واشنطن تدمر طائرة مسيّرة حوثية وصاروخاً مضاداً للسفن

تحذير يمني من تقويض السلام... وبن مبارك إلى لندن

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

واشنطن تدمر طائرة مسيّرة حوثية وصاروخاً مضاداً للسفن

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

وسط تحذيرات الحكومة اليمنية من تقويض جهود السلام بسبب تصعيد الجماعة الحوثية المدعومة من إيران ضد سفن الشحن، أعلن الجيش الأميركي تدمير طائرتين من دون طيار وصاروخ مضاد للسفن في أحدث عمليات التصدي لهجمات الجماعة.

وفيما تطالب الحكومة اليمنية المجتمع الدولي باتخاذ مواقف أكثر حزماً ضد الحوثيين لوقف إرهابهم وإرغامهم على السلام، أفاد الإعلام الرسمي بتوجّه رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك إلى لندن في زيارة رسمية للقاء كبار المسؤولين البريطانيين.

وأوضحت القيادة المركزية البريطانية، أنه في حوالي الساعة 3:41 مساءً (بتوقيت صنعاء) يوم 13 مايو (أيار)، نجحت قواتها في تدمير طائرة من دون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون.

وأضاف البيان الأميركي أنه في وقت لاحق من اليوم نفسه بين الساعة 5:51 مساءً و6:02 مساءً تقريباً (بتوقيت صنعاء)، نجحت سفينة «يو إس إس ماسون» في تدمير صاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران من اليمن فوق البحر الأحمر.

ووفق البيان الأميركي، فقد دمرت قوات القيادة المركزية طائرة أخرى من دون طيار أطلقها الحوثيون فوق البحر الأحمر، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو سفن التحالف أو السفن التجارية.

وتقرر أن هذه الأسلحة، وفق البيان، «تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً».

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الاثنين، بتلقي غارة وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية» استهدفت موقعاً في مطار الحديدة الساحلية، وهو مطار خارج عن الخدمة منذ سنوات، دون الحديث عن تفاصيل أخرى.

طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)

وتهاجم الجماعة المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومحاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، وأعلنت الأسبوع الماضي توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

وفي أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، زعم أنه «ليست هناك خطوط حمراء» تحول دون تنفيذ الهجمات، وتبنى مهاجمة 112 سفينة، مدعياً أن لدى جماعته «خيارات استراتيجية حساسة ومهمة ومؤثرة، وأنها لا تكترث لكل التهديدات التي تلقتها ومستعدة لكل الاحتمالات».

مع تهديده بمرحلة خامسة من التصعيد، أقرّ بأن جماعته استغلت الحرب في غزة لمزيد من التعبئة والتجنيد، حيث بلغ عدد المتدربين في التعبئة والتأهيل العسكري 296 ألفاً، داعياً إلى المزيد.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض أكثر من 450 غارة، في حين اعترفت الجماعة بمقتل 40 من عناصرها وإصابة 35 آخرين، جراء هذه الضربات.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، حيث شاركتها بريطانيا في 4 مناسبات.

وإلى جانب قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، تسببت إحدى الهجمات الحوثية، في 18 فبراير (شباط) الماضي، بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

تقويض السلام

وفي موازاة ذلك، جددت الحكومة اليمنية تحذيرها من تقويض الحوثيين جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وفق ما جاء في بيان المندوب لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي خلال جلسة كان مجلس الأمن استمع خلالها إلى إحاطة المبعوث هانس غروندبرغ.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك استقبل في عدن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ (سبأ)

وقال البيان إن «الميليشيات الحوثية الإرهابية، بدلاً من التعاطي والتفاعل الإيجابي مع جهود السلام وخريطة الطريق التي تم التوصل إليها بجهود السعودية وعمان، اختارت نهج التصعيد والإرهاب والقرصنة واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، والتهديد باستهداف السفن في البحر الأبيض المتوسط، والمنشآت النفطية في مأرب، ما ينذر بتقويض جهود ومساعي السلام ومفاقمة معاناة اليمنيين».

وشدّدت الحكومة اليمنية على أهمية إعادة النظر في طريقة التعاطي مع الحوثيين لإحياء مسار السلام، وقالت في بيانها إن «من أسباب الإخفاق في حل الأزمة حتى الآن، أسلوب تعامل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مع سلوك هذه الميليشيات، وعدم التنفيذ الفعّال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وكل الاتفاقات والالتزامات والتفاهمات في إطار عملية السلام المنشودة، وآخرها اتفاق الهدنة الإنسانية واتفاق استوكهولم».

المبعوث الأممي إلى اليمن يحيط مجلس الأمن عبر الاتصال المرئي بآخر جهود السلام (أ.ف.ب)

وقال البيان اليمني إن «من مرتكزات السلام المستدام في اليمن هو وجود شريك حقيقي وجاد يقدم مصلحة الشعب على مصالحه، ويؤمن بالشراكة السياسية والحقوق المتساوية لجميع اليمنيين ويتخلى عن الاصطفاء وخيارات الحرب والعنف، ويحترم القواعد والمواثيق والأعراف الدولية».

وأضاف البيان أن «أي مشروع للتسوية السياسية لكي يكون قابلاً للحياة والاستمرار، لا بد أن يتضمن هذه الأسس حتى لا تصبح التسوية السياسية عاملاً لدورات جديدة من عدم الاستقرار والحروب الداخلية، ومصدراً لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي».

ومن المقرر أن يناقش رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع المسؤولين البريطانيين خلال زيارته إلى لندن، آخر التطورات في بلاده، في سياق السعي لاستجلاب مزيد من الدعم البريطاني.

وسيلتقي بن مبارك، وفق بيان رسمي، وزير الخارجية والكومنولث والتنمية البريطاني ديفيد كاميرون، ووزير الدفاع غرانت شابس، ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا والكومنولث اللورد طارق أحمد، ومسؤولي المنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن.


مقالات ذات صلة

إيران تشدّ أزر الحوثيين عقب الضربات الإسرائيلية والأميركية

العالم العربي دخان يتصاعد من محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات إسرائيلية (رويترز)

إيران تشدّ أزر الحوثيين عقب الضربات الإسرائيلية والأميركية

سارعت إيران إلى الاطمئنان على الحوثيين وشَدّ أزرهم إثر الضربات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، فيما أكدت الجماعة مضيها في التصعيد، وعدم تأثر قدرتها العسكرية.

علي ربيع (عدن)
الاقتصاد «مجلس الأعمال السعودي - اليمني» يعقد اجتماعه في مكة المكرمة بحضور 300 رجل أعمال (الشرق الأوسط)

«مجلس الأعمال السعودي - اليمني» يتطلع للمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية المشتركة

ضمن السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، يقود «مجلس الأعمال السعودي - اليمني» برئاسة الدكتور عبد الله بن محفوظ مبادرة «رؤية سعودية وتنمية يمنية».

أسماء الغابري (جدة)
العالم العربي مسلحون حوثيون يردّدون «الصرخة الخمينية» خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

حملة يمنية تدعو إلى ملاحقة قادة الانقلاب بصفتهم «مجرمي حرب»

أطلق الناشطون اليمنيون حملة واسعة تسلط الضوء على جرائم الجماعة الحوثية المدعومة من إيران مع دعوة المجتمع الدولي إلى ملاحقة قادة الميليشيا بصفتهم «مجرمي حرب»

علي ربيع (عدن)
العالم العربي القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 

الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب

بدعوى مواجهة هجوم إسرائيلي متوقع استنفر الحوثيون قوتهم في ثلاث محافظات يمنية ودفعوا بها نحو محافظة إب التي تشهد احتقاناً شعبياً غير مسبوق نتيجة انتهاكاتهم.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

أميركا تخسر أولى مقاتلاتها منذ بدء ضرباتها ضد الحوثيين

أعلن الجيش الأميركي تدمير منشأة للصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة في صنعاء قبل أن يؤكد تحطم أولى مقاتلاته بالخطأ منذ بدء ضرباته الجوية لإضعاف قدرات الحوثيين

علي ربيع (عدن)

العيسى يلتقي البابا في روما ويدشن «جائزةَ الدراسات الإسلامية واللغة العربية»

العيسى يبحث مع بابا الفاتيكان عدداً من الموضوعات ذات التعاون والاهتمام المُشترَك (الشرق الأوسط)
العيسى يبحث مع بابا الفاتيكان عدداً من الموضوعات ذات التعاون والاهتمام المُشترَك (الشرق الأوسط)
TT

العيسى يلتقي البابا في روما ويدشن «جائزةَ الدراسات الإسلامية واللغة العربية»

العيسى يبحث مع بابا الفاتيكان عدداً من الموضوعات ذات التعاون والاهتمام المُشترَك (الشرق الأوسط)
العيسى يبحث مع بابا الفاتيكان عدداً من الموضوعات ذات التعاون والاهتمام المُشترَك (الشرق الأوسط)

بحَث الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الدكتور محمد العيسى، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عدداً من الموضوعات ذات التعاون والاهتمام المُشترَك، وذلك خلال لقاء جمع الجانبين في مكتب البابا بالفاتيكان.

البابا فرنسيس يستقبل الدكتور العيسى في مكتبه بالفاتيكان (الشرق الأوسط)

وفي إطار زيارته إيطاليا، منحتْ جامعة بولونيا الإيطالية الحكومية العريقة تاريخيّاً وأكاديميّاً الدكتور العيسى الزمالةَ الفخريةَ لِما بعد الدكتوراه الفخرية في القانون، في احتفاء كبير حضرَهُ رئيسُ الجامعة، وعميدُ كلية الحقوق، وعددٌ من الأكاديميين، والقيادات الإسلامية الإيطالية، والفعاليات الكاثوليكية.

جانب من الاحتفاء الكبير بمنح العيسى الزمالةَ الفخريةَ لِما بعد الدكتوراه الفخرية في القانون (الشرق الأوسط)

وجاء المَنْح تقديراً لجهوده في الإسهام بإنفاذ أهداف ميثاق الأمم المتحدة، بما يمثِّله من أملِ شعوب العالَم نحو السَّلام، ومن ذلك: الحدُّ من التوتُّرات بين الثقافات، وبناء الجسور بين المجتمعات الإنسانية على أساسٍ من التفاهم حول الاختلافات، والتعاون في المشتركات، وهو ما يدعم جهود السّلم والصّداقة بين الشعوب من خلال مبادرات متعددة وفعالة.

وأكّد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أنّ حيثيات منحه الزمالةَ الفخريةَ العُليا لِما بعد الدكتوراه الفخرية في القانون من أعرق الجامعات الغربية، تُمثّل قِيَمنا الإسلاميّة الواجب علينا إيضاحُها للجميع، انطلاقاً من موقع المسؤولية في رابطة العالم الإسلامي، وهيئة علماء المسلمين، ورابطة الجامعات الإسلامية.

جانب من حضور رفيعٍ تَقدَّمَه رئيس وزراء الفاتيكان وأمين السر نيافة الكاردينال بيترو بارولين ورئيسة الجامعة (الشرق الأوسط)

وفي سياق الزيارة، دشّن الشيخ العيسى «جائزةَ الدراسات الإسلامية واللغة العربية» في حفلٍ بالجامعة الكاثوليكية بمدينة ميلانو الإيطالية، وذلك بحضورٍ رفيعٍ تقدَّمَه رئيس وزراء الفاتيكان، وأمين السر الكاردينال بيترو بارولين، ورئيسة الجامعة -شركاء التدشين- وكذا أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والقيادات الإسلامية الإيطالية البارزة.

الدكتور العيسى متحدثاً خلال تدشين جائزةَ الدراسات الإسلامية واللغة العربية (الشرق الأوسط)

وعدّت القيادات الإسلامية هذه الجائزة (داخل الجامعة الكاثوليكية، وهي الجامعة الأشهر عالمياً في تخصُّصها الأكاديمي ودراساته المُصاحبة) أملاً كبيراً طال انتظارُه في مثل هذه المنصّة العالَميَّة المُهمّة والمؤثرة في المجتمعات المسيحية.

وتشمل الجائزة عدةَ فروع في حقلَي: الدراسات الإسلامية، واللغة العربية، وتركِّزُ على إيضاح المفاهيم الإسلامية في عددٍ من القضايا والمسائل العلمية، وكذا دعم تعلُّم اللغة العربية والاطلاع على خصائصها وجمالها.