أمانة العاصمة المقدسة تحشد طاقاتها لضمان راحة الحجاج

النظافة والرقابة الغذائية ومكافحة الحشرات أولويات الخطط

الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد (أمانة العاصمة المقدسة)
الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد (أمانة العاصمة المقدسة)
TT

أمانة العاصمة المقدسة تحشد طاقاتها لضمان راحة الحجاج

الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد (أمانة العاصمة المقدسة)
الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد (أمانة العاصمة المقدسة)

أعلنت أمانة العاصمة المقدسة اكتمال استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في موسم حج 1445هـ - 2024م، مؤكدة أن الكوادر البشرية والآليات اللازمة تم تحضيرها وتدريبها بشكل كامل؛ لضمان تقديم أفضل الخدمات للحجاج.

ووضعت أمانة العاصمة المقدسة خطة وبرنامج عمل يشمل جميع مجالات الخدمات البلدية، مع تسخير الإمكانات اللازمة كلها، والكوادر البشرية والآليات وأحدث التقنيات؛ استعداداً لتقديم أعلى المستويات في الخدمات البلدية، لتوفير الإمكانات كلها، وبذل أقصى الطاقات لأمن وسلامة وراحة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة.

وقال أمين العاصمة المقدسة، مساعد الداود، إن «تطوير جودة الحياة، وأنسنة مكة المكرمة، من الأهداف الرئيسية التي نعمل عليها، وفي هذا الإطار عملنا على إعادة تخطيط وتصميم مناطق الكثافة حتى تكون ملائمة لمستخدميها على اختلاف ظروفهم»، لافتاً إلى أن «الأمانة تعمل على أنسنة نحو 4 آلاف مسكن مخصصة للحجاج بطاقة استيعابية إجمالية 1.7 مليون حاج، في حين يتم تطبيق أحدث التقنيات للرقابة على النظافة وإدارة النفايات، واستخدام الكاميرات الذكية في ذلك».

وعن عمليات الإصحاح البيئي ومكافحة الحشرات والآفات بيّن الداود أن عمليات الرش وغيرها مستمرة، في حين تتعاون أمانة العاصمة المقدسة مع شركة «كدانة» في تجويد إنشاء أبراج منى، وإعادة البنى التحتية وتصميم الخيام.

وبحسب الأمين، يوجد في مكة والمشاعر المقدسة 328 مطبخاً مركزيّاً مرخصة لتقديم الإعاشة، وهي مجهزة حسب المعايير والاشتراطات، في حين يتم التحقق من سلامة الغذاء عبر 450 مراقباً، ومختبرات ثابتة وأخرى متنقلة لفحص العينات، ويتم أيضاً فحص مصادر المواد المستخدَمة في صناعة الغذاء بما فيها مصادر اللحوم.

ولفت الداود إلى أن المراقبين ينفذون 4 زيارات يومية على كل مطبخ؛ للتأكد من عدم وجود مخالفات، والتحقق من النظافة، مشيراً إلى أن الخدمات البلدية في المشاعر خاضعة للرقابة عبر 1500 مراقب يتنقلون عبر الدراجات والطائرات العمودية وغيرها، وتشمل أعمال الرقابة الغذائية المباني والمطاعم والإعاشة والقطاع التجاري.

الكوادر البشرية

وجهّزت الأمانة كادراً بشرياً يبلغ قوامه 22 ألف فرد بين إداريين ومهندسين وفنيين وعمالة مدربة، مدعومين بفرق مساندة من بعض القطاعات والبلديات والأمن العام والمجاهدين والكشافة، إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيّين المؤقتين، مع تجهيز أسطول ضخم من الآليات والمعدات ذات التقنيات العالية والاستخدامات المتعددة، حيث بلغ عدد منسوبي أمانة العاصمة المقدسة 3 آلاف و48 فرداً، إضافة إلى 2600 فرد من منسوبي مقاولي التشغيل والصيانة والإنارة ونظافة المرافق ووحدات الذبح.

أما منسوبو مقاولي النظافة، فيبلغ عددهم أكثر من 16500 فرد موزعين بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إضافة إلى 1175 من منسوبي مقاولي الإصحاح البيئي، و300 فرد مساندين من الكشافة و500 فرد مراقبين صحيّين ومراقبين مؤقتين، بالإضافة إلى 367 مراقب إعاشة و110 من مندوبي البلديات المرتبطة، كما قامت الأمانة بتجهيز بلدياتها الفرعية، البالغ عددها 13 بلدية و3 بلديات تابعة، إضافة إلى 28 مركز خدمات بالمشاعر المقدسة، وهي موزعة توزيعاً جغرافياً بحيث تغطي كامل منطقة المشاعر، وتم تزويدها بكل ما تحتاجه من الأجهزة والآليات والقوى البشرية.

87 ألف حاوية وأكثر من 13 ألف عامل نظافة يعملون بنظام الورديات على مدار 24 ساعة (أمانة العاصمة المقدسة)

النظافة ورفع النفايات

ضمن خطة أمانة العاصمة المقدسة التي تهدف إلى تحديث وتطوير أعمالها كافة، خصوصاً فيما يتعلق بالنظافة العامة والإصحاح البيئي، هيأت الأمانة عدداً من الصناديق الكهربائية الضاغطة للنفايات، التي يتم بواسطتها الحفظ السليم للنفايات لتلافي أضرارها بهدف حماية البيئة مما ينتج عن تحللها، وهي خطة تهدف إلى تخزين النفايات بشكل مؤقت في المشاعر المقدسة بعد كبسها بطرق صحية آمنة، وذلك لتفادي صعوبة نقلها إلى خارج المشاعر، وصعوبة حركة السيارات خلال فترة الازدحام، ليتم تفريغها بعد الموسم ونقلها إلى المرامي العامة، واختصار مسافات ورحلات المعدات، وبالتالي إمكانية تشغيل المُعدة في عمل دورات أكثر.

وتم تجهيز الصناديق الكهربائية الضاغطة للنفايات، البالغ عددها 1135 صندوقاً بسعة 10 أطنان للصندوق الواحد، وعدد 113 من المخازن الأرضية، حيث تستوعب في مجملها تخزين أكثر من 14 ألف طن من النفايات يتم تخزينها بشكل مؤقت بعد كبسها، إضافة إلى 9 شاحنات كبيرة ضاغطة و4 محطات انتقالية، كما تم توزيع نحو 87 ألف حاوية بأحجام مختلفة في جميع نواحي المشاعر المقدسة، مع توفير أكثر من 13 ألف عامل نظافة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وتم تجهيز أحدث الآليات والمعدات مثل الضواغط والمكانس الآلية والقلابات والبوبكات وغيرها، مع التركيز على الآليات ذات الأحجام الصغيرة والاستخدامات المتعددة لسهولة استخدامها في المناطق المزدحمة وفي أوقات الذروة، وسيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة وذلك بنظام الورديات المتداخلة، وشكّلت الأمانة عدداً من الفرق المركزية لمتابعة أعمال النظافة ورصد الملاحظات ومواجهة أي حالات طوارئ أو دعم أي منطقة في حالة الحاجة، وتم دعم المشاعر المقدسة بالعدد الكافي من المراقبين والمشرفين والمعدات اللازمة.

أمانة العاصمة المقدسة تحشد طاقاتها البشرية والآليات لضمان راحة الحجاج (أمانة العاصمة المقدسة)

مراقبة المحلات الغذائية والمطاعم

أما في مجال التراخيص والامتثال ومراقبة المحلات الغذائية، وضعت الأمانة خطة رقابية لمتابعة الأسواق والمحلات الغذائية والمطاعم ومتعهدي الإعاشة والرقابة الميدانية على مدار الساعة؛ للتأكد من سلامة المواد الغذائية المعروضة والمتداولة واستمرارية استيفائها للاشتراطات ونظامية العاملين بها ومقدمي الوجبات.

وتم تشكيل عدد من الفرق الرقابية للقيام بالجولات الميدانية المستمرة وعلى مدار الساعة، وسحب وتحليل العينات الغذائية بواسطة أجهزة الكشف السريع؛ للتأكد من صلاحية المواد المستخدمة كزيوت القلي ومواد النظافة وسلامة الأدوات المستخدمة، والإشراف على تثقيف وتوعية العاملين في تلك المنشآت.

وجهّزت الأمانة عدداً من المختبرات المركزية والمتنقلة، التي تعمل بتقنيات عالية بواسطة كوادر وطنية متخصصة، وتصل الطاقة التشغيلية للمختبر المركزي إلى أكثر من 700 عينة في اليوم الواحد، إضافة إلى 3 مختبرات متنقلة حديثة، وتعمل بتقنيات عالية سيتم إيقافها في المناطق المزدحمة للقيام بتحليل عينات الأغذية والمياه وإصدار نتائج الفحص بشكل سريع، وكل مختبر يمكن أن يحلل 150 عينة يومياً، تشمل عينات الأغذية والمياه.

نظافة المجازر

تقوم الأمانة بالإشراف على تشغيل ونظافة المجازر بالمشاعر المقدسة التي يتم تشغيلها عبر مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، ووفق أعلى الطاقات التشغيلية خلال الموسم، وهي 7 مجازر في منطقة المعيصم، تعمل بطاقات تشغيلية عالية، وتستوعب في مجملها أكثر من مليون و20 ألف رأس خلال الموسم.

تشغيل وصيانة المرافق البلدية

‏جهّزت الأمانة عدداً من الفرق الميدانية، التي تعمل على مدار الساعة للإشراف والمتابعة على أعمال صيانة وتشغيل المرافق العامة، المتمثلة في شبكات الطرق والإنارة والجسور والأنفاق وشبكات تصريف السيول والحدائق والمسطحات الخضراء ودورات المياه والمباني الحكومية والمرافق العامة كافة؛ للتأكد من سلامتها واستخدامها بكفاءة عالية خلال الموسم.

ويوجد في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أكثر من 33000 شارع رئيسي وفرعي، تتجاوز أطوالها 8500 كيلومتر معبدة، و58 نفقاً يبلغ طولها الإجمالي 35 كيلومتراً، وكذلك الجسور البالغ عددها نحو 105جسور بأطوال وتصاميم مختلفة، وشبكات تصريف السيول البالغ طولها 550 كيلومتراً تحت الأرض، وشبكات الإنارة التي تضم أكثر من 114 ألف برج وعمود مختلفة الأطوال، إضافة إلى عدد من مجمعات دورات المياه والحدائق والمرافق العامة، وجميعها تحظى بمتابعة مستمرة من خلال المقاولين المكلفين تشغيلها لضمان تقديم الخدمات على مستوى عالٍ خلال الموسم وأولاً بأول، كما تمّ تخصيص فرق فنية لمعالجة البلاغات الواردة عن طريق عمليات الأمانة بشكل سريع.

وحدة للطوارئ وفرق للمساندة موجودة على مدار 24 ساعة (أمانة العاصمة المقدسة)

إضافة إلى تخصيص وحدة للطوارئ وفرق للمساندة موجودة على مدار 24 ساعة، وهي مزودة بالأفراد والمعدات لمواجهة الحالات الطارئة كالحرائق والانهيارات والأمطار، وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة من خلال ضباط الاتصال بالأمانة.

وإجمالاً، فإن قطاعات الأمانة ومرافقها وقواها البشرية والآلية كافة أصبحت في جاهزية تامة، مع الاستمرار في بذل مزيد من الجهد من أجل راحة وطمأنينة ضيوف الرحمن، والوصول إلى تحقيق تطلعات وتوجيهات قيادة هذه البلاد المباركة.


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

شدّدت السعودية، الخميس، على أهمية تعزيز التعاون الدولي على الأصعدة كافة لمواجهة التحديات البيئية، ومضاعفة الجهود للحد من تدهور الأراضي، وتقليل أثار الجفاف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

أكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» أن السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى شعب السودان منذ بداية أزمة بلادهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)

دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

أعرب وزراء خارجية الخليج وأميركا عن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل على حدود 1967.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جوائز بقيمة 3 ملايين ريال سعودي تنتظر الفائزين في مسابقة «المسرح المدرسي» (موقع هيئة المسرح والفنون الأدائية)

انطلاق مسابقة «المسرح المدرسي» بالسعودية... وترقب النتائج في نوفمبر

انطلقت مسابقة «مبادرة المسرح المدرسي» التي تشارك فيها ألف مسرحية قصيرة من إعداد الطلاب والطالبات من جميع المدارس التابعة لإدارات التعليم على مستوى السعودية بعد…

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي جانب من اجتماع اللجنة الوزارية العربية والإسلامية مع أمين عام الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

«الوزارية العربية الإسلامية» تبحث مع غوتيريش تفعيل الاعتراف بدولة فلسطين

بحثت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن تطورات غزة مع أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، دعم الجهود الرامية إلى تفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
TT

دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)

أعرب وزراء خارجية الخليج وأميركا، الخميس، عن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل على حدود 1967، مع تبادل الأراضي المتفق عليها بين الطرفين، وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً ومبادرة السلام العربية لعام 2002.

جاء ذلك في البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري المشترك بنيويورك، حيث أكد الوزراء التزامهم بالشراكة الاستراتيجية بين «مجلس التعاون» والولايات المتحدة، والبناء على إنجازات الاجتماعات الوزارية السابقة، بما فيها الأخير الذي استضافته الرياض نهاية أبريل (نيسان) الماضي، لتعزيز التشاور والتنسيق والتعاون بجميع المجالات.

القضية الفلسطينية - الإسرائيلية

وشدد الوزراء على ضرورة عودة جميع المدنيين النازحين بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديارهم، معتقدين أن السلام الدائم سيكون الأساس لمنطقة أكثر تكاملاً واستقراراً وازدهاراً، ومشددين على الحاجة لتكثيف الجهود لتعزيز القدرات والفاعلية والشفافية داخل السلطة الفلسطينية وفقاً للآليات المتفق عليها.

وأكدوا ضرورة وجود حكم موحد بقيادة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تحت «السلطة»، مجدّدين التزامهم بدعم تطلعات الفلسطينيين لتقرير المصير، وأن يكونوا في قلب الحكم والأمن بغزة بعد الصراع، ودعم تحسين نوعية حياتهم عبر المساعدات الإنسانية، وتسريع النمو الاقتصادي الفلسطيني.

وأبدوا قلقهم العميق إزاء ارتفاع مستويات عنف المستوطنين والمتطرفين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، مشددين على ضرورة محاسبة الجُناة، والامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب، بما فيها التوسع الاستيطاني، التي تعوق آفاق السلام والأمن الحقيقيين للإسرائيليين والفلسطينيين.

ونوّه الوزراء بأهمية حماية جميع الأماكن المقدسة وأماكن العبادة، فضلاً عن الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للقدس، مع الاعتراف بالدور الخاص للأردن في هذا الصدد.

غزة

وتعهّدوا بالعمل معاً للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، بما يتفق مع المعايير التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو (أيار) الماضي، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم «2735»، داعين الأطراف للامتناع عن الأعمال التي تقوّض الجهود الرامية لتحقيق تقدم بالمسار الدبلوماسي.

وأشاد الوزراء بجهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر وأميركا، مشددين على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقوانين الدولية، والالتزامات المتعلقة بحماية المدنيين.

وأشاروا إلى الدعم السخي الذي قدمته دول الخليج وأميركا لإيصال المساعدات لغزة، مؤكدين على الدور الأساسي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في توزيع المساعدات المنقذة للحياة، داعين لزيادة سريعة في إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق، بما فيها الغذاء والمياه والرعاية الطبية والوقود والمأوى.

جانب من الاجتماع الوزاري الخليجي - الأميركي المشترك في نيويورك (واس)

وشدّد الوزراء على الحاجة الماسة لاستعادة الخدمات الأساسية وضمان الحماية للعاملين بالمجال الإنساني، وقيام جميع أصحاب المصلحة بتسهيل شبكات توزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة على وجه السرعة وإيصالها لتخفيف معاناة الفلسطينيين، مؤكدين ضرورة أن تضمن جميع الأطراف سلامة وأمن العاملين بالإغاثة.

وأكدوا أيضاً أهمية توصل مصر وإسرائيل إلى اتفاق لإعادة فتح معبر رفح لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لغزة، ملتزمين بمواصلة العمل معاً في جوانب الحوكمة والأمن والتعافي المبكر بالقطاع.

إيران

أعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء التصعيد الأخير بالمنطقة وتأثيره السلبي على الأمن والاستقرار الإقليميين، مؤكدين أهمية الامتثال للقانون الدولي، واحترام سيادة الدول واستقلالها السياسي وسلامة أراضيها. كما أعربوا عن قلقهم الشديد إزاء انتشار الصواريخ الباليستية المتقدمة والطائرات من دون طيار التي تهدد الأمن الإقليمي وتقوّض السلام والأمن الدوليين، مؤكدين التزامهم بالعمل معاً لمعالجة أنشطة إيران بالمنطقة، وتقديم الدعم للجهات الفاعلة من غير الدول الساعية لزعزعة الاستقرار.

وأعربوا أيضاً عن دعمهم للجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز خفض التصعيد. وأكد الوزراء التزامهم بضمان حرية الملاحة والأمن البحري في الممرات المائية بالمنطقة، وتصميمهم على ردع الأعمال غير القانونية التي يقوم بها الحوثيون وتهدد حياة وسلامة البحارة، وممرات الشحن، والتجارة الدولية والمنشآت النفطية بدول الخليج.

كما أكدوا دعمهم لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وجددوا دعوتهم لإيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتوقف عن التوسعات النووية التي تفتقر إلى مبرر مدني موثوق، وتقويض جهود الوكالة للتحقق من سلمية برنامج طهران النووي.

ونوّه الوزراء بموقفهم أن التوترات الإقليمية ينبغي حلها بالوسائل السلمية، كما أكدوا دعمهم لدعوة الإمارات للتوصل لحل سلمي للنزاع حول «الجزر الثلاث» من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي.

اليمن

وأعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء الوضع الإنساني للسكان المدنيين اليمنيين، مشددين على ضرورة أن يسمح الحوثيون بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى كل المحتاجين.

وأشاروا إلى أن هجمات الحوثيين - داخل اليمن وخارجه - تضر بالشعب اليمني قبل كل شيء، داعين للإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين المحتجزين بشكل غير قانوني من قبل الجماعة. وطالب الوزراء بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم «2722»، مشددين على أهمية الحفاظ على الأمن البحري، والعمل الجماعي لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، والرد على الأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الخليجي - الأميركي بنيويورك (واس)

كما دعوا الحوثيين لوقف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكدوا دعمهم القوي ومشاركتهم المستمرة في عملية سلام شاملة ذات مغزى، ضمن مبادرة «مجلس التعاون»، ونتائج الحوار الوطني باليمن، وقرار مجلس الأمن رقم «2216»، لحل الصراع الطويل الأمد في البلاد.

وأشاد الوزراء بالجهود المتواصلة التي تبذلها السعودية وسلطنة عُمان لتشجيع الحوار اليمني الشامل وتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية لليمن.

الكويت والعراق

وأكدوا أهمية التزام العراق بسيادة الكويت وسلامة أراضيها، واحترام الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم «833» حول ترسيم الحدود بين البلدين، داعين لترسيم الحدود البحرية بينهما بالكامل بعد النقطة الحدودية «162»، وأن تضمن بغداد بقاء سريان اتفاقيتهما لعام 2012 بشأن تنظيم الملاحة البحرية.

وأعرب الوزراء عن دعمهم لقرار مجلس الأمن رقم «2732» بتكليف أمين عام الأمم المتحدة تسهيل التقدم نحو حل جميع القضايا العالقة بين العراق والكويت، بما في ذلك إعادة جميع الكويتيين ورعايا الدول الثالثة أو رفاتهم، والممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني.

وأشاروا إلى الدور المهم الذي تلعبه الأمم المتحدة حالياً ومستقبلاً لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1284»، وضمان التقدم المستمر في حل هذه القضايا، داعين العراق لبذل أقصى الجهود للتوصل لحل لجميع القضايا المعنية.

الشراكة الاستراتيجية

وأكد الوزراء عزمهم المشترك على المساهمة في الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي ضمن الشراكة الاستراتيجية بين «مجلس التعاون» وأميركا، وبناء علاقات أوثق في جميع المجالات، بما في ذلك التعاون الدفاعي والأمني، وتطوير نهج جماعي للقضايا الإقليمية.

وأشادوا بجهود مجموعات العمل المتكاملة للدفاع الجوي والصاروخي والأمن البحري بين الجانبين في 22 مايو بالرياض، مشددين على الدور الجوهري لمجموعتَي العمل نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما.

كما أشاد الوزراء بدراسة الإنذار المبكر التي أجراها «مجلس التعاون» كجزء من مجموعة العمل المتكاملة للدفاع الجوي والصاروخي المنعقدة في سبتمبر (أيلول) بولاية ألاباما الأميركية، كذلك بالاجتماع الخامس الناجح لحوار التجارة والاستثمار بين الجانبين في يونيو (حزيران) بواشنطن، وأقروا بأهمية الاجتماع المشترك بشأن الجولة الدراسية للمفاعلات النمطية الصغيرة في سبتمبر. وأعربوا عن اهتمامهم بمواصلة اجتماعات مجموعات العمل المستقبلية بين الجانبين.

وأكدوا أهمية مبادئ الاندماج والتسامح والتعايش السلمي للعلاقات بين الدول، كما ورد في «إعلان البحرين» الصادر بتاريخ 16 مايو الماضي، مشددين على أهمية توفير الخدمات التعليمية والصحية للمتضررين من الصراعات بالمنطقة.

وأعربوا عن إدانتهم للعنف والكراهية، بما في ذلك الكراهية الدينية، مثل «الإسلاموفوبيا» ومعاداة السامية، داعين جميع الدول لاحترام وضمان حقوق الإنسان لجميع الأفراد داخل أراضيها والخاضعين لولايتها القضائية.