى استقرار وأمن السودان وشعبه، ليعيش حياة كريمة».

من جانب آخر، شارك المشرف العام على المركز في الحدث الجانبي رفيع المستوى الذي نظّمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تحت عنوان «دور العمل الخيري الإسلامي في الاستجابة لأزمة اللاجئين العالمية»، حيث أكد أن هذا الموضوع «يعد من الركائز الأساسية لديننا الذي يحثّ على الصدقة والزكاة والوقف الخيري لمساعدة المحتاجين». وقال الربيعة: «إنه ترجمة لذلك كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالامتثال لتلك المبادئ».

الربيعة خلال كلمته في الحدث الذي نظّمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بنيويورك (واس)

وأضاف أن السعودية من أوائل الدول التي انضمّت إلى الصندوق الإسلامي العالمي للاجئين، الذي أطلق بالشراكة بين المفوضية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية، التابع للبنك الإسلامي للتنمية، بصفتها عضواً باللجنة التوجيهية للصندوق الإسلامي العالمي للاجئين، الذي تأسس في سبتمبر (أيلول) 2022، وقدّمت حينها السعودية مساهمة قدرها 10 ملايين دولار لحساب الصندوق الوقفي.

وأوضح الربيعة أن «أزمات اللاجئين من القضايا التي تسترعي اهتمام السعودية، ولذلك لم تدخر جهداً في دعم تلك الفئة، بالتعاون والشراكة مع الجهات المعنية بمعالجة أزمات اللاجئين»، مشيراً إلى تطلع السعودية لأن «تسهم الإجراءات التي نتخذها اليوم في استحداث آليات مستدامة تضمن تلبية الاحتياجات الأساسية لجميع اللاجئين؛ ليتمكنوا من العيش بأمان وكرامة في الدول المستضيفة حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بأمان».

وأهاب بالدول الشقيقة والصديقة أن تتقاسم معنا الأعباء في تقديم التمويل اللازم لتوفير الموارد المستدامة لبثّ الأمل بنفوس ملايين اللاجئين والنازحين، والمجتمعات المضيفة، حيث يحتاجون بشدة إلى دعمنا.

الربيعة أوضح أن أزمات اللاجئين من القضايا التي تسترعي اهتمام السعودية (واس)

إلى ذلك، بحث المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» مع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، الأمور ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالمشاريع الإغاثية والإنسانية المنفذة بين الجانبين في المجال الصحي، وآلية إيصال المساعدات الطبية للمرضى والمصابين حول العالم.

كما بحث الربيعة مع نانسي أويسي، المديرة التنفيذية للهيئة الطبية الدولية، الموضوعات ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالشؤون الإنسانية والإغاثية، وسبل تعزيز آفاق التعاون والتنسيق المشترك في العمل الإنساني، وتقديم المساعدات الطبية للمحتاجين حول العالم.

وأشاد أدهانوم وأويسي بالبرامج الطبية التي تنفذها السعودية لتحسين الوضع الصحي للمحتاجين والمتضررين في مختلف أنحاء العالم.

المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة لدى لقائه مدير منظمة الصحة العالمية (واس)

وناقش المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» مع كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، مستجدات المشاريع الإنسانية والإغاثية المشتركة بينهما لدعم فئة الأطفال حول العالم، وتقديم شتى أنواع العون الإنساني الأساسي لهم.

وأعربت راسل عن امتنان واعتزاز المنظمة بالشراكة المثمرة مع المركز، التي ساعدتهم في الوصول إلى ملايين الأطفال المتضررين في العالم ورعايتهم.

الربيعة وراسل ناقشا المشاريع المشتركة بين مركز الملك سلمان للإغاثة و«اليونيسيف» (واس)